أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغفور ياتيب - تشي غيفارا.. هالة القداسة














المزيد.....

تشي غيفارا.. هالة القداسة


عبد الغفور ياتيب

الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 03:18
المحور: الادب والفن
    


في حياته الصاخبة والعريضة جدا .. عن القياس
في سنواته المعطاءة والموجزة .. طولا
في أيامه الموهوبة منه .. سلفا
للدفاع عن الكرامة المهدورة .. قهرا

**

كان ولا يزال معشوقا .. أوحد
للمثقفين وبقايا المتحسرين من شلة .. اليسار
على ما آل إليه مصير العالم بعد ذلك .. الاختراق
كان ملهما لذوي القضايا .. العادلة
وأملا لهم لتحقيق.. الانتصار

**

مذ غاب وأمثاله أولئك .. الفرسان
ذوو العزم عند الشدائد.. والاقتدار
استأسد الدهماء وعاثوا .. فسادا
كليا وغير مسبوق في .. الديار
قد رأينا كيف عبث .. اليمين
وكيف يمرغ مرحا.. في دماء الأبرياء وآلام .. الحصار

* *

"تشي غيفارا" أم القديس .. فوق العادة
لقوى التحرر من غلاة .. الاستكبار
ذاك الطبيب الذي آل على .. نفسه
تخليص الإنسان من جشع وحمق .. اللاإنسان
فتح .. فك ضفائر الحسناء .. "هافانا"
بمعية رفيقه الشاب آنذاك وعمدة النضال .. الآن
ثم لوى قاصدا تحرير البيداء .. والجوار
انطلاقا من عذراء الطبيعة وشواهق .. الجبال

* *
زهد .. عاف سرايا .. الوزارة
بما فيها من جواهر
وقاصرات الطرف .. المكتملات الجمال
استنكف أن يحتقر إخوانه .. الرجال
فيما قطع علاقته بوضاعة .. المعالي
وكل ما له صلة بالتراتبية.. والاستكبار

* *

كان مهوسا بالدفاع .. المستميت
عمن يعانون .. قصرا
من داء الحاجة المتـفرع عما .. اقترفه
دعـاة الأخـلاق وحسن .. النوايـا والمآل
كان تواقا لتطهير المسرح .. الفعلي
من عبث البورصة والبورصويين .. الأنذال
أدرك مبكرا أن تخلف .. قارته
سببه جيرته على .. الشمال
لذلك عقد العزم على .. إعادتهم
من الجنوب والوسط .. إلى الشمال

* *
في خطوة مستحبة ومشهود لها
أعاده الرفيق بعد طول .. انتظار
أعاده شامخا إلى ما تبقى من قلاع .. الرومنسية
وشـرف .. اليسـار
في حفل مشهود عقد له
على تربة معشوقته "هافانا" .. الصمود
في وجه الغلاة .. وقوى الاستعمار

**
في الوقت الذي تهاوت فيه .. تباعا
تمـاثيـل الطغـاة
نصب اللاتينيون له تمثالا منيفا .. مستحقا
يليق بالسادة .. الرجال
يهش من علياءه على الثعاليب .. العابثة
المختصة في قهر النساء .. والأطفال

* *
بكل عفوية وتلقائية تطبع .. صوره
على ما هو في ملك .. الجماهير
عبـر قارات .. المعمـور
بكل تلقائية يوشم الشيب .. والشباب
على الأذرع رمزية .. محياه
ذو الإيحاءات العظمى.. والدلالات
لم يتحلل جسمه النحيل بعد .. قضاءه

* *
كان بمثابة رأس حربة للمد .. اليساري
خلال عقدي الستينات والخمسينات
كان متنفسا .. جماهيريا
بعدما تبنى الغرب سياسة .. الاحتواء
كان بمثابة "كوموندو" .. تلقائي
لا يتقاضى أجـرا
يتواجد خلف خطوط عبدة الأشكال .. والأمبرياليات
كان بمثابة .. الرمـز
في زمن اختراق .. البروليتاريات
وشوكة حادة في جـزم .. الرأسماليات
كان يمثل ثقلا .. معنويا
لا يقل عن حاملات .. الطائرات
* *
إنه الطبيب الأوحد الذي شخص .. الداء
وتطوع ليكون هو نفسه .. أنجع الدواء
بخلاف رفيقه .. المقعد
بفعل ثـقل الأيام .. الحوالك
وانقلاب اللعبة لصالح .. أعدائه
ودع الفارس قبل أن يرى
استفراد الشيطان .. بضحاياه

* *
تشي غيفارا .. ذلك القديس .. اللاغيبي
في قارة مثلث الأرعن .. والشيطان
لم يزده الغياب القصري عن الساحة
إلا توهجا .. تحت وفوق .. المعتاد
استعصت ذكراه عن عبث .. التقادم
وكدمات السنين .. وإهمال الأيام
واستوطنت بأنفة كل .. ذاكرة
كـل ضمير .. يقظ
حيثما وجد .. الإنسان
كان متعففا كعادة .. الفرسان
كان مراوغا .. متبرما من الإطراء
كان قادرا على العشق .. السوي
بخلاف المثخمين .. والمكرشة عقولهم

**
لم يثر لأجل التمرد .. لم ينطلق من .. فراغ
أذهلته هوة الفوارق .. آنذاك
فما بالنا .. نحن الآن ..؟
فعقد العزم .. بيت النوايا ثم .. وثب
حاول التواجد في نفس .. الوقت
على تلال أكثر من .. جبهة
ووغى أكثر من .. مكان
كان مطلق الصلاحيات .. الثورية
في أزمنة تشييء .. القيـم
والإجهاز على الأسلوب والذوق.. السويَّين
كان .. وسيظل رمزا لنكران .. الذات
وقدوة لمن شاء أن يبصم .. التاريخ
على غرار .. الرجال
--------------------------
هذيان فارس:
ما سليتك ويوم العاشق ألف
أخفه وزر يصحبه عذاب
إن تشيري بخنصر على التو
أجعل الرياح إليك ركاب



#عبد_الغفور_ياتيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقي .. يا أيها الإنسان
- لويس مورينو أوكامبو .. لكم بوشكم .. ولنا بشيرنا
- شبح ال- كيدورسيه -
- هوغو تشافيز .. والقرصان
- برويز مشرف: جنرال.. يحترق
- -باراك أوباما- وريث شعرة معاوية
- الأدميرال وليام فالون
- -كاسترو- .. آخر قلاع البروليتارية


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغفور ياتيب - تشي غيفارا.. هالة القداسة