أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبتهال بليبل - أسطورة الأنوثة














المزيد.....

أسطورة الأنوثة


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 09:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كم توقفت وأنا أطالع مقولة لرجل أعجبتني كثيراً حيث ذَكَر فيها " لو طلب ألي أحدهم أن أعرف المرأة ، وأتكلم عليها لأجبت : هل يمكن أن نشرح عالماً منحنياً بواسطة المستقيم ؟ أو أن نحتفظ بالماء في أيدينا كي نعطيها شكلاً ؟ وهل يمكن الإحاطة بإحساسات الحياة ، والإحساسات الواسعة التي تصف المرأة بأنها المؤتمن عليها ، بفعل طبيعتها وذاتها ؟ ذلك أن من المتعذر أن نختصر المرآة في قوانين دقيقة ، مثلما أننا نعٌرف الدائرة بالمربع ، فالمرأة شبيهة بمحيط الدائرة الذي نحسبه بواسطة القطر : ثمة دائماً كسر عشري يفوتك إلى ما لا نهاية "..... حتماً أن لهذه المقولة معاني كثيرة وعميقة ، حيث أن المرأة تحكمها سياسية العاطفة الشخصية وهي دائمة البحث عن أنظمة البيت الإنساني ، وهذا البحث يحتاج إلى صبر فقد يطول كثيراً ، فهي من كثرة الصبر تصل لمرحلة التعسف في استعماله ، أذن المرأة هنا هي الزمن والصبر شقيق الزمن فيصبح الصبر مألوفاً إليها ، الصبر لا نهاية له عندها ، فحملها يعلمها الصبر ، فهي تمتلك جميع أنواع الصبر أبتدئ من صبر الحب إلى صبر الكره ، فبالرغم من أن صبر المرأة يكون لا حدود له ولا ينتهي في الحب والأمل والرعاية التي تمنحها للآخرين ، والغفران والرحمة التي تنعم بها ، ولكنه لا نهاية له في الحقد الذي تعاقب به ، في بعض الأحيان لشخص من الأشخاص ...
المرآة يا سيدتي تستشعر أي وجود إنساني فهي حدسية ، لأنها تحس بالأشياء، بصورة عامة ، وأنوثتها تلتقط جملةً من خلال الإحساسات ، فأنوثتها مستقرة وساكنة فهي شبيهة بالبحر العميق فيه تكمن حياتها الداخلية ، وعن طريقها تحس بالحياة ، وبطريقة مشخصة ومباشرة ...
فكل إبداع يحدث في داخل شخصيتها يكون مؤنث ، فعندما تبدع المرآة في عمل ما نجد هذا الإبداع قد أستخدم من الداخل لتطرحهُ إلى الخارج ، فهنا تكمن الأنوثة ، وكم قيل وسمعنا عن الأنوثة بأنها سلبية ، حتماً أن هناك خطأ فكري فادح في هذه النظرة ، حيث أن الناس لا يميزون بين السلبية والعطالة في أذهانهم ، وهذا خطأ قد أرتكب منذ زمن طويل ، حيث أكدوا أن المرآة مهيأة سلفاً للسلبية بفعل هرموناتها الأنثوية ، فنجد هناك ترجمة فورية في أدمغتهم الإنسانية عن المرآة مهيأة سلفاً للعطالة ، فالسلبية الحقيقية تكمن في التخلف والخلط الفكري بأن ينظر للأنوثة على إنها سلبية ، فمن الجوهري أن نفهم أن الأنوثة مصطلح ليس له علاقة على الإطلاق بأن الموجود الإنساني أمرآة ...
المرآة كائن إنساني ويحمل طاقة حيث أن الكثير من علماء النفس أكدوا أن الطاقة ليس لها جنس وبذلك تكون النتيجة ليس لها مع ذلك أهمية ، لان الطاقة التي لدينا شيء وطريقتنا في استخدامها شيء آخر ، فلدى كل وجود إنساني في هذا الكون كمية معينة من الطاقة ينبغي عليه أن يستخدمها بطريقة تخلق له التوازن والفاعلية والصحة وتحقق الشخصية ، ولكن قد يكون استخدامها إيجابي أو سلبي وقد يدير طاقاته إدارة جيدة أو رديئة وقد تجمعهُ أو تشتتهُ ، فالأسف نحن لم نتربى إذا صح القول على كيفية استخدام طاقاتنا ، فنحن لا ننظر إلى ( الآلة الإنسانية ) أولاً ثم بعد ذلك إلى سلوكنا ، بل يحدث العكس ، نقوم بتشغيل الآلة قبل إدراك مقدرتها على ذلك ، فتربيتنا تقضي علينا تطبيق عبارة ( يجب عليكِ ) دون محاولة في النظر هل باستطاعتنا ذلك ؟؟؟
الكثير منهم وصف المرأة بأنها كالبحر، هل حاولت يوماً معرفة سبب وصفها بذلك ؟؟ البحر هو الماء ، والماء يتصف بأنه أكثر كلاسيكية وأكثر التصاقاً ، وأكثر واقعية في الغالب والبحر عميق وحذار من هياجهُ فهو غدار أيضاً ولا يترك من يعوم فيه دون توخي الحذر منه ، فثمة هنا خصائص أنثوية منها إيجابي ومنها سلبي تستحق منهم أن يفكروا بالبحر حال ذكر المرآة ...
صورة المرآة التي يحملها الرجل معه دائماً لا تفارقهُ ، فهي الأم والحبيبة ، فدورها إذا كان متوازن ، يكون ذا أهمية عظيمة جدا ، ذلك أن أول صورة يحملها الرجل في داخله هي تلك الأم التي يبقى على ذكراها إلى أن تنتهي وجوديته الجسدية ، فهي جذوره وهي باقي أبداً يتخوف من العدم ومن المرآة ، فهما يذكرانه بالموت والحياة على سبيل الحصر ، فخوفه من المرآة يجعله يرسم لها صورة يحولها فيها إلى مخلوق جميل ويحول ظلامها إلى نور فيتغزل بها ويكتب القصائد والأشعار عنها ...
كما أن هناك أمور في الحياة تجعل منا نؤكد خوف الرجل من المرآة نفسياً منها على سبيل المثال أكثر مصممي الأزياء من الرجال ونادراً ما نجد امرأة مصممة أزياء عالمية ، فهو بقدر المستطاع يحاول أبداء مشاعره لها واهتمامه بها من خلال تحويلهن إلى دمى مطيعة لكل ما يقوم بتفصيله الرجل لها ، وبما أن المرآة لها قابلية الالتصاق فنجدها تلتصق بكل ما يجعلها أميرة جميلة ، أولاً لإرضاء غرورها وأخيراً لشعورها بوجوديتها فهي كما قلنا حدسية وتستشعر كل شيء إنساني ...
التملق والابتسامة والملاطفة هو فعل ذكي جداً لفتح الطريق إلى أعدائنا الجدد وهذا ما يفعله الرجل عندما يقدم للمرآة هدية تضفي لهندامها جمالاً أو عطراً تعشقهُ..
فالرجل يخاف المرأة الحرة والقوية لذلك يتخلص الرجل من هذا الخوف عندما تصبح المرأة شيئاً مستعبداً ، فيستخدم حيلة بسيطة ولا شعورية بأن يقول لها كوني أجمل امرأة في العالم وأرتدي كل شيء ترغبين به لكي تبقي هادئة فأكون ساعتها أنا مرتاح وبعيداً عن مخاوفي الداخلية ...
فالنساء عجيبات فهن قادرات على أعظم التضحيات وعلى أشد ضروب الدمار، يرعبها السكوت ويخنقها التجاهل ، كلامها نظرات ، فالرجل يخاف المرآة لأنه حتماً يعاني من رهاباً عميقاُ مما تمثله المرأة له يقال في الغالب عن أحد المصادر التاريخية أن المرآة دمرت الأسطورة القديمة ، أسطورة الأنوثة ، حين نالت استقلالها وأن الرجل القديم لم يعد ينظر إلى المرآة على إنها موجود مثالي ، وحلم بعيد المنال وشيطان حبيب ....





#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة المثقفة تخفق في تصوير تجربة المرأة الشرقية !!!
- حوار مع وزير المراة الدكتور نوال السامرائي
- تحقيق / وظيفة المرأة ليلاً .. ونظرة المجتمع ؟!!
- تحقيق / الأنوثة للفنون !!!
- الحروب الإنسانية
- غَثَيَان الليل
- مساحه ل احتساء الوجع
- الشعور بالسعادة
- خنساء العرب الجريحة
- أنهم يعملون لخدمتنا ؟!!
- الباب الشرقي .... سوق المشانق والظلام
- من سيصنع المستقبل ؟؟؟
- الإنسانية محور وجودنا الأبدي
- لكل حدث حديث
- حقوق الإنسان ... الحلقة المفقودة
- اليوم ذاكرتنا مخدرة باليأس
- مظلمة للكاتب
- المرآة والأسطورة
- أيا من .. وشم روحي
- المرأة والأنتخابات


المزيد.....




- هل روجت منظمة العفو الدولية لارتداء الفتيات الصغيرات للحجاب؟ ...
- السعودية.. الأمن يتحرك بعد تداول فيديو تهديد شخص للنساء اللا ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. تعرف على الشروط وكيفية ا ...
- بريق الذهب يُغري المُقبلات على الزواج في الأردن والشباب يستد ...
- حقوق المرأة المطلقة عربيا
- «لولو يالولو وينك يالولو».. تردد قناة وناسة Wanasah TV بجوده ...
- الفئات المستحقة للحصول عل منفعة الأسرة سلطنة عمان 2024 والشر ...
- أوكرانيا.. مقتل امرأة وإصابة 24 في قصف روسي على خاركيف
- ” سجل الآن” الشروط  المطلوبة للتسجيل في منحة منفعة الأسرة بع ...
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل.. المستندات ا ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبتهال بليبل - أسطورة الأنوثة