أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن كاظم زيارة - السبيل الى أنسنة ادارة الولايات الامبريالية الامريكية















المزيد.....

السبيل الى أنسنة ادارة الولايات الامبريالية الامريكية


عبد الرحمن كاظم زيارة

الحوار المتمدن-العدد: 2713 - 2009 / 7 / 20 - 02:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال العمر القصير للولايات الامبريالية الامريكية المتحدة اقترفت اداراتها المتعاقبة ابشع الجرائم بحق الانسانية ، فلقد خاض هذا الكيان الامبريالي والارهابي اكثر من مئة حرب راح ضحيتها نحو 150 مليون انسان ، دمرت من خلالها مدنا كاملا بسكانها وحيواناتها ونباتاتها وكل شئي ينبض بالحياة ، وهي الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح الذري واسلحة التدمير الشامل ضد الشعوب والسكان الآمنين بحثا عن اسواق تروج فيها تجارة الموت . ولعل قصف المدينتين اليابانيتين في نهاية الحرب العالميةالثانية هيروشيما وناكازاكي دليل صارخ على عدم اهلية الولايات الامبريالية المتحدة بالاندماج بالمجتمع الانساني والامتثال للقيم الانسانيةوالمواثيق الدولية .
ان الجرائم المروعة التي اقترفتها الادارة الامبريالية المتحدة بحق الشعوب وبلدانها اكثر من ان تحصى فهذه الادارة وفي اكثر الفترات في العمر القصير لكيانها الارهابي احتلت بلدانا آمنة مستقرة ونشرت فيها الجريمة والمخدرات وانتهكت حقوق الانسان على نحو واسع ..
وهي تعود اليوم لتؤكد مرة اخرى لا انسانيتها وتفصح عن انعدام الشعور بالمسؤولية عندما اعادت العالم الى عصور الاحتلال والانحطاط على نحو واسع ..
ولكل ادارة لها طابع " امريكي امبريالي " لايمكن الا ان تطبعه في تاريخها الاسود لتقول : هذه هي امريكا ، فتحتل بلدا او تقصف وطنا او تقتل اطفالا ونساءا او تشرد شعبا او تفرض حصارا او تنشر الرذيلة وكل فعل تستطيعه دون ضوابط وروادع قانونية او انسانية اوسماوية ... فأول سمة لهذه الادارة لكي تكون " امريكية " بحق عليها ان تتصف بالخبل والجنون .. فأنك ان وجدت مأساة يعاني منها شعب ففتش تجد من وراءه الولايات الامبريالية المتحدة .
لم تسجل الولايات الامبريالية المتحدة في كل تاريخها موقفا انسانيا واحدا تجاه أي شعب من الشعوب فتأريخها في حقوق الانسان تاريخا اسودا وهو اعلى مراحل السوء في الجريمة والارهاب .
لقد اصبحت مسألة سعي احرار العالم حكومات وشعوبا الى أنسنة هذا الكيان الارهابي يبلغ في اهميته كأهمية الهواء للكائن الحي . وان استمراره في الوجود وبهذه الكيفية وعلى النحو الذي هو عليه له نتيجة حتمية واحدة هو تدمير الجنس البشري في الارض ..
وليس بخاف على احد ان شكل الحكومة لهذا الكيان يختلف تماما عن الحكومات والدول الاخرى من حيث صيغة صنع القرار واتخاذ الخيارات بصدد السياسة الخارجية ، حيث :
ـ ان منصب رئيس الولايات الامبريالية الامريكية المتحدة هو في حقيقة الامر المدير التنفيذي للشركات الاحتكارية العملاقة ، حيث تناط به مهمة خلق المبررات لتسويق الصناعات العسكرية وهذا يتطلب بدوره خلق المشاكل والازمات في العالم وشن الحروب العدوانية .
ـ ان تأسييس هذا الكيان المسخ ، تم على جثث الملايين من السكان الاصليين لشمال القارة الامريكية وازهاق ارواح الملايين من الافارقة والاسيويين ، الذين استعبدوا زمنا طويلا .. وما زالت سياسات العبودية والاقصاء والاستبعاد والقهر العنصري هي اهم ما يميز كل ادارة امريكية ، فهي دوما ارهابية وهذا ما يعتز به كل مدير تنفيذي ، اعني " الرئيس الامبريالي " .. مهما كان شكل هذا المدير التنفيذي او لونه فهو مجرد موظف لدى الشركات الاحتكارية . والحقيقة ثمة جماعات ضغط تمتد عبر مؤسسات اتخاذ القرار يجد الرئيس التنفيذي نفسه مجرد الشكل النهائي لكل ما تخطط له وما تسعى اليه من اهداف . لذلك لاوجود حقيقي لمبدأ المواطنة والوطنية في هذا الكيان ، بل ثمة تجمعات سكانية هائلة تدار كجزء من عمليات البيع والشراء والتسويق وفي خدمة التجارةالقذرة .
ـ ان التحالف الستراتيجي بين الكيان الصهيوني العنصري وكيان الولايات المتحدة الامبريالية المتحدة سببه ان كلا الكيانيين تكونا وتأسسا بطريقة واحدة وهي ابادة السكان الاصليين ، ومصادرة اراضيهم وممتلكاتهم. فالحكومة الامريكية ان كانت ديمقراطية او جمهورية ، برئيس ابيض او اسود ، برئيس حرب مخبول كبوش الصغير اوبرئيس ناعم الكلمات كأوباما ، يجد نفسه مدفوعا او منساقا لترسيخ الاسس العنصرية التي تشيدت بموجبها الولايات الامبريالية المتحدة .
ـ ان الولايات الامبريالية الامريكية المتحدة تكثر من اللغو حول الديمقراطية وحقوق الانسان وهي ابعد ما تكون عنهما .. لديهم نوع من الديمقراطية في الداخل تتيح لذي القوة السيطرة اللعب بمقدرات الشعوب الامريكية وسوقهم كالخراف نحو الحروب العبثية والهمجية ضد الشعوب والبلدان ذات الحضارات العريقة كالعراق مثلا.
اصبح للولايات الامبريالية المتحدة قاموسا بالمفردات خاص بها يتداوله المعاقين فكريا واخلاقيا من ساسة ومديرين : فتحرير العراق عندهم تعني احتلاله وتدميره وتشريد الملايين من شعبه وقتل مئات الالاف من الاطفال والنساء والمدنيين، والديمقراطية عندهم تعني تفتيت البلدان والشعوب الموحدة واحلال المحاصصات الطائفية والعرقيةمحل الانظمة الوطنية . وحمايةحقوق الانسان تعني عندهم بالضبط حق اصحاب رؤوس الاموال الكبيرة في امتلاك اسواق البلدان المستقلة . والمجتمع الدولي يعني بالنسبة لهم الولايات الامبريالية المتحدة بكل آثامها وسوءها وخطاياها الكبيرة .
ـ ان الثقافة التي ينشأ عليها الطفل الامريكي ثقافة متحللة من كل التزام اخلاقي وديني ووطني ، وتعمل كل الرأسماليات الاحتكارية بتصنيع العاب الارهاب والموت والقتل تتولى رعايتها والتشجيع على تصنيعها دوائر خاصة متخصصة بنشر الجريمة واخلاقياتها تتبع وزارة الحرب والارهاب الامريكية .
ـ ان هذا الكيان وكما ثبت بالتجارب الملموسة يخاف الدول التي لها قوة نووية ، ويستضعف سواها .. صورة الامريكي في افلام الكابوي تتكرر حرفيا في السياسة الامريكية الخارجية .. فالساسة الامريكان ليست لديهم قيم انسانية لذا فهم يجدون صعوبة في الاتصال بالمجتمعات الانسانية الحرة والمتحضرة . ومعظمهم ساسة الولايات الامبريالية المتحدة مجانين ومعاقين ذهنيا ، بل معظمهم يعيش الاحباط العائلي والتفكك الاسري وعدم الاحترام التي يعيشونها جراء الخيانات الزوجية وممارسة الجنس من قبل بناتهم القاصرات في "اسرة الوالدين" .. اشخاص كهؤلاء مع اعاقاتهم الذهنية والوضع المهين الذي يعيشونه .. كل هذا وغيره يدفعهم صوب اقتراف الجرائم بحق الشعوب وممارسة ارهاب الدولة .
ان التقدم العلمي والتقني الرائع يشكل استثناءا في حياة الولايات الامبريالية الامريكية المتحدة ، ولكنه هو الآخر وظف لابادة الشعوب وتدمير بلدانها وحرمانها من العيش الآمن .
اذن كيف السبيل لاعادة كيان الولايات الامبريالية المتحدة الى الحضيرة الانسانية ؟ كيف السبيل الى انسنة الادارة التنفيذية فيها وانسنة ساستها وقبل ذلك القيادات الفعلية فيها وهم اللوبي الصهيوني والرأسماليات الضخمة ؟
ان الطريق طويل كما يبدو ، الا انه في الحقيقة قصير جدا وينبأ بالمفاجئ المدهش بصدد مستقبل هذا الكيان الارهابي .. قصير لأن كراهية الشعوب ، بل واكثر الحكومات تتنامى بمتوالية هندسية وفي كل يوم يمر تطل الولايات الامبريالية المتحدة بجريمة او عمل ارهابي .
واصبح من الضروري لأمن الشعوب في العالم من مغامرات وارهاب هذا الكيان الامبريالي ان تمتلك السلاح النووي ، فأزاء كل دولة نووية او في طريقها الى امتلاك السلاح النووي سبب كاف لجعل الادارة الامبريالية الامريكية يرتجف كالفأر ويجعلها في اتم حالات التهذيب والمنطقية .
لقد كان الخطأ الذي ارتكبه العراق كبيرا عندما سمح بتدمير اسلحته ومصانعه ،فنتج ذلك احتلاله .. الا ان الصورة المقابلة مثلتها كوريا الشمالية فلقد خبرت الاخلاقيات المزيفة لراعي البقر الامريكي الاهوج لذلك لم تسمح بتدمير اسلحتها وجعلت راعي البقر الامريكي ابلها كالقرد .. مثل هذا القرار هوالمطلوب ، بل على كل دولة ان تسعى لامتلاك السلاح النووي للسبب الذي ذكرناه ، اضافة الى الترسانة النووية الامريكية بيد اناس مجانين مستعدون للانتحار في أية لحظة ، وبيد اناس لم يعرفوا في حياتهم الالتزام الاسري والدفء العائلي ، فليس لديهم ما يفخرون به لذلك فأنهم دوما يسعون الى اثارة الفوضى والحروب لكي ينسوا حياتهم المخزية ويتناسوا ولو الى حين احباطاتهم المريرة .
على الحكومات وخاصة النفطية منها ان تعتمد عملاتها الوطنية في بيع النفط لأن دولها الوحيدة التي تمتلك غطاءا لعملتها في حين ان دولار الولايات الامبريالية المتحدة الامريكية لاغطاء له ، انه لايساوي سوى ثمن الورق والحبر االلذان يطبعان به . ومن المعروف قد الغي الذهب كغطاء للدولار ، وهو ليس له غطاء آخر ، لأن الرأسمال الامريكي معظمه ودائع من دول نفطية واستثمارات اجنبية وانها تغطي العجز في ميزانيتها دائما بطبع المليارات من الاوراق النقدية بقرار يصدره المدير التنفيذي للشركات الاحتكارية واعني به الرئيس الامريكي نفسه .
ان تقول الدول في العالم الحر والمتحضر في الوطن العربي واسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية وغيرها من البلدان الاخرى ان صح وصفها بالمتحضرة بالمعايير الانسانية الحقة ان تعقد صلاتها وخاصة الاستثمارية ببعض الولايات ذات الاكثرية الافريقية او الاسيوية وتشجيعها على الاستقلال عن الولايات الامبريالية المتحدة الامريكية .
ان خلق جماعات ضغط من الجماعات الاسلاميةوالافريقية والعربية وتأسيس منظمات للسكان الاكثر فقرا من شأنه ان يعيق السياسات الاهاربية للولايات الامبريالية المتحدةويوازن شيئا فشيئا المنظمات الارهابية كمنظة ايباك وتنظيمات المحافظين الجدد الذين امتازوا بامتهان الجريمة وعلى رأسهم المجرم المعتوه بوش الصغير وبوش الاب .
اذن اربعة اجراءات تستند الى ارضية الكراهية المتنامية لهذا الكيان اللاانساني وهي:
السعي لامتلاك السلاح النووي والمزيد منه ، تقليل التداول بالعملة الامريكية وتداول العملة الوطنية بدلا عنها ، الاستثمارمع بعض الولايات بما يشجعها على الاستقلال . وانشاء جماعات وتنظيمات ضاغطة . هي السبيل لبدء مرحلة جادة وحقيقية لأنسنة كيان الولايات الامبريالية المتحدة واعادتها الى حضيرة المجتمع الانساني وتحرير شعوبها من مشكلات الجريمة والضياع والخيانة والارهاب والتحلل والمخدرات .. فمن هذا الوسط يتم اختيار اخطر منصب في العالم فلنتصور كم هو الخطر داهم ويتطلب معالجات فورية .



#عبد_الرحمن_كاظم_زيارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو جبهة عربية لفصائل المقاومة و التحرير في الوطن العربي
- بطاقة تعريف الشكل الحيوي للشيخ محي الدين العربي
- نسبية المعايير وتوحيدية المنطق الحيوي
- سلطة المنطق التوحيدي وقانون التدافع
- يكتاتورية الشكل الحيوي تضطهد البنيوية الحقة
- الغاء جامعة الدول العربية مطلب جماهيري وحدوي
- (( جبر بوول )) ومجالات التوظيف في المنطق والفلسفة
- المطالعات الاربعة في المنطق التوحيدي والايديولوجيا
- النظام البديهي للمنطق الحيوي التوحيدي
- المنطق الحيوي للشكل الحيوي
- الادب الفلسفي في المقابسات
- مبادئ في التحليل البنيوي
- التوازن في مقالة المقابسات
- مقدمة في علم البنى
- البنية الزمرية
- الاناسة اوعلم تالاجتماع
- التباديل واحصاءات البنية


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن كاظم زيارة - السبيل الى أنسنة ادارة الولايات الامبريالية الامريكية