أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد محمود القاسم - كنت في مدينة بيت المقدس-عاصمة الثقافة العربية 2009م















المزيد.....

كنت في مدينة بيت المقدس-عاصمة الثقافة العربية 2009م


احمد محمود القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 08:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كنت في مدينة بيت المقدس
عاصمة الثقافة العربية للعام 2009م
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم

تعتبر مدينة بيت المقدس، كما يحب البعض ان يسميها، من اقدم المدن التاريخية في العالم، وهي موجودة في اعماق التاريخ، منذ سبعة آلاف عام قبل الميلاد، ويعتبر اهلها الأصليون هم اليبوسيون العرب واحفادهم الكنعانيون، هؤلاء كانوا قد هاجروا من شبه الجزيرة العربية واستقروا فيها، وكانت تسمى مدينة القدس في عهدهم بمدينة (يبوس)، وملكهم كان يدعى (اضوني صادق) أو ملكي صادق وكان يلقب بسيد العدل وبملك الملوك، ويقال بانه كان من الموحدين، وعرفت القدس عبر التاريخ، بعشرات الأسماء، حسب من ملكها وسيطر عليها من الأقوام التي حكمتها، اهم اسمائها اور سالم وسالم ويبوس وشاليم ومدينة السلام وايليا، وايليا كبيتولينا وقدس الأقداس ويورشليم والقدس وبيت المقدس وغيرها من عشرات الأسماء.
انصهرت في المدينة المباركة، عناصر بشرية متعددة، لكن العنصر العربي، كان دائمًا هو السائد عبر عصور التاريخ، والأكثر وجودًا، وعلى الرغم من كل الجهود الإسرائيلية في الوقت الحاضر، لتفريغ مدينة بيت المقدس من سكانها العرب، فإن الإحصاءات الإسرائيلية نفسَها، تشير إلى تزايد نسبة السكان الفلسطينيين، قياسا باليهود الصهاينة، وتتراوح نسبتهم الحالية بين 25-27% من مجموع السكان ، ويتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 49% عام 2020م حسب تقديرات اليهود الصهاينة الأخيرة هذا العام.
مدينة القدس المعروفة جيدا عبر عصور التاريخ، هي البقعة المقدسة، التي يحيط بها السور حاليا، وتعرف بالقدس القديمة، هذا السور، الذي بناه القائد العثماني سليمان القانوني، الذي تولى الحكم ما بين عام 1520–1566م في عهد حكم المدينة، من قبل السلاطنة العثمانيون في بدايات العام 1514م، ويوجد في داخل السور، الحرم القدسي الشريف، والذي يضم المسجد الأقصى المبارك، هذا المسجد، الذي بناه الخليفة العادل عمر بن الخطاب، عندما فتح مدينة بيت المقدس (عام 15 هجرية/636م)، و كان يحكمها في ذلك الوقت الرومان.
إن اول ذكر لمسجد اقصى ورد في القرآن، كان في سورة (الاسراء): (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا). وقبل هذه السورة، لم يكن هناك اي مسجد اقصى على الاطلاق.
روى البخاري في صحيحه : " عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول ؟
قال : المسجد الحرام.
قلت : ثم أي ؟
قال : المسجد الأقصى.
قلت : كم بينهما ؟
قال : أربعون سنة ، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصلّ ، فإن الفضل فيه " .
يَروي أبو الدرداء قولَ النبي-صلى الله عليه وسلم:
"الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي، بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة" (الطبراني)
يوجد كذلك داخل الحرم القدسي قبة الصخرة المشرفة، والذي بناها وأنشأها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، عام اثنتين وسبعين للهجرة (ستمائة وإحدى وتسعين للميلاد) فوق الصخرة التي كانت قبلة الأنبياء، وقبة الصخرة ذات تصميم فريد من نوعه، لم يُعْرَفْ من قبلُ في عمارة المساجد، لذا تعتبر أقدم وأروع نموذج لفن العمارة الإسلامية، ويوجد ايضا في ساحة الحرم القدسي المسجد المرواني والمقام عليه المسجد الاقصى الحالي، ويوجد كذلك قباب ومتحف اسلامي ومسجد سيدنا عمر، وكذلك سبل لشرب المياه والحرم القدسي الشريف محاط بسور من كافة جوانبه ونواحيه، وله ابواب عديدة، تؤدي الى داخله.
كما يوجد في داخل سور المدينة، كنيسة القيامة، وهي اقدس كنيسة لدى المسيحيين، بنتها القديسة (هيلانة) والدة الأمبراطور قسنطين، عندما فتحها الرومان عام 335م، وبها يوجد قبر السيد المسيح، ، وحقيقة، وصف المدينة ومعالمها بدقة، يحتاج الى عشرات الصفحات، كي تعطي كل معلم بها حقه من الوصف الدقيق والمذهل، كذلك يوجد في المدينة القديمة عشرات المساجد والكنائس والأديرة المسيحية والتي تتبع مختلف الطوائف الدينية المسيحية، وهي تمتاز بابنيتها الجميلة الرائعة.
هناك عدة حارات تتألف منها مدينة بيت المقدس القديمة، كحارة السعدية، وباب حطة، وحارة باب السلسلة، وحارة الشرف، وحارة المغاربة، وحي الأرمن، وحارة النصارى، وغيرها من الحارات.
تقع مدينة بيت المقدس بالنسبة لخطوط العرض والطول، على خط طول مقداره 35 درجة و13 دقيقة شرقا، وخط عرض مقداره 31 درجة و52 دقيقة شمالا، وترتفع نحو 750 مترا عن سطح البحر الأبيض المتوسط، ونحو 1150 مترا عن سطح البحر الميت، وتبعد عن البحار الموجودة بالمنطقة بطول 52 كم هوائي عن البحر الأبيض المتوسط و 22 كم عن البحر الميت و250 كم عن البحر الأحمر، وتبعد مدينة بيت المقدس عن عواصم بعض الدول القريبة خلال الطرق الدولية، فمثلا تبعد عن مدينة عمان 88 كم، وعن مدينة بيروت 388كم، وعن مدينة دمشق 290 كم، وعن مدينة بغداد تبعد 865 كم، هوائي.
هناك بلدات حديثة أيضا، تحيط بمدينة بيت المقدس، بنيت على بلدات قديمة، كانت موجودة منذ آلاف السنين، لكنها اختلفت أسماؤها وتغيرت كليا، عبر عصور التاريخ، أهمها مدن وبلدات مثل: (سلوان) و(راس العامود) و(الطور) و(الثوري) و (العيزرية) و(أبو ديس) و (بير نبالا) و(ألرام) و(بيت صفافا) و(بيت لحم) و(بيت جالا) و(كفر عقب) و(حزما) و (جبع) و (العيسوية) و (شعفاط) و(بيت حنينا) و(الشيخ جراح) و(بيت فوريك) و(بيت اكسا) و (العيسوية) و(حزمة) و (عناتا) وغيرها.
دخلت مدينة بيت المقدس في عام (586 ق.م) تحت الحكم البابلي، عندما احتلها القائد البابلي المشهور (نبوخذ نصر)، من اليهود، تم القضاء على حكم البابليين، من قبل الإمبراطورية الفارسية، عندما احتل الملك الفارسي (قورش) مدينة (بابل) عاصمة البابليين في العام (539 ق.م)
بقيت مدينة بيت المقدس تحت حكم الإمبراطورية الفارسية، حتى احتلتها القائد اليوناني الإسكندر المقدوني في عام (332 ق.م.).
استطاع الرومان في عام (63 ق.م) أن يحتلوا مدينة بيت المقدس، على يدي قائدهم (بومبي)، وفي عام (135م) قام الإمبراطور الروماني (ادريانوس) بتدمير مدينة بيت المقدس تدميراً كاملا، وأقام مكانها مدينة رومانية جديدة أسماها (إيليا كابتولينا). ظلت تعرف مدينة بيت المقدس بمدينة (إيليا) في العصر البيزنطي (330-636م)، ذلك العصر الذي اعترف فيه بالديانة المسيحية، كديانة رسمية للإمبراطورية البيزنطية، عندما اعتنقها الإمبراطور قسطنتين، وفي عهده قامت أمه الملكة (هيلانة) ببناء كنيسة (القيامة) عام (335م).
استولت الإمبراطورية الفارسية للمرة الثانية في عام (614م) على مدينة بيت المقدس، وقاموا بتدمير معظم كنائسها وأديرتها، وظلت تحت حكمهم حتى استردها الإمبراطور (هرقل) منهم في العام (627م)، وظلت تحت الحكم البيزنطي حتى فتحها المسلمون، على يد الخليفة العادل (عمر بن الخطاب) عام (636م).
كان الإسلام ديناً عالمياً، لم يقتصر على العرب وحدهم، لكن وقع على كاهل العرب والمسلمين، نشره في كافة البلدان، فانتشرت الفتوحات الإسلامية، وكانت فلسطين، من أول البلدان التي فتحتها الجيوش الإسلامية، حيث تم هزيمة الروم في معركة (اليرموك)، وبعد هزيمتهم في هذه المعركة، أصبح الأمر سهلاً للمسلمين للوصول إلى مدينة بيت المقدس وفتحها، وفي عام (15 هجرية/636م) دخلها الخليفة العادل عمر بن الخطاب صلحاً، وأعطى لأهلها الآمان، من خلال وثيقته التي عرفت باسم (العهدة العمرية).

انا لست هنا بصدد سرد تاريخ هذه المدينة المقدسة، التي تكالبت عليها الكثير من الأمم(كما ذكر سابقا)، فتاريخ هذه المدينة عميق جدا، وزاخر بالحروب والمعارك بين الأمم الطامعة بها، لأسباب دينية واقتصادية وجغرافية، كالموقع وخلافه.
أثبتت الحفريات الإسرائيلية، التي قام بها علماء الآثار الصهاينة، في منطقة الحرم القدسي الشريف، منذ احتلالهم لمدينة بيت المقدس بتاريخ 5 يونيو/حزيران 1967م، من اجل البحث عن الهيكل المزعوم، أن لا وجود لأي آثار لهم فيما يتعلق بالهيكل المزعوم، والمعروف بهيكل سليمان، وقد ثبت للكثير من العلماء، أن هذا الهيكل، هو من صنع الخيال، حيث لم يثبت وجوده على مر العصور، ويقال بأن هذا الهيكل، سوف يهبط من السماء، حسب الوعد الإلهي، الذي يدعي اليهود أن الرب وعدهم به، ولكنه لم يهبط بعد.
مما زاد من قدسية المكان وعظمته للمسلمين، إسراء سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) من المسجد الحرام في مكة المكرمة، الى المسجد الأقصى في مدينة بيت المقدس، وكان هذا في أواخر الحكم الروماني للمدينة، وأيضا ترجع أهمية مدينة بيت المقدس للمسلمين، لأنها كانت أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين، وهي عند المسلمين أيضا، تعتبر ارض الرباط والجهاد، وحديث الرسول الكريم عن فضل الصلاة فيها من المبشرات، بأن القدس، سيفتحها المسلمون، وستكون لهم، وسيشدون الرحال الى مسجدها، مصلين متعبدين، وما يدعو به الصهاينة اليهود (بحائط المبكى) على أساس انه من بقايا الهيكل، ما هو إلا (حائط البراق)، وهو الجدار الغربي من مبنى المسجد الأقصى، وهو المكان الذي ربط فيه سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) دابته (البراق) عنده، ولذلك سمي الحائط بهذا الاسم.
لقد عشت بمدينة بيت المقدس، فترة طفولتي وشبابي، حيث ولدت بها و درست كافة مراحل دراستي حتى الثانوية العامة، وعندما تغربت عنها بهدف الدراسة الجامعية والعمل، وتنقلت بين الكثير من المدن والعواصم العربية كعمان والقاهرة وبغذاد ودمشق وبيروت وعدن ودبي والشارقة والكويت وغيرها من المدن العربية الأخرى، وعدت اليها بالفترة الأخيرة، وجدتها حقيقة، تختلف عن كافة المدن العربية، التي زرتها، فمدينة القدس القديمة، القابعة خلف اسوارها، ذات عبق تاريخي مميز، يختلف عن كافة عواصم ومدن الدول العربية، ولا تضاهيها اية مدينة او عاصمة عربية او حتى عالمية، بطبيعتها وعبقها، فهي توحي لك بتاريخ الكثير من الأمم، التي توالت عليها منذ سبعة آلاف عام قبل الميلاد وحتى عصرنا الحالي.
خلال تنقلي بها قبل فترة وجيزة، وزرت معالمها وآثارها وحواريها وحاراتها وازقتها ومساجدها وكنائسها واديرتها، شعرت بانني اعيش هذه المدينة، عبر تاريخها السحيق منذ آلاف السنين، فذكرتني باهلها اليبوسيون والكنعانيون الأصلييون، والعبرانيون والفرس والرومان والمسلمون والخلفاء الأمويون والعباسيون والأيوبيون والأتراك العثمانيين وبالعرب المسيحيين وبالصليبيين وبالأنجليز المستعمرين وباليهود الصهاينة النازيين، كل هذا تراءى امامي، وانا اتنقل بين احيائها وشوارعها وازقتها وطرقها ومقدساتها وآثارها ومدارسها ومساجدها وكنائسها.
تمتاز مدينة بيت المقدس، بان معظم مبانيها متلاصقة تماما في معظمها، وتطل كلها على بعضها البعض، كما ان سقوفها في معظمها مقببة، وشوارعها الداخلية مبلطة، ببلاط خاص مميز. كما ان معظم شوارعها متصلة بعضها البعض، فالشوارع، لا نهاية مقفلة لها، وحقيقة، تعرف بانها مدينة تاريخية منذ آلاف السنين، وعندما ترى وتشاهد أديرتها وكنائسها ومساجدها القديمة المنتشرة في كل مكان، تعرف مدى قدسيتها عند المسيحيين والمسلمين، وهي لا تحتوي اي معلم اثري تاريخي، يدل على ان لليهود علاقة بها، حتى ما يسمى بهيكل سليمان المزعوم، اثبتت حفريات اليهود الصهاينة المتواصلة منذ الخامس من شهر يونيو/حزيران في العام 1967م وحتى يومنا هذا، ان لا وجود ولا أثر لهذا الهيكل المزعوم، فلا صلة ولا علاقة لليهود بها، وحتى ان مملكة داود، التي يقال انها نشات عبر التاريخ لمدة 69 عاما في مدينة بيت المقدس، لا اثر واحد يدل عليها، حتى يقال ان مملكة داود، مملكة خيالية لا وجود لها في التاريخ، ومع هذا، يعتبر اليهود ان كل يهودي في العالم، لا تكتمل ديانته اليهودية، ولا يعتبر يهوديا بالمطلق، الا اذا زار هذه المدينة المقدسة، ولو مرة واحدة خلال حياته. وعندما يلتقي يهودي بيهودي، ويتصافحا ويحيي كل منهما الآخر، فيقولا لبعضهما بعضا بالعبري :( هشنا بئا ليورشليم) اي (السنة القادمة موعدنا بالقدس).
حقيقة، انا اقولها لكل فلسطيني وعربي ومسلم، ان الفلسطيني الذي لم يزر مدينة بيت المقدس، ولا يعرف تاريخها ليس فلسطينيا، وان العربي الذي لم يزر مدينة بيت المقدس او لم يدرس تاريخها ليس عربيا، وان المسلم الذي لم يزر مدينة بيت المقدس، ولم يدرس تاريخها، فاسلامه ناقص، فهذه المدينة المقدسة، هي ارث فلسطيني عربي اسلامي، تمثل في وجودنا وكياننا كفلسطينيين و كعرب ومسلمين شيء عظيم جدا، ويجب ان تكون خالدة في اذهاننا و انفسنا ووجداننا، منذ ولادتنا وحتى مماتنا، وعار على كل عربي ومسلم، ان لا يذكر مدينة بيت المقدس، أو يدرس تاريخها او يزورها، ولو مرة واحدة، عبر سني حياته، اذا ما سنحت له فرصة مآتية لذلك. و من لا يعرف أو يسمع بمدينة بيت المقدس من العرب والمسلمين ليس بعربي ولا هو بمسلم حقيقي, لعظمة هذه المدينة، وعلو مكانتها عبر عصور التاريخ، ولطبيعتها المميزة ولقدسيتها الخاصة، والتي لا مثيل لها بين المدن، في كافة انحاء المعمورة.
الكلام عن مدينة بيت المقدس وحده لا ينصفها، مهما كتب عنها، وتحتاج الكتابة عنها الى عبقري فذ، وبارع بالكتابة والوصف، حتى يعطيها حقها ومكانتها واهميتها عبر السنين الغابرة والحالية، فلهذه المدينة طبيعة خاصة، لا يستطيع أحد تصوره بنفوس كل من يدخلها، حتى ولو لساعات معدودة، فأثرها وتاثيرها في نفوس من يزورها عميق جدا، ومن الصعب تخيله ووصفه.
مدينة بيت المقدس، في عصر الأحتلال الصهيوني النازي، حزينة وتتالم، ويعاني اهلها كثيرا من الظلم الواقع عليهم من الأحتلال الصهيوني النازي واستبداده، يعمل اليهود الصهاينة على تغيير كل معالمها وطبيعتها السكانية والديموغرافية، فهم يعملوا على زيادة الأستيطان بها، وتهجير سكانها العرب والمسلمين، وهدم بيوتهم ومنازلهم، من خلال تكثيف الضرائب عليهم، ومنعهم من البناء، وحتى من تعمير وترميم مساكنهم التي يقيمون فيها، ويمنعوا من بناء المدارس والمستشفيات ودور العبادة، ويضيقوا عليهم فرص العمل والحياة، بحيث لا يقدروا على العيش بها، مما يضطروهم للهجرة الى خارج المدينة، كما يعملوا على هدم احياء كاملة يقطنها فلسطينيون عرب، بحجج عديدة واهية، كل هذا من اجل تغيير طبيعتها الديموغرافية، وجعل اعداد سكانها العرب الفلسطينيون اقلية بها، مقارنة باليهود الصهاينة المهاجرون، الذين ياتون اليها من شتى انحاء المعمورة، ويعملوا على تثبيتهم بها على حساب الفلسطينيين، ومساكنهم واملاكهم واراضيهم، حيث يمنحوهم السكن والعمل والقروض، لتغطية كل احتياجاتهم الضرورية والترفيهية والكمالية، وبالرغم من كل هذه الأجراءات الظالمة والمؤلمة والمشينة ضد الفلسطينيين، الا ان العرب الفلسطينيون، صامدون بها، ويتحملون كافة المعاناة والأضطهاد، ولم يقبلوا ان يتنازلوا عن حقوقهم وممتلكاتهم، لا بالتهديد ولا بالوعيد، ولا بالاغراءات المادية الكبيرة. رغم الحصار الأليم المطبق عليهم في تنقلاتهم وتحركاتهم، من والى اعمالهم، او من اجل تلبية احتياجاتهم المتنوعة، فالمشوار الذي يحتاج في تنقلهم الى دقائق، يستغرق في ظل الاحتلال واستبداده الى ساعات، وقس ذلك على الكثير من الأمور الضرورية والهامة.
ماذا قدم العرب والمسلمون لدعم اخوانهم الفلسطينيون في هذه المدينة المقدسة؟؟؟؟ من اجل صمودهم والحفاظ على عروبة مدينة بيت المقدس، وعلى مساجدها وكنائسها وممتلكاتها، والتي يحاول الاحتلال الصهيوني تفريغها من اهلها، والأستيلاء على ممتلكاتهم واراضيهم ؟؟؟.
ان الحفاظ على عروبة القدس، ودعم صمود اهلها عرب فلسطين، وحماية مقدساتها الأسلامية والمسيحية، امانة بعنق كل عربي ومسلم، على مستوى العالم العربي والأسلامي، فهذه امانة في اعناقهم. اليهود الصهاينة يعملوا على تهويد المدينة، بخطوات متسارعة، ويقدموا للمستوطنين كل التسهيلات الممكنة، ويضحوا لهم بكل غال ونفيس، من اجل تثبيت اقدامهم بالمدينة كما اوضحت هذا سابقا.فاين نحن العرب والمسلمون من ابناء بني صهيون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



#احمد_محمود_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤى البازركان نجمة مضيئة في سماء المرأة العراقية
- نجمة فلسطينية في سماء المغرب
- الذكرى العشرون، لأستشهاد القائد الوطني الفلسطيني: عمر محمود ...
- ما هي الدوافع ؟؟ وراء طلب الكنيست الأسرائيلي، طلب التصويت، ب ...
- ريما في مهب الريح
- أصول اليهود واليهودية وكيف تنامت اعدادهم في فلسطين
- العثمانيون وفتح مدينة بيت المقدس
- الخلايا الجذعية بين النظرية والتطبيق
- الثقافة الذكورية والمرأة
- الكاتبة المبدعة وجيهة الحويدر، شمس مشرقة دائما، في عالم المر ...
- صورة من صور ابداعات المرأة السعودية
- لماذا يحق للمراة السعودية أخذ حريتها الشخصية ومساواتها بالرج ...
- صور استغلال بعض الرجال في السعودية، للمرأة
- صورة، من صور الظلم الواقع على المرأة السعودية
- ماذا تفعل لو كنت مكاني
- فتح وحماس خطان متوازيا لا يلتقيان
- مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط على ضوء ما يحدث في غزة
- روح الأجرام والعقلية الصهيونية وما يحدث في غزة
- مولد كاتبة ونجمة سعودية
- مدينة بيت المقدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009م- الرمز والأ ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد محمود القاسم - كنت في مدينة بيت المقدس-عاصمة الثقافة العربية 2009م