أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس ولد القابلة - المراجع والخلفية العقائدية والنظرية للتطرف الديني بالمغرب - الحلقة 2















المزيد.....

المراجع والخلفية العقائدية والنظرية للتطرف الديني بالمغرب - الحلقة 2


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 814 - 2004 / 4 / 24 - 11:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد اشتهر ابن تيمية بجدالاته، فقد جادل الفلاسفة والفرق الدينية والاتجاهات الصوفية دون أن يخشى الأحكام الشديدة الوقع.

ويتمتع فكره حاليا بفعالية بين بعض فئات الشباب العربي أكبر بكثير من فعالية الأحزاب والمنظمات السياسية.إذ أضحى يمثل بالنسبة إليهم رحى الفكر السلفي ،وهو القائل «قوام الدين بكتاب يهدي وبسيف ينصر ».وهكذا أصبح فكر ابن تيمية بالنسبة للتيار السلفي الطريق الوحيد والأوحد إلى تغيير المجتمع .وقد كفر ابن تيمية كل المذاهب وأفتى بعدم جواز الطلاق بالثلاث بل بواحدة فقط وقال أن الحج لا يعتبر ركن من أركان الدين ،وقد مات وعمره سبعون سنة ولم يحج .وكان يدعو أتباعه للإفطار في رمضان عند القتال ،والنساء في نظره عقبة أمام الدين ،وقد قضى عمره بلا زواج .كما لديه فتاوى تجيز القتل ورمي جثة مخالفيه بالقمامة والزبالة حتى لا تلوث أرض السلف الصالح كان ينادي بالسلف الصالح لكنه يخطئ كل الصحابة .

سجن ابن تيمية في الشام وفي مصر وحكم من قبل جملة من الفقهاء منهم الحنفي والشافعي والمالكي، وسبق له أن تبرأ من فتاويه بقوله «أنا أشعري » إلا أنه كان يعاود عليها إلى أن زاد تمرده.وعند سؤاله عن امتناعه عن الحج قل أنه لا يؤمن بزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه بشر يخطئ ويصيب وهو ليس بمعصوم ومنزلته عادية .

أكبر تأثير لابن تيمية حسب جملة من العلماء ذلك المتعلق بكونه قدم إجابة على سؤال جوهري شغل بال الكثيرين والمتمثل في متى يمكن اعتبار الحاكم بالرغم من إعلان إسلامه أنه مرتد وكافر يستوجب إعلان الجهاد ضدهم.إذ جاء في كتابه السياسة الشرعية أنه من الضروري إعلان الجهاد على كل حاكم لا يحكم بما أنزل الله حتى ولو أعلن إسلامه .إلا أنه حسب الكثير من المفسرين أن ابن تيمية قصد بالدرجة الأولى المغوليين الذين حكموا المجتمع الإسلامي ارتكازا على «قوانين ياسا » التي وضعها جنجيس خان وهي قريبة الشبه –في نظر ابن تيمية –بعبادة الأصنام في العهد الجاهلي، لا سيما وأنها ألغت الإسلام المغولي في كليته.

وهكذا أسس ابن تيمية شرعية الجهاد ضدهم انطلاقا من القرآن والسنة وإجماع العلماء .علما أن الجهاد ضد حاكم لا يطبق مقاصد الشريعة ولا يحكم بما أنزل الله لا يحضا بإجماع العلماء المسلمين.وذلك ما دام أن أغلبهم قد دافعوا عن الأمر الواقع لدرء مخاطر الفتنة .ولعل هذا هو السبب الرئيسي الذي دفع العديدين بنعت الفكر الإسلامي بالفكر التبريري.

ولفهم موقع ابن تيمية في مسار التاريخ لا مناص للرجوع إلى ما قبله لا سيما في مرحلة ظهور الحنبلية.
والحنبلية هو أحد المذاهب الفقهية الأربعة في الإسلام السني ،أسسه ابن حنبل .وهو مذهب يشدد أكثر من غيره على العودة كليا إلى النص والسير على خطى السلف الصالح.وفي الفترة الفاصلة بين ابن حنبل والقرن الثامن عشر الميلادي ،ظهر ابن تيمية كحلقة وسط .وهو من أتباع ابن حنبل الراديكاليين ،عاش فترة عصيبة مر بها الإسلام (الغزو المغولي وإسقاط الخلافة ) وآنذاك أخد ابن تيمية على عاتقه تنقية الإسلام من كل انعكاسات الفلسفة ومؤثراتها على الخاطب الديني وأولى موضوع الجهاد اهتماما بالغا وساوى بينه وبين الصلاة .

وعموما تعتبر فريضة الجهاد ذروة سنام الإسلام و سبب رئيسي للرفع الذلة والصغار عن الأمة وبناء هاجس الرهبة في قلوب الأعداء لو أدى كل مخطط ماكر.ويركز جل المتشددين قائلين لو تأملنا في قوله تعالى (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) لأدركنا حتمية الجهاد وضرورة إعداد العدة لمواجهة هذه الحقيقة الأبدية وذلك القدر المحتوم على المؤمن .وفي هذا الإطار يستشهدون بالحديث الصحيح عن الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله أمر يحيى ابن زكريا بخمس أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن » فذكرها ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وأنا آمركم بخمس، الله أمرني بهن: السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثي جهنم ».

ويركز المتشددون على كون الغاية من الجهاد والاجتهاد هي تعبيد الناس لله وحده وإخراجهم من العبودية للعباد وإزالة الطواغيت كلها من الأرض وإخلاء العالم من الفساد.

ويقول ابن تيمية:«ولما كان الجهاد من تمام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كان الجهاد أيضا كذلك فإذا لم يقم به من يقوم بواجبه آثم كل قادر بحسب قدرته، إذ هو واجب على كل إنسان بحسب قدرته » ويقول: «ما يضع أعدائي بي، أنا جنتي في قلبي، وبستاني في صدري، أين رحت فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة ».

ويعتبر سيد قطب أن فقه الدين الإسلامي لا ينبثق إلا على أرض الحركة، ولا يؤخذ عن فقيه قائد حيث تجنب وابتعد عن الحركة (حركية المجتمع )، والذين يعكفون على الكتب والأوراق يستنبطوا منها أحكاما فقهية وهم بعيدون عن الحركة التي تستهدف تحرير الناس من العبودية للعباد وردهم إلى عبودية الله وحده بتحكيم شريعة الله وحدها، هؤلاء لا يفقهون طبيعة الدين الإسلامي ومن ثمة فهم يحسنون صياغة فقهه.

ويعتبر جملة من الفقهاء أنه من الواجب ربط فقه الجهاد بالجغرافية السياسية التي تبحث عن علاقة المعطيات الجغرافية بالواقع السياسي وذلك بتوضيح الرؤية عن فقه القوة وفن استخدامها داخل المعركة وخارجها.

عموما فإن المتشددين في مسألة الجهاد يعتمدون على ابن تيمية وتلميذه ابن كثير بكونهما يعتبران من أكبر المجاهدين في الإسلام بعد العصر النبوي.في حين يحتقر هؤلاء المتشددين علماء السلطة ويعتبرونهم جبناء وانتهازيين .

وبذلك يعتبر ابن تيمية المرجعية الأساسية للتطرف بالمغرب، وهي المرجعية التي استمد منها
المتطرفون مبادئ التفسير تأويل النص وآليات تغيير الواقع.وبالتالي ،هذا ما قادهم إلى رفض
فكرة "درء الفتنة " التي اعتمدها وتبناها المعتدلون لتبرير رفضهم إعلان الجهاد ضد النظام الذي
لا يطبق مقتضيات الشريعة الإسلامية.

ومن الملاحظ أن عدد أتباع ابن تيمية تزايد عبر العالم وظهرت عدة مواقع على شبكة الويب تهتم بأفكاره وكتبه ومؤلفاته وفتاويه.ويبدو أن ابن تيمية أضحى رمزا لجملة من الشباب عبر العالم العربي .
يتبع



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراجع والخلفية العقائدية والنظرية للتطرف الديني بالمغرب - ...
- الصحافة النسوية بالمغرب
- المغرب : تحالفات بالجملة لكن بدون جدوى سياسية في مستوى طموح ...
- الحكامة والمغرب
- الشباب والسياسة
- المغرب: نعم لطي صفحة الماضي …لكن كيف ؟
- بشائر التعاون العسكري الأمريكي العربي
- الدكتور المهدي المنجرة قلق جدا بصدد الغد القريب
- العولمة حقيقة قائمة لكن من الممكن تغييرها
- هل عثمان بنجلون ضحية للمخزن الاقتصادي بالمغرب
- خديجة الروسي ، المناضلة بصمت
- اتفاقية تبادل الحر مع المغرب خطوة أخرى على در تكريس استراتيج ...
- انتظر العرب ومازالوا ينتظرون
- وجهة نظر حول الإرهاب وضعف التقنية في العالم العربي
- الواقعية العربية تحقيق الممكن أم الاستسلام للواقع؟
- كيف يمكن تحويل الثروات النفطية من نقمة إلى نعمة عربية
- سنة بعد احتلال العراق
- كيف ينظر الاتحاد الأوربي لاتحاد المغرب العربي
- من السهل التصدي للإرهاب
- الشرق الأوسط الكبير مخطط أمريكي بامتياز


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس ولد القابلة - المراجع والخلفية العقائدية والنظرية للتطرف الديني بالمغرب - الحلقة 2