أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد صموئيل فارس - صديق وحادث على الطريق!














المزيد.....

صديق وحادث على الطريق!


عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2657 - 2009 / 5 / 25 - 07:31
المحور: كتابات ساخرة
    


مع كل إنسان هناك مواقف في الحياة تصادفه تحمل في طياتها معنى ومغزى، وهذا ما دعاني إلى كتابة هذه المواقف التي حدثت معي بصفة شخصية، فهي ليست متصلة لكنها منفصلة ولكن جوهرها وهدفها هو واحد إبراز ما آلت إليه الأوضاع في مصر ونحن في القرن الواحد والعشرين، بعد أن تحطمت على أرضها كل المبادئ والقيم وسقطت فريسة للجهل الذي أصبح يحكم ويُشرّع ويوجّه ضمائر الناس.
من الطبيعي أن نرى الجماعات الإسلامية التي تتخذ على عاتقها أسلمة الهواء في مصر أن تحاول فرض الزى الإسلامي كالحجاب والنقاب والتحيات اليومية حتى في مجال الرياضة، فهذه الأمور تبات تكون طبيعية بالنسبة لنا.
لكن تصل الأمور إلى هذا النحو فهذا أمر يدعو إلى البحث عن هذا الأمر ولكن بطرق طبية نفسية حيث أن الوضع دخل في مراحل متأخرة من الهوس المزمن الذي أصبح من النوع الخطير جدًا على المجتمع كله، وما دعاني إلى الحديث عن هذا الأمر هو ما حدث مع أحد أصدقائي وهو الآتي:

"أنطون" هو شاب جامعي يخرج من الجامعة متجهًا إلى مكان عمله وهو محل يمتلكه لبيع إكسسوارات المنازل، وبعدها يستقل سيارته متجهًا إلى منزله وفي أحد أيام شهر أبريل الماضي كان في طريقه إلى المنزل كالعادة بسيارته، وفي أثناء القيادة على الطريق وقع تصادم بينه وبين سيارة أخرى تهشمت على إثرها سيارته الحديثة وظهرت على السطح هذه الأيام مافيا الحوادث فهم ينقسموا إلى فريقين، فريق منهم يقوم بسرقة كل محتويات ضحايا الحوادث وهؤلاء يحضروا إلى أماكن الحوادث أسرع من سيارات الإسعاف، أما الفريق الآخر فهو بطل قصة اليوم وستعرفونهم من خلال قصة صديقي، فبعد أن وقع التصادم قاموا بإخراجه من سيارته بصعوبة شديدة من هول الصدمة فمن قوة الاصطدام أن موتور السيارة رجع إلى الخلف ليحطم عظم الفخذ للرجل الشمال لصديقي هذا بخلاف الزجاج الذي شوّه جزء كبير من وجهه الوسيم. المهم أنه جاء أحد الإخوة ليقوم بمساعدته على الخروج من السيارة وبصعوبة بالغة تم إخراجه، وفي كل ذلك كان الشغل الشاغل لأخينا المنقذ هو الحديث مع صديقي وإخباره بأنه سيموت الآن وأنه ليس هناك احتمال في أن يبقى حيًا وأنه عليه الإسراع في النطق بالشهادة حتى يذهب إلى جنة الخلد!!
وظل يُلح عليه بطريقه غريبة وفي كل ذلك صديقي من هول الألم وقوته لا يستطيع أن يتأوه وأخينا يضع يديه خلف عنق صديقي وشغال عليه في طريق الهداية، والثاني يقول في فكره رحماك يا ربي من هذا العذاب أين الإسعاف؟
إلى أن قاموا بنقله إلى المستشفى وعندها أخرجوا بطاقته الخاصة وظلوا يذكرون الاسم الذي يظهر للبربر أنه مسيحي ولكن أخينا مازال بجواره يحثه على النطق بالشهادة!

وأخيرًا نطق صديقي وهو بين يدي أخينا الذي كان يضع زراعه خلف عنق صديقي وقام بمناجاة إلهه الحقيقي صارخًا يا يسوع وهنا نظر إليه أخينا وقال مين يسوع هو أنت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؟ وطرحه على الأرض يصرخ واختفى أخينا بعد أن أخفق في أن يضم هذا المسكين الكافر إلى طريق النور!! وتدخلت يد الله لتنقذ صديقي من موت محقق ولكن بقيت هذه الذكرى التي لا تنسى وظل يحكي لي ما حدث ونحن في قمة الضحك من تخيلنا للمنظر.
ويبقى لنا معاني الحدث والذي يظهر أن هناك مافيا لأسلمة ضحايا الحوادث بهذه الطريقة، فليس الحدث بالأمر الهين فمصر من البلاد الأولى في تعداد الحوادث والتي تصل إلى 7000 ضحية في العام ويكشف لنا هذا الموقف والذي تكرر مع الكثيرين ما وصلت إليه الأوضاع والأفكار في بلاد المحروسة لأغرب صيحات الأسلمة في مصر (الموتى).



#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغرب صيحات الآسلمه الموتي!!
- حدث في مترو الانفاق!!
- لغز انفجار كنيسة الزيتون؟!
- من قتل براءة أحمد؟!!
- أكرموا الرئيس
- أبونا سمعان الحائر بين ذبح الخنازير وذبح أبناءه؟!
- الشيخ الذي هز عرش بن لادن والظواهري؟!!
- الإرهاب صناعة دولة
- البشير أم السودان... من سيغتال الآخر؟!
- الآرهاب صناعة دوله
- الأقباط حركة دينية أم جماعة وطنية؟!
- رحلة في عمق التاريخ القبطي
- قريبا رسالة ترحيب من القاعده لآوباما؟!!
- الحلقه المفقودة في العمل القبطي (2)
- الحلقة المفقودة في العمل القبطي؟!
- ثري سعودي يعرض عشرة ملايين دولار لشراء الحذاء؟!!
- المرأه والآقباط بين حجري رحا؟!
- حمله دوليه تستحق التضامن والتحيه؟!
- أقباط من وطن لايرحم الي قدر متربص بهم!!
- هنا صناعة الكتاب والمفكرين


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد صموئيل فارس - صديق وحادث على الطريق!