أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام أديب - تعفن النظام الرّأسمالي العالمي وطابعه الطفيلي يستدعي قلبه















المزيد.....

تعفن النظام الرّأسمالي العالمي وطابعه الطفيلي يستدعي قلبه


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 2699 - 2009 / 7 / 6 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف النظام الرأسمالي العالمي في الآونة الراهنة تعميقا حادا لأزمته الهيكلية. فقد أدت الأزمة المالية إلى تبديد تريليونات من الدولارات في المضاربات البورصوية مؤججة بذلك أزمات بنكية وأخرى في الأسواق المالية أدى تفاعلها إلى تعميق الأزمة الاقتصادية الهيكلية للنظام. وقصد تدبير أزمتها الحالية يسعى الإقتصاد السياسي البرجوازي إلى دفع الطبقة العاملة لسداد فاتورة الأزمة مما يؤكد الطابع الطفيلي الهائل للرأسمالية وتصبح المعرقل الأساسي لمعالجة المشاكل الكونية للإنسانية.
المرحلة الحالية للرأسمالية الامبريالية أصبحت تهيج مختلف تناقضات نمط الإنتاج البرجوازي، منها على الخصوص تناقضات فيما بين امكانيات قوى الإنتاج وعلاقات الانتاج البائدة القائمة على استغلال العمل المأجور الذي يضمن الاستحواذ الرأسمالي على الثروات المنتجة على حساب البروليتاريا وعموم الكادحين.
إنها مرحلة متقدمة من تعفن النظام الرأسمالي الذي أصبح بالنظر لنفقاته الهائلة شرها لاستقطاع أكبر قدر من فائض القيمة وتحقيق أقصى معدل من الأرباح المباشرة، حيث تتم مضاعفة فائض القيمة المقتطع من الاستغلال بأربع أو خمس مرات من خلال الشراء والبيع في سوق الأوراق المالية عبر الأبناك وشركات التأمين وصناديق التقاعد.
وتؤكد الأزمة الهيكلية للرأسمالية الفوضى العميقة للإنتاج التي تستهدف ليس إشباع الحاجيات حتى وإن كانت ضرورية بقدر ما تستهدف تحقيق الأرباح من أجل استمرار الاحتكارات. وبهذه الكيفية يعمل النظام بكيفية آلية على تدمير رأس المال نظرا لاتجاه معدل الربح نحو التناقص ونظرا لتقلص هامش فائض القيمة المقتطع مقابل فقاعة المضاربات الهائل كما يتم تدمير قوى الانتاج عبر اشعال فتيل الحروب الامبريالية، وإقفال المقاولات وافلاس المنافسين والاستغلاليات الفلاحية والصناعات التقليدية، بالإضافة إلى الافقار المتواصل لمختلف الطبقات الشعبية العالمية.
وهكذا فإن الرأسمالية الراهنة توسع دائرة ضحاياها: من خلال الافراط في استغلال العمال عبر تمديد ساعات العمل وسنوات الاشتغال، وتجميد الأجور في مستويات دنيا؛ وغياب شروط العمل السليمة؛ استغلال عمل الشباب في العمل المؤقت والهش والتدريب وبعيدا عن مؤهلاتهم؛ تهديد مدخرات البرجوازية الصغرى بسبب الأزمة المالية، وتهديد أوراشهم بسبب رفض الأبناك منحهم قروضا؛ اخضاع ابداعاتلا الممثقفون ومبدعون لقانون المردودية. إذن لا يمكن لأي كان الافلات من الأزمة الهيكلية للرأسمالية، كما أن مناهج التدبير الكينيزية أبانت عن عجزها عن ايجاد حلول لأزمة الافراط في الانتاج لعقدي السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، كما أكدت السياسات النيوليبرالية الامبريالية، أن وصفاتها لتدبير الأزمة ظهرت فيما بعد أنها كانت عاملا مكرسا للأزمة ومعمقا للفقاعة المضارباتية.

رفض الحلول الرأسمالية أو الاصلاحية لتدبير الأزمة

يجب أن تقتنع الطبقة العاملة والشعوب بشيء أساسي وهو أنه كيفما كانت مناهج التدبير، فإن الرأسمالية تعاني من مرض عضال بدون علاج، وأن تناقضاتها الداخلية أصبحت حتمية. ومع ذلك، إذا كانت نهاية الرأسمالية قد أصبحت حتمية فإنها لن تختفي لذاتها. فليس هناك غير الانقلاب الثوري على الرأسمالية هو ما يمكنه أن يضع حدا لهذا النظام الذي أصبح مصدرا للبؤس والبطالة الواسعة والحروب والعدوان الامبريالي. وبعد انجاح هذا الانقلاب، فإن الطبقة العاملة يمكنها أن تبني مجتمع آخر في خدمة العمال: ولن يكون شيء آخر غير الاشتراكية. ثم إن اختيار أي حل آخر سيقود الطبقة العاملة والشعوب نحو مسار مسدود سيمدد فترة احتضار الرأسمالية برموزها البئيسة، وحروبها وهمجيتها.
حاليا يتم تجاهل الاختيارات الرأسمالية (كالضبط عبر الأسواق، وحياد الدولة)، حيث يطالب الساسة البرجوازيين كساركوزي وبوش وبراون وفيدفيديف وانجيلا ميركل .... حاليا بتدخل الدولة في الإقتصاد بهدف ضبط الرأسمالية المالية عبر دعم مالي عمومي يتم تحويله لفائدة المتسببين في الأزمة: أصحاب الأبناك وباقي أصحاب الاحتكارات، المطالبة بالتأميم من أجل مساهمة الدولة في إنقاذ النظام المالي الامبريالي. اقتراحات ساركوزي حول تخليق الرأسمالية وضبط عملها ليست سوى وسيلة من أجل تخدير العمال وخداعهم ... بهدف تثبيت النظام والأرباح المنبثقة عن الاستغلال.
لقد أصبحت الشروط الموضوعية للانتقال نحو الاشتراكية ناضجة حتى في الدول الإمبريالية، لكن العامل الذاتي (الحزب، النقابة، الجماهير) لا زالت متأخرة حتى عن استيعاب حاجيات الصراع الطبقي التاريخي.
في ظل هذه الشروط، ستطلق الطبقة الرأسمالية ترسانة المفاهيم الإصلاحية كأداة لتوجيه واستعادة غضب الطبقة العاملة والشعوب المتزايد.
سيتم الاقتصار في البداية على الحلول المناهضة لليبرالية أو الحلم بالنسبة للبعض الآخر ببناء السيادة الوطنية، بينما يظل الهدف التاريخي هي الرأسمالية. يقترح البعض فرض ضريبة توبن على المضاربة المالية، وفكرة "استعمال المال بشكل آخر" لكن الاقتراح الذي طورته المجموعات المناهضة للعولمة "يتجاهل" القوانين الاقتصادية للرأسمالية وطبيعة الطبقة المهيمنة على جهاز الدولة وعلى العالم والتي هي بطبيعة الحال ديكتاتورية الطبقة البرجوازية الاحتكارية (أو الهيمنة السياسية على السلطة بدون اقتسامها). إن الجرأة في مناهضة الرأسمالية مع الاقتصار في ذلك على طوباوية مطلب "اقتسام الثروات" ينطلق من البحث عن توافق مستحيل مع الطبقة الرأسمالية التي لا تغتني سوى بنهب العمل. فكيف يمكن تحقيق هذا "الاقتسام" المستحيل.
حاليا من أجل تحقيق الشروط السياسية لقلب السلطة الرأسمالية، فإن العمال يجب أن يرفضوا مختلف الحلول البرجوازية الإصلاحية والتي لا تستهدف ولا تقود سوى نحو استمرار نظام رأسمالي بدون آفاق تاريخية واعدة.

الاشتراكية تضل هي الإجابة الجماهيرية التاريخية الوحيدة عن أزمة الرأسمالية


اختيار الصراع الطبقي الصعب الذي يصطدم بمقاومة شرسة للطبقة البرجوازية المهيمنة رغم كونها تسير نحو الاندثار يتطلب بناء جبهة قوية لمناهضة الرأسمالية.
يجب العمل على النهوض بنضال طبقي نقابي وجماهيري قوي، مع مناهضة القيادات النقابية البيروقراطية والاصلاحية المطالبة بالاستسلام والتخلي عن كل مقاومة؛ كما انه من الضروري الكفاح من أجل الغاء الاستغلال الرأسمالي في كل مرحلة من مراحل الصراعات الحتمية ومن أجل المطالبة بالزيادة العامة في الأجور، والدفاع عن استمرارية مناصب الشغل، والنضال ضد اقفال المقاولات واجراء التسريحات الجماعية والفردية، والنضال من أجل حماية المرافق العمومية القريبة من الجماهير من الخوصصة، ومنها على الخصوص مرافق النقل والتعليم والصحة والطاقة.
وفي ظل هذا التيار من النضالات ستفرز طليعة عمالية تكون وحدها المؤهلة لقيادة معركة التحرر النهائي من أجل قلب الرأسمالية محليا وعالميا: إنه حزب الطبقة العاملة الماركسي اللينيني الذي ينقصنا والذي يجب العمل على بنائه.
وعليه، لن يتحقق قلب نظام الاستغلال بدون حزب ثوري، الذي يشكل المنظمة القائدة المستنيرة تعاليم الشيوعية العلمية عند ماركس ولينين، والتي تقوم على ابداع الجماهير الشعبية في اطار نضالها من أجل التقدم الاجتماعي، والديموقراطية، والسلم، وتطوير الوعي التاريخي بضرورة وامكانية قلب الرأسمالية لضمان السير البشرية "إلى الأمام" عبر الثورة الإشتراكية.
الرأسمالية لا مستقبل لها، فهي غير قادرة على اشباع الحاجيات المادية والثقافية للمجتمعات. الاصلاحات، والتصريحات، ووعود البرجوازية ستصبح عاجزة أمام التناقضات غير القابلة للمعالجة والمنبثقة عن قوانين سير نمط الانتاج الرأسمالي. لكن الرأسمالية لن تسقط من ذاتها، رغم تواجدها في وضع افلاس تام، فقد رجعت نحو فرض حلول عقد الثلاثينات من القرن العشرين: الفاشية والحرب كوسيلة لتصريف الأزمة. إن النضال من أجل الحريات الديموقراطية، وضد القمع والتجسس البوليسي المعمم عبر التكنولوجيات الحديثة، وضد الحروب الامبريالية يجب أن تجد لدى الشيوعيين استعدادا للتواجد في طليعة المقاومة.
وتؤكد الأزمة البنيوية للرأسمالية على الحاجة لمجتمع بديل عن الرأسمالية، مجتمع بدون استغلال البرجوازية المتعفنة للمأجورين أو قمع وطني أو ديني أو جنسي. ويجب أن يتأسس هذا النمط الجديد على أساس الملكية الجماعية والاجتماعية لوسائل الإنتاج، وعلى التبادل والاعلام، وعلى تخطيط الإنتاج بهدف إشباع دائم للحاجيات، والارتكاز على لجان التدبير المحلية، وعلى مقاولات تدار من طرف العمال، وعلى ضمان مطلق السلطات السياسية للطبقة العاملة والعمال.
لقد سبق لماركس وانجلس أن أعلنا بأن الشيوعيين لا يخفون أهدافهم التاريخية، لذلك فإن الماركسيين اللينينيين سيعملون على ارسال الرأسمالية محليا وعالميا الى مزبلة التاريخ التي تنتظرها والانخراط في مسيرة قوية نحو بناء الاشتراكية والشيوعية.



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة، وضعية العمال وقانون الشغل، الغلاء وحقوق الإنسان
- أزمة الإمبريالية وفرص الثورة البروليتارية
- يا عمال العالم ويا شعوبه المضطهدة انتفضوا
- الصراع الطبقي ووحدة نضال البروليتاريا الجديدة
- إضراب النقل جاء نتيجة للإفلاس السياسي
- ماذا عساي أن أفعل لوكنت مكان وزير الاقتصاد والمالية لإنقاذ ا ...
- القروض الاستهلاكية أداة سياسية لتدبير أزمة النظام الرأسمالي ...
- لماذا مقاطعة الانتخابات الجماعية ل 12 يونيو 2009
- ارتفاع الأسعار عصف بكل الزيادات في الأجور
- الحملة التطهيرية شكلت عملية انتقامية وسط التحالف الطبقي الحا ...
- قانون حرية الأسعار فشل في ضبط السوق
- قراءة نقدية سريعة في مشروع ميزانية 2009
- في الذكرى الستين للاعلان العالمي لحقوق الانسان
- الأزمة المالية وآفاق الرأسمالية المأزومة
- الحد من الجريمة والإجرام لا يعالج بالوسائل الأمنية
- اندثار الأمل
- وضعية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب
- السياسة الاجتماعية في المغرب ومواجهة الفقر
- أثرياء يمارسون التهريب القانوني للعملة
- الأزمة والانتفاضات الاجتماعية في المغرب


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام أديب - تعفن النظام الرّأسمالي العالمي وطابعه الطفيلي يستدعي قلبه