أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - موسيقى .. لباروكة الملكة الأيزابيث ، ولسوق الغزل* ..















المزيد.....

موسيقى .. لباروكة الملكة الأيزابيث ، ولسوق الغزل* ..


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2639 - 2009 / 5 / 7 - 09:52
المحور: الادب والفن
    


1
بابل أجمل لغز وعطر وسحر لواحدة تغوي ذاكرة الورد بشفتيها ، فليس أجمل من رحيق العسل ذلك الذي داعب موسيقى البيانو البنفسجي الذي عزفت عليه كوندليزا رايز أمام الملكة الأيزابيث ، وكان لحن شوبان الذي كتبه بألمعية أرمنية تتحدث عن واحدة تحتمي بصليب وخلفها التركي المشتهي وعلى شاربيه شهوة فاتح القسطنطينية ..
ابي المتوفي في زمن الملك فيصل الثاني* ، كان يقول : بعد ملكية الفتى الهاشمي ستأتي مشانق روبسبير وحروب الخفاجية* ، وشيء من غزل سقراط لزوجته ليلة عرسه. ويقول ابي : سمعت كوندليزا واعجبني حنان اصابع الملكة على ظهر كلبها ، وبالرغم من جهلي حتى في العد الى العشرة هتفت لها : شكسبير يهديك تحياته وأهل مدينة العزير* ايضاً...
أنا أحب العيون الزرق ..احب زنوج مالاوي وشقروات اشبيلية ، والوشم الذي رسمته شهرزاد على خد بغداد فصنعت لنا سوقاً للطيور والكلاب وقردة الشمبازي والببي متو .. ذلك الذي كان يردد كلاماً غريبا كلما عادت امي من سوق الخضار : ايها السومريون ..احلموا عندما قمر باريس يهديكم آلهة من النساء فقط ..
امي تخجل من اباحية جملته . فتصفعه بكتاب بوذا الوردي الذي يحمل على غلافه هامشاً جميلاً كتبه هيرمان هيسه يقول : لو كان بوذا من أهل نينوى لما سكن يونس بطن الحوت . ولما احبت ملكة انكلترا سوق بهارات البصرة ، ولما غسلت دموع شهداء حروب العراق خد النخل ، ولما .........................!
ألف لما .. ألف دالاماي ..الف مُعمم ..الف قبطي ..الف شيخ عشيرة هنود حمر ..الف عصفور ..استمعوا لكوندليزا تعزف شوبان وناصر حكيم وعبد الوهاب ، وبارق حاج حنطة ...
من بارق هذا ..؟
جنرال في الجيش ، له مصير جان دارك ، قال همساً لمساعده :كان خطئاً فادحاً أن نغزو بلداً جاراً اسمه الكويت ...
هي رؤى .. جلبتها من حنان كنزفرا طيب وجدته ذات مساء دمشقي في سوق الحميدية : اين بيت يحيا نبيكم ..؟
فكان اصبعه متجها صوب السماء ..ثم همس كما ارغن في رأس عاشقه : لاقبور للقديسين في التراب ..قبورهم في السماء ..
ابي قال مرة :الجنود الذين من ضحايا بهجة الرصاص ، والموسيقى والورد الذابل ،وكل شيء يستحي من ظله :قبره فوق الغيوم ..
قلت واذا كانت السماء صافية ؟
قال قبورهم في خبز الشعراء والفقراء وابرياء السجون ..
يعجبني ..ضوء باروكة الملكة ..
تعجبني عبارة ابرياء السجون ..
تعجبني جدتي الساكنة حد زمن جنرال العراق الطيب عبد الكريم* ، وهي تقول لخادمتها الاوغندية :اسمعي .لاتعجني اليوم لنا سوى قصائد اندريه بريتون ..فالسريالية اقل صداعا من شهر تموز ...
عيناك اقل صداعا من ليلة الفراش ..
عندها يودع القساوسة قداساتهم ..واهل مدينة كُميت يودعون وصايا قيصر العمارة ..
موسيقى لباروكة الملكة ...
علبة حلوى لكاترين غيتا جونز ..
وللوزيرة العازفة ..
عتب لما يحدث في شوارع العراق ..بسبب اناقة بول بريمر وصوت ام كلثوم وهو يجرف خواطرنا الى قنينة النبيذ ...

2
شيء من الطين سيصبغ محبتي لواحدة تشبه عطر الحمص في آنية وزير هندي ..
صورة لم يبتكرها رأسي الطافح مثل فرس نباتي من اهل منغوليا ..
عيونه مدورة مثل الكرة الارضية ..
وكلما شاهدها رواد الفضاء بمناظير زوجاتهم ..
تذكروا حنان الملكة المصغية للعزف الدوبلماسي ..
شيء من الطين ..ومن احمر الشفاه ..من شهوة قطة سيامية ..
عيونها الزرق دعيت الى حفل الاوسكار
فأبتهج اهل ضحايا سبتمبر واعطوا اوباما صكاً من غفران بابل ..
بابل التي عزفت مع البوني ام لحن الستينيات ,,
اللحن الذي صنع لنا قبعة جيفارا ..ورغيف الشعير ..وجعة كولونيا ..
على ضفاف الراين ..
لاطين يشبه طينك ..
على ضفاف السين ..لاشهوة تحمل شهوتك ..
على ضفاف الدانوب ..لاغمزة تشبه رمشك ..
على ضفاف الدجلة :اسمع منادي سينما الحمراء* يقول :اسرعوا وشاهدوا صدر صوفيا لورين في فيلم سقوط الامبراطورية الرومانية ..
نحن في سومر امبراطوريتنا دموعنا ..
متى تسقط ..يرتفع سعر ثياب النوم في محلات ( kik )*..

3
سئمنا ..من لحوم الأناث الجالسات على كراسي اغلفة المجلات ..
نريد اناث البراقع ..
لااناث القواقع ..
ففي العشق ..ليس الشوق محارة تعلق على الصدر ..
الشوق ان تكون هي :عارفة بالمعنى ورؤية الشيء وتقشير التعب ..
عندما يأتي ابي من آخر القارة القطبية ليشعل عشقه في صحن الرز ..
ومن عرق جبينه ..يمنح ديغول بركاته للجزائرين ..
وحتما الملكة بعد هذا الشوط السمفوني ستمنح بركاتها لأهل الفاو* ..
فأن المياه المالحة اكلت تواريخهم منذ مدافع رفسنجاني وحتى خواطر فرانز كافكا ...
سئمنا من لحوم الاناث المبلجات باللغة الاسبانية ..
نريد اناثا مصنوعات من دعاء الامهات ..ولهاث البلبل ..وصوت المطر ..ورسالة حب يكتبها جنرال امريكي متقاعد على شبكة الأنترنيت ..

4
موسيقى لباروكة الملكة ..
للبابا الطيب وهو يبكي من اجل ضحاياه ومندائي منطقة الطوبجي* ..
موسيقى لأجمل شاعر تركي من أصدقاء عبد الله اوجلان ..
والموسيقى موصولة ايضا الى روح عمتي الرائعة روزا لوكسمبورغ ...

5
لي صديق من أهل حران ..وآخر من اهل حوران ..وثالث من اهل وهران ..ورابع من اهل قضاء الحمزة ...
أجتمعوا في حفل راقص في ناد ليلي بتكساس ..
ثلاثة انتشوا بخمرة العولمة ..
وابن قضاء الحمزة ..
انزوى يحفظ قصائد السياب* ...
الحكمة في الرؤية ..
ان نكون عندما يكون هو ..
ومن هو ..؟
امين العاصمة طبعا ..
فلقد تاخرت كثيرا اذونات فتح المقاهي في شارع ابي نؤاس* ..
الملكة ستحزن ..
وكوندليزا ستنقل حفلها القادم الى مدينة النعمانية*...

6
الهدهد هدهدي ..
عيناك طريقي ..
شموعك عماي..
وقبلاتي شهقتك قبل الفجر ..
ومتى بكى البيانو ..
وهز كلب الملكة ذيله ..
حديقة في ساحة الطرف الأغر ستهدي ازهارها لمجانين الشماعية ولأولئك المزخرفين المهرة الذين يرممون ضريح الحلاج*..

7
سمعتم بجنة دلمون* ..
التي تحدث عنها بتفاصيل جميلة ماكس مالوان* زوج اجاثا كريستي ..
انها جنة يعشقها زنوج ايام الاحد البرلينية ..
فهم يغرقون فيها كما تغرق سنين سعدي يوسف* في قصائدة السبعينية ..
كما يغرق ماركيز في وصيته الحاذقة ..
كما تغرق شاكيرا وصديقة الملاية* وحرم الرئيس الراحل خرتشوف ..
فالغرق يعني اللذة ..
وكذلك الايزابيث الجميلة عندما تصفق ..
فيما كلبها الاصفر يشاهد أنسحاب الجيش الأنكليزي من البصرة ..
كل تلك المشاهد تجلب السعادة ..
وقصيدتي هذه تجلب لي الشوق الى صباحات الجمعة في سوق الغزل ، ومساء في أسطنبول يغازلني بالعود الشرقي ويقول لي :ما اطيب سمك اهوار* بلادك ...!

هوامش :
ـــــــــــــــــــــــــــــ:
*البصرة ، الشطرة ، العزير ، الفاو ، كميت ، العمارة ، الحمزة ، العزير : مدن في وسط وجنوب العراق.
*بابل ، نينوى : مدن تاريخية شهيرة في الحضارة العراقية .
* فيصل الثاني : آخر ملوك العراق ، قتل على يد الجنود الذين هاجموا قصر الزهور في بغداد في 14 تموز 1958.
*ناصر حكيم :مطرب ريفي عراقي شهير.
* عبد الكريم : هو الزعيم الركن عبد الكريم قاسم الذي قاد ثورة 14 تموز 1958.
*الشماعية :منطقة في بغداد فيها اكبر مستشفى لإيواء المجانين في العراق.
*سوق الغزل :من اشهر اسواق بغداد التاريخية ويشتهر في بيع الحيوانات النادرة بشتى انواعها ويفتح يوم الجمعة فقط ،وقد تعرض لاكثر من تفجير ارهابي اختلطت فيه دماء العصافير والحيوانات المذبوحه بدماء الضحايا من البشر.
*الخفاجية : الأسم العربي لمنطقة سوسنكرد الأيرانية والتي تقع ضمن اقليم عربستان العربي في ايران ،وكانت مسرحا لمعارك طاحنة بين الجيش العراقي والأيراني في حرب السنوات الثمان.
* الحميدية : اشهر سوق تجاري وسياحي في العاصمة السورية دمشق .
الكنزفرا : مرتبة دينية في التسلسل الكهنوتي في الديانة المندائية,
* سينما الحمراء :سينما قديمة في بغداد بنيت في العهد الملكي .
* kik : من محلات بيع سلع التجزئة في اوربا.
* الطوبجي : من مناطق بغداد القديمة ،وكانت مسرحاً لجريمة اغتيال ثلاثة من الصاغة من ابناء الطائقة المندائية في نيسان 2009.
* السياب : هو الشاعر العراقي الشهير بدر شاكر السياب؟
* سعدي يوسف : شاعر عراقي معروف يقيم في لندن.
* أبو نؤاس : من اشهر شوارع الليل البغدادي الذي اشتهر بنواديه ومقاهيه ومطاعم السمك المسقوف ،يقع على نهر دجلة وانحسرت الحياة الجميلة في الشارع منذ عام 1981 وحتى اليوم بسبب الحروب والحصار والظروف الأمنية.
* الحلاج : ابو منصور الحلاج ، أشهر شاعر متصوف ،اتهم بالزندقة وصُلب ، وضريحه اليوم في جانب الكرخ ببغداد.
دلمون : هي المكان المتخيل من قبل السومريين على انه الجنة الموعودة ،ويعتقد ان مكانها الحالي مملكة البحرين اليوم.
ماكس مالوان : عالم آثار بريطاني عمل مع ليوناردو وولي الذي اكتشف مقبرة اور المقدسة وكنوزها ، وعمل ايضا مديرا للمتحف البريطاني ، وهو زوج الروائية الانكليزية الشهيرة آجاثا كريستي .
* صديقة الملاية : مطربة عراقية شهيرة عاصرت في غناءها اول ايام تأسيس الأذاعة العراقية في ثلاثينيات القرن الماضي . وماتت وهي فقيرة وشوهدت في آخر سني عمرها وهي جالسة تتسول على الرصيف أمام مبنى الأذاعة في الصالحية ولم يعنها احد او يجري لها راتباً تقاعدياً.
* النعمانية : مدينة عراقية قرب مدينة واسط فيها قبر الشاعر العربي الشهير ابي الطيب المتنبي.
* الأهوار : وهي المناطق المنخفضة والممتلئة بالمياه الفائضة من فيضاني نهري دجلة والفرات ،وتقع اغلبها في مناطق جنوب العراق ، ويعتقد اسطوريا انها تكونت من بقايا حادثة الطوفان الشهيرة ، واغلب ساكنيها من عشائر عربية ، والمعدان وهم عرب الأهوار الذين اشتهروا بتربية حيوان الجاموس .وكم سكان المكان منذ القدم ، ويعتقد بان اصولهم تعود للسكان العراقيين الاوائل من السومريين حيث شهدت هذه المناطق ازهى عصور الحضارة السومرية والأكدية .

زولنكن 5 ماي 2009



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديك أوباما ..والمعدان ، هجروا أفغانستان الى فرجينيا ...
- وردة لفلادمير ، قبلة لسليمة مراد ، دودة قز لقميص يوسف ...
- المندائي الطيب .. الله سيغطينا برداءه..
- هلبٌ في علب ...
- المنال والمحال في حمامات النساء
- توراة وعشق وتصوف ...
- لماذا يكره إبن لادن ابو الجوادين ( ع ) ...؟
- وهمٌ اسمه عواصم الثقافة العراقية
- صحراء النخيب ، بين رؤيا القلب ورؤيا الجفن ..*
- ببغاء القصر الجمهوري ..
- القاص محسن الخفاجي ..الذكريات لم تعد جميلة...
- عبد الكريم قاسم وصدام حسين في غرفة واحدة ...
- عن السماوة ، ونيلسون منديلا ..وأشياء أخرى
- من صوفيات من التاسع من نيسان
- نعيم عبد مهلهل يكتب مقدمة كتاب الكاتبة البريطانية أميلي بورت ...
- مهرجان المربد ..( وردة الى حسين عبد اللطيف ، صفعة الى المجام ...
- المعدان ..( التاريخ وجلجامش ، في مهب السريالية ) ..
- عيون المها ..بين برج أيفل وأهوار الجبايش...
- الرافدين.. ورموش العين وعصير العنب...
- صابئة حران وصابئة المعدان وصابئة هذا الزمان ....


المزيد.....




- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - موسيقى .. لباروكة الملكة الأيزابيث ، ولسوق الغزل* ..