أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - هل لديكم تفسير؟















المزيد.....

هل لديكم تفسير؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2756 - 2009 / 9 / 1 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ـ اتصلت به أسأله عن أحوال الأهل والديار ، ثم إن كان بنيته المرور بنا هذا العام لأنه وسيلتنا الحية للتواصل، ضحك ساخراً، ثم أردف لاتعولوا كثيراً على مروري فقد صدر فرمان منع بحقي كما بحق الكثيرين مثلي، ولا ندري إلى متى سيطول أمره!، ــ هذا رجل لاينتمي لأي حزب سياسي ، ولم يسبق له أن خالف خطوط السلطة الحمراء وعلى رأي المثل ( بيمشي الحيط وبيقول يارب الستر)، لكن نظام الوطن لايستر عريه ولا يستر عري فقير، تساءلت باستغراب وألححت لمعرفة السبب وكلي يقين بأنه يخشى حتى خياله، فهل هناك من تقصده فكال له تقريراً أسوداً أضيف لمصنفه الأمني؟! ــ لا أبدا لست الوحيد هذا العام وستسمعين عن كثيرين وعن حالات أشد استغراباً، فقط لايريدونني أن أشرب فنجان قهوة مع أصدقائي القدامى، كان علي أن أعرف أني مراقب في حركاتي وسكناتي ، وعلي أن أصادق من ترضى عنهم الحكومة!...
نعم كان عليه ألا يكون أولا وقبل كل شيء مثقفاً، فالمثقف لايعرف إلا الحكي، وعندما يتحدث لابد وأن تمر أحاديثه بالسياسة وأحوال المعيشة، كأن يشكوا انقطاع الكهرباء اليومي، وشح المياه وانتظار تدفقها من الحنفية في الساعة المحددة لحارته كي يتمكن من تعبئة كل قوارير وطناجر المنزل ، فيعلم الله متى تَمُن حنفية الحكومة عليهم بخيرها العامر من ماء الوطن، ولا يحق له أن يتحدث إلى سجناء رأي سابقين وهم الأخطر على الشعور القومي وعلى هيبة الأمة ومتانة وصلابة عزيمتها في وجه الأطماع الاستعمارية( بخيرات وطننا) ـ إن بقي به خيرات ــ وكيف يتصور أن جهاز الأمن صاحب العين الرقيبة والحريصة على سلامة الوطن والمواطن وصيانته وحفظه ممن يريدونه أن يتحدث في السياسة وشؤون الاقتصاد ، وهل هذا من اختصاص المواطن؟ هل هذا شأنه؟ إذن لماذا وجدت الحكومات؟!، إن لم تسهر على رعايته والخوف عليه ممن يعبثون بعقله ويتحدثون بالكهرباء والماء والفساد والنهب، هناك قانون وأجهزة حريصة جدا على تطبيق القانون...بحق من تسول له نفسه خرق قانون حماية المستهلك من لسانه كي لايستهلك هواء كثيراً وأوكسجينا ملوثاً بالسياسةــ أن يكون ملوثاً بكل أنواع الفيروسات والجراثيم، لايهم إن انتشرت الكوليرا وانفلونزا الطيور والخنازير ...إنه أمر طبيعي ــ أما تحويله لتقصير حكومي أو فساد إداري ، أو عجز مالي أو أو ..هنا يخرق خطوط القانون الحمراء وعليه أن يتأدب وتأديبه بمعاقبته، وليحمد ربه أنه لم يُزج به في السجن وتكتفي الحكومة وأمنها الساهر بمنعه من المغادرة حتى لايطول لسانه أكثر هناك في عالم الكفر، وتُجَنبه الإدارة الأمنية الإساءة للوطن وتبعده عن جرم " نشر أنباء كاذبة بحقه"...إذن في النهاية المنع حسب ماتراه الحكومة هو لصالحه، هل أنتم معي في التفسير؟
ــ سافر العام الماضي زار أصهاره وولده في بلاد الغربة، لم يعترضه أحد ، يفوق السبعين ، ذهب للجوازت وجدد وثيقة سفره، لم يقال له أن منعاً ما بحقه أو قرارا ما صدر من هذه الجهة الأمنية أو تلك، ابتاع بطاقة سفره للجهة المقصودة وحصل على فيزا البلد..في المطار فقط طُلبوا إليه العودة من حيث أتى، فلا يحق له المغادرة، إنه ممنوع!
وقف الرجل العجوز حائراً، لكن حيرته والأسئلة العالقة في حلقه لم تدم طويلاً، فهو سوري ابن سوري، ويعرف ماذا يعني أن تنتمي لسورية اليوم...فأنت محكوم بالمنع ومهدد بالسجن والقمع وكم الفاه دوماً وأبداً، تلتفت كلما مشيت يمنة ويسرة مطأطأ الرأس مكفهر السحنة تعلو قسماتك كل هموم الأرض، لكنك تبتسم ومجبر على الابتسام والحمد والشكر نيالك لأنك سوري ابن سوري نيالك كنت تقولها زمان بفخر لكنك تقولها اليوم بقهر..
ـــ هو لم يستغرب ولم يصاب بالعجب ، لكن ابنه وابنته الناعمين بعيشة الغرب وهناء وعذوبة الحرية، انتظروه في اليوم المحدد فلم يحضر، هاتفهم ليقول لاتنتظروا قدومي، ووكلوها على الله...لكن لماذا؟ ماذا فعلت؟ نعم كان سؤالهم ماذا فعلت، وليس لماذا فعلوابك هكذا؟ الجواب والله لم أفعل شيئاً، لكنه يبدو لي وحسبما سمعت من كثيرين هذا العام أن المنع سيطال كل من يصادق مثقفاً أو سجيناً سابقاً أو كاتباً، وكل من ينتمي لأسرة من أسرهم، أو من يقرأ كثيرا أو من يتجرأ ويكثر من مصادقة مثقفين والدردشة معهم حول فنجان من القهوة...أقسم لكم يا أولادي أني رجل عجوز لم يمارس السياسة ولا ينتمي لحزب ، لكني ربما أتجرأ في لقائي بأصدقائي كما نتجرأ جميعنا عن الحديث في هموم الناس، همومنا اليومية والمعاشية، هذا كل مافي الأمر، وثقوا أن جميع من ألتقيهم وأعرفهم ممنوعون من المغادرة مثلي ..هذا هو الجديد في حياتنا، ألا تريدون التجديد وأن تسمعوا بالجديد؟...هذا هو التجديد في حياة المواطن السوري...
ــ المحامي مهند الحسني، ناشط حقوقي يدافع عن حقوق الانسان السوري ويرأس المنظمة السورية لحقوق الإنسان" سواسية" يعرف تمام المعرفة، أنه في بلد لايحكمه قانون حتى لو قالوا وزعموا أنهم يطبقون القانون، لكنه اعتقد أنه بمأمن كونه لم يخرق حتى قانون الخطوط الحمر، وبحكم مهنته وضميره الحقوقي اندفع بحماس لحضور المحاكمات التي تتم في المحكمة العسكرية لأمن الدولة ــ علماً أنها محكمة علنية ــ تجرأ وحضر ودَّوَن مجريات المحاكمات، مُزقت ملاحظاته بأمر من رئيس المحكمة ــ المولودة طبعاً مع ولادة قانون الطواريء والتي لم تشيب أو تعزل ــ استدعي للمرة الأخيرة، فقبلها العديد من الاستدعاءات التي اتخذت طابع التذكير والتهديد، لكنها هذه المرة كانت تعني السجن، وزُج به في سجن دمشق المركزي " عدرا" ليلتحق بسجناء الرأي وإعلان دمشق وبزميله في المهنة والنشاط " أنور البني" وباعتباره من نفس طينة المتهمين ب" إضعاف الشعور القومي ووهن عزيمة الأمة، ناهيك عن نشر أنباء كاذبة" كلها جاهزة ومعدة.
لم نصاب بالدهشة ولا نبحث عن تفسير،" فالمعنى بقلب الشاعر" ــ كما يقول المثل ــ لكن الأغرب على مسامعكم والأعجب، الذي لايقبله عقل ولا منطق ولا تعرفه أصول وقوانين، هو موقف نقابة المحامين السوريين واتحادها العظيم، فقد أوجدت النقابات عبر التاريخ العالمي من أجل الدفاع عن أعضاء النقابة والانتصار لحقوقهم وسحبها من فم الذئب كما يقال، إلا عندنا...إلا في بلدنا "الممانع الثوري المقاوم"، فالنقابة تمثل السلطة والمدعومين منها سواء كانوا أرباب عمل ، أو أصحاب نفوذ، لهذا لم يكفِ محمد الحسني التهم الأمنية ، بل زادت عليها نقابة المحامين وقامت بمحاكمته مسلكياً! باعتباره مسيئاً للمهنة " ناشرا لأنباء كاذبة تسيء لسمعة الوطن"!، وبدلا من الدفاع عنه واختيار أفضل محاميها لنصرته، حركت النقابة في فرعها الدمشقي " دعوى جزائية " ضده بعد اعتقاله مباشرة من قبل فرع أمن الدولةشهير السمعة والصيت، باعتباره ينشر أنباء كاذبة توهن نفسية الأمة وينتمي لجمعية سرية!
ويقصد بها منظمة سواسية!...هل لديكم تفسير لآخر صرعة من صرعات النقابات السورية؟
ــ علي فرزات، ومن منكم لايعرف رسام الكاريكاتير الشهير ويعتبر من أعظم رسامي الكاريكاتير في العالم العربي ، لاتنشر له أي صحيفة من صحف وطنه السوري، لاكونها لاترغب..بل كونها لاتجرؤ، دور النشر والصحافة لاتغلق أمامه كونه ينشر في الوطن الكويتية وفي اللوموند الفرنسية ...أي خارج حدود وطنه...المهم أن يحرم من ريشته وإبداعه المواطن السوري...لماذا؟ فسروا ...
ــ هذا الصيف فقط منعت عدة أعداد من صحف عربية تدخل سورية ويعتبرها النظام من الصحف الموالية والمقربة له، فقد منع العدد " 11382 " من صحيفة السفيرالصادر في 29 ــ 8 ــ 2009 والعددين 907 و 908 من صحيفة الأخبار اللبنانية كذلك بالاضافة ل26 عدد من الصحيفة السورية الأسبوعية جريدة الخبر من أصل 67 عدد..هذا بقرار من وزارة الإعلام السورية وحسب بيان صادر عن المركز السوري للإعلام وحرية التعبير والمنشور في موقع ( المرصد السوري )...
وحسب البيان وعلى مايبدو أن هذه الصحف تسيء لسمعة سورية في الداخل والخارج، وهي من يوهن نفسية المواطن ويضعف شعوره القومي والوطني، وهذه الصحف وكتابها يستبيحون حقوق المواطن السوري بالمعرفة وحرية التعبير عن الرأي التي كفلها القانون السوري!!!!
هذه صور تجديدية في سورية اليوم باعتبار أن انفتاحاً عالمياً يأتيها من الجهات الأربع أمريكا ، فرنسا وكافة الدول الأوربية
فالانفتاح الخارجي يقابله تشديد قبضة اليد داخلياً، لماذا ومم يخاف النظام؟ المعارضة السورية الموجودة لا تستطيع أن تحشد لمظاهرة، كل الخيوط الحساسة يمسكها النظام بيد من حديد، إذن ماذا يعني الخنق والتضييق على الحريات والحرمان من التنفس؟ ماذا يعني تكبيل المواطن رغم ضيق عيشه وعسر لقمته ، رغم انحدار النسبة الكبرى من الشعب إلى مادون الخط العالمي للفقر...لكن المزيد يتضخم، المزيد قادم ومتمركز....
مزيد من الخنق ، مزيد من الجوع، مزيد من المرض ، مزيد من السجون، مزيد من المنع...مزيد من الانفجار السكاني ، مزيد من قوانين الماضي، مزيد من الكذب والدجل، مزيد من النفاق والتدليس، مزيد من الرياء والكسب غير المشروع، مزيد من ثروات تهطل على رؤوس البعض فيرتفعون، يقابله مزيد من الإفقار والإذلال وهدر الكرامة...، وقليل.. قليل من قوانين العصر والحضارة، قليل من الحرية ، قليل من الحب، قليل من العقل ..قليل من المنطق ...قليل من الغذاء، وشح في الماء، شح في كل مايرفد الحياة يغذيها ويطورها ويحسنها، شح في المردود ، شح في المكتسب والمفيد،شح في الحق والوصول إليه، شح في الحقيقة والاعتراف بها ومواجهتها عند الفرد كما عند الجماعة، نضوب مابعده نضوب في الوعي...في الثقافة، في العقل ، في الاستعداد للتصويب والقول الصائب، نضوب في الصدق، نضوب في المحبة...نضوب في الجرأة العامة ..قصور في السياسة ، قصور في بعد النظر، قصور في النور في كل أنواع النور...تسود العتمة..تعم وتنتشر ولا يقف في طريقها الكثير من الشموع، لأن ريح الخوف مستعدة على الدوام للاقلاع والإطفاء وعليكم أن تفرحوا وأن تفهموا قصدي وشرحي، فأنا سورية من جدي حتى أبي وأحلم بالعيش في سورية الوطن الذي أعرف وأحلم لا سورية الأسد .
باريس 01. 09 . 2009





#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسانية العربية والإنسانية الغربية!
- ( باكو حرام) ...ماكو حلال
- الإصلاح بيد مَن، ومِن أين يبدأ؟
- لأجل أنور البني
- مناعة سورية ضد العدوى الإيرانية
- ضحية أخرى من ضحايا قانون الأحوال الشخصية!
- أي انصاف سيقدمه لهن قانون العار؟ ( قانون الأحوال الشخصية الس ...
- الإصلاح وقنبلة الفساد
- رحلة في حارات أدب رفيق شامي
- نحن والعالم، نحن والحضارة
- ميشيل لايشبه أحداً سواه ( إلى ميشيل كيلو)
- الإنفجار السكاني
- هل هي حرب ضد الخنازير أم ضد الأقباط؟
- منطق حكومة!
- إلى روح الشاب الرأئع جمال أبازيد
- - عيد بأي حال عدت ياعيد- بمناسبة الأول من أيار
- على المعارضة السورية أن تعيد النظر بسياستها
- المرأة والانجاب
- كلمة حق في عصر تجيير الحق لخدمة الباطل
- جمهوريات الموز والانتخابات!


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - هل لديكم تفسير؟