أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهران موشيخ - الحزب الشيوعي العراقي الى اين يسير؟ مركز الاعلام وصحافة الحزب















المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي الى اين يسير؟ مركز الاعلام وصحافة الحزب


مهران موشيخ
كاتب و باحث

(Muhran Muhran Dr.)


الحوار المتمدن-العدد: 2647 - 2009 / 5 / 15 - 07:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحلقة الثالثة
وهبت الطبيعة للانسان عند اول ظهوره خاصية النطق وبمرورآلاف السنين ابتدعت الكائنات البشرية حروف الكتابة لتخلق لغة الكلام للتحاور والتعبيرعن الفكر...وعلى اثره ظهرت المخطوطات التي حملت فكر الفلاسفة الرومان والاغريق والحمورابي ومن ثم الكتب السماوية الى اقصى بقاع العالم . استمرت هذه الحالة الى القرن الثامن عشر ميلادي حيث الثورة التكنولوجية انجبت الطباعة ، وبذلك الانجازالعظيم تضاعفت فاعلية انتشار المعلومة من حيث الكم والنوع وسرعة الزمن الى ان جاء عصر المواصلات المعلوماتية الالكترونية ( الانترنيت ) لينقل الفكر والرائ والمعلومة صوت وصورة خلال لحظات لا بل مباشرة الى جميع انحاء العالم ومترجمة بمختلف اللغات . ان استعمال خدمات الانترنت في مجال التوعية والتثقيف وايصال الخبر الخام اوالمعلومة النقية اوالمصنعة من قبل الاحزاب السياسية وخاصة في بلدان مثل العراق حاجة ملحة بسبب كثافة الاحداث السياسية وزحمة الافكار وتعددية اشكال الصراع وتواصل الحملة الشرسة للاعلام المعادي المشبع بالزيف والكذب وشحن العداء الاثني والطائفي البغيض .
لقد اعددنا هذه المقدمة لتحليل نشاط اعلام الحزب الشيوعي العراقي وصحافته ودوره في توعية جماهيره وتنظيماته الحزبية والقارئ عموما ، ومعرفة مدى عمق الارتباط والتواصل الخبري للحزب مع المحيط ، وموقع اعلام الحزب وصحافته من مجريات الاحداث اليومية على المسرح السياسي بعد سقوط نظام القمع الدموي، متسائلين في نفس الوقت عن السبب في اطلاع الحزب رايه في الامور بعد تقادم الخبر زمنيا ( الموقف من المصالحة مع البعث مثالا ) ، وكأن اخبار الحزب تنقل على ظهر سلحفاة وليس عبر البريد الالكتروني ! . سال احد العراقيين في لقاء عام مع عضو المكتب السياسي مفيد الجزائري عن راي الحزب حول الاتفاقية الامنية العراقية الامريكية ( عشية التوقيع عليها) اجاب الحضور قائلا … اجهل ذلك لاني منذ اسبوعين غادرت العراق في زيارة لبعض الدول الاوربية !!!. ان تراكم الاحداث وتشعباتها السياسية والامنية والاجتماعية والثقافية التي عانى ولا يزال يعاني منها العراق يوميا وبشكل مكثف لا تسمح قراءة هذه المسيرة بشكل مسهب في مقالة صحفية لذلك سنحاول الوقوف عند المحطات والعناوين الرئيسية

الهوية الحزبية والطبقية لـ ‘طريق الشعب‘ : يصعب على قارئ محتويات الجريدة التشخيص على انها جريدة الحزب الشيوعي العراقي لان غالبية فقراتها الاساسية نجدها في جميع الصحف والمواقع الالكترونية وحتى بنفس العناوين مما يؤكد مركزية مصدر المعلومة ، والملفت للنظر هنا هو كون ـ طريق الشعب ـ تنشر هذه الاخبار بشكل مجرد (حيادي) بدون تعليق او تحليل او إضافة ، وعليه يغيب عن القارئ معرفة راي الحزب بخصوص الموضوع المعني . اما عن الهوية الطبقية للجريدة فانها تشيربتواضع الى المشاكل والمعاناة والاضطهاد الذي تعانيه الطبقة العاملة العراقية و الكادحين الى جانب الملايين التي تعيش تحت خط الفقر، هذه المواضيع يجب ان تكون موضع الاهتمام المركزي للجريدة بتناولها يوميا وابرازها الى صدارة الانباء اليومية ، وتكريس الدراسات والبحوث والمساهمة برسم سياسه سليمة للتخفيف من وطئتها . يستوجب البحث المستمر في انجع الطرق واسرعها في ايقاف التدهورالمريع للمجتمع العراقي على مختلف الاصعدة ...نعم ايقاف التدهور … نحن لا نتكلم عن البناء الاجتماعي للفرد فهو للاسف الشديد بعيد المنال للعشريات القادمة . الجريدة تتحفظ في تسليط الاضواء على انباء اضرابات العمال وموظفي الدولة من مختلف القطاعات المهنية بما فية بعض المجموعات في الاجهزة الامنية التي تتشكى بين الفينة والاخرى من عدم استلام الرواتب او ضعف حجمها ، اوحالات الاجحاف الذي يعانيه الموظفون بنفس الاختصاص والدرجة الوظيفية عن زملائهم في وزارة اخرى، او شكاوي الفلاحين الصغار … الحديث والامثلة هنا لا نهاية لها ، في حين هذه الاخبار تمثل راسمال الجريدة الشيوعية . الى بضعة ايام خلت وـ طريق الشعب ـ يتناسى تناول موضوع قانون نقابات العمال في حين نادى بها عمال شركة نفط البصرة واتحاد نقابات العمال عند اضرابهم البطولي قبل عامين رغم التهديد الذي تلقتها بالضرب بيد من حديد من السلطة المركزية ، في حينها امتنعت الجريدة عن تناول الخبراو التعليق عليها او نشر المقالات التي تدعم مطاليب عمال نفط البصرة !. ما دمنا بصدد الحديث عن النقابات هناك امكانية جبارة لتاسيس اقوى نقابة في عراق اليوم … نقابة العاطلين عن العمل حيث يصل تعدادهم رجالا ونساء ربما العشرة ملايين ، باستثناء الاطفال المتسولين ! ، ان المظطهدين المنسيين اجتماعيا واقتصاديا يلتفون حول الحزب الذي يتكلم باسمهم ويعد الدراسات التي تساهم في تحسين وضعهم المعاشي ويدافع عن حقوقهم ويتفانى من اجلهم ، وبالتالي يقدم هؤلاء المعدومين والذين يمثلون الارضية الطبقية للحزب الشيوعي اصواتهم له في الانتخابات ، اما الكتابة مطولا في طريق الشعب وفي الموقع الالكتروني للحزب بعدة حلقات وبقلم عضو مكتب سياسي عن مؤتمر لاحد الاحزاب الشيوعية الخمسة في نييبال ، او مقالات طويلة لعضو في اللجنة المركزية بعدة حلقات ومحشوة بعشرات الارقام الاحصائية حول الخطط الستراتيجية العسكرية اوالغذائية لدول العولمة او الازمات التي تعانيها الدول الصناعية 7+1 و مجموعة العشرين ، مواضيع لا تستقطب اهتمام الجماهير الشعبية القادرة على القراءة التي تبحث عن النفط والكهرباء والماء الصالح للشرب فبل كل شئ . ان السر في نجاح اية صحيفة حزبية وفي بلد مثل العراق لا تكمن في الكتابة بعناوين قيصرية وبكلمات رنانة وتطعيمها بمصطلحات بلغة اجنبية وانما في بساطة اللغة لسيتوعبها القارئ او المستمع الذي لا يجيد القراءة ، من الضروري جدا ان يستوعب المكلفون بالاعلام المركزي للحزب الاطروحات التالية ... ماذا نكتب ؟ لماذا نكتب ؟ متى نكتب ؟ ولمن نكتب ؟ . الحزب الشيوعي هو حزب الكادحين من عمال وفلاحين حزب الفقراء المعدومين حزب المناصرين لحقوق المراة المهضومة حزب المدافعين عن الطفولة السعيدة ومستقبل الشباب ، حزب شغيلة الفكر حزب يؤمن بالانسان باعتباره صانع التاريخ … ان تعداد هذه الشرائح الاجتماعية في العراق يصل الى 15 مليون مواطن ومع ذلك لم يحصل الحزب الشيوعي على مقعد واحد في انتخابات مجالس المحافظات ! ، لماذا ؟… انه دليل قاطع بوجود ازمة حزبية ، هناك قصور في الاداء، يستوجب ممارسة النقد الذاتي البناء بكل شفافية ومصارحة الجماهير بذلك . ويجب ان تكرس لهذا الفشل الدراسات والبحوث والكتابه بحلقات يومية ثابتة ودعوة الجماهير والمختصين للمساهمة في الابداء بارائهم ، وكذلك مفاتحة الرعيل السابق من قادة الحزب ( والمتقاعدين ) واستشارتهم لايجاد مخرج لهذه المعضلة ، واخيرا اتخاذ الاجراءات التنظيمية السليمة لتقويم نشاط عمل الحزب من خلال اعادة النظر في توزيع المسؤليات . اما ايعاز السبب في الفشل الى ضعف الامكانيات المادية قياسا الى امكانيات الاحزاب الاخرى او ثغرات في قانون انتخابات مجالس المحافظات وفي اداء اللجنة العليا للمفوضية وما الى ذلك من مبررات ما هي الا اعذاربدائية ومبررات غير مقنعة اطلاقا ، انه هروب الى الامام . ذكر في حينها بان قيادة الحزب ستدرس بالتفصيل اسباب هذا الفشل الذريع ... لقد صدر قبل ايام بلاغ عن اجتماع اللجنة المركزية ولا يجد المرء فيها اي جديد يذكر ولم تكرس المساحة المستحقة ولا الوقفة الجادة لتحليل اسباب الفشل ، والملفت للنظرهو غياب النقد الذاتي إذ لم تاخذ اللجنة المركزية على عاتقها مسئولية الفشل !. إذا كان المقصر هو الناخب ترى لماذا رفضت الملايين المسحوقة من الادلاء بصوتهم الى الحزب ؟

المصائب السياسية والانتكاسات الامنية والكوارث الاجتماعية التي حلت بالبلاد بعد سقوط الصنم لا تعد ولا تحصى ، فخلال مسيرة السنوات الثلاث الماضية من عمر البرلمان والحكومة حدثت جملة من الاحداث السياسية والامنية والاقتصادية والحكومية الى جانب الماساة البشرية ، اسدل المتنفذون في السلطة الستار عليها واصبحت منسية ويجري التذكير بهذه الملفات بين فترة واخرى للاستهلاك الآني المرحلي ضمن ممارسة التكتيك الاعلامي… ما يهمنا هنا هو دور الحزب موقفه واجرائاته ودراساته ومطاليبه ومقترحاته للحلول ، فالحزب الشيوعي العراقي طرف مساهم في الحكومة بوزيرين وفي البرلمان له نائبين … سنتوقف عند بعض العناوين الرئيسية لابراز دور الجريدة من الاحداث ، ماذا كانت موقفها ؟، ماذا كتبت ؟، ولمن توجهت

المهجرين والمهاجرين …. في الخارج عذاب اليم وفي الداخل بطش وحرمان في خيم واطفال بلا مدارس
الحكومة الاتحادية طلبت من الدول الاوربية اجبارالمهاجرين الى العودة الى العراق حكومة الاقليم تطلب العكس . موقف الحزب مجهول وجريدة طريق الشعب ساكتة والقيادة تتطلع الى كسب اصوات الجماهير والفوز في الانتخابات القادمة

الفساد الاداري والمالي ينهش جميع اجهزة الدولة حسب تصريحات المسئولين… يفهم من هذا الكلام حتى الوزارات التي يستازرها الحزب !… ما هو موقف الحزب من تهم الفساد الموجهة علنا بالاسماء الى وزراء ونواب ومدراء عامين لاحزاب اخرى؟ ما هو تعليق الجريدة على الاتهامات الموجهة الى السيد وزير التجارة شخصيا ولشقيقه واقربائه ؟ اليس من حق الشارع العراقي ناهيك عن اعضاء الحزب وجماهيره من معرفة موقف الحزب من هذه التهم وله وزيرين يشتركان معه في اجتماعات مجلس الوزراء ؟. اليس من المفروض الوقوف بحزم امام اتهامات تشمل وزارتي الحزب ضمنا ؟ الا يفترض تقديم كشف مطول في طريق الشعب تثبت براءة احزابها من هذه التهم ؟ هل الداعي الى السكوت هو تجنب احراج الاخرين ؟ من شان هذا السلوك ارتداد الثقة بالحزب باعتباره مدافعا عن حقوق الجماهير وحاميا لمصالحها

الامتيازات الخيالية للنواب وعوائلهم ( خاصة المتزوجين باكثر من امراة ) …رغم الاستياء الشديد الذي عم اوساط الجماهير وعمق الشرخ بينها وبين من صعد على اكتافها الى منصة البرلمان، لم نجد تعليقا عليها في طريق الشعب ونجهل موقف الحزب من هذة المسالة ايضا ، هل هو الاسترخاء للقرار ام الخوف من غيض النواب الاخرين ؟ ام الاثنين معا . المواطن العراقي جائع هزيل البدن غير مستعد في المستقبل على السير مطولا للوصول الى المركز الانتخابي، ولن يدلي بصوته في الانتخابات القادمة لنائب استغل صوته وتركه على قارعة الطريق جائعا
البطالة والخدمات الاجتماعية … لم نلاحظ دراسات او تحليلات لواقع العمالة في العراق حيث البطالة مستشرية بين الجنسين ومختلف الاعمار والاختصاصات والمهن والعمال العاديين ، لم تبادرالجريدة في رسم سياسة ستراتيجية لمواجهة عواقب هذه الظاهرة الاجتماعية المستمرة بالتفاقم وعلاقتها بمستقبل البلاد الحضاري، حيث اضطر البعض الغير القليل امتهان القتل لضمان قوته اليومي ! والبعض الاخر بدا يبيع اعضاء جسده بل حتى ابناءه !، لا نريد ان نعقد الامر ونطالب الجريدة ببحوث حول البطالة المقنعة في الوزارات والمؤسسات الحكومية وانتاجية العمل . احدى شعارات الحزب في الحملة الانتخابية لمجالس المحافظات تضمنت الاتي : انهاء البطالة وايصال الماء النقي الى كل بيت . يا لسذاجة العنوان !. الان وقد انتهت الانتخابات ولم يفز الحزب كيف السبيل الى كسب اصوات العاطلين في الانتخابات البرلمانية القادمة
الدين والدولة … ان تسييس الدين وتسيس رجالات الدين واستحواذهم لسلطات وصلاحيات مطلقة تخضع لهم سلطة الدولة المدنية بكل رجالات رئاساتها الثلاث في عصر المواصلات الالكترونية حالة لا تنسجم مع الحضارة العصرية المتمدنة وتتناقض حتى مع جوهر الدستور العراقي . ان من شان هذا المنهج ايقاف مسيرة التقدم الاجتماعي وارجاع البلاد عقودا الى الوراء …استجابت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في البصرة دعوة الاخوة في الائتلاف الشيعي لحضور احتفالية لمناسبة دينية … لقد تفاجئ الجمع عند سماع خطيب الكلمة الافتتاحية وهو يذكر الحضورالكريم بفتوى صدر قبل نصف قرن يتضمن احقية وشرعية قتل الشيوعيين !، محلية البصرة استنكرت الحادثة التي تتنافى مع ابسط قواعد الضيافة في حين طريق الشعب بقت صامدة في سكوتها باستثناء نقل الخبر. يبدو ان مبادرة الحزب في الاونة الاخيرة بتوزيع الثواب في العاشوراء في شوارع الناصرية لم تكن مردودها ايجابيا في البصرة . نتسائل اين هي مادية فكر الحزب الشيوعي العراقي ؟ ما هو مستند ايديولوجيته بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الاشتراكية ؟ هل من مبادئ جديدة ؟ هل هناك اصلاح لبعض الجوانب الفكرية ؟ ام ان تناول موضوع تسييس الدين ونشاطاتهم خط احمر في طريق الشعب . ان التناغم والمجاراة والمحاباة اللامبدائية لطرف ديني سياسي او اثني يفقد دعم وتاييد المنتمين الى اطراف اخرى له ، وقبل هذا وذاك تربك هيبة حزب مد جذوره في قلوب كل القوميات المنتمين للاديان السماوية الثلاث من مسلمين ومسيحيين ويهود قبل 75 عام

المراة العراقية … هي الشريحة الاكثر تضررا من غيرها في المجتمع ، صحافة الحزب تذكر نشاطات رابطة المراة العراقية في مناسبات وطنية وعلى الاغلب في اوربا متمثلة بارسال برقيات تهنئة او تاييد او ربما استنكار، او لقاءات مع وفود الخ ، ولكن صفحات جريدة الحزب خالية من دراسات او مقالات تفضح الحالة المشينة للمراة العراقية وعن حقوقها المهضومة ومحاولات تجريدها حتى من كيانها البشري من خلال الحكم عليها بترك الدراسة والعمل والاستعاضة عنهما بالاقامة الجبرية في الدار لانجاب الاطفال … طريق الشعب لا تفضح ظاهرة المتاجرة باجسادهن او بيعهن كبضاعة الى الخارج او بيع ابنائهن مقابل لقمة عيش ، نستغرب غياب هذه العناوين في الخطاب السياسي للحزب سواء في الندوات والاجتماعات الجماهيرية اوداخل البرلمان او عبر صحافته . من لا يهتم وبوعي طبقي بالمشاكل التي تعانيها المراة العراقية ولا يدافع عن كيانها وامومتها بشكل جدي وملموس ولا يحميها من انياب الارث المتخلف لن يكون آهلا لاستقبال صوتها الانتخابي

وزراء ونواب يقتلون ويضمحلون كالاشباح … وزير الثقافة ابتلعته الارض لقد اختفي من اعين الاجهزة الامنية ! وقد سبقه وزير الصحة بسيناريو مغاير إذ لم تدم غطسه طويلا في المحيط حتى خرج الى العلن بعد ايام في امريكا ! واخرهم النائب دايني الذي فر من يد رجال الامن كما لو كانت اقصوصة لاحدى روايات الفانوس السحري . سؤالنا الى قيادة الحزب، لو كان مساحة وحجم الزمن للحديث داخل اروقة البرلمان ضئيلا تري كيف تبرر القيادة صمتها على هذه الاحداث على صفحات جريدتها المركزية طريق الشعب وامتناعها على التعليق او الكتابة او تقديم النقد او الاستنكار والمطالبة بتسليمهم الى العدالة وبالاسماء . ان المواطن العراقي لا يستطيع استيعاب وهضم هذه المواقف الانهزامية الهزيلة من قتلة ابنائه من قبل الحزب الشيوعي العراقي ،هذا الصرح الذي بناه فهد وسلام عادل وجيش شهداء كاور باغي وبشت آشان وكامل الشياع . من الطبيعي بالمكان هنا ان يفكرالناخب طويلا قبل ان يمنح صوته ... وربما يعكف عن المساهمة في الانتخلبات

كركوك ، قانون النفط والغاز، القصف الايراني والتركي المستمر، مجلس محافظة نينوى … مفاصل ترتبط جميعها بالمحور المركزي ـ الدستور ـ . الحديث هنا مطول ومشعب ونختزلها بسؤال الى القيادة ...الى متى سيبقى الحزب يحجب عن ابداء رايه بكل شفافية من هذه النقاط الخلافية ؟ علما ان المواطن العراقي على دراية تامة من موقف كل حزب من الاحزاب الاخرى . لماذا لا ينشرالحزب في طريق الشعب دراسات مطولة بمنتهى الصراحة وبكل وضوح وشفافية حول هذه النقاط المركزية التي يترتب عليها طبيعة مستقبل البلاد ، ليستطيع من خلاله كسب اصوات من يقتنع باراء الحزب ومواقفه ؟ ، حتى ان بلاغ الاجتماع الاخير للجنة المركزية لم يخرج عن طور المفاهيم العامة وجاء كسابقاتها كليشة تصلح لكل زمان ومكان . في حين تكرس طريق الشعب مقالات طويلة حول مؤتمر الحزب الشيوعي في النيبال
قرارميزانية عام 2009 في البرلمان ...لقد سبقت اقرار الميزانية نقاشات طويلة دامت اشهرتضمنت انتقادات حادة وتاجيل للمناقشة وتغيير المسودة ثم تعديلها الخ ، انها حالة صحية وامور طبيعية عند مناقشة ميزانية الدولة، المهم في الموضوع هنا هو الجدية ومدى المصداقية في تحمل المسؤلية . ففي ظروف العراق حيث استشراء الفساد الاداري والمالي وسرقة النفط واموال النفط في وضع النهار، والازمة الاقتصادية العالمية والتدهور الحاد لاسعار النفط ، وحالة 10 ملايين وربما اكثر يعيشون تحت خط الفقر، وتمرير ميزانية عام 2008 في العام الماضي دون مصادقة ديوان الرقابة المالية، واخيرا الفضيحة التي لا يتقبلها العقل السليم هو اقرار ميزانية 2009 بغياب التقرير المالي لميزانية عام 2008 !، انها مفارقة لا يتصورها الانسان العصري المتحضرحتى عند مناقشة ميزانية روضة اطفال ! . كان من المنتظر ان يتقدم الحزب بمداخلة اقتصادية ماركسية المنهج يهدف الى الارتقاء بالمستوى المعاشي للجياع ومحاربة البطالة وخطط توفير وتوسيع الخدمات الاجتماعية الضرورية وتقليص الاستثمار حيثما امكن واينما امكن وايقاف البذخ الحكومي على حساب كدح وجوع ومرض الجماهير المعدومة ، لكننا فؤجئنا بمداخلة النائب عضو المكتب السياسي للحزب ، مداخلة يصعب علينا تفسيرها وننحرج في وصفها ونكتفي بالاشارة الى انه اكتفى بالتعبير عن اسفه لعدم وجود تقرير المنجز من ميزانية 2008 واقتصرت مداخلتة حول ميزانية 2009 بحديث عام خالي من ذكر اي رقم عددي! نعم الحزب الشيوعي العراقي يقر مسودة ميزانية عام 2009 دون ذكر او مناقشة اي رقم عددي لميزانية الدولة لعام 2009 بمجموع 48 مليار دولار! ، إذن جميع ملاحظات الشارع العراقي واستيائهم من التردي المستمرللاوضاع المعاشية كتب لها ان تستمر لهذه السنة ايضا … وبالمقابل ستفقد هذه الاطراف حتما اصواتهم في الانتخابات البرلمانية القادمة

يتبع الحلقة الاخيرة



#مهران_موشيخ (هاشتاغ)       Muhran_Muhran_Dr.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي العراقي الى اين يسير ؟ حضور غائب في مجلس النوا ...
- الحزب الشيوعي العراقي الى اين يسير ؟ فازالعراق... فاليشعر ال ...
- كيف نحمي ثروتنا النفطية من الازمة المالية العالمية والافلاس ...
- المعاهدة العراقية الامريكية غاية ام ضرورة ؟
- دور النفط والغاز في توفير الطاقة في القرن ال 21
- قانون النفط والغاز متى سيخترق الكواليس ويبصر النور في مجلس ا ...
- علم جمهورية العراق نقطة نظام
- التهديدات التركية وقانون النفط والغاز والاقاليم
- لجنتان متوازيتان للوصول الى دستور واحد
- اطروحة التقسيم ..لا فرق بين عراقي وعراقي الا بقدر الخوف على ...
- عمال اتحاد نقابات النفط انهم حماة ثروة الوطن وسيادته وليسوا ...
- مناقشة قانون النفط والغاز واجب وطني لمهمة مصيرية تخص السيادة ...
- الركض الماراثوني لاقرار قانون النفط اصطياد في الماء العكر
- لجنة مركزية عليا لتسليح العشائر ....هل تنصلت حكومة مالكي عن ...
- الضرب بيد من حديد .. ديمقراطية من طراز جديد ! .
- مفهوم المحاصصة في القاموس السياسي العراقي المعاصر
- النفط والاقاليم موضوعان لسياسة واحدة تحدد مصير العراق


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهران موشيخ - الحزب الشيوعي العراقي الى اين يسير؟ مركز الاعلام وصحافة الحزب