أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعيد حسين عليوي - الى متى هكذا















المزيد.....

الى متى هكذا


سعيد حسين عليوي

الحوار المتمدن-العدد: 2593 - 2009 / 3 / 22 - 07:25
المحور: المجتمع المدني
    


وانا اقف مع بعض الاصدقاء خطرت ببالي فكرة ان اكتب حول ما الت اليه حالة المجتمع العراقي الذي وقع ضحية القسوة والارهاب والدكتاتوريات طوال حياته عدى فترات بسيطة جدا لم تتح له ان يتاقلم على منطق غير منطق القوة والغلبة والخضوع للجهة القوية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية حيث ان الفترات المعتدلة او الجيدة ان وجدت قد وإدت في مهدها واستمر اسلوب القسر والتسلط هو السائد على مر السنين والهدف من تطرقي الى هذا الموضوع الحساس هو ما يعانيه كل فرد منا نحن ابناء هذا الوطن المذبوح من خلال الممارسات اليومية للفرد العراقي في جميع تعاملاته في المجتمع كالخوف الدائم من الاقوياء والتجمعات القوية واستمرار سلطة العشيرة لان الفرد يشعر ان لا حماية له غير عشيرته حتى ولو كان لا يؤمن بذلك والادهى من ذلك ان الحالة التي يعاني منها يمكن اعتبارها حالة مرضية بحث ادت الى ان يتحول الفرد الى عدواني بطبعه ويحاول ان يكون قويا تجاه الاضعف منه حسب اعتقاده سو اء كان فردا او جماعة او حزبا . وهنا اود ان اركز على جانب واحد الا وهو ان الفرد العراقي بسبب استمرارية الاضدهاد والكبت ادت به الى ان ينتهز اقرب فرصة لكي يكيل التهم لمن هو في تصوره اضعف منه قوة او حيلة وحتى الى عصرنا هذا عندما اتيحت له الفرصة في الحرية والديمقراطية لا بزال الفرد العراقي يشكك بها وتنتابه نظرية المؤامرة ولهذا يقرن سلوكه على اساس القوي والضعيف ولهذا عندما تتاح له فرصة النقد والاعتراض والمناقشة لا يمارسها الا في حدود نقد الطرف الاضعف في تصوره . وهنا الاقوى عنده من يمتلك السلطة التنفيذية او سلطة الارهاب وسلطة المال والسلطة الدينية الني سلكت على ايدي المتخلفين من علماء الدين معه سلوكا ارهابيا بحيث لا زال الفرد يعاني من عقدة الخوف ومركب النقص والعدوانية تجاه الاضعف من ظمن هذه المكونات ولناخذ امثلة مختلفة لهذا النهج الراسخ لدى الانسان العراقي الا النخبة القليلة التي تستطيع بحكم تحررها الذاتي ان تعبر عن التوجه الصحيح المطلوب في الحياة والمثال الاول في موضع معين يجبر شخص على القاء محاضرة دينية قيختار مهاجمة الفكر الماركسي تصورا منه انه الطرف الاضعف ولا يجلب له وجع الراس ومثا ل اخر عندما يعارض شخص معين الحكومةالجائرةاو قام فعلا بهذا العمل فسوف تجدهم يلومونه ويوبخونه باعتباره الطرف الضعيف في المعادلة ولا ضير من نقده والتنكيل به .ومثلا اخر في شدة الازمة الارهابية على الشعب العراقي عندما يتعرض احدنا لعمل ارهابي كالقتل او الخطف او التهديد فالوم يقع على الطرف المجني عليه ويبداون يلومون ويقولون لولا خروجه لما حدث هذا او من قال له ان يخرج للعمل ولو جلس في بيته لكان افضل والرزق على الله لا يموت احد من الجوع ومن قبيل هذا الكلام وعندما يصادف ان نجح بعض الاشخاص في التخلص من الارهاب او التصدي له يقولون له خير ما عملت وانك شجاع والمفروض هكذا يفعل الناس وما الى ذلك وحتما عندما كانت توزع تهديدات وتعلق على الجدران ويتعرف الناس على اللذين تم تهديدهم يلومنهم ويقولون اذا انتم ما عندكم شي فلماذا يهددونكم ويشرعنون فتاوي القتل اوالخطف وحتى الاغتصاب من قال لها ان تخرج .ودائما يبررون هذه الاعمال مثلا لازم جندي لازم شرطي او موظف او مترجم وفي احد المرات قتل احد اقربائي فتكلمت امام مجموعة من الناس فقالوا لي لازم كان شرطي او جندي وعندما انحسر الارهاب واصبحت كفتهم الخاسرة غيروا طريقنهم في الكلام واصبحوا يصرحون ضد الارهاب وان الارهاب هو عمل من الشيطان .وهنا يكمن طرف خفي في المعادلة الا وهو الذي يساعد على رسوخ وامتداد ثقافة الخوف هو قوى الردة من ايتام النظام البائد الدكتاتوري والمستفيدين من بقاء الفوضى والارهاب بحيث لا يدعون الفرد العراقي ان يلتقط انفاسه لكي يعيد حساباته ويبدا التفكير بشكل سليم. صحيح ان الديمقراطية ادخلت تغييرا في شخصية العراقي ولكن هي ديمقراطية عرجاء والمواطن لايحسن الظن بها ويبقى يعاني من الاطراف القوية في المعادلة بسبب ما جاءت به الاطراف الدينية المتطرفة والمتسلطة من نكبات على الشعب العراقي فبقى اسيرا لهذا النهج القديم وقد اتضح اخيرا من العملية الانتخابية لمجالس المحافضات ومن ملاحظاتي انا فعليا كنت المس الخوف عند كثير من الناس اعني الخوف من الطرف الاقوى حسب استنتاجاته وعدم وثوقه بلعبة الانتخابات والديمقراطية فتراه يتحجج بمختلف الاسباب كي يتهرب من الادلاء بصوته وتراه ينصاع للطرف الاخر الذي يعتبره اقوى حتى ولو كان غير مقتنع باطروحاته وكذلك يعلم انه قد اساء اليه ولكن في نفس الوقت يصدق كلامه ودعاياته وفي نفس الوقت لا يمتلك الرد على الطرف الذي يعتبره ضعيف ويحاول ان يوازن او يكذب ويقول للطرف الاخر انه معه وانه سوف ينتخبه مع العلم ان الطرف القوي هنا هو من يمتلك المال بالدرجة الاولى بغض النظر عن مصدر المال ومن يمتلك السلطة ثانيا وكذلك التلويح الخفي للارهاب .وعندما انتهت الانتخابات وعرفت النتائج بدا كثير من الناس ينتقدون الطرف الخاسر باعتباره الطرق الضعيف ويعزون خسارته الى قصور ذاتي وعدم امكانية الفوز تعود لهذه الاحزاب الخاسرة واحيانا يكون نقدا لاذعا واذا بحثت عن الطرف الفائز فلا يوجد احد من هؤلاء يكيل اللوم او التهم اليهم بل بالعكس يحاولون ان يبرروا هذا النجاح لما تمتلكه هذه الاحزاب من امكانية السلوك والعمل الجيد واساليبها مع الجماهير هي التي اعطت ثمار الفوز مع علمه باتباعها طرق غير قانونية للفوز .ونهاية كلامي اقول متى يصحى الشعب العراقي وينظر بعين الحقيقة والواقع ويحاول ان يتخلص من هذا الوضع المرير الذي فرض عليه وهذه ليست دعوة موجهة الى الفرد بحد ذاته واتهامه على انه مقصر او لديه قصور ذاتي لا سامح الله فالعراقي معروف بذكائه وانما هي دعوة للجميع وبالخصوص الاحزاب الوطنية التي يهمها مصلحة هذا الوطن والحريصة على تطوره وكذلك منظمات المجتمع المدني التي يجب ان تضع برامجا لمعالجة هذا الداء الذي ابتلي به الانسان العراقي ولا اعتب ولا ادعوا السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية للعمل لانها منشغلة بامور اخرى بعيدة عن معانات المواطن وهموم البلد.



#سعيد_حسين_عليوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من مريم الى ابيها الذي غيبه الارهاب
- خيوط العنكبوت
- الى من يهمه الامر
- عويل النجمة الحائرةس
- عويل النجمة الحائرة
- غرفة 14
- بعقوبة
- الحكومة وعشوائية العمل
- لون اصفر
- قصيدة


المزيد.....




- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعيد حسين عليوي - الى متى هكذا