أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسب الله يحيى - الزعيم يختار الخراف الرشيقة














المزيد.....

الزعيم يختار الخراف الرشيقة


حسب الله يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 2585 - 2009 / 3 / 14 - 09:46
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة:
الزعيم يختار الخراف الرشيقة•
ذات مساء تأمل غروب الشمس وارتحال النهار. أتكأ على مقعد وثير في حديقته الغناء...
كان الليل قد تسلل إلى المكان، فاستوحش جلسته.. رفع يده، فتقدم إليه أكثر من رجل لتلبية طلبه.. قال: أجعلوا الليل يتأخر... عن الحضور..
لم يتمكن أحد من قول كلمة ((لا))... هذا لا يمكن، تلك هي طبيعة الشيء الذي تريد إن تطالعه..
قال واحد منهم: نعم.
وأعجب الجميع بكلمة ((نعم)) التي قالها صاحبهم... فقد أجاب بشيء يستحيل تحقيقه...
ذهب وأضاء أنوار الحديقة، فأنتشر الضوء في أرجاء الحديقة، وعم النور، ولم يعد هناك ليل في حديقة الزعيم.
حدق الزعيم بعيداً... وقال:
- والأمكنة الأخرى، ليس فيها زعماء، فما شأننا بهم، وكيف يقبل سيدي الزعيم إن يتساوى نهار الزعماء مع ليل العبيد؟.
- أرتاح الزعيم للإجابة... وصرف الرجل. تمتع بضوء باهر، لكن بقعة سوداء كانت تمشي معه.
- أستدعى خدمه، وسألهم عن البقعة السوداء..
- عجل أحدهم بالإجابة فقال:
- - هو ظلك سيدي الزعيم.
غضب الزعيم... وأمر بقطع رأس خادمه... ثم التفت إلى الأخر، وسأله عن رأيه... فكر الخادم قليلاً ومثل صاحبه أمامه.... فقال:
- انه الليل يا سيدي، وحضورك يضيء الليل ويزيل الظلمة.
أعجب الزعيم بجواب الخادم، وأنشرح صدره... وأجزل له العطاء..
ونام الزعيم ليلة طاب فيها المقام والأحلام.
في يوم آخر...
اتكأ الزعيم على مقعده... وراح يفكر كان الوقت صباحاً، والشمس في أوج تألقها..
قال في نفسه:
- الشمس تشرق وتغيب حسب مشيئتها...؟
- أستدعى الخادم، وسأله عن السبب أحتار الخادم في الإجابة وارتبك أمره سأله ثانية... وأمره أجب ألم أسألك؟
- كان الخادم أليفا مع نفسه، شديد التعلق بالحياة.
- قال: لأن الشمس تريد إن تؤنس صباح سيدي الزعيم بالبهجة ، وتنير دربه، وتضيء نفسه وقلبه.
-أبتسم الزعيم... وصرف الخادم.
- وراح يتأمل الأشياء المحيطة به. انتبه إلى صحف ومجلات الصباح منبسطة أمامه. قرأ عناوينها. وصفته إحدى الصحف برجل العدل، لأنه القى كلمة في وزارة العدل، وأمر بتعديل القوانين لصالح الأقارب والأصدقاء. وسره الوصف تناول صحيفة أخرى، وكانت تصفُه برجل السلم، لأنه أول من طالب بأن يكون للطيور البيض حرية الانتقال في السماء دون تدخل من أحد...
وفي جريدة ثالثة، وصف الزعيم بأنه رجل الديمقراطية الأول، وعللت السبب في أن السيد الزعيم، أمر بتشكيل أحزاب عديدة تكون في خدمة الدولة...
وانتبهت مجلة ملونة، إلى إبراز حدث في البلاد...
قالت: إلغاء النقابات، مطلب جماهيري ملح استجاب له السيد الزعيم...
وأضافت تقول، بأن النقابات كانت تشكل عقبة أمام العمل الحر والمنتج... وقد تنبه الزعيم إلى هذه العقبة فأزاحها عن كاهل العمال.
طوى الزعيم الصحف والمجلات.. وأخذ يفكر في طريقة يستطيع من خلالها إثارة الانتباه، وتحقيق حضوره المتميز..
أستدعى الوزراء، واحداً واحداً.... ثم جمعهم وأمرهم بأن يفكروا معه في طريقة لاختيار الموظف الأفضل... قال: بعضهم كلاما تقليدياً، كأن يكون الموظف في موقع اختصاصه، وان يتفانى كل واحد بواجباته..
ولم تلق الإجابات قبولاً لدى الزعيم... ووضع اقتراحا أمام وزرائه... ولأنه رجل سلم وعدل وديمقراطية..وطلب الاستماع إلى أرائهم... فهو لايريد إن يتخذ قراراً منفرداً، وإنما هو يحتكم إلى شورى الجماعة.
قال الزعيم: لابد لكل موظف جيد، من قياسات محددة في الطول والوزن... نحن نحتاج إلى الموظف الرشيق، في دولة تقوم كل الأمور فيها على التخطيط السليم والأرقام والموازين الدقيقة.
صمت الجميع... وأراد أحد الوزراء إن يقول: لابد من تربية الموظفين في حقول مشابهة لحقول الدواجن... ولكنه سكت خشية أن يتحول رأيه إلى منظور عكسي...
رفع أحدهم إصبعه موافقاً، ثم رفع بقية الوزراء أصابعهم.
مع إن بعضهم كان ينتابه حزن دفين.... فقد لا تنطبق عليه المقاييس فيعفى من مهماته...
ولكنه حسب للأمور حساباتها ورفع الجميع أصابعهم معلنين الموافقة الجماعية...
شكرهم الزعيم... وأبتسم ابتسامته المشهود لها بالارتياح وجعل المقترح قانوناً يسري في البلاد لتعم الرشاقة في البلاد الرشيقة!...



#حسب_الله_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموجة تعشق البحر
- البراعة في احتمال الأذى
- سادة الانتخابات
- الأفاق الاجتماعية للكورد
- بيان في المسرح التجريبي
- في جامعة بغداد :الدراسات العليا بين الجد والمزاج
- غابرييل غارسيا ماركيز: الواقع وأبعاده
- كبار الكتاب كيف يكتبون؟
- الغربة العراقية في ثلاث روايات لمحمود سعيد
- كونديرا خارج الاسوار.. الطفل المنبوذ ..بطيئاً
- ميلان كونديرا: ثلاثية حول الرواية
- خذ ما تريد..وأعطني (حرية) التوقيع على ما تريد! قراءة في نص ا ...
- من هو : جومسكي؟
- مع الروائي العراقي مهدي عيسى الصقر في روايته: رياح شرقية ريا ...
- العراق..من يغلب من؟
- ماريو فارغاس يوسا:(الحرية الموغلة)


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسب الله يحيى - الزعيم يختار الخراف الرشيقة