أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - هل يكره النصارى المسلمين؟















المزيد.....

هل يكره النصارى المسلمين؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2594 - 2009 / 3 / 23 - 08:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقوم قسم كبير من الخطاب االسلفي الدعوي الصحوي البدوي المراوغ المخاتل على فكرة أن اليهود والنصارى هم العدو الأول والأخير للعرب والمسلمين، وسبب محنتهم وبلائهم، ولولاهم ولولا تآمرهم، وكيدهم المتواصل، لعاش العرب والمسلمون، بثبات ونبات، وخلفوا، ويا عيني عليهم، صبياناً وبناتاً حلوين "كتاكيت وأمامير"، وعادوا سادة العالم، ومثل الأول وأكثر.

غير أن الواقع يدحض كل هذا الخطاب الدعوي الأجوف. ومن ينظر لواقع العرب والمسلمين وطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض، وغاص في جزئيات حياتهم اليومية، لأدرك على الفور خواء وهزال هذا الخطاب من أساسه، وعدم صحته على الإطلاق، وافتقاره لأي سند واقعي. فناهيكم عن تمتع العرب والمسلمين وبشكل متواكل وطفيلي على كل منجزات الغرب النصراني من الإبرة للطائرة للفياغرا والكوندوم، هناك جملة من الحقائق الأخرى أكثر إيلاماً لا يمكن تجاوزها، أو القفز فوقها بحال من الأحوال.

فمثلاً، وبمجرد أن تطأ قدما العربي والمسلم مثلاً، أراضي الكفار و"أعداء الله" الملاعين من النصارى، حسب الخطاب البدوي السلفي، إياه، فإنه سيحظى بسلسلة لا متناهية من التسهيلات والإغراءات الحياتية، وسيمنح حق الإقامة والجنسية وتعويضات وضمانات اجتماعية وعلاوات وإضافات له وللأولاد بحث أصبح ذلك تجارة رائجة بين العرب والمسلمين في تلك البلدان. فيما يبقى مطارداً ومتهماً في وطنيته وعروبته وإسلامه، وفقيراً ومعوزاً ومحتاجاً، لو غضب الله عليه، وعاش الدهر كله، وأكل عمره وعمر غيره، في وطنه العربي والمسلم، ويعجز عن تأمين كوخ لزوجته وأطفاله في أرض آبائه وأجداده بعد أن سطت المافيات النهبوية العربية والإسلامية على الهواء والكلأ والأرض والماء والفضاء. ويمنع من منح الجنسية له ولأبنائه في كافة الدول العربية والمسلمة لو عاش وعمل فيها وأفنى عمره وزهرة شبابه وأيامه فيها. ولا يمكنه دخول أو الإقامة في أي بلد عربي، إلا بعد سلسلة من الإجراءات الطويلة من الإذلال الممنهج وحيث تستقبله أسئلة وأجوبة الأجهزة السرية وسيكون محظوظاً جداً لو كان الطرد من نصيبه فقط لأتفه سبب ومن دون أن ينال أي تعويض أو ضمانات اجتماعية وقانونية عن الفترة التي قضاها في الإقامة أو العمل في البلد العربي والمسلم، وهذا ما لا تفعله أعتى الدول الصليبية نفسها مع المهاجرين، أو ما تفعله إسرائيل مع العرب المسلمين من أبناء الـ48 حيث وصلوا إلى التمثيل النيابي وعضوية الكنيسيت الإسرائيلي، فيما يفشل المواطن العربي والمسلم في إثبات وطنيته وولاءه لبلده، ويظل في نظر "الأجهزة" العربية والإسلامية طوال عمره متهماً، ومطعوناً في ولائه وإخلاصه لوطنه المحتكر، حصرياً، محبة وولاء، لعائلات ولسلالات قدرية حاكمة بعينها. فإلى اليوم مثلاً هناك مشكلة الفلسطينيين العالقين على الحدود العراقية- الأردنية حيث هم مهددون في العراق بعمليات ثأر وانتقام، وممنوعون في ذات الوقت من دخول الأراضي الأردنية، إلى أن سمعت بقصتهم ومأساتهم بعض الدول الكاثوليكية النصرانية في جنوب أمريكا، فمنحتهم إذناً بالدخول وأعطتهم حق الإقامة وتفضلت عليهم بالجنسية والسكن وضمانات لا يحلمون بها في دولة بني أمية، والخلفاء الراشدين ذاتها، وإمارات الطالبان الأخرى المتناثرة على هذه الأرض اليباب. فيما الدول العربية والإسلامية المجاورة، تطنش عن مأساتهم بالمطلق، لكنها لا تنسى أن تصلي الفروض الخمس وتنام قريرة العين هانيها، وأذن من طين وإذن من عجين وكل الحمد والشكر له تبارك وتعالى، وتحسب، في آخر النهار، كم صار رصيدها، من البترودولار، جراء بيع النفط الخام، في بنوك النصارى، والعم سام.

وإلى اليوم، وبمناسبة عيد المرأة، والأم هذه الأيام، فإن معظم الدول العربية والإسلامية لا تمنح جنسيتها لأبناء المواطنة العربية المسلمة، وبنت البلد الأصلية من زوجها العربي والمسلم، ويبقى هؤلاء محرومين ومجردين من الجنسية في مواجهة العدم والفراغ والضياع، ثم يتباهى الفقهاء في خطب الجمعة بأن الله من على هذه البلاد بنعمة الإسلام، وبأن بلادهم تحكم باسم الشريعة السمحاء، وأن هذا هو الحل الأبدي الناجز لكل زمان ومكان. وتبقى المرأة المتزوجة من عربي ومسلم، مع أطفالها بدون أية ضمانات حقوقية واجتماعية وإنسانية في بلاد العرب والمسلمين، ( وكأن جنسياتهم، على أساس، ترفع الرأس يعني وما شاء الله)، فيما تخجل دول الغرب النصراني اليهودي الكافر التصرف بذلك مع أبناء المهاجرين والقادمين إليها حتى من الأدغال، لا بل تتمادى غباء بتنصيب أبناء أحدهم رؤساء دول عليها كما فعلت مع المسلم المرتد بركة بن حسين أبو عمامة، علينا من ذكره السلام. ويستقر اليوم معظم المعارضن البلاشفة والمناشفة والأصوليون والمراكسة والعلمانيون والناصريون والوحدويون والقوميون والانفصاليون وأبناء الأقليات والأغلبيات المغضوب عليها الفارون والهاربون من قمع منظومات الاستبداد الأبوية البدوية الشرق أوسطية في مضارب النصارى في لندن ولاهاي وباريس ونيويورك وغيرها من دول الشرك والتنصير والكفر والبهتان.(حسب الخطاب إياه).

وبالأمس القريب قطع المغرب الذي يحكمه أمير المؤمنين محمد السادس قدس الله سره، كافة علاقاته الدبلوماسية مع دولة إيران الشيعية الصفوية المجوسية الفارسية، والعياذ بالله، ولكنه لم ينس أن يبقي على العلم الإسرائيلي، ذي النجمة السداسية الزرقاء الحلوة المحببة على قلوب الأعاريب في كل مكان، يرفرف بالقرب من الجوامع التي تدعو على اليهود والنصاري بالويل والثبور، فيما تشوب علاقات معظم الدول العربية والإسلامية البينية الحذر والشك والتخوين والتوجس. وحتى اللحظة، ما زالت محاولات المصالحة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، محفوفة بالمخاطر، والتي لا يعلم حتى محمود عباس، وعمر سليمان والي حسني مبارك والمفوض السامي على العربان، كم عددها وكم فرخت من الزعماء والتسميات. كما تتردد معظم الدول العربية والإسلامية حتى اليوم في إرسال سفرائها إلى العراق لأنه أصبح عبارة عن "حوزة شيعية" كبيرة، والله يستر، بيد السيستاني والي آية الله الخامنئي على النجف وكربلاء. وأيضاً، لولا المساعدات اللوجستية التي تقوم بها فرق التبشير النصرانية والمنظمات الإنسانية لتفاقمت أزمة المسلمين في دارفور، ووصلت حد الوباء والكارثة البشرية؟ فهل يعقل أن هؤلاء يكرهون المسلمين والعرب فقط لأنهم مسلمين كما يزعم الخطاب إياه؟

وإلى اليوم تبقى العلاقات المصرية الإيرانية في حال من التوتر والقطيعة وتنعكس سلباً على مجمل شعوب الإقليم، وتشل فاعليتها وقدرتها على التوحد والإئتلاف لما فيه مصلحة الشعوب، وكله بناء على منطلقات عقائدية وإيديولوجية فارغة يغذي عداواتها الفقهاء، رغم أنهم جميعاً يدّعون التمسح بتلابيب الإسلام، ما حدا بالشيخ الإخواني يوسف القرضاوي لإصدار تحذيره الشهير عن غزو شيعي، انتبهوا، وليس غزو نصراني لمصر والدول المسلمة الأخرى، حيث يعكس هذا التصريح خوفاً من المسلمين أنفسهم، أكثر من أي خوف آخر من النصارى. في نفس الوقت الذي يمد فيه باراك أوباما المسلم المتنصر، والعياذ بالله، يده لإيران معلناً بدء عهد جديد من المفاوضات والسلام بين الجانبين.

بعد كل هذا، وغيره الكثير، الكثير، مما يؤلم ومما يتوفر في الجعبة والذاكرة والوجدان، من يصدّق، أو من ينصت، بعد ذلك، لذاك الخطاب المخادع المتلون الأفـّاك؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما والعودة للشرق الأوسط القديم
- جوزيف فريتزل: صدمة أوروبا الجنسية
- هل الحروب الدينية جرائم ضد الإنسانية؟
- خرافة الفكر القومي والأمة الواحدة
- العقلاني المستنير بين الخنزرة والتفئير
- لماذا تقتلون النساء؟
- التغريبة العيدية من العقلانية إلى الهاويات الفكرية
- الممانعة والاعتدال: ولادة نظام عربي جيد
- المحاكم الدولية والشرق أوسطية
- سُحقاً للثّقافة الَبدويّة
- لماذا يَسْجِدون؟
- محاكم وتقارير أي كلام!!!
- المطلوب رأس العرب فقط
- هَذه بَضَاعَتُكُم رُدّتْ إِليْكُم
- هل يتكرر سيناريو العراق في إيران؟
- سنة إيران وشيعة الخليج الفارسي
- رداً على فؤاد الهاشم
- حروب خمس نجوم
- العرب وتركيا: القرعاء وبنت خالتها
- لماذا لا يرحّب العرب بإيران؟


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...
- الجبهة اللبنانية واحتمالات الحرب الشاملة مع الاحتلال.. وقمة ...
- جامعة الدول العربية تشارك فى أعمال القمة الاسلامية بجامبيا
- البطريرك كيريل يهنئ المؤمنين الأرثوذكس بعيد قيامة المسيح
- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...
- ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟ ...
- الرئيس الصيني يؤكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الدول الإ ...
- الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء شعائر ...
- “أحلى أغاني البيبي الصغير” ضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - هل يكره النصارى المسلمين؟