أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد انعيسى - لا للمزايدات السياسية على حساب الريفيين !!! عودة الى ملف الغازات السامة















المزيد.....

لا للمزايدات السياسية على حساب الريفيين !!! عودة الى ملف الغازات السامة


محمد انعيسى

الحوار المتمدن-العدد: 2628 - 2009 / 4 / 26 - 04:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


دعا السيد مصطفى المنصوري رئيس مجلس النواب المغربي ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ، اسبانيا الى ضرورة فتح ملف الغازات السامة التي استعملتها هذه الأخيرة ضد سكان الريف في العشرينيات من القرن الماضي.

تعد هذه الخطوة كخطوة سابقة من نوعها في تاريخ السياسات المتعاقبة على السلطة بالمغرب، اذ لم تعترف الحكومات السابقة بهذه القضية، وكأن سكان الريف يعدون جالية مقيمة بالمغرب، هذه الجالية التي لا يتم الحديث عنها الا عند اقتراب الانتخابات، وبالتالي فالريفيون يعتبرون مواطنين صالحين عندما يتهافتون على صناديق الاقتراع لأدائهم للواجب الوطني ، خاصة اذا صوتوا على حزب الحمامة أو حزب الحصان..

وباعتباري ريفي أمازيغي مغربي ،تهمني مصلحة الريف قبل كل شيء سأحاول أن أبدي بملاحظاتي حول الموضوع…

1ـ لماذا استعمال الغازات السامة ضد الريفيين؟

استطاع الريفيون الأحرار بقيادة البطل الريفي الأول محمد امزيان ما بين سنة 1909 الى غاية 1912أن يبينوا للعالم أن الحرية تنتزع ولا تعطى، ليستشهد هذا الأخير في ميدان المعركة في يوم 15 ماي .1912

هذه المقاومة لم تنتهي باستشهاد البطل محمد أمزيان،بل امتدت بعد ذلك الى الزعيم الثاني ، محمد ابن عبد الكريم الخطابي الذي يشهد له العالم بانجازاته العسكرية،بل حتى في أفكاره التحرررية ليصبح نموذجا لجميع الحركات التحررية في العالم، هذا الزعيم المعروف بأفكاره التحررية استطاع أن ينتصر على العدو بعد سلسلة من معارك منظمة خاصة معركة أنوال 1921 التي يشهد لها التاريخ .

بعد 1921 استطاع محمد ابن عبد الكريم أن يضع اللبنات الأولى لتأسيس جمهورية ريفية ..هذه الجمهورية التي لم تعمر طويلا بسبب تكالب القوى الاستعمارية من جديد عليها. وفي هذا السياق يأتي استعمال الغازات السامة ضد الريفيين، اذ أن القوانين المنظمة للحرب خاصة تلك التي كانت تنص عليها عصبة الأمم لم تستطع أن تنال من عزيمة الريفيين الذين صمدوا الى آخر نفس لهم.

استعملت الغازات السامة ضد الريفيين لغرض القضاء عليهم ، وعلى مشروعهم السياسي الذي لم يكن ينتمي لا الى الشرق الاشتراكي ولا الى الغرب الرأسمالي، والكتاب الذي صدره الكاتبان الالمانيان يتحدث بتدقيق حول حرب الغازات السامة ، هذا الكتاب الذي ترجم الى اللغة العربية قبل سنوات ـ وللأسف الشديد لم يطلع عليه أغلب ساستنا من قواد الأحزاب بالمغرب.

استعملت اسبانيا الغزات السامة ضد الريفيين ، هذا الغاز الذي كان ممنوعا دوليا ، وقد استقدمت هذا الغاز من ألمانيا ، ألمانيا التي كانت تبحث على فئران للتجارب والتي وجدت في الريفيين خير هذه الفئران.

2ـ الحركة الأمازيغية والغازات السامة

طالب مجموعة من نشطاء الجمعيات الأمازيغية قبل سنوات بضرورة اعادة فتح ملف الغازات السامة التي استعملتها اسبانيا ضد الريفيين خلال العشرينيات من القرن الماضي.لكن الدولة المغربية بزواياها القائمة على الانتخابات ـ أقصد جميع الاحزاب من أقصى اليمين الى أقصى اليسار ، ان وجد هذا اليمين واليسار طبعا، فصراحة انا لم يتبين لي الفرق بين اليمين واليسار بالمغرب، اذ ان برامج الأحزاب هي نفسها ولا تختلف الا الأسماء والرموز ـ كانت غارقة في أحلام الشرق ، وقضايا الشرق ، اذ أن القضية الفلسطينية التي اعتبرت قضية وطنية كانت وما زالت تتصدر قائمة البرامج السياسية للزوايا القائمة بالمغرب.

لكن الحركة الأمازيغية خاصة الريفية منها انتبهت لهذا الأمر قبل سنوات ، ونظمت عدة لقاءات لتنوير الرأي العام بهذا الموضوع الذي يستدعي اهتماما بالغا، وقد حضرت شخصيا لندوة نظمت بالناظور حول الغاازات السامة شارك فيها نائبين برلمانيين من كاطالونيا ـ جوان تاردا الى جانب نائبة أخرى لم أتذكر اسمها،كما شاركت المؤرخة الاسبانية المعروفة ماريا روسا كذلك في هذا اللقاء..

الحركة الأمازيغية دائما سباقة في طرح المواضيع الجادة ،وقد أشرت الى هذا بوضوح في احدى المقالات السابقة، ولا أدري لماذا يتم استغلال مطالب الحركة الأمازيغية والتزايد بها سياسيا عند الضرورة من طرف الدولة المغربية.

3ـ بين جوان تاردا الكاطلاني ومصطفى المنصوري الريفي:

صرح جوان تاردا أحد أعمدة الحزب الجمهوري الكاطالاني بأن اسبانيا باتت مجبرة على طرح موضوع استعمال الغازات السامة للنقاش، وقد سبق لجوان تاردا أن صرح بنفس الموقف خلال سنة 2004 بندوة نظمت بالناظور.

الديموقراطية عند جوان تاردا هي أن يطرح المواضيع على حقيقتها ، اذ أن ايمانه الشديد بالعدالة وقيمها جعله يطرح مواقف حرجة بالنسبة لدولته ، لكن هل يتجرأ مصطفى المنصوري باعتباره رئيسا للأحرار وليس للديموقراطيين وفقط ويطرح مواضيع حساسة للدولة المغربية من قبيل؟:

ـ الحرب الارهابية ضد الريفيين خلال سنوات 1958و1959

ـ الحرب الارهابية التي شنت ضد الريفيين خلال سنة 1984

ـ مسؤولية الدولة المغربية ونصيبها من استعمال الغازات السامة ضد سكان الريف

لا أعتقد أن تعترف الدولة المغربية بجرائمها ضد مواطنيها الريفيين، وهذا هو الفرق بين الدولة الديموقراطية والدولة البيروقراطية.

4ـ لا للمزايدات السياسية من طرف ملف الغازات السامة!!!

مالذي جعل السيد مصطفى المنصوري يطرح ملف استعمال اسبانيا للغازات السامة ضد سكان الريف؟

انها مزايدات سياسية بين الحكومتين، فالجميع يعلم أن هذه التصريحات أتت في سياق تهجم أحد البرلمانين الاسبانيين على المؤسسة الملكية بالمغرب، وكذا دعم مدريد لحركة الشواذ بالمغرب، والسؤال الذي يطرح نفسه وبالحاح هو : لماذا لم تطرح الدولة المغربية هذا الملف قبل سنوات ، اذ أن الغازات السامة قد استعملت في العشرينييات من القرن العشرين؟

لهذا نقول لا للمزايدات السياسية على حساب الريفيين، والقضايا الحقيقية للريفيين أصبحت الآن مطروحة أكثر من أي وقت مضى، والريفيون يطمحون الى مجتمع عادل على جميع المستويات، لذلك نجدد الحاحنا على أن انصاف الريف لا يتأتى الا عبر الحسم السياسي لمطالبه المشروعة، واقرار نظام الحكم الذاتي للريف خير وسيلة للركب التنموي ، فلا حاجة لمزايدات أكثر ، والضحك على ذقون الريفيين عبر استعمال تاريخهم المجيد للمزايدة على دول أخرى.



#محمد_انعيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الاستقلال في الميزان
- الديموقراطية في ذمة الله
- ايمازيغن ليسوا في حاجة لدروس في الوطنية من ناطق رسمي باسم حك ...
- الريفيون ودروس التربية الوطنية
- حوار مع المغني الأمازيغي محمد انعيسى
- محاضرة محمد انعيسى في موضوع: الأمازيغية والعلمانية/3
- محاضرة محمد انعيسى في موضوع:الحركة الأمازيغية ،العلمانية ، و ...
- محاضرة محمد انعيسى في موضوع:الحركة الأمازيغية ،العلمانية ، و ...
- حوار مع الفرقة الغنائية الأمازيغية إين أومازيغ
- أزمة الفكر عند الحركة الاسلامية2/2 محاضرة للدكتور عبد الحكيم ...
- أزمة الفكر عند الحركة الاسلامية /1( محاضرة للدكتور عبد الحك ...
- أسئلة حول الحكم الذاتي للريف 1
- عودة الى نظام الحكم الذاتي
- بيان من ﺃجل الحكم الذاتي الموسع للريف
- عباس الفاسي وزيرا أولا ،اهانة للشعب المغربي
- عودة الى حزب الاستقلال
- اسهام في نقد بعض أسس الماركسية 2
- اسهام في نقد بعض اسس الماركسية 1
- تعقيب على مقال النهج الديموقراطي القاعدي
- الحركة الأمازيغية وتحطيم أصنام القومية العربية 3


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد انعيسى - لا للمزايدات السياسية على حساب الريفيين !!! عودة الى ملف الغازات السامة