أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - التقاعد = مت وأنت قاعد!














المزيد.....

التقاعد = مت وأنت قاعد!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 09:18
المحور: كتابات ساخرة
    


بخلاف المجتمعات المتحضرة التي تحترم الانسان وتوفر له ما يجعله يستمتع بحياته بغض النظر عن عمره، فاننا ما إن يصل أحدنا الخامسة والستين ويحال على التقاعد، حتى نكون قد رسمنا له صورة القاعد على الكرسي أمام بيته، والجالس في المقهى يلعب الطاولة والدومينو. والأقسى أننا نوحي له نفسيا بأنه بلغ المحطة الأخيرة، وأن انتظاره الموت مسألة وقت ليس الا!
ومع قلّة راتبه، فان الكفخة النفسية الأقوى التي نسددها له هي أنه يفهم منّا أن التقاعد يعني: مت وأنت قاعد!
وبخلاف العالم المتمدن الذي يعمل على اطالة عمر الانسان، ويشيع لدى من يعبر الستين أنه دخل العمر الذي تتحقق فيه الآمال المؤجلة، فاننا نعمل نفسيا ليس فقط على تسريع الشيخوخة بل على استعجال الموت لمن بلغ الستين. وفيما اكتشفت فرنسا انزيما يجعل الشيخوخة تبدأ في الثمانين! فاننا نهيئ المتقاعد لأن يموت قبل أوانه رغم أن معظم العراقيين عاشوا مثل عمر المدعو جبر، وهو مثل لحكاية عن عراقي دعاه صديقه الانكليزي لزيارة لندن... وحين تمشيا في مقبرة أعمار المتوفين فيها دون العشرين سنة، استوضحه جبر عن سرّ ذلك فأجابه بأن هذه السنوات لا تعني العمر الحقيقي للمتوفي بل تلك التي استمتع بها في حياته. فضحك جبر ساخرا من حياته وقال: إذن، حين أموت أنا ليكتبوا على قبري: جبر... من بطن أمه للقبر!
ان مجتمعنا متخم بالخرافات ومنها خرافة ان من يبلغ الستين يكون من الميتين فيما الحقيقة السيكولوجية تقول ان الشيخوخة يمكن أن تكون سعيدة لصاحبها اذا ظلّ يعمل بنشاطات لها معنى عنده حتى لو تخطى الثمانين. فرائد جراحة القلب مايكل دبغي ظلّ يجري عمليات جراحية دقيقية وهو في الخامسة والتسعين. وبيكاسو ظلّ يعجن الطين وينحت وينتج أكثر من الفنانين الشباب الى أن توفي في الواحدة والتسعين. وفرويد ظلّ يكتب بابداع ونشاط وأنتج «موسى والتوحيد» وهو في الثالثة والثمانين. وبرتراند راسل بقي حتى الثمانينيات من عمره يحاور ويكتب ويتظاهر في شوارع لندن ضد الاستخدامات المدمرة للذرّة. والآخرون المبدعون في تاريخنا العربي والكردي والاسلامي تعرفونهم أكثر مني.
لقد اقترحت على السيد وزير التعليم العالي السابق الدكتور سامي المظفر، بصفتي رئيس رابطة أساتذة جامعة بغداد، أن لا يحال الأستاذ الجامعي على التقاعد الا اذا هو طلب ذلك، لأن الأستاذ حين يبلغ الستين يكون في قمة نضجه العقلي وأوج عطائه الفكري. ورجوته استبدال مفردة الأستاذ المتقاعد بالأستاذ القدوة أو أستاذ الشرف، وأن يبقى على اتصال بقسمه العلمي في التدريس والاشراف والاستئناس بالرأي. وقد استجاب في حينه، وجمّد حالات التقاعد المحالة اليه من الجامعات. غير أن معظم وزرائنا لديهم عقدة أن على الوزير الجديد أن يخالف سياسة سلفه.
والمشكلة أن تقاليدنا تتحكم بنا وكأن لدينا نزعة سيكولوجية احتفاظية حتى بالبالي من العادات. والمفارقة، أن هذا التحكّم يوجّه سلوك حتى وزراء مسؤولين عن التغيير!





#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق : وطن بلا طفولة
- دلالات الرموز في أعلام دول العالم
- الحب في زمن الكوليرا
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة السادسة - سيكولوجيا الدين ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الخامسة -سيكولوجيا الدين : ...
- تساؤلات محرجة .. في الدين - الحلقة الرابعة - سايكولوجيا الدي ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الثالثة - الدين والصحة الن ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الثانية - التطرفان الديني ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الأولى -
- خذوا الحكمة من جلجامش
- دلالات اللون في اعلام دول العالم
- في سيكولجيا المجتمع العراقي بعد نيسان 2003
- في سيكولوجيا الحزب الشيوعي العراقي
- الصحافة : مهنة المتاعب ..والنفاق ايضا !
- علي الوردي ..وازدواج الشخصية العراقية
- كلنا مصابون بحول في العقل !
- ضمير..سز
- عبود ..والشطره ..وحال ما تغير
- في سيكولوجيا الناخب العراقي- قراءة نفسية سياسية -
- اسطورة أوباما ..هل ستنتهي بانتصار الوطن ام بموت البطل ؟!


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - التقاعد = مت وأنت قاعد!