أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - ان التحرر الحقيقي يبدء من التحرر من القومية! (كلمة حول تشديد حكومة المالكي للصراعات والتشنجات القومية)















المزيد.....

ان التحرر الحقيقي يبدء من التحرر من القومية! (كلمة حول تشديد حكومة المالكي للصراعات والتشنجات القومية)


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2745 - 2009 / 8 / 21 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح ان "عراق"هم الجديد، عراق الاحتلال والسلطة المليشياتية القومية-الطائفية، لايتحمل حل قضية كردستان ومجمل المسالة الكردية بصورة "جديدة". انه سبيل حل رفع السيوف والحراب القومية نفسه، وللاسف لاسواه. الاوضاع تجنح نحو مستقبل ومصير مجهول ومحفوف بالمخاطر والصراعات التي من المحتمل كثيرا انها لن تقف عند الاطار السياسي. ان هذا تصور كل مراقب للوضع في العراق وكردستان.
كردستان، الموصل، كركوك، خانقين، سنجار و.... كلها اصبحت مواد متفجرة لتصعيد وصراعات سياسية وغير سياسيةن تشمل اغتيالات واعمال تفجير وسعي محموم لاجل تاجيج النار والفتنة القومية. الاوضاع كلها تنذر بمخاطر ماهو قادم. لوحة متداخلة ومتشابكة من الصراعات. ان اخر تصريحات المسؤولين العسكريين بهذا الخصوص هي معبرة الى ابعد الحدود هو التلويح بنذر حرب اهلية بين المركز وكردستان، ويدعون لذلك حل هذه المسالة قبل انسحاب القوات الامريكية او بقاء قسم من هذه القوات للحيلولة دون هذا المصير، وهو الامر الذي يؤكد عليه القوميون الكرد كحماية لهم. في الوقت ذاته يتحدث المسئولون العسكريون ايضاً عن ان قضية كركوك هي على طاولة اوباما والبيت الابيض. اما طاولة الموصل بطرفيها السياسيين القوميين العرب والكرد، فانها لم تحظى بالكرم الامريكي رغم انها قضية متفجرة الى ابعد الحدود ومادة لصراع قومي خطير.
ان طرفي الصراع هم القوميون العرب والكرد. المالكي اليوم رافعاً لراية القومية العربية بعد ان بهت لون الراية الطائفية التي لم تجابه سوى بالمقت والغضب الذي تركته اثر احالة العراق الى حمام دم طائفي واعمال قتل استنادأ الى الهوية. اصطفافات جديدة جرت، وضع طيف واسع من ألذين رفعوا لحد الامس القريب راية تمثيل "السنة" جانباً ليعودوا الى عبائتهم القومي، الاصلية. اذ وجد طيف ملموس في شعارات المالكي وتوجهاته مطامحه القومية، بيد ان هناك كثر لم يهضموا بعد هذا "الانقلاب" في توجهاته ولم يأمنوا لها بعد والا فليس لديهم مشكلة مع المالكي والاصطفاف معه في خندق القومية الذي يعني اول مايعني تصفية الحساب مع كردستان. اذ ان مايجب ان يحسم، وبالاخص بعد انتخابات مجالس المحافظات وفوز المالكي فيها، هو ليس مصير كردستان، سلطة وحدود وصلاحيات كردستان، بل في الحقيقة السعي من اجل اعادة كردستان تحت مضلة الحكومة المركزية والى سلطتها مرة اخرى. المالكي الذي يتحدث لحد الامس باسم الطائفية، وكان منضويا بائتلاف على اساس طائفي، يرفع هامته اليوم للحديث باسم عراق قوي وموحد. عراق قوي موحد هو الاسم الرمزي لجعل العراق موحدا تحت سلطة وحكم حكومة مركزية تامة الصلاحيات، وبالطبع سلطته.
القوميون الكرد المنتشون بالحرب على العراق ومكاسبها، الحرب التي وضعتهم في مكانة لم يكن يحلموا بها قط طيل عمرهم السياسي، رمت باحضانهم مالا وسلطة ومنطقة واسعة يحكموا فيها ويمارسوا سلطتهم لم يدر بخلد اي منهم ولو للحظة يوما ما. طرحوا النظام الفيدرالي الهش وفرضوه على الدستور وعلى غرمائهم، وسعوا الى المشاركة بصياغة النظام السياسي للبلد بشكل يضمن اوسع مايمكن من الصلاحيات والنفوذ من جهة، وبالتالي من سلطة وثروة. شكلوا عملياً (دولة داخل دولة) مثلما يتحدث الكثيرين. اذ ان كردستان مستقلة من الناحية الواقعية من اقل من عقدين بقليل، منذ 1991. رغم ان كل هذه السلطات والمكاسب والفدرالية والدستور كلها مسائل متغيرة وليست ثابتة، بل يعاد تغييرها وتعديلها يوميا حسب التوازنات والاوضاع المتغيرة سريعاً، والتي اغلبها ليسن محلية.
انه صراع المصالح بين تيارين رئيسيين احدهم حكم العراق لعقود مديدة (التيار القومي العروبي) واخر الا وهو التيار القومي الكردي الذي تعكز على وجود ظلم قومي بحق جماهير كردستان وحمل راية المجابهة من زاوية القومية الكردية في الصراع مع القوميين العروبيين في بغداد. تاريخ مليء بالصراعات، الحروب، المساومات، الدبلوماسية وتاجيج احط المشاعر المتخلفة والمعادية للانسان.
ان صراع اليوم هم امتداد لذلك التاريخ من الصراعات. انه صراع من اجل حسم مسالة الصلاحيات والثروات والسلطة والحكم، اليوم يبرز بوصفه صراع بين الحكومة المركزية واقليم كردستان. انه صراع القوميين حاله حال هذا الصراع في مراحل العراق المختلفة، ولكن اليوم بتوازن قوى جديد يختلف كليا عن اي مرحلة من تاريخ هذا الصراع. القوميون الكرد "لايكفوا عن المطالبة بالمزيد والمزيد" على قول القوميين العرب و يقولون لهم بشتى العبارات القومية والشوفينية: مرة مثلما يصرح المطلك، وبالحقيقة يهدد بالقول "لاتمسكونا من اليد التي توجعنا، لاتروا جسمنا مريضا اليوم، فغدا نصحى ولن نترك شيء دون حساب"، اي التهديد مرة اخرى بالقتل والمذابح والمجازر، او توجيه اتهامات "ماتقومون به هو عمل دولة ودولة، حذار!" والخ من العبارات القومية الشوفينية.
يجب الوقوف بوجه تحركات الحكومة المليشياتية بتصعيد هجمتها على جماهير كردستان تحت مسميات مثل "حكومة مركزية موحدة قوية" وغيرها التي لاتعني سوى اعادة جماهير كردستان قسراً للعيش في كنف حكومة قومية-طائفية مليشياتية، حكومة عاجزة عن تامين ابسط الخدمات واكثرها بدائية واولية، ناهيك عن الحقوق والحريات السياسية والمدنية والرفاه، حكومة لا ربط لها بحرمة الانسان وكرامته، ليس لها اي رد على الملايين من المسحوقين والمعدمين في بلد يطفو على بحار من النفط.
على عمال العراق وجماهيره الداعية للتحرر والمساواة ان لاتنزلق اقدامها في هذا الصراع. هذا الصراع لايمثلهم ولايمثل امانيهم في حياة مرفهة وسعيدة، لايجلب لهم سوى الويلات والحرمان. ليس لهذا الصراع صلة بنيل اي حق او مكسب حياتي او اجتماعي. فلماذا ينخرطوا فيه او يدافعوا عنه، ناهيك عن انه يجلب المصائب لاناس اخرين لاذنب لهم سوى كونهم ناطقين بلغة اخرى. لايخلق هذا الصراع سوى مشاعر العداء والاحاسيس العدائية تجاه اناس مثلي ومثلك لاتنشد من الدنيا سوى ان تعيش بسعادة وان تنام مرتاحة البال لمستقبل اطفالها. يجعل من اللغة ومكان السكن مبرر كافي للقتل والتهجير والنفي والتهميش.
ان حكومة المالكي معادية للعمال بقدر عدائها لجماهير كردستان. ان حراب هجمتها على العمال وعلى كردستان هي واحدة لانها تهدف الى تثبيت اركان سلطتها وان هذا لايتم الابقمع كلا الطرفين. على العمال ان لايفوتهم هذا. يجب ان لايفوتهم انها هي الحكومة ذاتها التي هددت قادة عمال النفط ونقلت قادة العمال وفرضت عليهم قوانين البعث وصادرت حقهم في التنظيم والاضراب والتجمع.
يجب الوقوف بوجه هذا التصعيد وهذا الصراع وذلك لمايشيعه من اوهام والدفع بوهم ان العدو هو الذي يقف هناك، وليس الذي يقف هنا. انه يشيح الانظار عن عدونا الحقيقي، سالب الثروات وفارض الاضطهاد والقمع وانعدام الحريات والحقوق. ان العدو الذي نعاني على اياديه اشد حالات الحرمان والجوع والبطالة والفقر قبل اي شيء هو الذي يقف على هذا الطرف. انه يشوش الصراع الحقيقي في المجتمع، الصراع من اجل حياة افضل وتحويله الى صراع بين اناس ينطقون بلغات مختلفة. لايجمع عمال العراق ومسعاهم نحو الرفاه والسعادة بالمالكي شيء بنفس القدر الذي لايجمع عمال كردستان وامانيهم بحياة افضل بالبرزاني شيء.
ان القومية هي العنصرية باوضح اشكالها. ليس ثمة قومية تقدمية، ولا قومية انسانية. ان هذه اكاذيب. القومية تعني العنصرية. تعني تمييز الناس على اساس لغة، او مكان جغرافي او اي مبرر واقعي او غير واقعي. ان القومية تعني افضليتنا ودونية الاخرين، تعني ان مايربطني بك هو اكثر مما يربطني بذاك الذي لاذنب له سوى ان ولد في مكان ما او تحدث بلغة ما بعيداً بشكل تام عن ارادته واختياره. لايشرف اي امرء يدعي بذرة من الانسانية ان يصنفه احد ما بالقومية. انها راية سياسية معادية للانسان، بقدر كل الرايات الملطخة بدماء الابرياء. ان اراد المرء التحرر، عليه ان يتحرر من القومية قبل اي شيء اخر. ليس الصراع الذي يحمل رايته المالكي اوالبرزاني هو صراعنا. انه صراعهم هم من اجل السلطة والثروة ولن يكون فيه سوى القتل والحرمان نصيباً لنا! ان صراعنا يبدء من صفحة اخرى، من التخلص من النزعة القومية باحزابها وكتابها ودعاتها ومثقفيها ومفكريها... على طرفي الصراع. طالما ان زمام الامور والمبادرة بيدهم يعني ان ننعم بحياة افضل هو امر اقرب الى السراب. ان راية انسانية موجودة، راية ترفع شعار سمو الانسان موجودة، انها رايتنا، راية التحرريون والاشتراكيون، راية الحزب الشيوعي العمالي سواء في العراق او كردستان.




#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نتصدى لهجمة البرجوازية على حق الطبقة العاملة بالتنظيم!
- حول بناء حزب سياسي واجتماعي موحد ومقتدر*
- حوار مع -فارس محمود-سكرتير اللجنة المركزية حول اخر مستجدات ا ...
- مقابلة جريدة -الشيوعية العمالية- مع فارس محمود سكرتير اللجنة ...
- يجب ايقاف التلاعب بحياة اعضاء منظمة مجاهدي خلق
- انها ليست -نعم- لاوباما، انها -لا- سافرة بوجه بوش والمحافظين ...
- لاتلتهم الطعم.. المجتمع انساني.. وعلى استعداد لتلقف الشيوعية ...
- انه سلاح صدأ، ليس بوسع حكومة المالكي اخراس صوت التحرر!
- ليس بالفاشية الاوربية-المحورية تجابه الفاشية الاسلامية!
- كلما تعمق قلقهم، ازداد زعيقهم!
- الى الوراء دُر!
- ينبغي دحر سياسة حكومة المالكي بحق قادة عمال نفط العراق!
- انهم يبغون تحويل القتل ب-البلوك- الى -ثقافة المجتمع- في كردس ...
- اغتالوه لانه كان شوكة في اعين قوى الظلام!
- أسسوا فروع مؤتمر حرية العراق!
- رياء حكومة بوش!!
- كذب، رياء، عنصرية - ترهات عمار الحكيم حول الفيدرالية
- في ذكرى 24 ايلول لنصدح بصوت واحد : -يجب انهاء الاحتلال فوراً ...
- مد احتجاجي عارم يميد الارض تحت اقدام -حكومة- الطالباني- البر ...
- كلمة الى كل الذين يلتسع قلبهم لمصير الانسان في العراق!


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - ان التحرر الحقيقي يبدء من التحرر من القومية! (كلمة حول تشديد حكومة المالكي للصراعات والتشنجات القومية)