أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - ذكريات عبقة من الديوانية














المزيد.....

ذكريات عبقة من الديوانية


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 837 - 2004 / 5 / 17 - 03:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


وسط مركز المدينة ينتصب البيت المهيب الذي نستظل نحن المارين من تحته بالطارمة الكبيرة والأعمدة العريضة التي تسندها ، والسعة التي تحتويها الدار الكبيرة التي تطل بابها العريضة على الشارع العام للضيوف وفي الشارع الفرعي للعائلة العفيفة والثرية بأخلاقها انه بيت ( البو شنين ) .
بيت كبير تدل مهابته على مهابة العائلة الاصيلة ، بيت لشيوخ في الأخلاق والوداعة والطيبة ، أكثر منها شيوخ لعشائر في المنطقة ، وليس الكرم والألتزام مايمكن ان نصف به هذه العائلة النابتة وسط قلوب اهل المدينة ، وليس الخلق العالي والتواضع الذي عرف به كبارها وصغارها ، أنما كانت العائلة جزء لايتجزأ من تاريخ المدينة وبيتها معلماً من معالم المدينة الدافئة .
يتجسد لي صورة الرجل المهيب الشيخ كاظم شنين وهو يتميز بملابسه الأنيقه ووجهه الجميل وطوله الفارع بعد أن يفتح لنا قلبه قبل بيته في مجالس رمضان ، نستمع فيها أجمل المواعظ والقصص التي تغنينا عن مطالعة العديد من كتب التاريخ .
كان الشيخ الجليل الشيخ عزيز رحمه الله خطيباً مفوهاً ومحدثاً بارعاً يسيطر على عقولنا الصغيرة ، متواضعاً ورقيقاً لايتوانى عن الأجابة عن أسئلتنا الصغيرة وتقديم النصح والمشورة لنا ، ولم يكن يرتدي مايرتديه المشايخ والملالي ، انما كان متميزاً حتى في ملابسه .
وبيت عبود شنين من بيوتات الديوانية العبقة والجديره بالتقديروالأستذكار ، فقد ساهم البيت في تربية أجيال من المتعلمين والأساتذة والأطباء الذين تفتخر بهم المدينة ، ويحق لي أن افتخر أني درست الأٌقتصاد على يد الأستاذ المربي السيد حكمت كاظم شنين وزاملت بعمري الأستاذ جودت شنين وهو من لاعبي المنتخب العراقي لكرة السلة ومن المحكمين المتميزين ومديراً للمصرف في الديوانية ، وكنت أسمع بأسم نايف شنين كثيراً ، وكنا نحن ابناء فقراء المدينة تواقين لرؤيته وهو الذي يدرس الطب في لندن ، وتشاء الأقدار أن اجلس الى جواره في أحد المحاضرات في منتدى الكوفة بلندن لنتعارف بالصدفة . كما تردني رسائل من الدكتور رياض آل شنين من المانيا أعتز بها وتشكل مصدر فخر لي بما تحمله من عواطف نبيلة وسعة في القلب والضمير .
تميز بيت أل شنين بالألتزام الصارم والتقيد بالأعراف والتقاليد ومحبة الناس ، مثلا اشتهر رجالهم بالحكمة والخلق والمتابعة العلمية ، لذا حق أن نقول أن البيت الذي سكنته العائلة المذكورة بعد ان تشعبت وتوزعت في انحاء الأرض جدير بأن يبقى معلماً من معالم الديوانية الآثرية ، وان لاتطاله التطويرات التجارية بأن يبقى ملكاً للدولة تستملكه من أصحاب الشأن برضاهم ووفق منطق الأستملاك الرضائي القانوني ، وأن يقوم هذا الرمز الذي لاتملك المدينة الفقيرة أي رمز غيره وبأستثناء بيت اليهودي ساسون الذي أصبح في يوم ما محكمة الديوانية قبل أن تنتقل الى بنايتها الجديدة .
كما أن بقاء هذا الرمز التراثي بعد ترميمه يمكن أن يكون متحفاً لأنتفاضة الديوانية الخالدة في آذار 1991 وتاريخ الشهداء ، بالأضافة الى كونه تكريم منطقي وفاعل لأسرة من أطيب العوائل في هذه المدينة الطيبة .
لم تترك عائلة البو شنين غير الذكر الطيب والسمعة العالية والمثال النموذجي لخلق ابناء الفرات الأوسط ، ولم تترك عائلة البو شنين في ذاكرة الطيبين غير أن يترحم المرء على موتاهم ويترحم على تلك الأيام الطيبة في المدينة الطيبة .
حقاً كانت المدينة تتشرف وتفتخر بهذه العائلة ، وكان بيتهم الواقع في قلب المدينة يضم تحت سقفه في خارجه موقعاً معروفاً لشباب المدينة حيث يقيم ( الملا ) وهو بائع حب الرقي بكل أنواعه وبأسعار رخيصة تتناسب مع جيوب الفقراء .
وبقيت العائلة مابقي الضمير في نفوس الطيبين من اهل الديوانية .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلمة حين تقاتل عبد المنعم الأعسم
- توفير العدالة لضحايا الجريمة
- المشروع السياسي الخيالي العربي
- لنحترم حرمة بيوت الله !!
- التعذيب والقسوة في التحقيق
- التحريض في جرائم الأرهاب
- أنتحال أسم الحزب الشيوعي
- تغيير القومية
- الأسماءالمستباحة
- سبايا يزيد العصر
- اما آن لنا
- المستجير من الرمضاء بالنار
- سبايا يزيد العصر
- الشهيد الدكتور محمد زغير الأيدامي
- متى نوقف أزيز الرصاص ورعب الأطفال في العراق ؟
- احلم بعراق جديد
- الديمقراطية الأمريكية المنحرفة في العراق
- ضمير المراسل الصحفي
- أحمد منصور في الفلوجة
- نعي مناضل


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - ذكريات عبقة من الديوانية