أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - معاً ضد سياط الجلاد














المزيد.....

معاً ضد سياط الجلاد


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2709 - 2009 / 7 / 16 - 09:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" انها من الاخبار التي تصيب الانسان بالشلل "..عبارة شهيرة للفنان سعيد صالح لا يستذكرها المرء الا وابتسامة تعلو شفتيه..ولا ادري كيف مرت على خاطري –ولكن بتجهم ظاهر - وانا اقرأ الاخبار التي تتحدث عن إحالة الصحفية المعارضة" لبنى احمد الحسين" للمحاكمة بتهمة ارتداء ملابس "تخدش الحياء والذوق العام" ..
حيث ذكرت الانباء القادمة من السودان أن الاجهزة الامنية الساهرة على راحة واستقرار المواطنين قد وجدت في ملابس الصحفية (لبنى) خطراٌ على المجتمع وقيمه السمحة !! والعقوبة لهذه الجريمة هى الجلد 40 جلدة وبشكل علني وذلك وفقاً لنص المادة (152) من القانون الجنائي السوداني لسنة 1991 والمتعلقة بتهمة "ارتداء ملابس مُضايقة للشعور العام".
الغريب ان هذه الاخبار جاءتنا من بلد تقادمت فيه الحروب الاهلية حتى شاركت الناس زادهم واحلامهم والمعاش من ايامهم .. ومن بلد ينافس على المراتب الاولى – حضيضيا – في مجال الحريات الاساسية وحقوق الانسان وتتآكل فيه تدريجيا سيطرة الدولة على كامل ارض البلاد .. والاغرب ان تنشغل الاجهزة الامنية في ملاحقة ملابس النساء ..ولا تلتفت الى ان رئيسها مطلوبا دولياً في تهم ترقى الى الابادة الجماعية ..
إن المحاولات العبثية للتطبيق الانتقائي والمضلل للشريعة الاسلامية في ظل المفهوم والهوية السائدة في السودان كدولة وطنية تعددية لا يعد الا ضرباً من التدليس السياسي والأوهام ، ونمط رخيص من ذر الرماد في العيون، ونوع من المؤامرة على الوحدة الوطنية السودانية ..خصوصا في ظل التنوع الديني والثقافي وسريان برتوكولات نيفاشا التي تؤكد إن المرجعية في الحقوق والواجبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية هي الإعلانات العالمية لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية في جميع الاقاليم السودانية..
ان الاسلوب التقليدي للانظمة فاقدة الصلاحية والشرعية في التستر وراء الشعارات ذات القبول الجماهيري الواسع في استهداف المعارضين السياسيين في اعراضهم وسمعتهم لهو دليل على الافلاس الشعبي والاخلاقي للنظام في مواجهة الانتقادات التي تطاله من الاقلام والفعاليات الوطنية الشريفة..
ان قيام الصحفية الفاضلة بتوجيه الدعوات للشخصيات الاعلامية لحضور جلدها في حالة ادانتها –طبعا - هو لتكون السياط التي تنزل على جسدها صرخات احتجاج تؤرق عسس الضمير ورصّاد الفكر..كما ارقهم قلمها الجريء الذي ما انفك يعري الممارسات الفاسدة للنظام وتسلطه على مقدرات وحريات وانفاس الشعب السوداني الطيب الشريف..ولتكون محاكمتها محاكمة لقانون النظام العام والمادة المستهدفة منه ولاسلوب الانتقام الرسمي من الاقلام التي يضيق بها صدر النظام..
تقول لبنى الحسين:" طبعت 500 بطاقة دعوة ليحضر الناس والمتضامنون والاصدقاء والاخوان والشامتون أيضاً.. انها دعوة عامة.. وكما ترون أنني لم اسرد حتى الآن تفاصيل ما جرى.. تعمدت ذلك.. وحتى يسمع الناس بآذانهم ويروا بأعينهم من أقوال الاتهام وشهوده.. وليس مني أنا.. "
وتضيف " أرجو أن يسلط الضوء على المادة 152 من القانون الجنائي لسنة 1991، ذلك أن قضيتي في بدايتها ليست قضية استهداف شخصي لي أنا ككاتبة... ولا هي تفلت عرضي من بعض أفراد شرطة النظام العام "
وتضيف كاتبة العمود الشهير "كلام رجال ": "قضيتي هي قضية البنات العشر اللواتي جلدن في ذات اليوم.. وهي قضية عشرات بل مئات بل آلاف الفتيات اللواتي يجلدن يومياً وشهرياً وسنوياً في محاكم النظام العام بسبب الملابس.. ثم يخرجن مطأطآت الرأس لأن المجتمع لا يصدق ولن يصدق أن هذه البنت جلدت فى مجرد ملابس.. والنتيجة الحكم بالاعدام الاجتماعي لاسرة الفتاة وصدمة السكري أو الضغط او السكتة القلبية لوالدها وأمها.. والحالة النفسية التي يمكن أن تصاب بها الفتاة ووصمة العار التي ستلحقها طوال عمرها كل هذا في بنطلون.. والقائمة تطول، لان المجتمع لا يصدق انه من الممكن ان تجلد فتاة او امراة في (هدوم)."
ومن هذا المنبر ..منبر الحرية والتعددية والفكر الحر..منبر الدعوة الى كل ما من شأنه اعلاء الانسان كقيمة عليا وغاية وهدف..منبر التقاليد الصحفية المبنية على احترام الرأي الآخر..ادعو الى التضامن مع الزميلة الصحفية السودانية لبنى احمد الحسين لكي لا تكون كلمة التلبس بالدين هي العليا..وادعو ادارة وكتاب وقراء الموقع الكرام الى اعلان الوقوف مع الجانب المشرق من الانسانية والخير واعلان رفض استخدام سلاح الشريعة للاقتصاص من المخالفين في الرأي..والانحدار الى حد الخادش للمروءة..فيا سادتي.. فلنعلن تضامننا مع الاخت الفاضلة ولو بالدعاء الا لعنة الله على الكاذبين..




#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقيه العلماني.. عبثية الاصلاح الديني..
- فقهاء السلطة..وهوية الجيل الزائفة
- يوم الفينيق العراقي..
- لا تتركوا الشعب الايراني في العراء...
- الولي الفقيه يأكل ابنائه...
- فؤاد الهاشم..وسياسة الانتشاء بالوهم
- فوبيا الصناديق نصف الشفافة والأصابع البنفسجية
- التنافس السعودي –المصري...الصراع على اللا شيء
- العراق والكويت ..زماناً ومكاناً وحقائق...
- قد يدخل هذا المنتحر الجنة...
- ضياع فضيلة الشيخ الطهطاوي في دروب التأسلم
- لا صلاة بأمامة اوباما...
- عندما يتحدث السيد الرئيس...
- مكابدات -صوت العرب- في عصر اعلام سمو الشيخة موزة
- أنباء حزينة..من يمن لم يعد بالسعيد
- تزييف التاريخ..مابين القرضاوي وجورج اورويل
- الخنزير.. كسلاح في المعركة
- قسرية التناقض.. مابين العطالة السياسية والحتمية التاريخية
- مصر التي في خاطري..
- قد يكون العقيد على حق...


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - معاً ضد سياط الجلاد