-كاسترو- .. آخر قلاع البروليتارية

عبد الغفور ياتيب

الحوار المتمدن-العدد: 2269 - 2008 / 5 / 2 - 12:03
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

عندما شاخ رواد اليسار .. الأوائل
وحتى لا يعبث بتركاتهم النضالية
العميل الساحر .. "جيمس بوند"
"شين كونري" .. ذلك الوسيم
المتعدد الحيل والنسخ
أمام هذا اضطر الثوريون
لتولية الأبناء
إن لم يجدوا .. فالإخوة الأشقاء
أجبرتهم حيل وقوة الخصم
على تبني عادة التوارث .. القصري
إنه اليتم الثوري
بكل المقاييس المأساتية
والذي من نتائجه بروز الشوفينيات العرقية
* *
بعد التوهج الثوري زمان .. الزعامات
بعد تألقه أثناء سمفونية خليج الخنازير
بداية عقد الستينيات
أضنته الحسرة ونالت منه المفاجآت
ظل شامخا رغم الغوائل والأحداث
لكن الوزر أنـهكه
إنه عزيز قوم .. مهما كان
كان نجما ضمن أركسترا .. الزعماء الكبار
كاسترو رمز كبير
في جزيرة نصفها محتل ونصفها الآخر
محاصر .. امبرياليا
* *
"هافانا" أو تاج محل "تشي غيفارا"
ذلك الثوري .. الأنيق
"كوبا" رأسمالها .. زعامة .. سيجار وخطب نارية
ألف "كاسترو" المنصب وزهد فيه
الاستثنائي .. "تشي غيفارا"
عاف ذاك الطبيب عجرفة البروتوكول
وسرايا الوزارة
* *
في عيونه حزن وعتاب على الزمان .. الأغبر
لا تخطئه.. فراسة
حزن أملاه احتمال الانقلابات المضادة
وهو ما يعني تآكل الثورة الحمراء
واندثار مظاهر اللحية الكثة
والبذلة البسيطة ذات اللون الخليط
* *
شاغب "ازنهاور" .. وأثنى على "جون كينيدي"
المؤمن بقدسية العهد الجديد
طالب "خروتشوف" بدك قلاع الرأسمالية
حين زايد عليه الرفاق
كشف في مؤتمر عدم الانحياز
عن جذوره العربية
توقف عنه الدعم بانهيار الكتلة الشرقية
فارتسمت الحسرة بدواخله وعليه
أذهلته ضربات البخت العاثر
وأثنى عليه جشع السوق وانقلاب اللعبة السياسية
* *
"هافانا" معلمة فريدة
في عالم لا يعرف كيف يجتمع إلا حول الفرائس
هجرته فلذة كبده إلى معاقل .. الإقطاعية
لكنه وجد في هدية أبيه ما يشد به أزره
الرائد "لينين" مثله الأعلى
ونـهج "ستالين" أداته ضد المتآمرين
بذلته ذات دلالات تقشفية
لكن سيجارته دعاية للمنتوجات الوطنية
قبل أن يتوارى أنجب المشاغب الرائع "هوغو تشافيز"
والبقية تأتي بخلاف توقعات العرافات .. والمستقبليين
في زمن ما.. شاغل الناس
أبا للكوبيين.. وإن كان غير حنون
أمهله العمر حتى اكتحلت عيناه
بإرهاصات زعامة الرفيق الأصفر .. الكونية
فيه وله من النقائص ككل البشر
إلا أنه ذو مبادئ مما جعل الشعب
حتى الآن.. حريصا عليه
رفيق بدون مسيرة ولا رفاق دوليين
رمزيته باقية حتى وإن استقال
مهما قيل عنه أكيد أحد لا يستطيع .. أن يوفيه
* *
في زمن ما صارع .. الغول
وأخاف الديناصورات .. الكبار
السؤال كم يصمد إرثه ؟
كم ينتظر أعداؤه عليه ؟
اكتأب بسبب هيمنة جارته الشمالية
لا رفيق له الآن.. غير ظله
في إيديولوجية الزحف الجماهيري الكثيف
ترى أيتم فرقعة فقاعة .. العالم الجديد ؟ و من ثمة تغيير .. التغيير
ذلك الحالم "كاسترو"
آخر القساة على الرأسماليين
وآخر قلاع البروليتاريين.
لم يتعفف أثناء زحفه على "باتيستا"
وأذنابه .. ذلك مما يؤخذ عليه

#عبد_الغفور_ياتيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات