أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - إبراهيم بن نبي والمفاهيم الخاطئة 2















المزيد.....

إبراهيم بن نبي والمفاهيم الخاطئة 2


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2677 - 2009 / 6 / 14 - 09:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الحلقة الأولى رأينا أن السيد بن نبي قد قال إن أي قاعدة لا بد أن تكون علمانية أي شمولية، تشمل وتفسر كل جزئيات القاعدة. ثم قدم لنا شرحه لهذه الجملة، فقال: (لا يمكن إعتبار قاعدة في القرءان إن لم تكن علمانية و هذا هو الفرق بين البنية و القواعد تحديدا. إذ كما سنرى فاللغويون يؤسسون قواعد مجزأة لا ترتقي إلى مستوى العلمانية و يحاولون التقليل من حجم هذه الكارثة لعجز القاعدة عن إحتواء كل الأمثلة بقولهم بالشاذ في بناء اللغة أو متذرعا بتنوّع اللهجات في نفس اللغة. وهذه طريقة تفتقد العلمية في دراسة القرءان. فبنية القرءان كما أوضحناه في بحوث المنهج بنيوية كاملة علمانية لا شذوذ فيها و لا إتباع للسان بشر و لا لنثرهم و أنّ بنيته محكمة لا شذوذ للفظ و لا إنفلات كما هو الحال في الكتاب (الكون). فنحن نسعى إلى تأسيس قواعد عَلمانية سواء في الفيزياء أو البيولوجيا و نؤسس لنظريات تفسر جميع جزئيات الظاهرة و لا يمكننا أن نعتبر القاعدة تخص فقط بعض أجزاء الظاهرة و لا يمكن للعلماء في الحقل الكوني أن يتذرعوا بالشذوذ إذ هذا يعني حتف نظرياتهم. فمعادلات نيوتن تخص كل الظواهر الميكانيكية فهي علمانية في تركيبها و عند إكتشاف شذوذ في تفسيرها لظواهر دوران كوكب .Mercureبدأت النظرية في التململ و بدأ البحث في محاولة إستبدالها حتّى تمّ تغييرها إلى نظرية علمانية أوسع و أرحب هي النظرية النسبية العامة لأينشتاين لتفسير كل الجزئيات و الظواهر السابقة و الجديدة التي لم تستطع نظريات نيوتن تفسيرها ووقفت عاجزة( انتهى.
ونقول للسيد بن نبي أن التوفيق قد جانبه في بناء نظريته الجديدة، لأنه بناها على فرضيات مغلوطة. فليس هناك قاعدة علمية أو أدبية تضم وتفسر كل جزئيات القاعدة. والمثل المعروف في العربية والإنكليزية يقول "لكل قاعدةٍ شواذ" Every rule has an exception. وهذا القول ينطبق على كل العلوم الطبيعية. كما ينطبقُ على اللغات، فمثلاً: في اللغة الإنكليزية، فالقاعدة تقول إن الحرف آي I دائماً يسبق الحرف إي E في هجاء الكلمات، إلا، وهذا بيت القصيد، إذا تبع الحرف آي حرف سي C. فنقول: Field حيث يسبق الحرف آي حرف إي، وهو القاعدة. لكننا نقول Receive حيث يسبق الحرف إي حرف آي. وما ينطبق على اللغة الإنكليزية أخاله ينطبق على أغلب اللغات.
أما في العلوم الطبيعية فنجد في "جدول منديليف للمواد الطبيعية" Periodic Table أن القاعدة تقول: إن قدرة كل المعادن على جذب الإلكترونات تقل عن قدرة المواد غير المعدنية، باستثناء الغازات النبيلة مثل غاز النيون. فالغازات النبيلة تشذ عن القاعدة العلمية.
Metals generally have a lower electron affinity than non-metals, with the exception of the noble gases
وإذا أخذنا المثال الذي قدمه هو عن كوكب عطارد Mercury, وهو أقرب الكواكب للشمس، نجده يقول: (فمعادلات نيوتن تخص كل الظواهر الميكانيكية فهي علمانية في تركيبها و عند إكتشاف شذوذ في تفسيرها لظواهر دوران كوكب .Mercureبدأت النظرية في التململ و بدأ البحث في محاولة إستبدالها حتّى تمّ تغييرها إلى نظرية علمانية أوسع و أرحب هي النظرية النسبية العامة لأينشتاين لتفسير كل الجزئيات) انتهى.
وهذا الشرح غير دقيق، وغير علمي أبداً، رغم أن السيد بن نبي أستاذ فيزياء. نظرية نيوتن عن كوكب عطارد لم يظهر بها شذوذ أبداً، ولم تُغيّر بنطرية النسبية، كل ما هناك أن نيوتن في عصره الذي كان يفتقد الإمكانات العلمية المتاحة الآن، قادته حساباته إلى أن درجة تذبذب محور كوكب عطارد precession حين يدور حول نفسه هي 5557 ثانية قوسية Arcsecond، في كل مائة سنة، وجاءت نظرية آنشتاين وأعادت حسابات التذبذب فقدرته ب 5560 Arcsecond في كل مائة عام. وحتى يكون القاريء على بينة مما نقصده، فإن الدائرة بها 360 درجة. فإذا أخذنا درجة واحدة وقسمناها إلى 60 قسماً فهذا يعطينا دقيقة قوسية واحدة Arcminute أي واحد على ستين من الدرجة الواحدة. وإذا قسمنا الدقيقة الآركية إلى ستين قسماً، فهذا يعطينا ثانية آركية أو قوسية، وهي تساوي الرقم 1 مقسوماً على 129600 الذي هو محيط الدائرة والذي يساوي 0.0000077 وهذا هو مقدار الثانية الأركية. فالقرق بين حسابات نيوتن وآنشتاين تساوي ثلاثة ثواني قوسية كل مائة سنة. ويتضح من ضآلة القيمة الحسابية أن الفرق يكاد لا يذكر. فنظرية النسبية لم تكتشف شذوذاً في نظريات نيوتن وإنما أكدتها بالعلم الحديث مع إجراء تغيير طفيف على حساب الذبذبة في محور هذا الكوكب.
ثم هناك دوران الكواكب التسعة وكلها تدور حول محورها من الغرب إلى الشرق، ما عدا كوكب الزهرة الذي يدور من الشرق إلى الغرب. وكذلك في علم الأجنة فالقاعدة هي إذا التقى الحيوان المنوي الذي يحمل الكروموسوم x مع البويضة التي دائما تحمل الكرموسوم x فإن المولود يكون انثى، وإذا اجتمع الحيوان المنوي الذي يحمل الكرموسوم y مع البويضة، فالمولود يكون ذكراّ. ولكن لأن الطبيعة تقول لكل قاعدة شواذ، هناك مئات الآلاف من الناس لهم أعضاء الإناث وأعضاء الذكور مجتمعه، ويسمون Hermaphrodite أي الجنس الثالث. فنرى الفرد منهم له أثداء المرأة ونعومتها مع أنه يمتلك عضواً تناسلياً ذكورياً وبنفس مقياس الرجل العادي، ويستطيع أن يجامع المرأة ويقذف. وهذا كذلك يثبت أن لكل قاعدة شواذ. فافتراض السيد بن نبي أن القاعدة العلمية لا يكون بها شواذ، افتراض خاطيء، وقد بنى عليه نظريته، وكل ما بُني على خطأ فهو خطأ.
ونأتي الآن إلى القرآن، حيث يقول السيد بن نبي: (فبنية القرءان كما أوضحناه في بحوث المنهج بنيوية كاملة علمانية لا شذوذ فيها و لا إتباع للسان بشر و لا لنثرهم و أنّ بنيته محكمة لا شذوذ للفظ و لا إنفلات) انتهى.
فكيف تكون لغة القرآن لا اتباع فيها للسان بشر، فاللغة، أي لغة، هي اختراع بشري، والقرآن يقول لمحمد الذي هو من البشر: (فإنا يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لُدا) (مريم 97)؟ فإذا القرآن كان ميسراً بلسان محمد، وقد قرأه على أصحابه بعدة طرق مختلفة سموها فيما بعد بالأحرف السبعة، ألا يُثبت هذا أن لغة القرآن لغة بشرية؟ ثم كيف يدعي السيد بن نبي أن لغة القرآن لا شذوذ فيها للفظ ولا انفلات؟ بالنسبة لشذوذ اللفظ، يقول القرآن (وجعلوا لله شركاء الجن وخرقوا له بنين وبنات) (الأنعام 100). فعندما يتحدث القرآن عن قصة الخلق يقول في كل الآيات "وخلقوا" أو "وخلقنا" ومع ذلك شذ هنا وقال "وخرقوا" له بنين وبنات، وهو يقصد أنهم خلقوا له بنين وبنات. والخرق في لسان محمد الذي أتى به القرآن هو الخزع أي جعل فتحة بالشيء، فنقول "خرق السفينة" مثلاً. والقرآن نفسه يقول (فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها) (الكهف 71). فواضح أن الآية الأولى بها شذوذ عن لغة القرآن نفسه، ناهيك عن لسان العرب. وهناك كم هائل من الشذوذ في لغة القرآن إملاءً ونحواً.
وبعد أن تحدث السيد بن نبي عن قواعد التأنيث والتذكير، قال: (و لكنّنا نفاجأ و نحن نقرأ بعض بلاغات القرءان :
"قال إبراهم فإنّ الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر" البقرة:258
"فلمّا رءا الشمس بازغة قال هذا ربّى هذآ أكبر، فلمّأ أفلت قال لا أحب الأفلين" الأنعام:78
ونحن هنا أمام خيارات تأتي على أحد القواعد بلا شك، فإمّا أن نقول أنّ الشمس كلفظ يصح تأنيثه و تذكيره و هذا ما قاله اللغويون مؤكدين أنّ تأنيث الشمس معنوي أو مجازي و أذكاهم قال سماعي. و هذا قول يفتقد الدليل حتّى في عبارات ما أسموه بالشعر الجاهلي.
و إمّا أن نقول أن التاء المربوطة في بازغة لا تدل على التأنيث و هذا الكلام صعب قوله في قواعد اللغويين.) انتهى.
ويبدو أن السيد بن نبي قد خلط في قواعد النحو هنا. فالعرب دائماً قالوا إن الشمس مؤنث والقمر مذكر، وهو بالطبع تأنيث وتذكير معنوي، فالشمس جماد ولا يمكن أن يكون تأنيثها فعلياً. والقرآن نفسه ذكر الشمس خمسين مرة، وفي كل مرة كانت مؤنثاً. وقوله إن الشعر الجاهلي ليس به دليل عن تأنيث الشمس، قولٌ خطأ. معلقة طرفة بن العبد تقول:
ووجهُ كأن الشمس ألقت رداءها *** عليه، نقيُ اللون لم يتخددِ
فطرفة بن العبد قد خاطب الشمس بالتأنيث. أما الآية (فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر، فلما أفلت قال لا أحب الآفلين) فالشمس فيها مؤنث كذلك بدليل أنه قال: لما أفلت، والتاء للتأنيث. أما قوله: هذا ربي، هذا أكبر، فهو هنا يرمز باسم الإشارة "هذا" إلى الرب، وليس الشمس، وبما أن الرب مذكر، فلا بد أن يكون اسم الإشارة الذي يرمز إليه مذكراً. فهو كأنما يقول: هذا الشيء هو ربي. فليس هناك أي سبب لتغيير قواعد النحو.
ثم يستمر السيد بن نبي فيقول (2 ـ المؤنث اللفظي ما لحقته علامة التأنيث كالتاء المربوطة و ألف التأنيث المقصورة و ألفه الممدودة: امرأة، ناقة، حسنى ،صفراء.
يكفي لتسقط هذه القاعدة أن نقرأ هذا البلاغات التالية :
"لئلاّ يكون للناس عليكم حجّة" البقرة:150
ففي فعل التذكير "يكون" و المؤنث "حجة" تنافر حسب القواعد اللغوية و يذهب هؤلاء كالعادة إلى تقدير المحذوفات في النص القرءاني ليتلاءم مع ما أرسوه من قواعد.) انتهى.
وليس هناك أي تنافر أو حجة في الآية، فالعرب الذين جاء بلسانهم القرآن يقولون، كما قال شاعرهم الجاهلي:
ألهى بني تغلب عن كل مكرمةٍ *** قصيدةٌ قالها عمرو بن كلثومِ
فالكلمة "ألهى" للمذكر، و"قصيدة" مؤنث. ولم يقل الشاعر "قد ألهت". فالشاعر يقول: الشيء الذي ألهى بني تغلب، قصيدةُ قالها عمرو، فالكلمة "ألهى" راجعة للشيء.
أما الآية التي ذكرها من البقرة وهي (لئلا يكون للناس عليكم حجة) وقال إنها تنسف القواعد، فإنها بالعكس تنسف نظريته الجديدة التي تقول إن لغة القرآن شمولية وليس بها شواذ. فالقرآن يقول لنا:
ولئلا يكون للناس عليكم حجة (البقرة 150). مذكر ومؤنث
لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل (النساء 165). مذكر ومؤنث
وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله (البقرة 193). مؤنث ومؤنث
أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب (البقرة 266). مؤنث ومؤنث
فنجد "يكون" مع المؤنث "حجة، مرتين. ونجد "تكون" مع المؤنث "فتنة" و"جنة" مرتين. فكاتب القرآن يستعمل ما تيسر له من الكلمات المعروفة في لغة العرب، وبإعرابها المتفق عليه.
ويستمر السيد بن نبي، فيقول: (" قال قآئل منهم لا تقتلوا يوسف و ألقوه في غيابات الجبّ يلتقطه بعض السيارة إن كنتمـ فاعلين" يوسف:10 "يلتقطه" للتذكير و "السيارة" للتأنيث حسب قواعد اللغويين و هم يتذرعون أنّ التاء المربوطة تستعمل في جمع التكسير لتدل على جمع القلّة و هم بهذا قضوا على علمانية القاعدة و كان يجب أن تُصاغ القاعدة بالشكل التالي :"ورود التاء المربوطة في أخر لفظ لا يعني بحال أن اللفظ مؤنث" ) انتهى.
والخطأ الذي ارتكبه السيد بن نبي هنا أنه لم ينتبه إلى أن الفعل "يلتقطه" يعود على الفاعل "بعض" وكلمة السيارة مضاف إليه، وليست الفاعل. وكان يمكن أن يقول يتلقطه بعض الرجال، أو يلتقطه بعض النساء، أو يلتقطه بعض الرهبان. فكلمة بعض لم تتغير مع تأنيث وتذكر المضاف إليه. فليس هناك أي داعي لتغيير قاعدة التاء المربوطة التي ترمز إلى المؤنث. القاعدة الجديدة يجب أن تكون "إنّ الذي يتصدى للدفاع عن لغة القرآن لا بد له أن يكون ملماً بكل قواعد اللغة العربية المتعارف عليها قبل الخوض في البحث".
ثم ينتقل بنا السيد بن نبي إلى سورة يوسف، التي هي أصلاً محل انتقادات كثيرة لدرجة أن بعض النقاد قالوا إنها فيلم "بورنو" تصف الجنس أكثر مما تصف رسالة يوسف، فيقول: (و قال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه!! قد شغفها حبّا، إنّا لنراها في ظلال مبين"
يوسف:30. فإعتبار المفسرين للنساء على أنّه جمع أنثى أدّى إلى إعتبار النسوة إناثا بطبيعة الحال و الأية في الحقيقة لا تتحدث عن جمع إناثي قليل العدد (جمع قلّة) بل عن تجمع يشبه بتعبيرنا الحزب سياسي الضعيف مقارنة بالعزيز و القوي بتماسك أفراده الدالة عليه تاؤه المربوطة و هذا الحزب يسعى للولادة و الظهور لإهتمامه بقضايا السلطة و هو يحاول التشكيك بأخلاقيات بيت العزيز ليصل بتأثيره إلى مبتغاه.و نلاحظ أنّ تاء امرأت العزيز جاءت مفتوحة للدليل على إقترانها بالعزيز و السكين ليس آلة كما اعتقد المفسرين بل أقرب مشتقاته في القرءان السكن / سكينة ... الدال على هدوء الذات و معاني الإطمئنان للشيء و كأنّ إمرأت العزيز وضعت أعضاء هذا الحزب المتنفذين في مكان هادئ و أعطتهم ما به يسكنون من أكل و شرب و لهو في إنتظار مجيء يوسف، و لما ظهر و جرى معه الحديث و التعرف و الإستئناس المعبر عنه بالقول حدث تقطيع الأيدي و ليس هذا القطع بترا لعضو في الجسم بل هو تقطيع للرابط بين أعضاء هذا الحزب فالقطع في القرءان ليس مرادفا للبتر.) انتهى.
"وقالت نسوة في المدينة" فجأةً وبقدرة قادر أصبحت حزباً سياسياً يحاول استلاب السلطة من عزيز مصر، والدلالة على ذلك التاء المربوطة في "نسوة". ياله من إله أكروباتي يجيد مخاطبة الناس بلغتهم ولكن في شكل رموز غير مفهومة للمخاطب، واستمرت غير مفهومة على مدى ألف وأربعمائة عام حتى جاء الأستاذ بن نبي ليشرحها للناس. هل يٌعقل أن يكون الأستاذ جاداً فيما يقول؟ وهذا الحزب الذي يشكك في أخلاقيات بيت العزيز، تدعوه زوجة العزيز إلى قصرها وتقدم لهم الأكل والشرب بدل أن تعتقلهم. وتمنحهم السكينة بدل السكاكين التي يأكلون بها تلك الوليمة. ولكنا لا نعلم في هذه التمثيلية موقع يوسف من الأحزاب، هل هو مع الحزب الجديد أم مع حزب العزيز؟ لا بد أن يكون يوسف مع حزب العزيز لأنه كان متعاوناً مع امرأت العزيز، ولما ظهر يوسف، قطّع أعضاء الحزب الجديد المفترض أن يكون مكوناً من نساء ورجال، الروابط بينهم بمجرد ظهوره. لا بد أن هذا الحزب كان يفتقد أي أيدولوجية تربط أعضاءه بعضهم ببعض، ولذا قطعوا روابطهم وتفرقوا أيدي سبأ بمجرد أن حدثهم يوسف. ولكن الغريب أن يوسف المتعاون مع امرأت العزيز انتهى في السجن، بينما نعم أعضاء الحزب المناويء بحريتهم. أعتقد أن هذه مهزلة في التأويل لا تليق بأستاذ فيزياء.
والغريب أن يقول السيد بن نبي (نلاحظ أنّ تاء امرأت العزيز جاءت مفتوحة للدليل على إقترانها بالعزيز). فإذاً التاء المفتوحة تدل على العزة. ولكن كيف يفسر السيد بن نبي هذه الآيات، وهو الذي يقول إن لغة القرآن منظومة علمانية كاملة وشاملة ليس بها أي شواذ كبقية القواعد العامة:
ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين (آل عمران 61) التاء مفتوحة في لعنت الله
أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة (آل عمران 87). التاء مقفولة في لعنة الله
إذ قالت امرأت عمران ربي إني نذرت لك (آل عمران 35) التاء مفتوحة في امرأت
وإن كان رجلٌ يورث كلالة أو امرأةٌ (النساء 12) التاء مقفولة في امرأةٌ
الذين بدلوا نعمت الله كفراً (إبراهيم 28) التاء مفتوحة في نعمت
ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته (البقرة 211) التاء مقفولة في نعمة
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة



#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحبُ في مدينةِ الزحام
- إبراهيم بن نبي والمفاهيم الخاطئة 1
- أفتخر بأني أنثى
- إجابات للقراء عن موضوع الدفاع عن القرآن
- السيد المرداني ودفاعه البائس عن القرآن
- الصحوة التي تسبق الموت
- مع القراء مرة أخرى
- من هو كامل النجار
- لندنستان والإخوان 2-2
- لندنستان والإخوان 1-2
- تعقيبات القراء على الرسل والأنبياء
- الرسل والأنبياء مضيعةٌ للوقت- كما يقول القرآن
- نظرة جديدة على -مجمع البحرين- القرآني
- زغلول النجار وزرقاء اليمامة
- الذين يكرهون الحياة
- الصلاة ليست إيحاءً إلهياً
- الأديان تجرد الإنسان من إرادته
- نشر الإسلام على حساب الأيتام
- رسالة مفتوحة إلى رب السماء
- نقد الأديان والتعصب


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - إبراهيم بن نبي والمفاهيم الخاطئة 2