أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهران موشيخ - الحزب الشيوعي العراقي الى اين يسير ؟ القيادة تسير بخطى ثابتة نحو السراب الحلقة الرابعة والاخيرة















المزيد.....


الحزب الشيوعي العراقي الى اين يسير ؟ القيادة تسير بخطى ثابتة نحو السراب الحلقة الرابعة والاخيرة


مهران موشيخ
كاتب و باحث

(Muhran Muhran Dr.)


الحوار المتمدن-العدد: 2695 - 2009 / 7 / 2 - 09:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


انتهت في الشهر الماضي انتخابات برلمان دول الاتحاد الاوربي حيث شاركت فيها وللمرة الثالثة جميع الاحزاب العاملة في 23 دولة مكونة للاتحاد الاوربي ، واسفرت النتائج عن فوز احزاب الوسط والاشتراكية الديمقراطية والمحافظين والليبراليين والخضر وحتى اليمين بعشرات المقاعد لكل حزب من مجموع 736 مقعد ، باستثناء الحزب الشيوعي الذي لم يحصل حتى على مقعد واحد . انها مسالةجادة وجديرة بالتحليل الموضوعي والدراسة العلمية للوصول الى تفسير سبب او اسباب هذا الفشل الاجتماعي للاحزاب الشيوعية حتى في القارة الاوربية ، حاضنة كومونة باريس وموطن ولادة البيان الشيوعي والحركة الشيوعية العالمية . ان لهذه النتيجة الانتخابية جملة من المشتركات مع نتيجة انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة التي انعقدت في العراق حيث لم يحصل الحزب الشيوعي العراقي ايضا على اي مقعد. اعلام الحزب الشيوعي العراقي لم يتناول هذا الموضوع بالتحليل والتعليق في صحافتة وانما ينشر خبر انتخاب البرلمان زعيم شيوعي رئيسا لحكومة نيبال


بعد هذه المقدمة القصيرة ذات الدلالات الواسعة والعميقة نواصل بحثنا عن الاجابة السليمة لسؤال... الحزب الشيوعي العراقي الى اين يسير؟. ان شعار الحزب … وطن حر وشعب سعيد ، وبناء المجتمع الاشتراكي مجتمع خالي من الاضطهاد والاستغلال الطبقي مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية حيث تتساوى المراة فيه مع اخيها الرجل في الحقوق والواجبات وتتعايش جميع القوميات والاديان بالتآخي الخ. هي جملة من الافكار والقيم والمفاهيم الانسانية النبيلة التي ناضل من اجل تحقيقها رفاق الحزب ( بضمنهم القيادة الحالية ) طيلة عشرات السنين وقارعت الدكتاتوريات وتحملت الزنزانات الفردية وابشع انواع التعذيب والاغتيال والاعدام والاغتصاب منذ اليوم الاول لتاسيس الحزب . لقد اعتلى مؤسس الحزب فهد ورفاقه منصة الاعدام فاتحين بذلك درب الشهادة من اجل المبادى وصيانة التنظيم واعلاء مكانة الحزب وترسيخ قيم الشيوعية بين صفوف الجماهير بنكران تام للذات ، ولهذه الاسباب تحديدا نمى الحزب وتصلد وواصل المشوار عبر الجيلين الثاني والثالث .

فمن اجل وطن حر وشعب سعيد ناضل واستشهد الالاف في وثبة كانون وانتفاضة تشرين وثورة تموز ومؤامرة الشواف وشباط الاسود الذي حصد ارواح سلام عادل ورفاقه الخالدين ثم موجة الاغتيالات التي بدات باغتيال الشهيد ستار خضيرواستمرت حتى اواخر السبعينات، وبعدها سقوط الكوكبة الساطعة من المثقفين الثوريين التي تركت وظائفها ومقاعدها الدراسية في الخارج والتحقت بقواعد الانصار في كردستاننا الحبيب واستشهدت نتيجة الغدر في بشت آشآن, ان هذا الدرب الطويل الشاق الذي دام اكثر من 50 عاما لم ينل من ارادة رفاق الحزب وجماهيرة بل زادهم اصرارا على المضي قدما لمحاربة الدكتاتورية وانتصار الديمقراطية وبناء وطن حر وشعب سعيد . لكن حدث ما لم نستطع هضمه لحد هذا اليوم ... اذ بادرت قيادة الحزب الشيوعي العراقي بشطر الحزب وتاسيس حزب شيوعي كردستاني مستقل عن الحزب الــ ام { في الانتخابات الاخيرة لمجلس المحافضات عام 2009 شارك الحزبين بقائمتين مستقلتين وبشكل منفصل في محافظة نينوى !. وفي احتفالات الذكرى الالماسية لميلاد الحزب جرت الاحتفالات في الدول الاوربية بمشاركة مستقلة للحزبين الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكوردستاني ـ العراق وبكلمتين افتتاحيتين مستقلتين ! } , ان هذا الاجراء كان بمثابة طمس الفكر الاممي للماركسية ، الاممية التي تعتبر راسمال الفلسفة الماركسية وهي بمثابة الهوية الانسانية للحركة الشيوعية العالمية ، ان هذا الاجراء في ظروف العراق اليوم يمثل نسخة شيوعية للمحاصصة الاثنية بل والدينية ايضا حيث هناك مختصة في الهيكل التنظيمي للحزب تحمل اسم مختصة الكلدوـ آشور!. ثم حصل ما يعرف بسقوط الصنم ومنذ ذلك التاريخ دخل الحزب الشيوعي العراقي بقيادته الحالية طورا جديدا في ممارسة العمل السياسي اقل ما يمكن ان يقال عنها انها لاتنسجم من حيث الايديولوجية مع التراث الفكري لحزب فهد و سلام عادل وشهداء بشت آشآن اما في تطبيقاتها الميدانية فيصعب علينا ايجاد المفردة التي توصف الحالة لان حضور الحزب في العملية السياسية منذ حقبة بريمرالى يومنا هذا ما هو الا حضور غائب صامت رغم مشاركته الفعلية عضويا في البرلمان والسلطة التنفيذية لحكومة الوحدة الوطنية . في بحثنا عن مسار الحزب الشيوعي العراقي وتقييم دور قيادته الحالية سنسلط الاضواء على اهم المحطات الايديولوجية والسياسية والتنظيمية والنشاط الحزبي وبشكل خاص الجماهيري

اولا
ان يكون على ارض الوطن ، جمهورية العراق حزب شيوعي لكل اقليم الى جانب الحزب الشيوعي العراقي كما هو حال الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق ، فهو مدعاة للسخرية ، ولونجحت محاولات البعض في تشكيل اقاليم الجنوب والوسط فان هذه الحالة ستقود بالضرورة الى تاسيس احزاب شيوعية للاقاليم الشيعية وثم السنية ، ان هذا الواقع هو نقيض شعار يا عمال العالم اتحدوا ، وبالتالي فهو مغاير لمبادئ اممية الشيوعية . لغز طريف نطرحه هنا على قيادة الحزب متسائلين .. مواطن عراقي من اليزيديين او المسيحيين او الصابئة يعيش في محافظة نينوي ورغب في تقديم صوته الانتخابي في مجالس المحافظات الاخيرة الى الحزب الشيوعي ، ترى لاي الحزبين يفترض ان يمنح صوته ، الحزب الشيوعي العراقي ( الاتحادي!) ام الحزب الشيوعي الكوردستاني ـ العراق؟، ومن اي منطلق او مفهوم طبقي ؟، اين تلتقي واين تتقاطع برامج الحزبين ؟

ثانيا
لقد خلى منذ سنين الخطاب السياسي للحزب وكذلك اعلامه الصحفي والتصريحات والمقابلات الصحفية والتلفزيونية والندوات العامة في فندق شيراتون في بغداد من كل مؤشر او رمز سواء من قريب او من بعيد الى الصراع الطبقي والتزم الصمت تجاه ما يسمى بالصراع الطائفي باعتبارها اطروحات اقطاب مصاصي دماء الشعب لمواصلة ابشع انواع استغلالهم الطبقي بما فيه القمع الدموي واستعدادهم جميعا ، المدنيون منهم والمعممون ، بالافراط بسيادة العراق الدستورية والجغرافية وهدرمختلف ثرواتها المادية والبشرية تحت ستار الصراع الطائفي والقاعدة وفلول البعث وتدخلات دول الجوار الخ. ولا حديث للحزب عن الصراع الطبقي الذي يمثل صلب وجوهر جميع النزاعات القائمة

ثالثا
منذ اليوم الاول لسقوط الصنم سعت القيادة الحالية الركض خلف مكاسب شخصية للنخبة ، حيث دخلت في دهاليز المحاصصة الاثنية والطائفية واستأنست بحصتها من مقاعد نيابية ، وزارة هنا ووزارة هناك وزيارات ضمن وفود رسمية ومقابلات تلفزيونية وما الى ذلك من زيف في الابهة السياسية تاركين عرض الحائط مصالح الجماهيرالكادحة ومتناسين واجباتهم في الدفاع عن حقوق اكثر من 25 مليون مواطن عراقي . لم تقدم القيادة يوما في توجيه النداءات للمعنيين ومطالبتهم وبالحاح بتوفير الحد الادنى من ابسط متطلبات الحياة من ماء وكهرباء ونفط وغاز وخدمات صحية وحقوق المراة و...و...و، حتى لو تطلب ذلك تنظيم مسيرة احتجاجية او اضراب او اي شكل اخر من اشكال النضال السلمي . نتساءل في هذا المضمار هل هناك اي مؤشر ، نعم اي مؤشر يميز نضال الحزب الشيوعي العراقي الجماهيري عن ممارسات الاحزاب الاخرى؟ الجواب قطعا لا انما هناك تماثل ركيزته الاستمتاع بحياة النجومية للقيادات الحزبية

رابعا
رافق الغزو الامريكي ـ البريطاني للعراق غزو فكر قيادات الطالبان الهمجية بشعارات دينية جاهدت ولا تزال تجاهد بكل اصرار على تسييس الدين وارساء المفاهيم والقيم البالية في المجتمع العراقي ، ساعية الى عرقلة نهوض المجتمع الى عتبة حضارة القرن الـ 21 وانما ارجاعه عقودا الى الوراء ، وهذه الجهات نفسها تساهم في طمس كل معالم الحياة الحضارية وقطع الطريق امام كل ما من شانه تطور البلاد والارتقاء بالمستوى الثقافي للشعب ، وكانت النتيجة ارقام كارثية تتحدث عن زيادة نسبة الامية والجهل في المجتمع وتدهور المستوى الدراسي بدءً من مرحلة الابتدائية وانتهاءً بالدراسة الجامعية بل وما بعدها ،وتفاقم حجم الامراض الاجتماعية كما ونوعا ، وبموازاة هذا الانحدار الثقافي والفكري تستمر الموجة العارمة لهيمنة الفكر الديني بتشعباته الطائفية والمذهبية على سلوكية الفرد وجعله مركز الاهتمام اليومي ، منها على سبيل المثال مساهمة الشباب بل وحتى الاطفال القصر في التطبير ونشر الصور مبتهجين لروؤس الاطفال وهي مغطاة بدمائهم البريئة ، يجري كل هذا بتخطيط مبرمج ومسبق بهدف صرف الانظار عن مشاكل الحياة اليومية والاستسلام للغيبيات ، ويبقى الفائز في هذه العملية دوما هم الطائفيين الطغاة . امام هذا الواقع الاليم لم يتحرك الحزب الشيوعي العراقي يوما في مناقشة مسالة دور الدين في حركة المجتمع عموما والعراقي بشكل خاص بعد سقوط صدام ، ولم يطرح وجهة نظره من التطرف الديني ومن ميليشيات مسلحة بواجهات دينية ، ولم يصرح او يعكس ايمانه بضرورة عزل الدين عن الدولة .. الدين لله والوطن للجميع ، لم يدافع عن الطفولة من خلال مطالبته منع زج الاطفال في التطبير ، بل وعلى العكس من ذلك بدء يساهم في بعض الشعائر الدينية ظانا منه اسلوب ديمقراطي لكسب المؤيدين . نحن على يقين من ان قيادة الحزب كافراد لهم موقف متميزمن موضوعة الدين، وعليه نقول لهم بكل صراحة... ان شأتم ام أبيتم فانتم في نظر الفقهاء ما انتم الا كفار. ان خشية الحزب من تناول هذا الموضوع الحيوي والهام والخطير في نفس الوقت ما هو الا خوف القيادة من رد فعل الطرف النقيض وبالتاله فهو موقف انتهازي ناهيك عن كونه تجرد من احد اسس الفلسفة الماركسية ـ المادية ، والتي يفترض انها تشكل القاعدة الايديولوجية للحزب . والمثير للانتباه هنا هو التقارب والمحاباة مع رموز التيارات الدينية في الفترة الاخيرة . يبدو لنا انها محاولات لكسب رضائهم بقبول دخول قيادة الحزب الشيوعي العراقي معهم في تحالفات للانتخابات البرلمانية القادمة ، مهما كانت نتيجة التقارب والتحالف معهم او مع غيرهم ستبقى القاعدة الحزبية والجماهير الشعبية عموما هي الخاسرة دوما لحين نضوج الظروف الموضوعية ، اوحدوث طارئ يفجر انتفاضة جماهيرية عارمة عفوية بملامح الاحداث الاخيرة للشارع الايراني غداة الانتخابات ، لان الجماهير الشعبية في العراق اصبحت وللاسف الشديد رقما منسيا في هلام المشروع الوطني

خامسا
في شهر آذار الماضي حلت الذكرى الالماسية لميلاد الحزب ، 75 عاما من النضال والانجازات والنجاحات والاخفاقات والعبر والخيانات والبطولات والمآثر والتخاذل والمآسي والشهداء .. 75 عاما لتاريخ مضئ وهاج يشار له بالبنان ليس في العراق فقط وانما في المنطقة عموما احيتها قيادة الحزب الحالية بمنتهى التحفظ والخجل وكانها ضيف على هذا التاريخ ، اوان تاريخ الحزب الشيوعي العراقي بكل محتوياته النضالية ورموزه الشخصية وقياداته التاريخية الاحياء منهم والمتوفين وشهداءه يشكلون فصول مسرحية لا دخل للقيادة الحالية بها ، لقد وضعت القيادة الحالية بسلوكيتها المتحفظة الخجولة واحتفاليتها الهزيلة بهذا الحدث العظيم نفسها موقع الاغتراب عن حزب فهد وسلام عادل وشهداء بشت آشان . كان يفترض ان يدوم الاحتفال 75 يوما على الاقل انم لم نقل عاما كاملا تكرس له كل الطاقات لتعريف الجيل الجديد بتاريخ الحزب وماثره السياسية وبطولات رفاقه وتضحياتهم الجسام وبالاسماء ، واجراء مقابلات مع الشخصيات التاريخية اللذين متواجدين داخل الوطن او في شتات الغرفة على حد سواء , التعريف بالاسماء اللامعة في تاريخ الحزب واجراء لقاءات صحفية معهم وتناول سيرة الرفاق المتميزين الاحياء منهم والمتوفين بغض النظر كليا عن المواقف الشخصية او حتى الحزبية للقيادة الحالية مع الرعيل السابق ، فالقيادة الحالية في كل المقاييس ما هي الا تلاميذ هذه المدرسة الحزبية .

في مجرى الاحتفالات الالماسية تكرر مرارا ذكراسم الشهيد فهد ولم يكلف الحزب نفسه في اجراء مقابلة من ابنته وتكريس ريبورتاجات عنه وانما اكتفى بتنظيم زيارة متواضعة الى مثواه حيث عكست الصور مدى الاهمال وتغافل الاهتمام بهذا القبر الذي يفترض ان يتضمن نصبا جذابا بجدارية تخلد وتمجد فهد والحزب معا سواسيا ...وكذا الحال عن الشهيد سلام عادل اذ لم يقدم الحزب على اجراء مقابلة مع رفيقة دربه وزوجته والقيادية سابقا السيدة ام ايمان . هناك تناسي تام عن قائد عمالي قضى السنين الطويلة من حياته ليس في المنطقة الخضراء وانما في سجون الملكية والبعثيين ونقرة السلمان وهو علم بارز في الحركة العمالية العالمية في ستينات القرن الماضي انه العضو السابق في اللجنة المركزية آرا خاجادور ، نفس الكلام يمتد ليشمل رئيس جمعية الفلاحين في نفس الفترة الشيخ كاظم فرهود ، ونفس العظمة اتسمت بها المرحومة نزيهة الدليمي الا انها كانت هي الاخرى غائبة في السجل الاحتفالي مثلما غاب اسطورة الحزب المرحوم زكي خيري ، ضم سجل المنسيين احد الكوادر اللامعة لجريدة الحزب واعلامه منذ الخمسينات الى التمانينات المرحوم شمران الياسري ( ابو كاطع ) والقائمة بطبيعة الحال طويلة و...طويلة .

عراقيتان شيوعيتان يهوديتان سبق وان اعتقلوا من قبل الحكومة الملكية بسبب انتمائهن الحزبي وقيادتهن مظاهرات نسائية ، وقد عانين الامرين ايضا على يد ذئاب الحرس القومي البعثي غداة الشباط الاسود ، تحملن اقسى انواع التعذيب في سجون البعث ، احداهن اعتقلت وهي حامل ثم غادرت السجن بعد 3 سنوات محطمة صحيا وهي تحتضن ابنها وليد السجن الذي رائ الشارع والناس لاول مرة بعد 3 سنوات من ولادته في السجن! ، اسقط عنهن الجنسية واقصين الى خارج الوطن ، والاثنتين استمرا في نشاطهن الحزبي بكل حماس ونكران الذات ولعبن دورهن في قيادة تنظيمات الحزب في الخارج رغم الآمهن وتدهور صحتهن على اثر التعذيب البعثي الصدامي الذي لازم طيلة حياتهن ، الى ان فارقن الحياة في غرفة صغيرة بعد 30 عاما في المنفى بعيدا عن الوطن ، انهن عميدة وام سلام ، هل سمع او قرا الجيل الحالي عنهن وعن امثالهن في الاجتماعات او الندوات الحزبية اوعبر صحافة الحزب المركزية او منشوراته ؟ ويا اسفاه . لقد سقط عن الاحتفالات الالماسية الوقفة الجادة والنقدية من استشهاد كوكبة من الشباب وهبوا حياتهم من اجل الخلاص من الدكتاتورية وانتصار الديمقراطية في منتصف الثمانينات في مجزرة دموية قادها خنازير مستنفع الخيانة الوطنية… مجزرة بشت اشان . نقول ، اذا لم يعّرف الحزب جماهيره الحزبية والشعب عموما ببطولات وبسالة ابنائه وبناته وتاريخهم النضالي المشرف ، وتحديدا في مناسبات مجيدة ذات احتفالية خاصة كالذكرى الالماسية فسيدخل عندها جميع رموز الحركة الوطنية التحررية وماثرهم البطولية في سجل النسيان بدل الخلود !. انهي هذه الفقرة بسؤال الى المسئولين عن الموقع الالكتروني للحزب الطريق متسائلا … ما هو الدافع وراء تثبيت صورة لصبي عراقي وهو يرتدي قميصا احمر اللون يحمل صورة الثوري الاسطوري الذي ترك المقعد الوزاري قبل 40 عاما وحمل السلاح لمقارعة العدو الطبقي بهدف تحرير الشعوب وسقط على اثرها شهيدا، صورة تشي جيفارا ؟، ترى هل ان نشر صورة تشي جيفارا هو العودة الى تبني الكفاح المسلح ام انه جهل للشخصية الفذة لهذه الصورة ؟

سادسا
ان ملابسات واشكالات وتعقيدات الوضع الحكومي والسياسي والاجتماعي والامني والخدمي وما يترتب عليها يوميا من مآسي وكوارث بشرية ومادية واخلاقية تفرض على الحزب الشيوعي عدم اتخاذ موقف المتفرج بل على العكس من ذلك ، المتابعة المستمرة لمجريات الامور اليومية بكل تفاصيلها وتشعباتها والوقفة الجادة عند كل مستجد سياسي والمساهمة في معالجتها وطرح الحلول والبدائل وبمبدائية عالية في التعامل الشفاف مع الحدث بغض النظر عن الهوية الطائفية والحزبية للاطراف المعنية بهذه القضية او تلك ، وبجهادية مقدامة وروح نضالية شامخة ، وفاء لتراث الحزب ودم شهدائه اللذين سقطوا من اجل وطن حر وشعب سعيد . على الحزب الشيوعي العراقي ان يكون السباق في التشخيص والتحليل ، والمبادر الاول في كشف الامور وطرحها للنقاش والمطالبة المستمرة بايجاد الحلول وتنفيذ القرارات الصادرة ، وبالحاح بعيدا عن الموسمية في معالجة الامور . ان الواجب الوطني والطبقي يحتم على الحزب الشيوعي الوقوف بحزم ضد كل ما من شانه الحاق الضرر بسيادة ومستقبل ومصلحة الدولة العراقية ، انه مطالب بالدفاع المستميت عن كل ما من شانه انكار او التجاوز على حقوق الجماهير الكادحة بملايينها العاطلة عن العمل والمستغلة بابشع انواع الاستغلال الطبقي والمحرومة من ابسط الخدمات من قبل منظومة يصعب وصفها حسب المفردات الكلاسيكية لمفهوم الدولة . اما الحديث عن الحقوق المهضومة والحالة الماسآوية للمراة العراقية اصبح من كماليات الخيال ، لان مفردة المراة العراقية آخذة على الزوال من القاموس الاجتماعي للاحزاب في العراق وحتى من الواجهة السياسية للحزب !. ان تواجد الحزب ضمن التركيبة التشريعية والتنفيذية للحكومة كان يفترض ان يكون وفق مفهوم الفلسفة الماركسية ـ وحدة وتضاد الاضداد ـ ، الا ان قيادة الحزب قد تركت التضاد جانبا واكتفت بـ وحدة الاضداد نزعت هويتها الطبقية وتجردت من مسئوليتها الوطنية وارتهنت القيادة لمصالحها الانتهازية !. قيادة الحزب قفزت وتقفز فوق الاحداث تخشى تناول الامور الحساسة الخطيرة رغم اهميتها ، تحجب نفسها من الظهور على المنبر السياسي مستقلا طارحا رائيها بوضوح وبشفافية وبجراة ، وانما تكتفي باعادة ترديد الراي السائد ولكن بصياغة اخرى وفي الغالب ، في الاحداث الساخنة والصاخبة ، تتغيب عن المسرح السياسي كليا .


دون الدخول في التفاصيل نذكرهنا بعض المسائل الرئيسية التي حدثت في الاشهر القليلة القادمة وتداعياتها لا تزال حيوية وفي تفاقم مستمر والجماهير تجهل حتى اليوم راي الحزب بسبب غياب ومجهوليه الموقف ، منها على سبيل المثال: هروب / اختفاء الدايني ، فضيحة االوزير السوداني ومهزلة قبول استقالته ، هدوء عاصفة استجواب ومحاسبة الوزراء والنواب بعد التهديد المباشر والمبطن من قبل اطراف متنفذه في السلطتين بكشف اوراق الطرف الاخرمن سرقة المال العام والمساهمة في عمليات القتل والتهجير والارهاب الخ. (اليست هذه جريمة بحق الشعب والوطن تدخل ضمن مفهوم الخيانة العظمى لو اخذنا بعين الاعتبار بان العراق في حالة حرب مع القاعدة والارهاب وفلول صدام ..؟ ) . الاستنزاف الفضيع لموارد الثروة النفطية وسرقة ثروتنا النفطية ليلا ونهار على امتداد سنين من طرف الكويت وايران ، الفساد المالي والاداري في كامل الوزارات حقيقه يدركها الجميع ويقر بها الجميع وينفيها جميع المسئولين القياديين من الصف الاول خشية الفضيحة والعقاب . الفساد الاداري والمالي لوزارة النفط والمؤسسات المرتبطة بها بالمليارات ، اشكاليات وعلامات الاستفهام في عقود النفط المزمع عقدها قريبا ، حريق وزارة الصحة ، خرق حقوق الانسان والتعذيب الوحشي والاعتداء الجنسي واغتصاب السجناء في السجون العراقية . اغتيال عضو البرلمان الشهيد حارث العبيدي ، ملف تفجيرات بطحاء وتازة وسوق مريدي الخ. هل يصح تجاوزها مكتفين بالاستنكار للجريمة الشنعاء ؟ . القصف الايراني والتركي المستمرللاراضي العراقية ...هل من دمعة شيوعية سقطت لماساة الفلاحين في قرى كردستاننا الحبيب على الحدود مع الايران وتركيا ؟ . انتخابات ايران ، اسبوع كامل مئات الالاف في الشوارع متحدين القمع الدموي للعمائم الزائفة استقطبت اهتمام العالم والحزب ساكت رغم تناظر وعشق الاحداث السياسية بين الدولتين الجارتين ، الحزب يتحاشى ويخاف من انزعاج بعض السادة العراقيين مناصري الحكومة الايرانية ! ، والا كيف نبرر كتابة تقارير طويلة وبحلقات عن الوضع السياسي وانتخابات نيبال ؟! . لا يحق للمسيحيين والصابهة المندائيين والازيديين والشبك نيل شرف تمثيل العراق في الخارج كسفراء لان هذا التمثيل هو كعكة تستحق تقاسمها فقط الكتل النيابية الكردية والعربية الشيعية والسنية في اطار ما يسمى بالديمقراطية التوافقية !. مسالة فتح السفارات وتعيين السفراء متوقف منذ اشهر طويلة بسبب عدم توافق اركان الديمقراطية التوافقية على الهويات السياسية للمرشحين ، اما عن كفاءات ومؤهلات المرشحين فحدث ولا حرج ! . هل يجراء الحزب بذكر عدد ممثلي الاقليات الصغرى في مراكز الدولة الوظيفية العليا من وزراء ووكلاء ومدراء عامين سواء المدنية او العسكرية اوالامنية ؟ ، هل ان جميع ابناء هذا الطيف تركيبتهم العلمية ومؤهلاتهم الثقافية ادنى من حملة شهادات سوق المريدي ؟ ام انهم اقل عطاء للوطن من اولئك اللذين ينفذون اجندات دول الجوار من اجل حفنة من الدولارات وعقارات في لندن والامارات ؟ ام انهم اقل التصاقا بتربة الوطن من المسئولين حاملي جنسيات مزدوجة استعدادا للهرب عند الاستدعاء للمحاسبة ؟. نتسائل هنا هل من سمع او قراء استنكار الحزب لهذه المهزلة وهذا العار السياسي في الاستخفاف والاستهانة من حقوق المواطنة التي اقرها الدستور ؟ . ان تجنب الدخول في صراعات سياسية مبدائية مع الاطراف النيابية والحكومية على حساب مصلحة الجماهير هو تجرد من الهوية الطبقية للحزب ،هو الاستئناس بالمصلحة الذاتية وامتيازات النخبة السياسية وعوائلهم ،هو الافراط بالمشروع الوطني. ولن يزكي هذا السلوك مساهمة عضو المكتب السياسي للحزب وللمرة الثانية والثالثة ضمن وفد مجلس النواب لحضور ورشه عمل في اليابان لعدة اسابيع للاطلاع على تجارب شعوب دول اخرى حول المصالحة الوطنية ! . يا حبذا لو اتطلعت قاعدة الحزب وجماهير الشعب على المعلومة الفكرية التي اغنت تجربة الحزب ومداركه في هذه الورشة بخصوص العلاقة الجدلية بين المصالحة الوطنية والصراع الطبقي والمحاصصة الاثنية الطائفية


الخاتمة

ان القراءة النقدية لما كتبناه في اربعة حلقات تحت عنوان ـ الحزب الشيوعي العراقي الى اين يسير ـ تسلط الضوء على حقائق اصبحت ثوابت في سياسته بعد 9 نيسان 2003 ، حقائق تتقاطع في الصميم مع المبادئ الاساسية للنظرية الماركسية { الخارجون عن النظرية الماركسية كانوا ينعتون سابقا بالمنحرفين والمرتدين }. اما لينين واللينينية والحزب البولشوي فاصبحت بالنسبة لقيادة الحزب مصطلحات اكل الدهر عليها وشرب ، مصطلحات دخلت طي النسيان بل وانقرضت في القرن الماضي !. اما الانتماء الوطني للحزب والذي تستند عليه القيادة الحالية للحزب الشيوعي العراقي فهو في واقع الحال لا صلة له بالمبادئ الايديولوجية والتراث الفكري والنضال الوطني ـ الطبقي لحزب فهد وسلام عادل وشهداء بشت آشان منذ 9 نيسان 2003 على احدث تقدير وعليه

الحزب الذي تجاوز مبادئ الاممية والصراع الطبقي، وتنكرلمادية فلسفة الحياة واخذ يتناغم مع نقيضها ، وتناسى موضوعة الحقوق القومية للاقليات ، وتخاذل في قيادة الجماهيرفي مسيرتها النضالية على امتداد 6 سنوات ، وتواطئ بسكوته عن عمليات الفساد الاداري والمالي والامني ، الحزب الذي لا يزال صامتا امام ماساة الملايين المهجرة داخل العراق وخارجه ، الحزب الذي تنكر لوجودية المراة العراقية وتركها عرضة لابتزاز ابسط الحقوق الانسانية وللاغتيالات وللقتل تحت مختلف التبريرات الذميمة وللمتاجرة بجسد الصبية كسلعة تباع للسماسرة في دول الجوار ، الحزب الذي يختفي وراء الجماهير خائف وعاجز عن المساهمة في قيادته لا يستحق ولا يمتلك الشرعية ان يكون الامتداد الطبيعي للحزب الذي اسس في 31 آذار 1934 ، لا يحق لقيادته التي تقود الحزب نحو السراب في ان تقتات من التاريخ المجيد والتراث الفكري والارث النضالي لحزب فهد وان تحمل اسم الحزب الشيوعي العراقي

لقد آن الاوان ان يغير الحزب اسمه وباثر رجعي منذ 9 نيسان 2003



#مهران_موشيخ (هاشتاغ)       Muhran_Muhran_Dr.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الرئيس السابق المشهداني نقول للمقارنة احكام وللقيم مقايي ...
- الحزب الشيوعي العراقي الى اين يسير؟ مركز الاعلام وصحافة الحز ...
- الحزب الشيوعي العراقي الى اين يسير ؟ حضور غائب في مجلس النوا ...
- الحزب الشيوعي العراقي الى اين يسير ؟ فازالعراق... فاليشعر ال ...
- كيف نحمي ثروتنا النفطية من الازمة المالية العالمية والافلاس ...
- المعاهدة العراقية الامريكية غاية ام ضرورة ؟
- دور النفط والغاز في توفير الطاقة في القرن ال 21
- قانون النفط والغاز متى سيخترق الكواليس ويبصر النور في مجلس ا ...
- علم جمهورية العراق نقطة نظام
- التهديدات التركية وقانون النفط والغاز والاقاليم
- لجنتان متوازيتان للوصول الى دستور واحد
- اطروحة التقسيم ..لا فرق بين عراقي وعراقي الا بقدر الخوف على ...
- عمال اتحاد نقابات النفط انهم حماة ثروة الوطن وسيادته وليسوا ...
- مناقشة قانون النفط والغاز واجب وطني لمهمة مصيرية تخص السيادة ...
- الركض الماراثوني لاقرار قانون النفط اصطياد في الماء العكر
- لجنة مركزية عليا لتسليح العشائر ....هل تنصلت حكومة مالكي عن ...
- الضرب بيد من حديد .. ديمقراطية من طراز جديد ! .
- مفهوم المحاصصة في القاموس السياسي العراقي المعاصر
- النفط والاقاليم موضوعان لسياسة واحدة تحدد مصير العراق


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهران موشيخ - الحزب الشيوعي العراقي الى اين يسير ؟ القيادة تسير بخطى ثابتة نحو السراب الحلقة الرابعة والاخيرة