أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حسين عليوي - ماذا














المزيد.....

ماذا


سعيد حسين عليوي

الحوار المتمدن-العدد: 2602 - 2009 / 3 / 31 - 05:27
المحور: الادب والفن
    


تمر على الانسان لحضات يخرج فيها عن المالوف .اوقات تعصف به وكانها تخلع عنه حتى ما يستر به ذاته .ان ما يخيم في عقله من رضوخ للواقع المرير هو ان هذا الشخص يعاني من الالتصاق بالعبودية المتوارثة فعندما يريد ان يراجع حساباته في يوم من الايام يجدها صفرا على الشمال وهذا هو ( مظلوم ) الذي حصل على ثقافة لا باس بها يتوق اكثر من غيره الى التطلع لمستقبل افضل ويسعى للخروج من عزلة الروح .لم نالفه من قبل على ما نراه اليوم من انقلاب على نفسه وكانا نحس بان كيانه ينزلق منه نحو المجهول . مظلوم وهذا هو اسمه وكانه اختيار موفق من قبل اهله وهو بالذات لا يعرف لماذا سموه مظلوم ولم يحصل منهم على الاجابة الشافية يحلم بانتفاظة يقئ فيها الماضي ويقذف به اقرانه كي يفك من اسر روحه وأ لامه المريرة ويكاد ان يكون عدائيا في اسلوبه . ينادي باعلى صوته وهو جالس في المقهى ليسمع الجالسين من حوله .هل انا وحدي احس هذا الاحساس ام انكم تشاطرونني به .بادر بتوجيه الاسئلة الى المستمعين اللذين يعرفون دقائق حياته وكذلك هو يعرفهم ويعرف اجاباتهم مسبقا ولكن هي ثورة وكفى .كان مظلوم يريد ان يندب حظه العاثر ويعلن مظلوميته ويرثي لمجتمعه الذي تاكله الرتابة والانحطاط والركون الى الساكن . يفصح عن ظله الكامن في اعماقه المسلوبة ويهمس ايمكن ان يكون هذا المجتمع يعاني من ازلية السكون ولا تنطبق عليه قوانين الكون والنظريات الطبيعية كالجاذبية وحركة المادة المستمرة .مظلوم في وقفته هذه يتحدى وكانه يرفس الزمان ليعلن عن انشطار عمودي يشق نظام الاشياء المالوفة . بدا يشير باصبعه الى كل فرد من الجالسين وكانه يحاكم سكون الاشياء .اسالكم لماذا انتم هنا وهو هنا يسترسل بكلامه بطلاقة بحيث يواصل جمله بسرعة تقطع الطريق على اي اجابة او رد على اسئلته فهو الحاكم والمتهم في نفس الوقت .ماالذي تفعلونه .لماذا انتم تواصلون لعبة الحياة الخاوية .هل تسمون هذه حياة من سمع منكم عن الحياة الحقيقية التي يمكن ان يحياها الانسان .لماذا وجد الانسان على وجه البسيطة وهو يردد بعنفوان جارح - ارجعوا الى احلام طفولتكم اعيدوا تشغيل شريط ايامكم الفائتة .ماذا تحمل ذاكرتكم عن الطفولة .هل اقتنيتم لعبة جميلة .هل لبستم ما يحلو لكم هل نسيتم عقوباتكم القاسية على اتفه الاسباب هل تحققت لديكم بعض الامنيات والاحلام الوردية .انظروا امام اعينكم متغيرات الحياة .تحبون الان ان تعاد اليكم طفولتكم المسروقة .اني ما زلت العب في لعب اطفالي حين يسمح لي الوقت والمكان مازلت احمل جوعا نحو البرائة . اسالكم هل ركبتم سفينة او قارب -اتذكر عندما كنت صغيرا كان يمر قرب دارنا نهر صغير فحاولت ان اركب النهر بقاربي الموهوم فوضعت طشتا تغسل فيه امي ملابسنا وضعته في الماء وركبت فيه بصعوبة فاحسست بانه انا السندباد البحري فحملني النهر مسافة قصيرة فارتطمت احلامي بقنطرة وقفز ضفدع في قاربي جعلني افزع فزعا شديدا فرميت بجسمي الى الوحل وتلقيت بعدها علقة محترمة من قبل الوالد الحنون وهذه احدى مغامراتي مع الحرمان .وهل خطرت ببال احدكم يوما ان يعبر الحدود ويحصل على جواز سفر .من منكم زار جميع اجزاء وطنه كما يفعل الزوار والغرباء .هل تعرفون عن اثاركم اكثر مما درستموه في الكب المقررة هل ركب احدكم طائرة وحلق في اجواء وطنه .لماذا الناس يعيشون وياكلون ويدرسون ويتزوجون .الا يوجد منحى اخر لحياتنا هذه غير الموت اخواني اجيبوا لمذا نصحى يوميا على تلقي انباء الموت و الدمار .لقد سلب القتل منا الاعزاء والاحباب والمكان والامنيات ماذا حققوا في دنياهم حتى يذهبوا ومن اجل ماذا انعود الى العصر الجاهلي ونردد الكلمات التي قالتها امراءة ( مالي ارى الناس يذهبون ولا يرجعون ) اني ارى اهل ذلك الزمان افضل منا فنحن مسلوبوا الارادة لكن هم يغزون ويركبون البحر والجمال ويمارسون التجارة ويهيمون في الصحراء ويحبون حد الجنون ونحن فقط نموت ونلعب على حبال النار والغدر والخراب .واستمر مظلوم بخطابه لقد نسينا الحب نسينا كيف يمارس الانسان انسانيته واستمر يقذف بسهامه في الهواء الطلق هل مشيتم يوما لتسبروا اغوار الدنيا بدون ان تلتفتوا الى الوراء تبغون ان يدفعكم احد لكي تتابعوا مسيركم نحن تنقصنا المبادرة .الحرية والساحة امامنا ولا نعرف كيف نتخذ القرار .اخواني اسمحوا لي وعذرا هذه ليست محاكمة وهو ليس ذنبكم وحدكم ولا ذنب من سبقونا انما هو الواقع المرير الذي فرض علينا تقد البسونا قشرةالحضارة والروح جاهلية كما يقول الشاعر اليكم اقول نحن متقاربون في كل شئ وبدا هنا يخفف من نبرة صوته نخضع لنفس الظروف في هذه البقعة من الكون الفسيح والعالم اصبح الان قرية صغيرة بفضل العلم .ماذا نفعل هل نقف مكتوفي الايدي لا تنتظروا من يسحبكم من الوحل هل جائكم من يقدر عذاباتكم وثقافتكم فقط انتم تحملون مسؤولية هذا الوضع ماذا سنقول لهذا الجيل من ابنائناانهم يضيعون كما ضعنا .انظروا اليه هل يحمل نفس ما تحملونه من هموم البلد وثقافته انهم يسيرون نحو الهاوية تتلقفهم المتاهات الموبوئة بشرور الحياة.اذا وجهت لاحدهم سؤالا حول بناء نفسه وذاته وبلده سيقول لك ( كم انت قديم ).اصحيح نحن قدماء وميتون حتى ينفر منا ابنائنا وبناتنا اهو الخطا فينا ام لا ام في الدولة ام الخطا في الحداثة .من سلب هذه البراعم نموها الطبيعي من سرق طفولتهم هل هي العولمة العرجاء جاءت لكي تسلب اخر امل فينا وتدخل علينا من اوسع الابواب .ماذا يصنع هذا الجيل وسط هذه المعمعة وفي هذه الغابة المعتمة اذا ذهبنا بلا عودة هل سيكونون احسن منا ارجوا ذلك من كل قلبي ولكن كيف اشك في ذلك وشكي له مبررات كثيرة .واستغرق مظلوم في محاكاته هذه ماذا --ماذا -ماذا .



#سعيد_حسين_عليوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفيف شراعي
- الى متى هكذا
- رسالة من مريم الى ابيها الذي غيبه الارهاب
- خيوط العنكبوت
- الى من يهمه الامر
- عويل النجمة الحائرةس
- عويل النجمة الحائرة
- غرفة 14
- بعقوبة
- الحكومة وعشوائية العمل
- لون اصفر
- قصيدة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حسين عليوي - ماذا