أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد انعيسى - أزمة الفكر عند الحركة الاسلامية /1( محاضرة للدكتور عبد الحكيم العصامي)















المزيد.....

أزمة الفكر عند الحركة الاسلامية /1( محاضرة للدكتور عبد الحكيم العصامي)


محمد انعيسى

الحوار المتمدن-العدد: 2436 - 2008 / 10 / 16 - 08:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أصل هذا المقال هي الندوة التي نظمتها الحركة الثقافية الامازيغية موقع وجدة حول الأمازيغية والعلمانية سنة 2006، و قد عرفت هذه الندوة مشاركة كل من:
ـ الدكتور عبد الحكيم العصامي في موضوع: ازمة الفكر عند الحركة الاسلامية
ـ الأستاذ محمد انعيسى في موضوع :العلمانية والامازيغية
ارتأينا ترجمة هذه الندوة الصوتية الى مقال كتابي لأهميتها لتعميم الفائدة للقراء.

بسم الله الرحمان الرحيم ..بادئ ذي بدء أشكر الحركة الثقافية الأمازيغية التي عملت على جمعنا في هذا الوقت المتأخر، وأقر في البداية بأن الطلبة اتصلوا بي منذ أقل من أسبوع وانا مشغول جدا فقبلت الدعوة رغم أنني مشغول،أشكرهم مرة أخرى..
المداخلة التي سأتفضل بها ان شاء الله تتعلق بأزمة الفكر عند الحركات الاسلامية، لماذا أتحدث عن الحركات الاسلامية؟أتحدث عن الحركات الاسلامية لأنها في يوم من الأيام حينما ظهرت كبديل لما يعرف بالاحزاب التقدمية كان الامل معقود عليها،يعني الناس والمثقفون والمفكرون والمغاربة عموما كانوا ينتظرون خيرا من هذا البديل ،في المغرب وغير المغرب لأن الحركات الاسلامية موجودة في مصر ،موجودة في السودان ،موجودة في عدة مناطق..وربما من أقدم هذه الحركات الاسلامية جماعة الاخوان المسلمين في مصر ، اذن كل الناس في هذه الرقعة الجغرافية الواسعة كانوا يأملون خيرا من هذه الحركات الاسلامية لتعوض الفشل الذريع ـ أقول هكذا ـ الذي عشناه من خلال الأحزاب المختلفة أو ما يعرف بالأحزاب التقدمية، وان كان فيها بعض الأحزاب ذات توجه سلفي. على كل حال، من الاستقلال الى الان هذه الأحزاب ان عملت من اجل شيء فقد عملت في الغالب من أجل مصالحها، من أجل اعداد ابنائها ، وأتكلم عن الزعماء،كان همهم منصرفا الى شؤونهم الخاصة واعداد أبنائهم ليحكموا المغرب،وها نحن نرى أبناءا لزعماء أحزاب يشغلون مناصب عليافي الدولة،تقريبا لا استثني أحدا من هؤلاء من هذه الأحزاب..
اذن حينما ظهرت الحركات الاسلامية في المغرب وفي غير المغرب ظهرت كبديل، فهل وفق هذا البديل؟وهل ما زال الامل يراودنا في هذه الحركات الاسلامية في المغرب وفي غير المغرب؟
من خلال هذه التجربة الطويلة في مصر،في أفغانستان ، في الجزائر وفي المغرب،شخصيا وصلت الى استنتاج وهو ان هذه الحركات بمختلف أسمائها تعيش أزمة فكر وهذه الأزمة أو الوعي الشقي له تجليات،يعني يظهر في عدة أشياء وسأخذ بعض النقط كتجليات لهذه الأزمة الفكرية.
ـ التجلي الأول : وهو سوء الفهم لمصادر التشريع، ومصادر التشريع هي القران والسنة.
ـ التجلي الثاني: وهوتقديس الماضي
ـ التجلي الثال :وهو غياب الواقعية
التجلي الرابع : وهو موقفها من الديموقراطية والعلمانية.
وأختم هذه التجليات بملاحظة شخصية قد أكون فيها مصيبا وقد أكون مخطئا ،واتمنى أن أكون مخطئا ،وهي أنني شخصيا من خلال هذه التجربة مع هذه الحركات الاسلامية ، عندي استثناء واحد وهو أن الحركة الوحيدة ذات الطابع الديني التي أثبتت قدرتها وتكيفها واثبتت واقعيتها الى اخره من المزايا هي حزب الله اللبناني ،بالنسبة لي ،وقد قلت أتمنى أن أكون مخطئا،وسأوضح لماذا هذا الاستثناء.
أبدأ بالتجلي الأول: وهو سوء الفهم لمصادر التشريع
طبعا الذي يدعي أنه يدافع عن الاسلام لابد وأن يكون على علم بما جاء في المصادر خاصة القران والسنة ،ولذلك قلت في بداية المحاضرة أنني أخاطب المحاضرين بصفتي أصولي، قلتها مرارا وتكرار ،وربما المستمعون استغربوا ،كيف لهذا المحاضر أن يكون أصوليا؟. نعم أحدثكم بصفتي أصولي لأن كلمة أصولي أسيء فهمها وأسيء استعمالها،وسأشرحها باقتضاب شديد ،الأصولية من الأصول ،والأصول عندنا في الاسلام معروفة،أو ما يعرف أيضا بمصادر التشريع،أي القران والسنة في المقدمة ،واترك الاجتهاد لانه بالنسبة الي يمثل رأيا ،لأنهم يقولون أن الاجتهاد من مصادر التشريع،وكذلك الاجماع الى غير ذلك..
سأركز على اهم هذه المصادر ،وهذه المصادر المهمة بالنسبة الي هي كلام الله أي القران والسنة ،على سبيل المثال اذا كنت أصوليا معناه أنني أحتكم الى الأصول ،يعني كحركة اسلامية واتكلم عن زعماء هذه هذه الحركات وعن منظريها، هم الذين يخالفون مصادر التشريع ،أما الجنود المجندة والمنخرطة ،فهؤلاء معظمهم رصيدهم هزيل من الثقافة الدينية ،اذن فالمنظرون والزعماء ورؤساء هذه الحركات هم الذين يعملون على مخالفة الأصول،ويقوم المنخرطون بالشيء نفسه.
أين تتجلى هذه المخالفة؟ أي مخالفة القران والسنة.
على سبيل المثال،حينما نأتي الى الاختلاف،الاختلاف بالمفهوم الواسع،الاختلاف وهو أنك لست أنا ،وانا لست أنت، الاختلاف بهذا التعبير ،وهذا الاختلاف يمكن ان يكون في البيت ،اختلاف الزوجة مع زوجها،اختلاف الزوج مع الابناء أو ما يسمى بصراع الأجيال،من البيت يبدأ الاختلاف،ثم تتسع الدائرة فيشمل الاختلاف عدة جوانب ،الاختلاف في الرأي ،الاختلاف الديني،الاختلاف اللغوي ،كل هذه الأشياء من الاختلاف ،وقد أقرها القران حينما تحدث عن الاختلاف، والعديد من الايات تشير اللى الاختلاف بالنص الصريح، ومن طبعي عندما استشهد بالقران أختار الايات المحكمة واترك المتشابهات حتى أغلق الباب على الخصم،لأنني ان جئت بدليل وهو اية متشابهة ،والايات المتشابهات يتطرق اليها الاحتمال ،فيسقط الدليل ،يعني هذه الآيات لا تصلح كدليل لا بالنسبة لي ولا بالنسبة لخصمي.ما يستشهد به هي الآيات المحكمات التي تدل على معنى واحد وليست موضع خلاف بين المفسرين ورجال الدين.
أكثر من آية تنص على الاختلاف {ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة}،{لكل جعلنا منكم شريعة ومنهاجا}،كثيرة هي هذه الآيات التي تنص على الاختلاف .اذا كان القرآن ينص على الاختلاف والصحابة رضوان الله عليهم مارسوا الاختلاف ،وهذا الاختلاف أوصلهم الى الخلاف.اذا كان القرآن ينص على هذا فماذا في امكان رئيس حركة اسلامية في المغرب أو في غير المغرب أن يقول؟طبعا لان هؤلاء ينطلقون من نظرة أحادية، اما ان تكون معي واما فانت كافر ،فعندما يحتكمون الى مراجع تعتبر كمصادر الهية فانهم يغلقون عليك الباب،فعندما يقولون قال الله تعالى او قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يغلقون عليك الباب،ولا يسمح لك بابداء رأي آخر ،فهل يمكن لك ان تطعن في شيء قاله الله؟وهل يمكن لك أن تطعن في شيء قاله الرسول {ص}،هذا غير ممكن طبعا،اذن هذه هي منهجيتهم ،لكن يبقى السؤال هل فعلا فهموا هذه الأشياء على وجهها الصحيح؟ الجواب طبعا ان العديد من الامور أساؤوا فهمها.
الاسلام من خلال القرآن يقول بالاختلاف وهم ضد الاختلاف ،وانتم على علم مثلا كيف يتصرفون مع خصومهم ،قتل العديد من المثقفين في مصر ،في الجزائر ،وهدد الكثير لماذا؟ لأن هؤلاء المثقفون خالفوهم في الرأي ،والرسول {ص}رغم مكانته كرسول و كنبي كان يستشير أصحابه في عدة أمور ، في الأمور الحربية وفي أمور السلم ،والاسلام قد أمره بهذا {وشاورهم في الأمر}،بينما هؤلاء عليك أن تنصت اليهم ولا تناقشهم،وهذا يذكرني بكلام الممثل المصري ـ لا تناقش لا تجادل ـ ويكون هذا داخل الحركة الاسلامية ،ويكون أيضا بين الحركات الاسلامية والخصوم والمخالفين ،يعني ما يقوله الشيخ أو ما تقوله الشيخة ان كانت هناك شيخة لجماعة اسلامية ،هو كلام غير قابل للنقاش ولا يحق لك ان تختلف .اليست هذه مخالفة للنصوص القرآنية الصحيحة التي تنص على الاختلاف؟.هناك شخصية كبيرة معروفة وقريبة من العهد النبوي هي عبد الله بن المستنير، عنده كتاب تقريبا مفقود اسمه ـ الرسالة الجامعة ـ خصص فصلا للحديث عن نعمة الاختلاف ، هذا الشخص عاش في القرن 2 الهجري أدرك ما لم يدركه أناس يعيشون في القرن 21 وما زال أقطاب الحركات الاسلامية في المغرب وفي غير المغرب يتصفون بهذا التشبث بعدم احترام الرأي الآخر،أي ان خالف رأي الشيخ فهو كافر وزنديق الى ما الى ذلك من التهم المجانية التي تكلف صاحبها الوقاحة.
الصحابة اختلفوا ،اختلفوا اختلافا شديدا ،الصحابة الذين قال فيهم رسول الله {ص} { أصحابي كالنجوم بأيهم اهتديتم اقتديتهم}،اختلفوا اختلافا شديدا ..وهل انا في حاجة الى تذكيركم بمظاهر هذا الاختلاف؟.
يكفي ان نعرف بان معظم الخلفاء،بل كل الخلفاء قتلوا،قتل أبو بكر ويقال انه قتل مسموما ،اما الآخرون فقصتهم معروفة،هل هذا القتل لم يكن من وراءه شيء ما؟
يعني الاختلافات كانت موجودة ،واختلف الصحابة اختلافا شديدا فيما بينهم وقتل صحابة في هذا الاختلاف،في معارك عديدة.في معركة الجمل اختلف علي بن أبي طالب وهو صحابي ومن آل البيت مع عائشة زوجة الرسول{ص}وكان معهم صحابة ،كل واحد كان معه أنصاره وصحابته..،علي بن أبي طالب وهو من الصحابة له أنصاره وعائشة زوجة الرسول{ص}لها أنصارها،طلحة والزبير الخ...ثم جاءت بعد ذلك معارك أضخم وقتل فيها الآلاف،معارك بين الصحابة ،بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص الخ..
كيف اختلف هؤلاء؟ هؤلاء أشخاص رأوا الرسول{ص}واقتتلوا،الاختلاف في الرأي شيء محمود ،وانني أنظر الى الاختلاف من هذه الزاوية ..الاختلاف نعمة ورحمة بشرط أن لا يتخطى الحدود ويكتسي ثوبا أحمر، والثوب الأحمر معناه ان لا يصل بنا الاختلاف الى حد التصفية الجسدية..وهو ما نلاحظه عند الحركات الاسلامية ،يتصف بالعنف ،قتل فرج فودة في مصر،قتل الجيلالي اليابس فس الجزائر وهو وزير الخ..لماذا؟ لأنهم خالفو الجماعة في الرأي..
ـ الاختلاف اللغوي ـ أنتم تلاحظون مثلا ما يقال عنكم وعن الحركة الثقافية الأمازيغية ،وما يكتب على هذا التوجه،فكل من ينشط في اطار الحركة الأمازيغية هو معاد للغة القرآن ،معاد للعروبة وللوحدة الى آخره من الكلام الذي لا أساس له...
اذا كنت انا أمازيغي ،لم يخلقني ربي فرنسيا ،واذا كنت انت عربيا لم يخلقك الله انكليزيا،وقد قلت لأستاذ مرة ،نحن نشبه ـ أي ـ أي هكذا خلقت ،فخلقنا كل واحد بهويته ،هذا عربي وهذا أمازيغي ، والمرفوض والقبيح هو أن ننظر الى هذه الأشياء من زاوية التعصب،بمعنى أن تلغيني والغيك ، أقصيك فتقصيني،هذا هو القبيح ،والاختلاف ضد هذا..اذا كنت أنشط كما هو حالي في الحركة الأمازيغية ،أحاضر الخ..فانا من زاوية أخرى أعمل على خدمة اللغة العربية ،فبأي لسان أخاطبكم الآن؟ الانكليزية؟أخاطبكم بالعربية الفصحى ،يعني كيف أنظر أنا الى هذه المسألة؟دفاعي عن الأمازيغية لا يعني أنني ضد العربية،ولا ضد الفرنسية،ولذلك لا يمكن الا ان أقول الحمد لله لأنني أتكلم الأمازيغية ،والحمد لله لأنني أتكلم العربية،والحمد لله لأنني أتكلم الاسبانية ،فكل لغة تعلمتها أفادتك، والا فما معنى قول الله تعالى{ومن آيته خلق السموات والأرض..واختلاف السنتكم والوانكم}. هذه آية صريحة تشير الى أن الاختلاف اللغوي سنة من سننن الله في هذا الكون،وهو عمل الهي ،مع ذلك حينما تدافع عن هذه الآيات ،وتدافع عن حقك ترمى بشتى التهم المجانية..
طبعا أنا لا انكر أن هناك فجارا في الأمازيغية،وهناك فجارا في الدين وفجارا في العربية..وهذا شيء موجود وشيء طبيعي،هناك من يستغل العربية من أجل جيبه،وهناك من يفعل الشيء نفسه في الأمازيغية،هذا موجود،ولكن أيضا توجد أطراف اخرى لا تتاجر،وأقتصر على هذا بالنسبة للاختلاف،حتى لا أثقل عليكم.
بالنسبة الى العنف كمظهر،الآن بالنسبة للحي الجامعي خفت الحدة،آه لو رجعتم الى الوراء ، الى بداية التسعينات،لتعرفوا العنف الذي كان موجودا في هذه المنطقة،في الحي الجامعي وفي الكليات ،وقد رأيت بنفسي السكاكين التي هي أشبه بالسيوف، في التسعينات ،ولا أتذكر السنوات بالتدقيق. على مقربة من الكلية ـ كلية الآداب ـ في ساحة الكلية ،رأيت عدة أشخاص مدججين بالخوذات وفي ايديهم سيوف،وحينما سألت مسؤولا في الكليةوقلت له ان هذه المسألة خطيرة جدا ولا بد للشرطة ان تعرف بما يقع ،قال لي ان الشرطة تعرف،ماأريد أن أذكره وهوأن العنف في يوم من الأيام كان موجودا وبشكل واضح في هذه الكلية وفي غيرها. العنف في الجزائر الذي استمر أكثر من عشر سنوات.
السؤال: هل الاسلام يدعو الى العنف؟ يعني حينما نتحاور،نتحاور بالحجارة؟ وقد رأيت هذا، نتحاور بالسكاكين؟نتحاور بالسلاسل؟ماذا يقول القرآن؟
القرآن يقول{وجادلهم باللتي هي أحسن}وفي مكان آخر{فاذا الذي بينك وبينهم عداوة كأنه ولي حميم}،اذن هؤلاء يخالفون كل هذه الآيات حينما يريدون أن يحققوا ما يريدون أن يحققوه،بالسكاكين والسيوف، وبالتصفية الجسدية. نحن نقول نعم للاختلاف وهو منصوص عليه في الشرع،لكن هذا الاختلاف يجب ان لا يخرج عن الآداب ،أن لا يخرج عن احترام بعضنا للآخر،أن لا يصل الى حد اكتساء الطابع الدموي والاقتتال،هذا هو القبيح.
أيضا من سوء الفهم،أقصد ان القرآن والسنة يقولان شيئا،وهم يخالفون ذلك.شعار الاسلام هو الحل، هذا الشعار كثيرا ما يرفع داخل الجامعات.أدخل الى الجامعة ،في الأقسام مثلا فاجد عبارة طويلة وكبيرة ـ الاسلام هو الحل ـ بمعنى لا للديموقراطية ،لا لكل شيء ..الاسلام هو الحل ،طبعا أنا أعرف الاسلام ،وأول شيء درسته هو الاسلام ، في الكتاتيب ،في قريتي كبدانة ،في مدرسة احموشن بكبدانة قبيلتي،أول شيء درسناه هو القرآن الكريم ،ودراساتي العليا كانت في القرآن الكريم،دراسة القرآن الكريم من الناحية اللغوية ،من الناحية اللهجية ،عدةأشياء من خلال القرآن الكريم. يعني الزاد المعرفي الديني أمتلكه ،لذلك لا يستطيع شخص آخر ان ينصحني من هذه الزاوية.
الحل هو الاسلام ، الحل لأي شيء؟ كلمة حل تشير الى مشكلة أو مشاكل يستعصي حلها ولا يكون حلها الا بالاسلام. هذا الشعار قد يبدو براقا وجميلا ،ولكن من حيث مضمونه بالنسبة الي ليس دقيقا. هل مشاكلكم حلها موجود في القرآن الكريم؟تشغيلكم مثلا ان شاء الله حينما تحصلون على الشهادات العليا ؟هل حل مشكل البطالة لحملة الشهادات المعطلين موجود في القرآن الكريم؟موجود في السنة النبوية الشريفة؟ هل المديونية بالنسبة الى المغرب حلها موجود في مصادر التشريع؟ هل مشكل السكن موجود في مصادر التشريع؟ التغطية الصحية للمواطنين ،خصوصا الفقراء ،هل موجودة في مصادر التشريع؟.
هذا كلام غير مقبول ،انما هناك مسألة وهي :اذا كانوا يريدون معنى آخر ،لا أذهب بعيدا قبل أن أتم الجملة، في عهد الرسول{ص}صادفتهم مشاكل لم يجدوا لها حلولا في القرآن الكريم،فلجأوا الى الاجتهاد ،في زمانهم حيث تخف المشاكل عن التي نعاني منها الآن ،لم يكن هناك مشكل الكراء ،لم يكن هناك مشكل حملة الشهادات،،لم يكن هناك مشكل القرض لبناء السكن،فتعتبر البنك مظهرا من مظاهر الكفر،الناس كانوا بسطاء ،مطالبهم كانت محدودة ..ومع ذلك واجهتهم مشاكل ليس لها حل في القرآن الكريم،ونتذكر القصة حينما أرسل القاضي الى منطقة ،قالوا بأي شيء تحكم ،قال بكتاب الله،قالوا فان لم تجد ؟قال بسنة رسول الله،قالوا فان لم تجد ،قال أجتهد ولا آلوا.بمعنى ان مشاكلنا أكثر من حيث الكم وأكثر تعقدا. اذا كان المقصود من هذا الشعار ـ الاسلام هو الحل ـ ان الاسلام قد كرم الانسان بنعمة العقل {ولقد كرمنا بني آدم}،ميزه عن الحيوان عندما كرمه بالعقل ،فاذا كانوا يقصدون هذا،أنه بهذا العقل يستطيع أن يحل مشاكله ،فأنا أقبل هذا الشعار ،اما اذا كنت تقول لي : كل شيء موجود في القرآن الكريم ،وكل المشاكل حلولها موجود في القرآن الكريم ،فهذا شيء آخر.
نحن درسنا القرآن فس صغرنا ،وفي كبرنا ،ونعرف كل ما فيه ،وما الفئدة حينما خلق الله الانسان اذا كانت جميع الحلول موجودة في القرآن الكريم والسنة؟يخلقه ليأكل ويشرب ويمشي في الأسواق؟لماذا زوده بالعقل ؟بالعقل اكتشف الدواء،بالعقل اكتشف الكهرباء ،آه لولا الكهرباء لكنا في ظلام دامس الآن ،بفضل العقل البشري ،سواء كان عقل المسلم او عقل الكافر،فهو عقل الهي،وبفضل هذا العقل صنع الانسان ما صنع وأبدع ،الكهرباء ،السيارات ،الى غير ذلك..
من سوء الفهم هذا :الاهتمام بالأشكال ،يعني اسلام القشور،ما هي المشاكل المهيمنة على الحركات الاسلامية؟ ما هي مشاكلهم؟ كيف يلبسون؟ هل نلبس الى تحت ؟ام نلبس ونقصر الثوب؟ أصبحت أرى مناظر في الحقيقة أرثي بحال أصحابها. على سبيل المثال،فيما يتعلق بالحجاب ،وبأنواع الحجاب،رأيت حجابا أشبه بخيمة، لم أره أبدا وليس مغربيا،اذا كان الحجاب هو ما يستر ،فالفولار المغربي لماذا لا تعجبنا؟ نستورد نموذجا أفغانيا،او نموذجا ايرانيا،هذا هو الاستلاب بعينه . يرفضون معجون الأسنان ،على سبيل المثال،الاهتمام بالأشكال،الشكليات..هذه المسألة عشتها في وليمة، استدعيت وحضرت الوليمة،وقبل أن يبدأ الناس في التهام الطعام ، قالو سيتفضل الاخ ويلقي لنا كلمة دعوة،وهو شاب في حدود 25 سنة،المهم حينما اتينا الى الطعام وانتهينا من القيام بالواجب أخرج هذا الشاب من جيبه عودا واخذ يمسح به أسنانه،ثم قال لنا جميعا ،وهو لا يعرفني ولا أعرفه ، قال أليس هذا أفضل من معجون الأسنان؟ سبحان الله ،بوش يفكر في غزو النجوم ، في الطبقات العليا ،ونحن ما زلنا في مسألة هل معجون الأسنان حرام ام حلال؟ هل هذه هي القضايا الخطيرة التي يجب على المسلم ان يهتم بها ويموت من اجلها؟..
في الجزائر كذلك،جماعة الأفغان ،رأيت من خلال الأشرطة ،يلبسون قبعات ليست جزائرية ،وعلى عبائتهم عباءات ،كذلك ليست جزائرية،يعني ليس فيهم من الجزائرية الا الجسد،اما المظهر فهو أفغاني..،الا يعكس هذا سوء الفهم؟ هذا الشخص لم يلبس ذلك اللباس الا لأن قادته قالوا له ان اسلامك لن يحسن الا اذا لبست بهذه الطريقة،لكن ماذا يقول الاسلام عن اللباس في القرآن الكريم؟{ ولباس التقوى ذلك خير..}.يعني في عهد الرسول {ص} كان الناس يسألونه ،ماذا نلبس؟ ظنوا انه بمجيئ الاسلام سياتي ثوب جديد ،فاجابهم ،لباس التقوى،والمفسرون لهم لهم تفسيرات في الأية ،والمهم والجوهر هو التقوى ،يعني أن نستر العورة بالنسبة للرجل والمرأة ولا نجعل نحن من هذا الحبة قبة..وبجانب الاهتمام بالأشكال نترك الجوهر{ ان الله لا ينظر الى صوركم..} نتذكر هذا الحديث أي لا يعنيني ما تلبسه او ما تاكله ،يعنيني الجوهر ،والجوهر في الاسلام هو الاستقامة والعمل{ وقل اعملوا وسيؤى الله عملكة والمومنون..}{ ..من يعمل مثقال ذرة ..}.يعني عندما تكون صادقا أمينا ،تعمل عملا فتتقنه ،لا تكذب ولا تغشفهذا هو الجوهر ،أما باقي الأشياء من الناحية الدينية فهي عرض وقشور...



#محمد_انعيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة حول الحكم الذاتي للريف 1
- عودة الى نظام الحكم الذاتي
- بيان من ﺃجل الحكم الذاتي الموسع للريف
- عباس الفاسي وزيرا أولا ،اهانة للشعب المغربي
- عودة الى حزب الاستقلال
- اسهام في نقد بعض أسس الماركسية 2
- اسهام في نقد بعض اسس الماركسية 1
- تعقيب على مقال النهج الديموقراطي القاعدي
- الحركة الأمازيغية وتحطيم أصنام القومية العربية 3
- الحركة الأمازيغية وتحطيم أصنام القومية العربية 2
- الحركة الأمازيغية وتحطيم اصنام القومية العربية 2
- دراسة في المنطق: نقد المنطق الأرسطي 7 الجزء الأخير
- دراسة في المنطق :نقد المنطق الأرسطي 6
- دراسة في المنطق: نقد المنطق الأرسطي 6
- دراسة في المنطق 5: نقد المنطق الأرسطي
- دراسة في المنطق 4
- دراسة في المنطق 3
- دراسة في المنطق 2
- دراسة في المنطق 1
- مسلسل محمد الحنفي وحنفية القومية العربية


المزيد.....




- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد انعيسى - أزمة الفكر عند الحركة الاسلامية /1( محاضرة للدكتور عبد الحكيم العصامي)