أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - مخاطر التفسير الحرفي للقرآن














المزيد.....

مخاطر التفسير الحرفي للقرآن


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 08:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نفرق دائماً بين الدين والفكر الديني، الدين ثابت،والفكر متغير ومتحرك بتغير الزمان والمكان، الإمام الشافعي غير فقهه عندما إنتقل من العراق إلي مصر،فالزمان والمكان هامان لفهم الآيات القرآنيه،فتاريخية النص هامة جداً لفهمه،ولقد أخطا الفقهاء خطأ فادحاً عندما أطلقوا عبارة"العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"،والعكس هو الصحيح، فالعبرة بخصوص اللفظ والحادثة لا بعموم اللفظ، فعدم معرفتنا بأسباب نزول الأيات ومكانها يربك تفكيرنا،فهناك أحداث خاصة نزلت فيها نصوص خاصة لإناس معينيين لا يمكن تعميمها على جميع المسلمين.
المتأسلمون هم خوارج هذا العصر، وهم الذين مازالوا يتمسكون بالتفسير الحرفي للقرآن،فهم يقفون أمام النصوص صماً وعميانا،فمن المعروف أن الخوارج كانوا أول من أخذ بالتفسير الحرفي للقرآن،فمثلاً عندما عرضت عليهم الآية التي تقول على لسان نوح عليه السلام: « وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً،إنك إن تذرهم يضلون عبادك ولا يلدون إلا فاجراً كفارا" فأفتوا بقتل الرجال ... والنساء ... بل وحتى الأطفال حتى لا يشبوا كافرين ويلدون كفاراً مثلهم،تماماً كما أفتي الشيخ يوسف القرضاوي بقتل الأجنة اليهود في بطون أمهاتهم.فالمتأسلمون يعذبون خصومهم والمختلفين معهم في الرأي بالفهم الخاطئ للآية"قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين".
وأحكي لكم رواية توضح مخاطر التفسير الحرفي للقرآن على المسلمين،وكيف أنها تخلط الأمور: يروي ابن حزم أن الصحابي الجليل عبد الله ابن خباب كان يمضي هو وزوجته في الطريق فاعترضته جماعة من الخوارج،فعلق المصحف في عنقه،فأمسك به الخوارج وقالوا:
إن الذي في عنقك يأمرنا بقتلك
فقال:كيف؟
فقالوا له:ما قولك في أبي بكر؟
فقال:خيراً.
وما قولك في عمر؟
فقال: خيراً.
ثم قالوا له:ما قولك في علي وقبوله التحكيم؟
قال: علي أعلم مني ومنكم بالقرآن.
فذبحوه.
ويمضي ابن حزم قائلاً: وكان إلى جوارهم ضيعة لأحد النصارى فقالوا لصاحبها: بعنا بعضاً من تمر؟
فقال :خذوه بلا ثمن.
قالوا:ديننا ينهانا عن ذلك.
فقال لهم: أتقتلون ابن خباب (المسلم) وتحافظون على تمري؟!.
وفي ذات الطريق سلك واصل ابن عطاء مؤسس الفكر الإعتزالي (المسلم) فسأله الخوارج هو وجماعته: من أنتم؟
فقال ابن عطاء: مشركون نستجير بكم.
فقال الخوارج: ابتعدوا.
فرد عليهم واصل: ألم تسمعوا بالآية الكريمة: « فإن أحداً من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله".
فأجلسوهم وأسمعوهم كلام الله،فأكمل لهم واصل الآية"ثم أبلغه مأمنه".
فأرسلوا معهم حراساً منهم حتى أبلغوهم مأمنهم.
نري في هذه الحادثة مخاطر التفسير الحرفي للقرآن،فالذي علق المصحف في عنقه قتلوه،والذي قال إنه مشرك حرسوه حتى بلغ مأمنه !!!!.
المتأسلمون،خوارج هذا العصر، يتبنون نفس المنهج :القراءة الحرفية والذبح على الهويه .حسن البنا عندما تعرض إلى أول خلاف داخل جماعته حيث(اختلف معه بعض الإخوان عندما قبل دعماً مالياً من شركة قناة السويس الإستعمارية) فأمر بضرب أعناق المخالفين،مستنداً إلى الحديث القائل: « من خرج عن الجماعة فاضربوا عنقه بحد السيف".
خوارج هذا العصر يريدون العودة بنا إلى عصور الجاهلية الأولى،فشكري مصطفى أمير تنظيم الجهاد في فترة الثمانينات في مصر يتشبث في كتابه "التوسمات" بالتفسير الحرفي للآية"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل" بقوله: « هذا خطاب موجه للمؤمنين في أول الزمان وفي آخر الزمان،والقوة كما جاء في الحديث هي الرمي،والخيل هي الخيل،فإذا جاء من يقول إن الخيل لا تصلح الآن نقول له عندما نقاتل سيكون قتالنا بالسيف والرمي والخيل" بالله عليكم أليس هذا الهراء جنوناً!!!.
والدليل على أنهم كاذبون وأنهم يقولون الشيء ويفعلون ضده، أن شكري مصطفى وجماعته عندما إغتالوا الشيخ الذهبي لم يقتلوه بالسيف ،كما يدعون، بل قتلوه بالمسدس وهو من وإختراع الغرب "الكافر".
ولماذا عندما يمرضون لا يتداوون بالحجامة وبول الإبل ،كما يزعمون أن في ذلك شفاء، ويهرعون إلى مشافي أوربا وأديوتهم الكافرة،مثلاً الشيخ القرضاوي يذهب إلى لندن لإجراء أبسط العمليات الجراحية،لكنه يحرم في الوقت نفسه تشريح الجثث لطلبة الجراحة المسلمين!.
آن الأوان لتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية، علينا أن نركن إلى العلم ونسمع ما يقوله، مجال الدين هو الروحانيات والعبادات والأخلاق الحميده،والتآخي ،والتضامن مع الفقراء والمستضعفين. هذا هو مجاله وليس له في سوق العلم ما يذوق كما يقول المثل.
علينا أن نعاصر عصرنا، لأننا -الآن- مصابون بإنفصام في الشخصية، فنحن نتمتع بآخر ما أنتجه العقل البشري "الغربي" من تكنولوجيا "ونكفرهم" لأنهم "أولاد القردة والخنازير"،ونعيش على فقه القرون الوسطى حيث فتاوى ابن تيميه وفقه الجهاد والإستشهاد، نعيش بأجسادنا في القرن الحادي والعشرين،وبأرواحنا في القرون الوسطي،فالعالم العربي والإسلامي مريض بإزدواج الشخصية، فإما أن نأخذ بالعلم وأسبابه ونواكب روح عصرنا، وإما أن نظل متسمرين في فقه القرون الوسطى ليحكمنا الأموات من وراء قبورهم، فالمسألة لم تعد تحتاج لمزيد من تضييع الوقت، فهي بالتعبير الشكسبيري "نكون أو لا نكون" فعلينا الإختيار،ولكن إذا ما إخترنا التمسك بفقه القرون الوسطي علينا أن نترك للغرب كل ما إخترعه من تكنولوجيا غير مسبوقة وكل ما هو جميل في حياتنا وكما قالت د. وفاء سلطان، سيتخلون عندئذ حتى عن سراويلهم!!!.
[email protected]




#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الفلسطينية -قميص عثمان-
- أحمدي نجاد أدخل المخدرات إلى قريته
- آن لحماس أن تستقيل
- إرفعوا أيديكم عن مصر
- هل مشعل وعاكف متحالفون ضد مصر؟
- كفى عبثا يا حماس
- مازال الغنوشي يطاردني
- رسالة إلى كادر -النهضة-:تخلصوا من كابوس الغنوشي
- رسالة مفتوحة لجوردن براون:الغنوشي يحرض على قتلي !
- قبطي يفوز بجائزة الإخوان المسلمين !
- زعيم -النهضة- يخوّن حماس !
- إقتربت ساعة سقوط الملالي
- ضرورة وقف الإعتداء على الأقباط
- الفار دا مسيحي !
- مصر دولة إسلاموية
- نحو فقه عقلاني جديد
- أهل الكهف في القرن 21
- شرع الله
- وفاء سلطان ... والقرآن
- الغنوشي يكفر أوردغان


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - مخاطر التفسير الحرفي للقرآن