أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - حول الأزمة العامة للاقتصاد الرأسمالي















المزيد.....

حول الأزمة العامة للاقتصاد الرأسمالي


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 2599 - 2009 / 3 / 28 - 06:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ألزلزال الاقتصادي الذي يعاني منه العالم الرأسمالي في الفترة الاخيرة، والذي لم يكن متوقعا من قبل جهابذة رجال الاقتصاد مؤيدي السوق الحرة - حرية رأس المال المالي البنكي والعسكري. اي حرية الاستغلال والربح الفاحش على حساب الطبقات الشعبية الواسعة وخاصةً الطبقة العاملة في الدول الرأسمالية، ودول العالم الثالث لهي اكبر دليل على ان اقتصاد السوق الحرة والذي جرى تأليهه في السنوات الاخيرة وخاصةً بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، في المجتمعات البرجوازية، والمبني على سيطرة الاحتكارات والجماعات المالية الكبرى، والمُلكية الخاصة لوسائل الانتاج الضخمة، وصل الى طريقٍ مسدود يفرضُ على بعض الدول العودة الى ضرورة التحكم من قبل الدولة، خاصةً بالنسبة للبنوك، والاحتكارات المالية حيث اصبح النظام البنكي العالمي، وبالتحديد في امريكا على حافة التفكك.
هناك في الغرب من يريد تجاهل طبيعة الازمة، مع انَّه معروف الآن لدى العديد من رجال الاقتصاد في العالم بوجود تصورات اقتصادية فاسدة قديمة، وخاصةً لدى الادارات الرسمية او العليا للاحتكارات والجماعات المالية الكبرى رافعي شعارات الليبرالية الاقتصادية او النيوليبرالية، اصحاب الايديولوجيات المهترئة والمتأخرة، في تعاملها مع التطور الاقتصادي والتاريخي للمجتمع الطبقي الرأسمالي في اعلى مراحله- الامبريالية، والتي يرغبون في زخرفتها بشتى الاسماء والصور الجميلة، البعيدة عن ارض الواقع، حيث تعاني المجتمعات الغربية الرأسمالية من مستوى بطالة مرتفع، وفقط مع بداية هذه السنة الجديدة، تم في امريكا فصل اكثر من نصف مليون عامل من العمل، بالاضافة الى الفقر المدقع الذي تعاني منه شرائح اجتماعية واسعة في دول رأس المال، عدا عما تعاني منه مجتمعات الدول الفقيرة من جوع وفقر وامراض وحتى نقص مياه الشرب، فمصدر ربح الرأسماليين والاحتكارات هو استثمار الجماهير الكادحة، من خلال انتاج القيمة الزائدة وامتلاكها. وقد شبه ماركس الرأسمال "بغول لا يعيش وينتعش الا حين يمتص الدم والعرق من جماجم عبيده المأجورين" (راجع ماركس انجلز. المؤلفات). فالقيمة الزائدة هي القيمة التي يخلقها عمل العمال الاجراء ويستأثر بها الرأسمالي بلا مقابل. ولقد بين التطور التاريخي بان الرأسمالية وخاصة في اعلى مراحلها الامبريالية، لا تستطيع ان تتطور بدون الازمات المتكررة دوريا، والمدة الواقعة بين ازمة اقتصادية واخرى تسمى "الحلقة الاقتصادية" وهذه الحلقة تتألف في شكلها الكلاسيكي من اربعة اطوار: الازمة، الركود، الانتعاش، النهوض.
في فترة الازمة لا تجد كمية هائلة من البضائع من يشتريها، لا تجد تصريفا. لذلك يحل الخراب بالمؤسسات الانتاجية فيغلقونها وينخفض الانتاج ويتزايد عدد العاطلين عن العمل، وتهبط الاجور وتجرف عاصفة الازمة من على وجه الارض مؤسسات الرأسمال الضعيفة والصغيرة وحتى الكبيرة وهذا ما يجري الآن للعديد من الشركات الكبرى في العالم الرأسمالي، وبعد طور الازمة يحل تدريجيا طور الركود الاقتصادي وفي خلاله يكف انخفاض الانتاج ولكن الاقتصاد يبقى في حالة ركود، وتبقى البطالة.
اما فترة الانتعاش فتتميز بكون المؤسسات التي بقيت بعد الازمة تبدأ بتجديد الآلات وتجهيزات الانتاج وتوسيع الانتاج تدريجيا. ويقرب الانتاج من حيث حجم البضائع، من المستوى الذي تم بلوغه عشية الازمة. ثم يواصل ارتفاعه. وعندما تتخطى الصناعة الرأسمالية لحدود الحجم الاقصى الذي بلغه الانتاج قبل الازمة عندها يتم الانتقال من طور الانتعاش الى الطور التالي من الحلقة- طور النهوض. من جديد يوسع الرأسماليون الانتاج بطرحهم في السوق الجديد كميات كبيرة من البضائع، ويستحث ارتفاع مستوى الاسعار نمو الانتاج، واكثر واكثر يتجاوز نمو الانتاج نمو القدرة الشرائية. وبالنتيجة ينضج فيض الانتاج، الخفي بين الفينة والفينة، واكثر واكثر تتكدس فوائض البضائع دون ان تجد من يشتريها. ويتطور المرض الخفي داخل الجسم الاقتصادي. ومن جديد يمضي الاقتصاد الرأسمالي الى لقاء الازمة. ثم تتكرر الحلقة كلها من جديد. من هنا فالانتاج الرأسمالي يتحرك حسب خط حلزوني صاعد ولكن مع انحطاطات متكررة على الدوام. والازمة الحالية للاقتصاد العالمي وخاصةً الامريكي والاوروبي هي تطور موضوعي ومرحلة من حلقة مكونة لخط حلزوني يلازم الاقتصاد الرأسمالي يُميزه، انحطاطات متكررة، وما يجري الآن من دعم مالي بمئات مليارات الدولارات للبنوك والمؤسسات المالية في امريكا واروبا قد يمنع الركود مرحليا ولكن ستتكرر هذه الازمات ما دامت الملكية الخاصة قائمة على وسائل الانتاج الكبيرة والاحتكارات المالية، والبنوك.
وهنا لا بد من التأكيد بان ما يميز الرأسمالية المعاصرة سيطرة الاحتكارات، وحدث هذا على اساس تركيز الانتاج المرتبط بتطور القوى المنتجة، وتركز الانتاج اكثر فاكثر في قلة من المصانع الضخمة التي احتكرت الانتاج وبهذه حلت سيطرة الاحتكارات محل المزاحمة الحرة.
وهذا الانتقال الى الرأسمالية الاحتكارية يسمى بالمرحلة الامبريالية. وقد قدم لينين تحليلا عميقا وشاملا لجوهر الامبريالية في كتابه "الامبريالية اعلى مراحل الرأسمالية" والاحتكارات هي مشاريع وشركات واتحادات ضخمة تركز في ايديها القسم الاكبر من الانتاج والتصريف، مما يتيح لها وضع السيادة في واحد او عدة فروع اقتصادية والحصول على الربح الاحتكاري العالي. وفي العقود الاخيرة تطورت الاتحادات الاحتكارية العملاقة المتعددة الفروع وهي تضم تحت اشراف جماعة مالية واحدة فروعا ومجالات نشاط متنوعة جدا: من انتاج الصلب والاسلحة وحتى اندية القمار.
والاحتكار الذي هو عبارة عن النقيض المباشر للمزاحمة الحرة، يخلق اساليب جديدة للمنافسة وصراع المزاحمة لم تكن تعرفها رأسمالية المزاحمة الحرة. وعادة تكون المنافسة حرب الجميع ضد الجميع والوحش الاقوى يخنق فيه الوحش الضعيف ويفترسه.
وكلما اشتد تركز الانتاج تزداد عملية تركيز الرأسمال المصرفي. ومع الوقت لم تعد المصارف تقتصر على تقديم الائتمانات والقروض الى الاحتكار الصناعي، بل اصبحت هي نفسها من اصحاب هذه الاحتكارات، وتشارك الاحتكارات الصناعية بدورها في ملكية الاحتكارات المالية المصرفية. وهكذا نشأ نوع جديد من الرأسمال هو رأسمال المالي الذي يسود الحياة الاقتصادية والسياسية في المجتمع البرجوازي ومرحلته الامبريالية. فنشوء الرأسمال المالي هو احد المعالم المميزة للامبريالية.
فما يحدث في الاقتصاد العالمي الأن ليس اعصارا او موجةً عابرة بل زلزالا يهز الارض، بالذات في اعماقها زلزالا يهز كل المجتمع الانساني، وما يجري من خطط تقوم بها الدول الغربية وامريكا من دعم بمليارات الدولارات، (فقط في امريكا برنامج دعم البنوك وفتح مشاريع لدعم البنية التحتية الاقتصادية، تجاوز الـ 80 مليار دولار)، لا يمكن ان تحل المشكلة، وهذا العمل فقط من اجل تحاشي كارثة كبرى تضرب الاقتصاد الامريكي بل والعالمي وهذه الخطوات هي فقط لعلاج ظواهر المرض، وليس علاجا للمرض، فالمرض هو النظام الاقتصادي، نظام الاحتكارات وسيطرة الرأسمال البنكي والمالي والبورصة، أي رأس المال غير المنتج والمتراكم على حساب القيمة الزائدة، والانتاج الاقتصادي، على اقتصاد تلك الدول، والملكية الخاصة للرأس المالي الطفيلي بدون اي رقابة من قبل الدولة وبدون الغاء الملكية الخاصة على وسائل الانتاج.




* مرجع: "لينين- الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية"




#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصمة عار على جبين حكومة إسرائيل
- إبن رشد المشروع الذي أحرقه السلفيون وأنظمة الإستبداد
- شركاء في الجريمة ضد الانسانية
- كارل ماركس
- مقولات الديالكتيك الماركسي: المحتوى والشكل
- مقولات الديالكتيك الماركسي: الضرورة والحرية
- مقولات الديالكتيك الماركسي: السبب والنتيجة- العلة والمعلول
- مقولات الديالكتيك الماركسي: الضرورة والصدفة
- الاقتصاد السياسي الرأسمالي من آدم سميث الى تأليه السوق الحرة
- الروابط الإسرائيلية مع المحافظين الجدد، والحرب على العراق
- النظرية الماركسية والثورة الاجتماعية
- المادية الديالكتيكية: ما هي المادة؟ المادة وأشكال حركاتها
- خواطر
- المادية الديالكتيكية: ما هي المادة
- المكون الأول للفلسفة الماركسية- المادية الفلسفية: المادية ال ...
- المادية الماركسية
- الفلسفة المثالية الألمانية
- النضال ضد الصهيونية جزء مهم من النضال ضد الامبريالية
- ماركس من النظرية إلى التطبيق (1846- 1848)
- تطور الإشتراكية من طوباوية إلى علمية: ماركس من الطوباوية إلى ...


المزيد.....




- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - حول الأزمة العامة للاقتصاد الرأسمالي