أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس جنداري - مفهوم الأمن الروحي و ترسيخ الخصوصية الروحية المغربية














المزيد.....

مفهوم الأمن الروحي و ترسيخ الخصوصية الروحية المغربية


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2626 - 2009 / 4 / 24 - 07:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ظهرت على الساحة السياسية المغربية خلال الفترة الأخيرة مجموعة من المفاهيم الجديدة ؛ التي تحمل بين طياتها الكثير من الحزم الذي أبدته أجهزة الدولة في مواجهة مجموعة من الاختلالات ؛ التي أصبحت تمس الجسم المغربي ؛ و الذي طالما افتخر بالمعافاة من مجموعة من الأمراض الفتاكة .
و لعله من بين المفاهيم التي أبدعتها – على ما يبدو – وزارة الأوقاف ؛ و تسوقها وزارة الداخلية الآن ؛ مفهوم الأمن الروحي ؛ الذي يوحي بأن الانسجام الذي ميز المغاربة طيلة قرون ؛ بدأ يدخل في التفكك ؛ و ذلك ما توحي به الأحداث الدامية ؛ التي مست أمن الدولة و المجتمع في الصميم ؛ ابتداء بالهجمة الوهابية الشرسة ؛ التي أوقعت ضربات موجعة ؛ خلال وقت وجيز ؛ و فرضت على أجهزة الدولة الاستنفار الكامل و المستمر ؛ لمواجهة جميع الطوارئ التي يمكن أن تحدث في أية لحظة .
لكن هذه الهجمة لم تتوقف عند ما أحدثه الفكر الوهابي من شروخ خطيرة في الجسم الروحي المغربي ؛ بل إنها تعدته إلى نموذج آخر لا يقل خطورة عن سابقه ؛ و يتعلق الأمر بالفكر الشيعي المحارب ؛ و الذي يمتلك طاكتيكا يتجاوز بكثير الطاكتيك الذي اتبعه الفكر الوهابي ؛ و ذلك لأنه يمتلك جميع المقومات الإستراتيجية ؛ التي يمكنها أن تفرضه كبديل محتمل للنموذج الديني و السياسي المغربي .
و في هذا الإطار ؛ لا يجب أن نغفل الدعم الكبير الذي تقدمه إيران لكل من يفكر في استنبات هذا النوع من الفكر في المجتمع و أجهزة الدولة ؛ و ذلك لربح رهان الاستفراد بالعالم الإسلامي في الأخير ؛ باعتبارها الدولة التي تمتلك مقومات إستراتيجية ؛ تفتقدها مجموع الدول الإسلامية الأخرى و منها المغرب .
و لعل ما راج من أخبار بخصوص شبكة بلعيرج ؛ و ما نسجته من علاقات مع التيار الشيعي ؛ مجسدا في حزب الله اللبناني ؛ تحت يافطة التوجيه الإيراني ؛ كل هذه الأخبار التي راجت – رغم عدم وضوحها بالكامل – تطرح أكثر من سؤال حول المتغيرات الجديدة ؛ التي بدأت تلقي بثقلها على المغرب مجتمعا و دولة .
و سواء تعلق الأمر بالتحدي الوهابي ؛ أو نعلق بالتحدي الشيعي ؛ فإن المغرب وجد نفسه في الأخير في مهب رياح عاصفة ؛ تهدد كيانه الروحي و السياسي ؛ الشيء الذي استدعى استنفارا لا سابق له في أجهزة الدولة ؛ السياسية و الإعلامية و الثقافية و الدينية و الأمنية .
و لعل ما يثير في هذا الاستنفار هو ما يرافقه من وعي جديد ؛ بدأ يتسلل إلى المجتمع المغربي نخبة و مواطنين ؛ يرتبط بالخصوصية المغربية ؛ التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ ؛ و التي تفرض على الجميع مسؤوليات مضاعفة لحمايتها من الضربات العنيفة التي أصبحت توجه إليها ؛ من قبل تيارات دينية / سياسية متطرفة ؛ تسعى إلى خدمة أجندتها السياسية ؛ على حساب استقرار الدولة و المجتمع .
إن رواج مفهوم الأمن الروحي في الخطاب السياسي و الديني و الإعلامي المغربي ؛ يحمل بين طياته الكثير من الدلالات ؛ التي توحي بأننا في المغرب ؛ بجميع تياراتنا الفكرية و السياسية على الطريق الصحيح ؛ الذي نسعى من خلاله إلى بناء خصوصيتنا الروحية ؛ في إطار وحدة الأمة الإسلامية ؛ من دون السماح بزعزعة هذه الخصوصية من أي طرف كان .
لقد ناضل الأجداد طوال قرون لبناء و ترسيخ الخصوصية الروحية المغربية ؛ و ضحى المغرب للحفاظ على هذه الخصوصية بقرون من الانغلاق على الشرق ؛ الذي كان يقوده الحكم العثماني ؛ و لذلك تمكن من الحفاظ على استقلاله في وجه الإمبراطورية العثمانية ؛ التي دقت أبواب الجزائر الجارة الشرقية للمغرب ؛ لكنها لم تتمكن من فتح باب المغرب ؛ لذلك شكل المغرب الاستثناء خلال تلك المرحلة رغم ما أداه من ضرائب باهظة ؛ و هو مستعد الآن ليشكل هذا الاستثناء ؛ و هو يسعى إلى بناء خصوصيته الروحية ؛ في منأى عن التأثيرات الخارجية ؛ سواء أكانت وهابية أم شيعية .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية : حول المقاربة ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية الإسلامية : ال ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية - نقد مسلمة ال ...
- القراءة العلمية للظاهرة الدينية مدخل نحو التأسيس للعلمانية
- ما بين العلمانية و العلمانوية : في الحاجة إلى القراءة العلمي ...
- في الحاجة إلى النقد المزدوج : ما بين التطرف اليساروي العلمان ...
- في الحاجة إلى نبذ ثقافة الشيخ و المريد : تعقيبا على مريدي وف ...
- بعد الحلقة الأخيرة من سلسلتها : وفاء سلطان امرأة عابرة في كل ...
- الظاهرة الحمساوية و الظاهرة الليبرمانية : لا بد من تدارك الخ ...
- العراق الجديد : الفينيق ينبعث من رماده
- طابور الهزائم : تاريخ من الشعوذة و السحر
- ما بين خالد مشعل و محمود عباس : صراع التصريحات في وضع فلسطين ...
- بعدما فشلت في الخارج صواريخ القسام تسعى إلى قلب المعادلة في ...
- الدرس الذي يجب أن يستوعبه العرب :العثمانيون الجدد أصحاب مصال ...
- بداية انكشاف أسطورة النصر الإلهي الحمساوي
- الأصولية الدينية: الإعجاز في خدمة الأجندة السياسية
- القضايا العربية و الرهان الخاطئ على إدارة أوباما
- حزب الله لم يكن يتوقع قوة الهجوم و حماس لم تكن تتوقع استمرار ...
- نخبة محور الممانعة : العمى الإيديولوجي في خدمة تاريخ من الهز ...
- أحداث غزة و معجزة النصر الإلهي : الأصولية الدينية و التسويق ...


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس جنداري - مفهوم الأمن الروحي و ترسيخ الخصوصية الروحية المغربية