أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد خنجي - سمة المرحلة الراهنة في البحرين















المزيد.....

سمة المرحلة الراهنة في البحرين


حميد خنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2622 - 2009 / 4 / 20 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد سنوات تكاد تقترب من عقد زمنيّ واحد منذ انطلاقة مشروع الإصلاح في البحرين، المتزامن مع دخول العالم الألفية الثالثة، وتشييد مملكة البحرين الفتية ( تغيير الاسم من مشيخة إلى مملكة ) والتصويت على مواد الميثاق الوطني.. لابد من وقفة جرد "حساب الربح والخسارة" من مغبّة التغيير الكبير الذي حصل –وقتئذٍ- في البحرين! لعل أولى انطباعات المواطن ( المنصف / العقلاني / الواقعي ) أنه برغم الفارق البيّن بين المرحلتين؛ ما قبل الألفية وما بعدها، ووضوح أفضلية الأخيرة بلا مواربة أو تردد.. إلا أن درب الإصلاح لم يكن ولن يكون هيّنأً وسالكأً في أي يوم( خاصة في السنوات الأخيرة) وغدت حال المراوحة سيد الموقف.. ومرد ذلك بتقديرنا وبصراحة حرية إبداء الرأي والنقد البنّاء المكفولين في بلدنا، يرجع إلى مجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية، الداخلية والخارجية... تتلخص أهمها في الآتي:

• استفحال الإشكال الديمغرافي لتركيبة المجتمع البحريني وتحوله أو تحويله – عن قصد أو غير قصد-إلى حالٍ مَرَضية مزمنة، بسبب ركون أقوى اللآعبَين ( الحكم والمعارضة الشيعية) إليه كمتكأٍ وسلاحٍ وحيدٍ للدفاع عن الذات تجاه الآخر؛ كليهما لغرض مصلحيّ قصير النظر، مما عمل على ازدياد الفجوة وحال عدم الثقة بين طرفيّ الرّحى، الأمر الذي أدى ويؤدي إلى اعتصامات واحتقانات وفوضى شبه مستمرة، تفاقمت في الفترة الأخيرة إلى درجة أنه تم اعتقال ومحاكمة عدد كبير من المشاركين في أحداث العنف الأخيرة، كادت مجموعة منهم تسجن لسنوات عدة لولا تدخل جلالة الملك وإصدار أمره السامي بالعفو عنهم


• يشكل الهاجس الديمغرافي في البحرين الهول الأكبر للدولة ( تشكل الطائفة الشيعية الكريمة ثلثي عدد السكان)، الأمر الذي يبدو فيه الحكم وكأنه مجبرٌ لركونه إلى فن المناورة التكتيكية الآنية واعتماده على خطة "التجنيس السياسي المبرمج" للخروج أو لنقل "الهروب" من المشكلة الأكثر إلحاحاً - من وجهة نظره- بُغية إعادة التوازن المجتمعي، الأمر الذي يدفعه للاستناد إلى القوى السياسية المحافظة، العتيقة والطارئة في مجتمعنا (الإسلام السياسي بشقيه) والنفخ فيه والتسليم تجاهه. بجانب استخدامه لورقة الأقلية السنية مقابل الأكثرية الشيعية، مما يؤدي عملياً إلى دق اسفين بينهما على حساب مبدأ المواطنة الصحيح.. وما ينتج عن تلك السياسة - الخاطئة بالطبع- من استشراء "تركيبة طائفية سرطانية بغيضة" تنهش في الجسم المجتمعي.. بدل النظرة الإستراتيجية المستقبلية وأولوية مد الجسور مع القوى العصرية ( على ضعفها الحالي )، المعنية أساسا لتدشين مجتمع ديمقراطي مؤسساتي سليم.. بمعنى أن الحل الإستراتيجي المأمول والمأمون صار ضحية المناورة التكتيكية المضرّة!


• قيام حكومة البحرين بجهد ملحوظ في الحدّ من مشاكل البطالة والإسكان وإدرارها للمساعدات الاجتماعية وغيرها إلا أنها لم تفلح بعد في الإتيان بخطة إستراتيجية شاملة للتنمية المستدامة؛ اقتصاديا / اجتماعيا / سياسيا / قانونيا / ثقافيا، لتذليل الصعوبات وتسهيل حل المشكلات الاجتماعية المستعصية والمعلقة من عقود طويلة بشكل جذري.. لعل على رأسها ؛ الفساد المالي والإداري / الأرض والسواحل المستباحة / التخطيط العشوائي وخاصة في القرى/ المشكلة البيئية والمائية / مشاكل العمل والسكن والصحة والتعليم والخدمات العامة / التجنيس السياسي المبرمج / وغيرها


• تَشكُّل مجلس نواب ( برلمان منتخب) طائفي / مذهبي الهوى وذكوري التركيب، لم تصل إليه إلا بالكاد إمراة واحدة حصلت على كرسيها اليتيم بالتزكية!..التشكيلة التي انشغلت في طرح أمور ثانوية، ساعدت في نشر الطائفية والفرقة بدل طرحها لحلول جدّية وجذرية للمشاكل الكثيرة. في حين أن مجلس الشورى (مُعيّن) أنجح بمراحل من الأول. وهو يتكون من تشكيلة أثنية من الأخصائيين والأكاديميين، بينهم بضع نساء عصريات، ولو أن المجلس هذا يوجد فيه أيضاً من جاء به الحظ بدون استحقاق أو تأهيل!


• تغيير نغمة مركز المنظومة الدولية المعاصرة المتقدمة (الرأسمالية) ورأس حربتها الأمريكية من "تصدير" ثقافة النهج الديمقراطي المؤسساتي للتخوم الأقل تطوراً، إلى لغة المهادنة المؤقتة، بسبب تداعيات الإعصار المالي الحالي في قلب المركز العالمي وحاجة هذا الأخير للتمويل والمشاركة من قِبَل دول التخوم الغنية، الأمر الذي أدى إلى تلكّؤ وتعثّر عملية دَمَقْرطة ومَأسَسَة الأنظمة السياسية العربية عموماً، التي نجحت – مؤقتا- في استرداد المبادرة والشروع بالهجوم المضاد ( تفكيك مفعول موجة الإصلاح والضغط الغربي )، نتيجة تحول والتباس ميزان القوى الدولي الحالي وعدة عوامل أُخَرْ


• تشرذم القوى السياسية العصرية / الديمقراطية وضعفها الجلي في قراءة تضاريس الواقع المعقد والمتحول. وعدم قناعتها بعد، بضرورة تطوير وتهذيب نظريتها الفكرية المتكلسة، حيث أن جُلّ اليساريين والقوميين والليبراليين العرب مازالوا يعيشون في "جزر الوقواق" الخيالية، بعيدين- بُعد السماء عن الأرض- فيما يتعلق بعدم معرفتهم لأوضاع بلدانهم الفعلية وفهمهم-القاصر- لسمة العصر، التي مازال اليسار العالمي يعتبرها مرحلة انتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية وكأن شيئاً لم يكن، بعد "خراب البصرة" واختفاء منظومة اشتراكية كاملة عن الوجود وانتفاء عالم ثنائي القطبية! والقوميون لم يبرحوا بعد فكر وهدف الوحدة الفورية الفوقية المستبدة (البسماركية). أما الليبراليون المحليون فإنهم لم يغادروا بعد مرحلتي المركنتالية والكومبرادورية والرضوخ لمبدأ الخصخصة العمياء اقتصادياً والموروث الإقطاعي ثقافياً، حيث أنهم يعانون التبعية الخارجية والاغتراب الداخلي!


• عدم فهم القوى العصرية / الديمقراطية بعد، أصل ومحتوى الصراع الجاري في المنطقة العربية والشرقأوسطية وماهية التناقض الإقليمي الأساس بين منظومة الرأسمالية العالمية من جهة والتركيبات ما قبل الرأسمالية ( القرونوسطية المتخلفة ) المتجسدة في فكر الإقطاع "الديني"، المعارض من الناحية الرجعية والشكلية للإقطاع السياسي، الممثل للمنظومة العربية الرسمية (وجهي العملة الواحدة). والغريب في الأمر أن القوى العصرية هذه، التي من المفترض الرهان عليها كعامل ذاتي أساس، لحفز ودفع عملية ولوج المجتمعات العربية إلى عصر الحداثة والتنوير العربيَّيْن والاستفادة القصوى من الضغط الغربي على النظام العربي الرسمي، تحولت إلى الدفاع عن برامج قوى "الإسلام السياسي" القرونوسطية / الإقطاعية ، المناطحة للرأسمالية المعاصرة و"المقاوِمة" للهيمنة الغربية (الليبرالية) بسيوف خُرافية "بتّارة" في معركتها الوهمية ضد التقدم والتنوير، في سبيل إرجاع عقارب ساعة التاريخ إلى الوراء وعودة القهقرى للمنظومة السياسية العربية إلى العصور الوسطى، المنهاج الذي لم يدرك خطورته حتى الآن.. لا القوى الراديكالية العربية من اليساريين والقوميين.. ولا النظام السياسي الرسمي!



رُبّ سائل يجادل هنا عن جدوى وعلاقة هذه التداعيات الدولية المعقدة لجزيرتنا الصغيرة، التي قد لا تهمها هذه التفاصيل! نعتقد أن هذه التفاصيل بالذات هي رافعة التاريخ، التي تتحكم بمصيرنا ومصير من حولنا وبسير تطور مجتمعاتنا.. فكلما صغر البلد زاد من تأثير العوامل الخارجية عليه، التي تتداخل بالطبع مع العوامل الداخلية لتشكل كلها حافزاً أو معيقاً للتطوير والإصلاح .. بمعنى أن الظرف الدولي وموازين القوى العالمية والعربية والإقليمية لها الأولية على الظرف المحلي لبلد صغير كالبحرين، فيما إن يشهد بلدنا التطوير والتقدم المأمولين ويقربنا بالتالي من الأيام الأجمل القادمة أم يحدث عكس ذلك تماماً.. المستقبل كفيل بتبيان ما نتوجسه !


للتواصل مع الكاتب [email protected]



#حميد_خنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريقان أمام السودان
- صولجان البشير
- الباطة السياسية
- الدولة والثورة في ايران بعد ثلاثين عاما
- رياح بهمن العاتية
- ثلاثينية ثورة بهمن
- لماذا لم تعضد -القوى العصرية- قانون الاسرة في البحرين
- مذبحة غزّة-استان
- قانون الاسرة البحريني ثمرة الاصلاح الخصبة
- مي رمز لثقافة البحرين
- صراع الاخوة الاعداء الى اين ؟!؟
- خِلاسيّ في البيت الأبيض
- قراءة نظرية للأزمة المالية
- قراءة نظرية للازمة المالية
- ملاحظات اولية حول الزلزال المالي
- مفارقةٌ بين مُعَمّمٍ عصريٍّ ومدنيٍّ نصِّيٍّ
- أكرانيا في مفترق الطرق
- روسيا والعرب بعد حرب القوقاز الأخيرة
- جذور التوتر الحالي
- خمسة أيام هزت العالم.. وستظل تداعياتها تترى !!


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد خنجي - سمة المرحلة الراهنة في البحرين