أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مهدي زاير جاسم - منظمات المجتمع المدني ومحاربة الفساد














المزيد.....

منظمات المجتمع المدني ومحاربة الفساد


مهدي زاير جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 05:36
المحور: حقوق الانسان
    


لم يكن في العراق قبل عام 2003 أي منظمات مجتمع مدني ، ولم تترسخ فيه فكرة منظمات المجتمع المدني إلا في النظام الديمقراطي الذي نعيشه اليوم ، فهو مصطلح جديد نوعاً ما ظهر في ظل النظام الديمقراطي الجديد لمسنا لحاجة إلى منظمات مجتمع مدني تكون مراقبة العمل الحكومة ومدى الشفافية في عملها ورصد وتشخيص ظاهرة الفساد المتفشي في جسد الدولة ، وليس إلى منظمات همها الربح المادي فقط ولسنا بحاجة إلى لافتات وعناوين فقط لمنظمات ليس لها إلا الاسم وعبارة عن عائلة تتكون من خمسة أو ستة أشخاص .

يكثر الحديث عن أهمية الانتقال إلى مرحلة بناء المجتمع المدني كضرورة لتطوير وترسيخ النظام الديمقراطي، فهو مجتمع يحكمه قانون تضعه الدولة في مواجهة نفسها فلا يستطيع الأفراد والجماعات ولا الدولة ذاتها من اختراق قوانينه ، بمقابل ذلك لا يعني إضعاف دور الدولة إنما إيجاد توازن بين قوة الدولة والمجتمع، ففي ظل التركيز على المجتمع المدني تستحوذ منظماته على الاهتمام الأوسع نظراً للموقع الهام الذي تحتله تلك المنظمات في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية ولما تحدثه من تطور داخلي ينقل المجتمع إلى المدنية المتحضرة وتصبح - منظمات المجتمع المدني- قادرة على إحداث التغيير ونقل المجتمع من الانتماء القبلي إلى الانتماء الوطني، وحينذاك يشكل القانون حجر الأساس مما يؤدي إلى استتباب الأمن والتحضر الاجتماعي .


منظمات المجتمع المدني بما تشمله من ( جمعيات ، اتحادات ، روابط ونقابات ، تعاونيات ، وهيئات ...) هي تنظيمات تطوعية حرة غير حكومية، ملتزمة برعاية مصالح الأفراد وتعظيم قدراتهم للمشاركة في الحياة العامة وفق معايير الاحترام والتراضي والتسامح وقبول الاختلاف بين الذات والآخر ،
وقد اختلفت وتعددت أدوارها بين منظمات حقوقية غرضها حماية حقوق المواطنين والدفاع عنهم ، ومنظمات للنهوض بالبيئة والصحة ونشر الثقافة، ومنظمات تسعى لمكافحة الفقر والبطالة، وأخرى تعتني بالمرأة والشباب والطفولة، ، ومنظمات تهتم بمراقبة الحكومات ودفع التطور السياسي وإيجاد السبل المناسبة لتوعية الناس ومساندة القرارات المطورة للبلد ومحاربة التطرف والإرهاب ، يتحدد نطاق عملها في تقديم الأفكار والحلول المبتكرة بغية الوصول إلى حل للمشكلات المحلية وتحسين الأداء والخروج بالمجتمع من حالة العزلة وتلبية احتياجات شريحة واسعة من الناس إضافة إلى إشراك الأفراد بقضايا مجتمعهم ، بحكم هذه الطبيعة تصبح أكثر ديمقراطية من النمط الحزبي التقليدي وأقدر على رسم ملامح المستقبل؛ كونها أكثر انفتاحاً وأقل كآبة من الممارسات الحزبية وأكثر قرباً لملامسة الواقع اليومي المُعاش.


فشهدت الفترات الأخيرة نشاطاً شبه ملحوظ لتلك المنظمات والجمعيات إلا أن هناك الكثير من المآخذ عليها نتيجة اختلاف النظرية عن الواقع وعجزها عن تغيير الواقع قيد أنملة أو إحداث أي حراك اجتماعي، فبالرغم أعدادها المهولة في الفضاء العام لا يزال دورها محدوداً وخجولاً، فمعظمها جامد بدون حراك و بدون أية فوائد تُذكَر، وبعضها الآخر تمارس نشاطها موسمياً رغم حصولها على منح مالية تفتح الشهية للعمل المتواصل لكنه لا يتجاوز بضع حلقات نقاش هزيلة وندوة في السنة لا يستفيد منها إلا فئة صغيرة ، بينما القلة منها تسير في اتجاه معالجة قضايا آنية وتكون اهتماماتها ومجال أدائها في أضيق الحدود ، يضاف إلى ذلك سعي بعض منظمات المجتمع المدني إلى الربح المادي والاستثمار ، وهذا ما يبرر اختفاء المنظمات والجمعيات التي تهتم بالبحوث والدراسات الأكاديمية والتثقيفية ، ويُعَدُّ الفساد المالي المتفشي داخلها عائقاً يَحدُّ من نشاطها داخل المجتمع.
في ضوء المآخذ الأخرى على منظمات المجتمع المدني وهـو ما تعانيه من فساد إداري يتمثل في تمسكها بالإدارة التقليدية وديكتاتورية القيادة واحتكار أقلية مراكز صنع القرار غالباً ما يكونون من الأقارب والأصدقاء والمدينين بالولاء وعدم تجديد الدماء أو إتاحة الفرصة للقيادات الشابة، جاء افتقارها للجانب الديمقراطي نتيجة عملها العشوائي الفردي غير المنظم ونقص الخبرة وعدم وضوح الأهداف وتسخيرها من قبل بعض الأشخاص لتحقيق مكاسب ذاتية أو اللجوء إلى تسييسها بعيداً عن مجال تخصصها لتحقيق أغراض سياسية شخصية أو حزبية .
إن كثرة المآخذ لا تنفي حاجة المجتمع لتلك المنظمات، شريطة أن تتحلى بالشفافية والنزاهة لتشكل قاسماً مشتركاً في عملية التغيير.



#مهدي_زاير_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الشفافية في لحد من الفساد الاداري والمالي
- الفساد المالي
- إلى متى نشخص علة الجسد ولا نعالج المرض
- المنصب... والامتحان العسير !!
- القيادة الادارية الناجحة
- الرشوة افة العصر
- سوء التخطيط وهدر المال العام
- الفساد السياسي
- أهمية الإشراف التربوي في تقدم التعليم
- اهمية المعلم في بناء المجتمع
- أخلاقيات العمل أحد أسرار التقدم
- الإعلام وأخلاقيات المهنة
- جريمة الرشوة
- وباء الفساد
- دور الإعلام في محاربة الفساد
- جرائم غسل الاموال
- أثر الخصخصة في الحد من الفساد الأداري
- سوء التخطيط يؤدي الى هدر المال العام
- المعلم ودوره الفعال في غرس قيم النزاهة والشفافية


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مهدي زاير جاسم - منظمات المجتمع المدني ومحاربة الفساد