أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - أوباما ليس خليفة العرب والمسلمين














المزيد.....

أوباما ليس خليفة العرب والمسلمين


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 04:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


بدون مؤاخذة :
واضح أن خطاب الرئيس الأمريكي في جامعة الأزهر في القاهرة يوم 4 حزيران الحالي يحمل في طياته لغة جديدة ، وسياسة جديدة تعبر عن نظرة أمريكية رسمية جديدة لتحافظ على المصالح الأمريكية التي مرّغتها سياسات الادارات السابقة في وحل حروب غير مبررة، وأوصلتها الى أزمة اقتصادية خانقة كان لها تأثيرها السلبي الواسع على العالم أجمع . ففي الوقت الذي برّر فيه الرئيس أوباما حرب أمريكا وحلفائها على أفغانستان واحتلالها كرد على تفجيرات 11 أيلول 2001 في برجي التجارة العالمية في نيويورك، فإنه اعترف بأن الحرب على العراق واحتلاله كانت (خياراً أمريكياً) أي لا مبررات لها ، وأعلن التزامه ببرنامج سحب قواته من العراق وعدم وجود أطماع أمريكية لبناء قواعد عسكرية في العراق ، لكنه لم يكلف نفسه حتى مجرد الاعتذار عمّا لحق بالعراق من خسائر بالأرواح والاقتصاد، والتي تقدر بأكثر من مليون مدني عراقي لقوا حتفهم،وتشريد ملايين العراقيين خارج وطنهم ، وبخسائر مادية بآلاف المليارات من الدولارات .

وكان لافتاً أن التغيير في السياسة الأمريكية جاء بعد دراسات أمريكية معمقة هدفها خدمة المصالح الأمريكية أولاً وقبل كل شيء ، فجاء خطاب الرئيس الأمريكي أوباما للعالمين العربي والاسلامي للتوضيح بأن أمريكا على استعداد للتراجع عن الحرب المفتوحة التي أعلنتها على الاسلام كديانة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي ومجموعة الدول الاشتراكية في بداية تسعينات القرن الماضي، خوفاً من ظهور قوة عالمية جديدة تحت راية الاسلام ، وتتوجت هذه الحرب بالفعل العسكري منذ بداية عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش الذي جند غالبية دول العالم لتدمير واحتلال أفغانستان والعراق ، واثارة القلائل والاقتتال الداخلي في السودان والصومال والجزائر وغيرها . حتى وصلت به غطرسة القوة الى محاولة ( تعريب وأسلمة ) الحرب من خلال تجنيد بعض الأنظمة العربية والاسلامية للمشاركة في حروبه ضد بعضها البعض ، ورفضه حتى مجرد الحياد في هذه الحروب ، وذلك عندما أطلق مقولته سيئة الذكر ( من ليس معنا فهو ضدنا ) وبما أن لجان التحقيق ، ومراكز الأبحاث الأمريكية قد توصلت الى نتائج مفادها أن أسباب العداء لأمريكا في العالمين العربي والاسلامي تتمحور حول الانحياز الأمريكي الأعمى واللامحدود لاسرائيل في الصراع العربي الاسرائيلي ، والداعم لسياسة العدوان والاحتلال والتوسع الاسرائيلي ، وما لهذا الصراع من تأثير اقليمي ودولي ، فقد كان لا بدّ من بحث عن حلّ لهذا الصراع ، ومن هنا جاء ما جاء في خطاب أوباما من تأييده لاقامة دولة فلسطينية بجانب اسرائيل ، وتأكيده على ضرورة وقف الاستيطان بشكل كامل . وهذا تغيير واضح في السياسة الأمريكية يحتاج الى تطبيق على أرض الواقع .

وواضح وثابت أن أمريكا قادرة على فرض تسوية سلمية للصراع العربي الاسرائيلي ، كونها الدولة الأعظم في العالم ، وصاحبة النفوذ القوي في المنطقة، لكن يلاحظ أيضاً أن الرئيس أوباما قد اعتبر خارطة الطريق الاسرائيلية هي المفتاح السحري لحل هذا الصراع ، ولم يتطرق لأيّ من قرارات مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العام للأمم المتحدة .

واذا كان الرئيس الأمريكي يسعى بالدرجة الأولى الى الحفاظ على مصالح بلاده

- وهذا حقه – فإن على الأنظمة العربية والاسلامية هي الأخرى أن تسعى الى الحفاظ على مصالح بلدانها وشعوبها ، وبالتالي عليها أن تطرح على الادارة الأمريكية ما تريده ، فالرئيس أوباما ليس خليفة المسلمين ، وليس زعيم الأمة العربية حتى يملي عليها ما يشاء حفاظا على مصالحها .

فالعرب مطالبون بالضغط من أجل تطبيق مبادرة السلام العربية التي طرحها العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز على مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002 عندما كان ولياً للعهد . واذا كان أوباما يعرف ما يريد فعلينا أيضاً نحن أن نعرف ما نريد .

واسرائيل التي وضعت على خارطة الطريق أربعة عشر تحفظاً أفرغتها من مضمونها ، ولا تزال ترفض وقف البناء الاستيطاني ، قد تخضع للضغوط الأمريكية اذا ما مورست وتوقف هذا الاستيطان ، لكنها مستمرة في سياسة هدم البيوت الفلسطينية في القدس تحديداً ، وفي بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة ، حيث زاد عدد البيوت المهدومة منذ العام 1967 وحتى الآن على ثلاثة وعشرين ألف بيت ، اضافة الى آلاف البيوت التي دمرت بالطائرات والقذائف المختلفة خصوصاً في قطاع غزة ، كما أنها تواصل سياسة الاستيلاء على البيوت العربية ، واخلائها من مالكيها وإحلال مستوطنين مكانهم كما يحدث في حيّ الشيخ جراح في القدس ، ومن هنا فإن المطالبة بوقف الاستيطان يجب أن تصاحبها المطالبة والاصرار على وقف سياسة تهويد القدس العربية المحتلة التي هي جزء لا يتجزأ من الأراضي العربية المحتلة في حرب حزيران 1967 بل هي جوهرتها ، ولا يمكن بأيّ حال من الأحوال اقامة دولة فلسطينية وايجاد حل سلمي للصراع بدون عودتها للسيادة الفلسطينية ، كما لا يمكن تحقيق السلام العادل والدائم دون ايجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين .

12-6-2009



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تراوغ نسب أديب حسين الجدران
- ذاكرة سلمان ناطور في ندوة اليوم السابع في القدس
- الخامس من حزيران والهرولة الى الخلف
- اثنان وأربعون عاما عجافا
- اطفال الشرق الاوسط في يوم الطفل العالمي
- ذاكرة سلمان ناطور في رحلة الصحراء تأريخ للمأساة وسخرية من ال ...
- دولة تحارب شعبها
- هل سيسمع اوباما -لا- العربية
- مجموعة -اكليل من شوك- القصصية والتميز شكلا ومضمونا
- في ذكرى نكبة فلسطين
- التعذيب في العراق وغيره
- وقفة مع الاول من ايار
- قراءة في ديوان الشاعر تميم البرغوثي
- سرّ الرائحة قصة أطفال تدعو للحفاظ على البيئة
- اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين التيه
- القدس مدينة التعددية الثقافية
- الثقافة المحلية ليست بالحسبان
- -السنجاب الخائن- حكايات على شكل قصص
- ثقافة - العصرنة -
- القدس العاصمة الأبدية للثقافة العربية


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - أوباما ليس خليفة العرب والمسلمين