أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سندس سالم النجار - الايزيديون وهاجس الانتخابات















المزيد.....

الايزيديون وهاجس الانتخابات


سندس سالم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2612 - 2009 / 4 / 10 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان واقع الكورد الايزيديين اليوم ، لم يكن افضل مما كان عليه سابقا ، وضع ٌ لا يحسودن عليه، فهم ، قيد مطرقة الحكومة العراقية و أحزابها القومية و الدينية من ناحية ، و سندان الحزبين الكورديين الرئيسيين من ناحية اخرى ، أضافة الى العناصر السياسية الذين يضعون ا نفسهم في المرتبة الاولى بصفة الولاء المطلق للدين ، ويعتبرون انفسهم هم المعنيون بحاضر الايزيدية ومستقبلهم . وارتباطاتهم المشبوهة تبرهن متاجرتهم بالقضية الايزيدية. . فواقع الكورد الايزديين يبرز الكثيرويعري سياسة فرق تسد التي يتعرضون لها من الاطراف الانفة الذكر. ففي الوقت الذي قسمت العديد من الاحزاب الفاعلة في الساحة، العراق على اساس شيعي - سني و قسموا المناصب الحكومية و البرلمانية على ذلك الاساس، نراهم يعملون المستحيل من أجل أذابة الايزيديين في بودقة غريبة عليهم. وبما أننا بصدد الحديث عن الكورد الايزديين و هاجس الانتخابات البرلمانية في أقليم كوردستان و العراق فيجب أن ننظر الى هذه المسالة بشقيها العراقي و الكوردستاني . و لا يجوز لاي جهة أن تلقي الضوء على الجانب العراقي بمعزل عن الجانب الكوردستاني و العكس بالعكس. و أي خروج عن هذه القاعدة يهدف حتما الى أغراض سياسيه غير شريفة و غير واقعية.
أذا كان النظام السابق قد قام بتعريب الكورد الايزديين و أضطهادهم، فأن عراق ما بعد صدام قسمهم بين العراق العربي (أن صح التعبير) و بين أقليم كوردستان. هذا التقسيم لم يختاروه هم ، بل اصبح واقع مفروض عليهم من قبل الحكومة العراقية و الاحزاب القومية داخل العراق . و البند 140 من الدستور العراقي الذي كان بموجبه سيقول الازيديون كلمتهم في أنتمائهم القومي و الديني ، و الذي كان من المفروض أن
يتم تطبيقه خلال سنة، نراه صار في خبر كان وتبخرت بنوده .هذا التقسيم المفروض علينا كأيزيديين يعتبر منافيا للدستور العراقي و لجميع معاهدات حقوق الانسان الدولية. وأن تكون فئة معينه تعيش في جغرافية مترابطة تنتمي الى ادارتين مختلفتين و بقرارات ليست من صلب أرادتها ، ليس الا دليلا ماديا ملموسا على أستمرار سياسة المساس بوحدة التواجد الديموغرافي للايزيديين. هذه السياسة في حد ذاتها موازية في خطورتها لما تعرضوا له في عهدالنظام البائد .كما ان ، هذه السياسه تحولت ايضا الى عامل ضعف يعمل على تفتيت كيان الكورد الايزيديون و يجعلهم ضعفاء في المركز (أي بغداد) و في أقليم كوردستان (أربيل).
قبل فترة وجيزة شارك الايزيديون في محافظة نينوى في أنتخابات مجلس المحافظة ، وفي اللحظة الاخيرة فرض عليهم نظام كوتا ينص بضمان مقعد واحد فقط للايزيديين في مجلس محافظة نينوى اسوة بالمسيحيين و الشبك. هنا يحق لاي مراقب أن يسأل: أذا كان تحديد عدد مقاعد مجلس محافظة نينوى ب 37 مقعدا قد حُدد هل على أساس عدد نفوس المحافظة، فهل من المعقول أن يكون عدد الكورد الايزديين 100 ألف شخصا فقط كي يحدد لهم مقعد واحد في مجلس المحافظة؟؟؟؟؟ التحايل يظهر في نتائج أنتخابات مجلس محافظة نينوى. ففي الوقت الذي حددت الحكومة العراقية مقعدا واحدا للايزيديين في مجلس المحافظة نرى بأن 6 أعضاء منهم دخلوا مجلس المحافظة عن طريق قائمة التأخي الكوردستاني.و وفقا لعدد من المصادر فأن حوالي 75% من الازيديين صوتوا الى القائمة المتأخية (الكوردية) ، و هذا بحد ذاتة خير دليل على أن تخصيص مقعد واحد لهم في مجلس المحافظة هو قرار غير عادل و لا يعبر عن النسبة الحقيقية للكورد الايزيديين. فتوزيع المقاعد على مجلس المحافظة يجب أن يكون بشكل يعكس واقعهم و عددهم ، وألا فان تعامل الحكومة العراقية بهذه الصورة مع الايزيدين خلق جوا من عدم الثقة، و أعطى لنا الانطباع لا بل الدليل على أن الحكومة المركزية لا تتعامل بنزاهة مع موضوع الكورد الايزيديين ومع العديد من الفئات الاخرى الغير مسلمة في العراق. نحن هنا بصدد حقوق قومية و دينية للكورد الايزيديين وأمام أضطهاد دام مئات السنين على أساس ديني و من ثم قومي. فهل من المعقول أن تكون حقوقهم مقعد واحد في مجلس محافظة الموصل؟؟؟ و هل من المنطق أن تكون حقوقنا بعد سقوط صدام تشتتنا بين أدارتين و تشريد عشرات الالاف منا الى خارج العراق ، نظرا لعدم توفير الحماية اللازمة؟؟؟ هنا أود القول ، لو كانت الحكومة العراقية و القوى الشوفينية القوموية و الاسلاموية يعتقدون بأن الكورد الايزيديين لا يدركون المؤامرة و السياسة العنصرية التي يتعرضون لها من قبلهم من أجل تشتيتهم و أضاعتهم، فنقول لهم، لقد ولى ذلك العصر الذي تستطيعون فيه أستكرادنا حسب قول المصريين.
كما اسلفت، تقسيم الايزيديين الى منطقتين منفصلتين أداريا عن بعضهما و تبعية أحدى المناطق للمركز و الاخرى للاقليم أثّر بشكل فعال على أضعاف الايزيديين في مجلس محافظة نينوى و في أقليم كوردستان. فأكثر من النصف تابعون الان الى الموصل و الباقي الى أقليم كوردستان. من الطبيعي ان الانتخابات العراقية لمحافظة نينوى تكون علاقتها بمجلس المحافظة و المجالس المحلية. أما أنتخابات أقليم كوردستان فعلاقتها ببرلمان كوردستان. وبما أن عدد الكورد الايزيديين التابعين لاقليم كوردستان أداريا ليس كثير فأن ذلك يضعف دور الازيديين في برلمان كوردستان أيضا. والعناصرالتي ستدخل برلمان كوردستان كونهم ايزيديين لا يستطعيون تمثيلنا لانهم مرشحين على أساس حزبي و ليس على أساس تمثيليهم للايزيديين. فحتى لو حصل 10 افراد منهم على مقاعد برلمان كوردستان فأنهم قد لا يمثلوننا، لأنهم أختيروا كما قلت على أساس حزبي و على اساس أخلاصهم للحزب الفلاني و ليس على أساس تمثيلهم لنا. اما من ناحية برلمان كوردستان فهو يمثل فقط ثلاثة محافظات . ومن ناحية اخرى يقال (برلمان كوردستان) مع أنه يفتقد ممثلين عن كركوك و بعض الاقضية و النواحي التابعة للموصل و ديالى. و عندما أقول ذلك أعني بأن الناخب في كركوك و الشيخان و خانقين ليس له دور في فوز هذا المرشح أو ذاك الى كرسي في برلمان كوردستان. بل أن أهل أربيل و دهوك و السليمانية هم الذين يحددون الاشخاص الذين سيذهبون الى برلمان أقليم كوردستان.
النقطة الهامة التي يجب التطرق أليها في موضوعة الانتخابات و التمثيل الانتخابي، هو نوع الدولة التي نحن بصددها. فكلما أبتعدت الدولة العراقية عن كونها دولة دينية ، وقللت ، من تدخل الدين في الدولة ، كلما كان من اليسير أن تقلل القوى الاخرى من مطالبها الدينية. الامر الذي نراه هو ، أن العراق و حسب الدستور دولة أسلامية و الدين هو مصدر رئيس من مصادر التشريع، و هذا بحد ذاتة يجعل من حق الاديان الاخرى المطالبة بمراعات خصوصياتها في القوانين التشريعية في المناطق التي يشكلون فيها الاغلبية وفي العراق عموما . انه لأمر أعتيادي أن يتمكن عنصر علماني التفكير أن يمثل العناصر الاخرى، و لكن من غير المنطقي أن يتمكن رجل دين مسلم مثلا أن يمثل شخص أيزيدي. لذا على الذين يهدفون ويريدون من الاخرين التخندق (عراقيا) أن يوافقوا على تحويل العراق أولا الى دولة علمانية و أنهاء سيطرة رجال الدين على السياسة و الحكومة و البرلمان. وبما أن ذلك بعيد المنال في المستقبل القريب على الاقل، لذا على الحكومة العراقية ضمان حقوق الازيديين بقوانين واضحة لا التباس فيها. وبما أن حقوق الازيديين ليست مضمونة بقانون لحد الان فأنهم بلا شك سيستمرون في تطلعاتهم المستقبلية المشروعه.

مما يجدر ذكره ، ان موضوعة الانتخابات سواء كانت أنتخابات مجالس المحافظات، أو أنتخابات برلمان كوردستان أو حتى أنتخابات المجلس الوطني العراقي هو عدم وجود أستراتيجية واضحة للكورد الايزيديين على أساس قومي كوردي و ديني أيزيدي من ناحية، و من جانب اخر فأن الاحزاب العراقية الفاعلة على الساحة غالبيتها شيعة كانوا أم سنه، لديهم سياسات تحاول أذابة الايزيديين بدل تأمين بقاءهم وتطورهم، في حين ان ، الاحزاب الفاعلة في العراق مصرة على أنتماءهم القومي و الديني، و هذه تدخل ضمن الخطط الشوفينية و العنصرية و تجعل هاجس حصول الايزيديين على حقوقهم و مشاركتهم في العملية السياسية لا يفارق الحياة اليومية لهم و يجعلهم يبحثون و يطالبون بحقوقهم حسب المعايير المعروفة في الدول الديمقراطية. ..



#سندس_سالم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضواء على برنامج ( عين على الديمقراطية ) الذي تبثه - قناة ال ...
- - الى صاحب ِالجلالة -
- وتذكر دوما ً
- - المجد المذهب بالحب الخالد -
- هل لصناعة النجاح ضريبة وثمن ؟!!
- انا لست بفراشةٍ ،،
- المرأة الايزيدية نموذجاً وتحدي !!
- لنجعل الموت يحتضر
- المخدرات وتأثيراتها على الفرد والمجتمع ، في حلقات ( 2 ) .
- المخدرات وتأثيراتها على الفرد والمجتمع ، في حلقات .. ( 1) .
- عندما أكتب بالعربية فأن الكوردية راسخة في أعماقي
- - مظفر النواب -الشاعر العراقي العملاق ، بين سرير المنفى ولعن ...
- يحتل العراق الجديد المرتبة الثانية في انتهاك حقوق الانسان بع ...
- تساؤلات تنتظرالتوضيح .. !!
- هل يموت المناضلون والعظماء برحيلهم !! ؟؟
- صباح ُ ألحب ّ ِ أبدآ
- الأجنحة المتكسّرة
- انطولوجيا شعراء النمسا اصدار جديد
- يا وعدا في الذاكرة !!
- اغتيال الحبر الجليل قداسة ( المطران بولص فرج رحو ) اعتداء عل ...


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سندس سالم النجار - الايزيديون وهاجس الانتخابات