أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - - الخاصعام - الأسير فى الصحافة المصرية















المزيد.....

- الخاصعام - الأسير فى الصحافة المصرية


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 2687 - 2009 / 6 / 24 - 08:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كشفت أزمة بدل التدريب والأزمة الناجمة عن قرار المجلس الأعلى للصحافة بضم مؤسستى دار التعاون ودارالشعب الى مؤسستى الاهرام والاخبار. عن حالة الأسر الواقعة تحتها مهنة الصحافة فى مصر .
وبصرف النظر عن مدى مشروعية بدل التدريب أو عن منطقية قرار المجلس الأعلى للصحافة إلا أن الأحداث التى أحاطت بالأزمتين أكدت وقوع حرية الصحافة تحت كاهل ملكية الدولة وهيمنتها على كل المؤسسات الصحفية بما فى ذلك الحزبية والمستقلة وبما لا يتلائم مع الدعاية البوقية حول حرية الصحافة فى مصر .
والثابت أن الصراع بين الحرية الصحفية والقيود الرسمية هو صراع قديم فى مصر, وفى دراسة قدمها نقيب النقباء كامل الزهيرى أشار فيها الى مظاهرة شعبية ضمت عشرة آلاف مواطن دفاعاً عن حرية الصحافة لمدة أربعة أيام من 29 مارس 1909 الى أول ابريل 1909 .
ويستمر نضال ارباب المهنة والمدافعين عن حرية الصحافة لتنظيم مظلة حماية نقابية لهم حتى ينجحوا فى ذلك عام 1941 .
وطوال هذه الفترة لم تعان المهنة أو تتأثر سلباً بطبيعة ملكية الصحف والتى لم تكن خاضعة لأى من جماعات الضغط أو الحكومة .
وبدأت الأزمة الحقيقية مع الصحافة المصرية بخضوعها للهيمنة الحكومية بعد عام 1952 تحت مسمى الاشراف والتى انتهت فى شكلها الى تبعية التشكيل النقابى الصحفى فى مصر للاتحاد الاشتراكى .
ورغم أن هذه الفترة تمثل بداية العلاقة الــتأثرية بين المهنة والمالك الفعلى إلا أن المهنة لم تشهد ترديا خلالها ربما بفعل حالة التوافق بين التوجه الوطنى الرسمى آنذاك وبين التوجه الوطنى الشعبى الذى كانت الصحافة وقتها تعبيرا حقيقيا عنه , إلا أن هذا لم ينف بدء مرحلة خضوع المجتمع الصحفى لهيمنة المالك الرسمى وسيطرته وهو ما سيؤدى بعد ذلك الى تداعيات سلبية .
شهد المجتمع الصحفى بعد ذلك أزمات كثيرة ولكن هذا لم يمنع الصحفيين من وضع تعريف معبر عن دورهم الذى ارتضوه وهو انهم ضمير للأمة ولهذا استند القانون رقم 69 لسنة 1970 على أن الصحفى ليس عاملا يخضع لرب العمل وليس موظفا يتدرج فى السلك الوظيفى ونص القانون على عدة ضمانات منها عدم جواز نقل الصحفيين الى أعمال غير صحفية وعدم جواز فرض أية اراء تخالف ضمير الصحفى ووفر ضمانات لمحاكمة الصحفى أمام القضاء العادى وحضور النقابة التحقيق معه .
ومع تغير الاتجاه الاقتصادى للدولة حدثت فجوة بين الصحافة والمالك بحكم حدوث نفس الفجوة بين الاتجاه الرسمى والاتجاه الشعبى الذى تمثل الصحافة ضميره.
ورغم أن الاتجاه الجديد للدولة كان يستند إلى التخلص من كل الملكيات العامة والاتجاه الى الخصصة متجاوزا الاقتصاد السلعى الى قطاعات الخدمات الرئيسية والاستراتجية .. إلا أن الدولة تمسكت بشدة فى الاستمرار فى ملكية المؤسسة الاعلامية والهيمنة عليها وإن كانت قد البست هذه الملكية ثوبا تتناسب الوانه مع الاتجاه الجديد .
ولهذا وبعد انتفاء دور التنظيم السياسى الوحيد فى البلاد وقبل الغاءه بفترة قليلة اتجهت الدولة الى ألية جديدة لاستمرار هيمنتها على المجتمع الصحفى فى المرحلة الجديدة وهى المجلس الأعلى للصحافة الذى اعلن فى 11 مارس 1975 وضم فى عضويته وكيل مجلس الشعب ونقيب الصحفيين وأحد مستشارى محكمة الاستئناف وثلاثة من رؤساء المؤسسات الصحفية ورؤساء التحرير وثلاثة من المشتغلين بالمسائل العامة وعميد كلية الاعلام واثنين من الصحفيين ممن تقل مدد اشتغالهم بالمهنة عن 15 عاما (يرشحهم مجلس نقابة الصحفيين) ورئيس النقابة العامة للنشر ووزير الاعلام وأمين الدعوة والفكر بالاتحاد الاشتراكى .. وبالطبع لم تكن قد ظهرت الصحف الحزبية مرة أخرى ولا الصحف المستقلة .
والمجالس العليا للصحافة ليست بدعة مصراوية فهى تجربة طبقتها العديد من دول العالم بإعتبارها وسيلة لإقرار وتدعيم حرية الصحافة ومسئوليتها كما جاء فى إعلان كوالالامبور الذى صدر عن المؤتمر الأول للمجالس الصحفية عام 1985
الفرق كما هو العادة فى مصر جاء فى الجوهر والمحتوى تماما مثل الخلاف فى جوهر السياسة الحزبية بين اوروبا ومصر, الاولى تأتى فى اطار دعم فكرة تداول السلطة وتنتمى الى التنظيمات الاهلية والثانية فى اطار تأكيد استمرار السلطة الواحدة وتنتمى الى التنظيمات الرسمية
المجالس الصحفية العليا نشأت فى الدول الأخرى بعيدة عن هيمنة وسيطرة الحكومة وكضرورة تنظيمية لاستقلالية وحرية الصحافة أما فى مصر فتم اعلانها من خلال السلطة كهيئة رسمية تستهدف استمرار هيمنة الحكومة والسلطة الحاكمة على الصحافة فى شكل جديد يتلائم مع المتغيرات الدولية .
بدأ تشكيل المجلس الاعلى للصحافة بتشكيل يضمن فى عضويته احكام السيطرة على سياسات الصحف التى كانت موجودة أنذاك ولم يكن بينها صحف حزبية ولا خاصة .. وبعد صدور الصحف الحزبية شملت عضوية المجلس رؤساء مجالس ادارات هذه الصحف ورؤساء تحريرها وجاءت هذه العضوية بإعتبارها امتيازا ومنحة أحيطت بها عدة امتيازات عينية منها ما هو علنى مثل التعيين فى مجلس الشورى ومنها ما هو غير علنى بما يضمن سيطرة الاتجاه الرسمى على قرارات المجلس الذى يتحكم فى مقدرات الصحافة فى مصر واهمها الموافقة على اصدار الصحف .
وظل الصراع طوال الوقت بين الجماعة الصحفية التى كانت تستهدف تنظيما ذاتيا لها وبين المجلس الأعلى للصحافة بإعتباره تنظيماً رسمياً يستهدف استمرار الهيمنة على وسائل الاعلام سواء بالملكية أو بالارتباط المصلحى وهو ما يفسر فكرة تقويض الارادة الصحفية بالاختراع المسمى بدل التدريب والتكنولوجيا بهدف غلق باب نضال الجماعة الصحفية حول تقنين لأئحة للأجور تضمن دخلا كريما للصحفي وأيضا بهدف تحويل هذا البدل الى امتياز يقترن بالتصويت لصالح بعض المرشحين من التابعين لها فترة انتخابات نقابة الصحفيين لضمان السيطرة على النقابة التى هى التنضيم الذاتى والوحيد للصحفيين وربط مصالحهم بالدولة.
وبالطبع استتبع ذلك عدة اجراءات تضمن السيطرة الرسمية ومنها تغيير بنية الجماعة الصحفية بضم عناصر غير مهنية للنقابة بهدف السيطرة على المجمع التصويتى الانتخابى لضمان استمرار هيمنة الدولة على المجتمع الصحفى وتقويض حريته وقدرته فى القيام بدوره كضمير للأمة وانتقاد السياسات الرسمية المتعارضة مع مصالح الشعب .
وايضا أصبح للمجلس اليد الطولى فى توجيهه التهم للصحفيين المعارضين لرموز الدولة والضغط على نقابة الصحفيين لتأديبهم وربما فى المستقبل شطبهم ومنعهم من ممارسة المهنة .
واصبح بدل التدريب وتشكيل المجلس الاعلى للصحافة وحقه المنفرد في إصدار الصحف هم سيف المعز وذهبه فى وقت واحد. يلوح النظام به كسيف وقت نهوض الجماعة الصحفية للتعبير عن أى مصلحة ذاتية لها تتعارض مع مصالح السلطة ويمنحه كذهب وقت رغبته فى تقويض قدرة الجماعة الصحفية على التعبير الذاتى عن نفسها .
ومابين التفاصيل كثير من العلاقات الغامضه بين المجلس كجهة رسمية و بعض الصحف الحزبية والمستقله تلبس خلالها ثوب المعارضة الديمقراطية وتتجه فى رحلة متناغمة لتأكيد المصالح الرسمية .
ولهذا فاننا نستطيع أن نقول ( بالفم المليان ) ان مصر صاحبة أول تجربة (خاصعام ) فى مجال الصحافة فهى تسعى من خلال خطة محكمة الى تخصيص المؤسسات الصحفية من ناحية الملكية واستمرارها عامة من ناحية الهيمنة الرسمية والحكومية وهو ما ثبت نجاحه فى التجربة على الصحف الحزبية والخاصة.
الثابت أن مصالح الجماعة الصحفية تحديدا ونظرا لطبيعة مهمة هذه الجماعة لا يمكن أن تكون إلا من خلال تنظيم ذاتى يضمن ليس فقط مصالحها الذاتية وانما فى الاساس مصالح الفئات التى تعبر عنها الصحافة والبعد عن أى هيمنة لأى من جماعات الضغط أو الحكومة .




#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعرف وزير الرى نصر علام الأخطار التى تواجهها مصر فى ماء ا ...
- نعم صحف عريقة وليست عرقية
- يا أوباما الذى فى الشرق والغرب
- فى انتظار فرج
- فات الميعاد
- اعدام الخنازير وخيبة الطيور والاستخفاف بالعقول
- -كان بان على عرقوبه-
- الانتصار موتا
- 6أبريل .. عيد ميلاد راحل
- - قفف- الزمن
- رد على الدكتور قدرى حفنى- خيارات السلام ليست قدوة بالضرورة
- حقائق تكشفها قافلة نقابة الصحفيين لرفح
- عودوا كما كنتم
- كلام -بشوية- صراحة حول مصر وغزة
- الغرض مرض
- عاش حكام العرب الف عام -ويشيلوا شيلتهم -
- حذاء منتظر
- زمان كنا صح
- القرعة تتباهى بشعر اوباما
- عامل دماغ اقتصاد


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يشن غارات على أهداف لحزب الله في 6 مناطق جن ...
- قطر تدعو لتحرك دولي لمنع وقوع إبادة جماعية في رفح
- وجبة من لحم الخنزير وفطيرة توت ورقصة تقليدية.. ماكرون يصطحب ...
- مسابقة الأغنية الأوروبية -يوروفيجن- 2024 - سياسية رغما عنها! ...
- ملك تايلاند يهنئ بوتين بولايته الجديدة
- الجيش البولندي: أطلقنا طائراتنا بسبب -نشاط روسي-
- -اشتر نجما في السماء!-.. فلكيون يحذرون من -تجارة الوهم-
- الإمارات.. وفاة طفل بعد نسيانه داخل سيارة لنقل التلاميذ
- -القسام- تعلن عن خوض معارك ضارية شرق رفح
- الجزائر.. البطل الذي رفض أن يرمي بعلم الاستقلال ومات دونه!


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - - الخاصعام - الأسير فى الصحافة المصرية