أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم حبيب - لا لتطويع الكتاب والصحفيين .. لا لكم الأفواه ...!!














المزيد.....

لا لتطويع الكتاب والصحفيين .. لا لكم الأفواه ...!!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2741 - 2009 / 8 / 17 - 10:07
المحور: حقوق الانسان
    


كتبت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانم في روايتها "أحلام الجسد" تقول بحق أن الأم تبذل سنوات عدة من عمرها لكي تعلم الطفل كيفية النطق, في حين تبذل الحكومات العربية سنوات طويلة وأموالاً طائلة لتسكت الإنسان. هكذا عاش الكتاب والصحفيون وقوى المعارضة في العراق عقوداً طويلة ومريرة يعانون من سياسة كم الأفواه أو قضاء سنوات من عمر الإنسان في غياهب السجون الصدامية وسراديب الأمن العراقي أو الهروب إلى المنافي البعيدة أو الاختفاء القسري أو العثور على جثة الضحايا في المقابر الجماعية أو عدم العثور عليها أصلاً حيث كانت قد ذوبت في أحواض مليئة بحوامض تغيب جسد الإنسان كلية, أو رمي جسد الضحية, حياً كان أو ميتاً, في مكائن فرم هائلة تفرم اللحم والعظام وترمي بها إلى قنوات ماء حيث تتغذى عليها الأسماك!
لقد عاش الشعب المرارة والهزيمة والانسحاق, عاش الظلم والاضطهاد والقهر اليومي, عاش الألم والدم والدموع, عاش الجوع والحرمان, حمل الكثير من بنات وابناء الشعب على أكتافه البنادق لمقارعة المستبدين في أرض العراق. مات الكثير من الناس الطيبين الذين كانوا يحلمون بغدٍ أكثر أمنا وسلاماً وازدهاراً, أكثر ديمقراطية وحيوية وأكثر إنسانية مما نواجهه اليوم.
مات الإنسان العربي وبجواره مات الكردي, ثم مات التركماني والكلداني والآشوري, مات الصابئي المندائي ومات الأيزيدي والكاكائي والشبكي, ماتوا تحت حراب الدكتاتورية. كان كم الأفواه والموت يلاحق الجميع, مات صباح الدرة وصفاء الحافظ وعائدة ياسين, مات محمد باقر الصدر وأخته بنت الهدى, مات عزيز السيد جاسم..., ابتلع الموت الكثير من العراقيات والعراقيين على مدى أربعين عاماً, إضافة إلى السنوات الأخيرة تحت حراب التكفيريين والمليشيات الطائفية المسلحة والبعث الصدامي الهامد, أفلا يكفي كل ذلك؟ هل نحن نعيش في جهنم, كما صورها لنا القرآن, التي تطالب دوماً ودون انقطاع : هل من مزيد؟
على أولئك الذين يحملون معاول الهدم بحجة الدفاع عن الدين من على منابر المساجد والجوامع والحسينيات أن يكفوا عن محاولة تكميم الأفواه, فلن نسكت بعد اليوم عن أي فاسد ومفسد, ولن نقبل بأن نُقدم كالخراف للطعن أو جز الصوف أو الذبح. لن نقبل أن نكون خرافاً ونسكت عما يجري تحت سمع وأبصار الجميع من نهب وسلب, وإذا ما تحدث أحدنا, رفع أحدهم عقيرته ناهقاً بالشتم والإهانة والتهديد والوعيد. وما أن ينتهي من خطبته حتى يجد الكاتب أو الصحفي الكاتب نفسه خارج دائرة العمل, مطرود من وظيفته, وهناك من ينفذ هذا الأمر غير الرسمي والقادم إليه من على منبر حسيني دون مناقشة, لأنه يخشى على نفسه بعد أن سمح بنشر مثل هذا المقال ضد الفساد. قيل قديماً إذا ما حلقت لحية جارك, فأقرأ على لحيتك السلام.. هكذا يتعامل بعض الناس ممن يخشون على وظائفهم من بعض الحكام والمتنفذين الحاليين, لأنهم كانوا في فترة البعث ممن رفع راية التأييد للبعث وتغني بصدام حسين أو كان مجبراً على ذلك!
الزميل أحمد عبد الحسين لم يتحدث كثيراً, كتب مقالاً قصيراً, وضع يديه على ما يتحدث به الشارع يومياً وفي كل ساعة, بل في كل لحظة. عشت ذلك في بغداد وكربلاء والحلة وفي أربيل والسليمانية ودهوك, عشت ذلك في كل مكان في أجهزة الدولة, في دائرة التسجيل العقاري وفي محاولات البعض في العودة إلى الوظائف من أجل الحصول على التقاعد رغم شرعيته, وعشت أخذ الرشوة حتى من بعض من يدعي الديمقراطية والتقدمية, بل والشيوعية. وتابعت ذلك كما عاشه الجميع في الحملة الانتخابية الأخيرة. أليس من حق صحفي عاقل ويشعر بالمسؤولية أن يكتب عما عرف به وعاشه يومياً؟
لن ينفع كم الأفواه بعد اليوم من بعض القوى التي تريد كم تلك الأفواه بكل ثمن. ولكن لم يستطع حتى صدام حسين كم كل الأفواه, رغم الموت الذي طال الكثيرين جداً من بنات وأبناء الوطن.
لنرفع صوتنا عالياً مطالبين بثلاثة مطالب لا غير في هذا المجال:
- الحرية الكاملة للصحافة والصحفيات والصحفيين وتأمين الحماية لهم من الموت والطرد من الوظيفة ومنع المحاربة بالرزق.
- الكف عن استخدام المنابر الحسينية والجوامع أو المساجد في محاربة الحريات الديمقراطية والحياة الحرة والدعاية الإيديولوجية الدينية ضد القوى الأخرى ومنها القوى الديمقراطية والعلمانية أو ضد المذاهب والأديان الأخرى.
- إعادة كل من طرد من الوظيفة بسبب غياب حرية الصحافة إلى عمله ومعاقبة قانونية لمن تسبب في ذلك, ومنهم السيد أحمد عبد الحسين.
وحين لا تقوم الحكومة بذلك علمنا ممارسة اسلوب الإضراب السلمي والتظاهر السلمي لإيصال صوتنا إلى المجتمع العراقي والدولي في آن لينتصر لنا, ونفرض بأسلوب سلمي وديمقراطي مطالبنا المشروعة والعادلة...
16/8/2009 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي كشف عنه أحمد عبد الحسين لينحى ويُهدد بأسوأ العواقب؟
- القوى الديمقراطية العراقية وحساب الشعب العسير !!
- المرأة العراقية وأختها في مناطق أخرى من العالم!
- التجمع العربي لنصرة القضية الكُردية يشجب العدوان التركي الجد ...
- رسالة مفتوحة موجهة للقوى السياسية والشعب الكردي الصديق في ال ...
- -الزنگين يأكل, والفقير جوعان وبالضيم حاله ... ملينه يا ناس و ...
- هل أغلقت كل الطرق أمام معالجة المشكلات بين الحكومة الاتحادية ...
- تهنئة بحلول العيد الكبير للصابئة المندائية من الأمانة العامة ...
- من أجل حملة عالمية لوقف الإرهاب ضد المسيحيين في العراق, من أ ...
- هل من حظ لعقد مؤتمر عام للقوى الديمقراطية والعلمانية واللبرا ...
- هل الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسير على طريق الصَّد ما ردّ ...
- إرهابيون قتلة يحصدون أرواح الناس, ودعاية انتخابية حكومية تتح ...
- هل من روية جديدة لخوض الانتخابات العامة القادمة في العراق؟
- في الذكرى 51 لثورة تموز/يوليو 1958 - الدروس والمهمات الراهنة
- أوضاع العراق والدعاية الانتخابية
- هل السودان دولة شوهها الاستبداد والعنف والقسوة؟ وهل هي دولة ...
- القاعدة والاستثناء في الواقع العراقي الراهن والجهد المطلوب ل ...
- خطوة مهمة على طريق استكمال الاستقلال والسيادة الوطنية
- هل الحكم الاستبدادي الإيراني في واد, والشعب في واد آخر؟
- الولي المستبد والمرشد الإيراني الأعمى!


المزيد.....




- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم حبيب - لا لتطويع الكتاب والصحفيين .. لا لكم الأفواه ...!!