أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حزب العمال التونسي - المعارضة وانتخابات 2009: بين الرغبة في خوض معركة ضد الديكتاتورية وخدمة المصلحة الفئوية الضيقة














المزيد.....

المعارضة وانتخابات 2009: بين الرغبة في خوض معركة ضد الديكتاتورية وخدمة المصلحة الفئوية الضيقة


حزب العمال التونسي

الحوار المتمدن-العدد: 2571 - 2009 / 2 / 28 - 08:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لم يعد يفصلنا عن مهزلة 2009 الإنتخابية إلا القليل وكلّ الدلائل تشير إلى أنّه لن يكون لهذه المهزلة من الانتخابات إلا الاسم. فأيّ معنى لانتخابات لا تتوفر فيها حرية الترشح وحرية الدعاية للبرامج، وإمكانية مراقبة العملية الانتخابية ذاتها؟ لا أحد يشك في أنها ستكون انتخابات كالعادة معلومة النتائج مسبّقا: بن علي رئيس بأغلبية ساحقة، و"تجمع" فائز في كل الدوائر الانتخابية وبأغلبية ساحقة أيضا و25 بالمائة مكافأة للمعارضة التي شاركت حسب درجة الولاء والمهادنة.

وإن كان لا أحد يقرّ بوجود رهان انتخابي حقيقي فإنّ البعض يرى ضرورة المشاركة واستغلال "الفرصة" لخوض معركة ضد الديكتاتورية بل وحتى يعتبر أن لا مجال لغير المشاركة وأن كلّ حديث عن المقاطعة يعني الدعوة "للفرجة" وعدم الفعل في الواقع، وأنه لا مواطنة ولا إمكانية للارتباط بالجماهير والارتقاء بوعيها إلا بالمشاركة.

ولا يخفى على أحد أن الدكتاتورية النوفمبرية، ولتأبيد سيطرتها وتمرير مشاريعها، تعمل على تشتيت المعارضة وتوجيهها ضدّ بعضها والحيلولة دون توحّدها. فهي تدرك تمام الإدراك أن لا إمكانية لخوض معركة حقيقية ضدها بمعارضة ضعيفة ومشتتة خاصّة وأنّنا نعلم أن لا الشروط القانونية لخوض مثل هذه المعركة متوفرة ولا ميزان القوى الحالي يسمح بذلك.

فإذا لم تتوحّد المعارضة الديمقراطية لتخوض معركة بصفة مشتركة فالديكتاتورية ستكون طليقة الأيدي وسوف لن يكون هناك أي قوة قادرة على الوقوف في وجهها ولو بصفة جزئية ومحدودة.

وفي هذا الإطار، فانقسام المعارضة بين مشارك ومقاطع وقوائم مختلفة بالنسبة للمشاركين في حدّ ذاتهم سوف لن يخدم سوى مصلحة الديكتاتورية. فمعركة حقيقية لمواجهة مهزلة 2009 لا يمكن أن تخوضها إلا معارضة ديمقراطية موحّدة واعية أنّ الاختلافات التي بينهـا، مهما كبرت، تبقى ثانويّة مقارنة بخلافاتها مع الدكتاتورية القائمة، ومتجاوزة كلّ المصالح الفئوية الضيقة ومترفعة عن الفتات الذي تتركه السلطة ذاتها لتلميع صورتها وتمرّر مهازلها وبث الأوهام حول طبيعتها.

إن وحدة المعارضة الديمقراطية مسألة أساسية وحيوية تستدعي منّا جميعا أن نوليها الأهمية التي تستحق.

ونحن إذ نعتقد أن الموقف الأسلم في الظروف الحالية هو مقاطعة مهزلة 2009. فإننا نولي وحدة المعارضة أهمية بالغة ونعتقد أن هذه الوحدة هي التي ستُكسب المقاطعة النجاعة والفاعلية اللازمتين ولا تجرّم المشاركة في المطلق. فمشكلتنا ليست مع المشاركة في حدّ ذاتها، بقدر ما هي مع مهادنة الدكتاتورية ومع تسبيق المصلحة الفئوية الضيقة على حساب مصلحة الشعب والحركة الديمقراطية. فمشاركة موحّدة هدفها مواجهة الدكتاتورية وتجاوز الحدود التي تفرضها ورفض رشوة الـ25 بالمائة لا يمكن أن تكون إلا مشاركة إيجابية يجب دعمها والوقوف إلى جانبها. ولكن أين نحن الآن من مثل هذه المشاركة؟ فبصفة معلنة أو غير معلنة يطغى على دعاة المشاركة اليوم الرغبة في الحصول على كرسي في البرلمان الصوري وضمان تمويل حزب أو جريدة وتبرير ذلك بمنطق "السياسة هي فن الممكن" و"لا إمكانية في الظروف الحالية لغير ذلك" بل وقد وصلت مغازلة السلطة بالبعض إلى حدّ التصريح أنّ "تونس في طليعة البلدان التي حققت تقدما اقتصاديا واجتماعيا" متجاهلا معاناة شعبنا على كافة المستويات.

هذا إلى جانب أن الدكتاتورية تتحكم في الأوضاع إلى أقصى الحدود، فهي التي تقصي من تريد وتفتح الباب أمام من تريد بقدر الولاء والتواطؤ والتخلي عن مصلحة الشعب. فهي لم ولن تسمح بمشاركة مناضلة تفضحها وتهدّد مصالحها. والكل يتذكر إسقاطها لكل قائمات المعارضة الديمقراطية في الانتخابات البلدية الأخيرة لا لشيء إلا لأنها كانت قائمات موحّدة أرادت أن تواجه التجمع بصفة مشتركة. ومن لا يعرف أنها دأبت على إسقاط كلّ القائمات التي تتوقع أنها ربما لن تكون تحت السيطرة وربما قادرة على تجاوز الحدود المرسومة لها، وتجسّد تحديا حقيقيا مختلقة شتى التعلات ومتبعة كل الطرق في سبيل ذلك. وهكذا فالمشاركة مُتحَكّمٌ فيها من قبل الدكتاتورية أو لا تكون. ورفض ترشّح الأستاذ نجيب الشابي وغيره أكبر دليل على ذلك. ولا خيار أمام القوى الديمقراطية الحقيقية غير تجاوز الانعزالية والفئوية الضيقة والعمل المشترك والموحّد حتى وإن اضطررنا لتقديم تنازلات مؤلمة عن بعض الأحيان وذلك من أجل فرض واقع ميداني جديد يتجاوز إرادة السلطة وسيطرتها ويمكننا من الوصول إلى الجماهير الواسعة وإيصال مواقفنا ورؤانا وبدائلنا.

سميح





#حزب_العمال_التونسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأسمالية الدولة بين الدعاية والحقيقة..
- المسألة الديمقراطيّة في تونس
- الأزمة المالية العالمية ومؤشرات انهيار النظام الرأسمالي
- 21 سنة من الاستبداد والفساد
- المفاوضات الاجتماعية الحالية:هل ستكون نسخة من سابقاتها؟
- برنامج حزب العمال الشيوعي التونسي [1992]
- -العولمة- أو الامبريالية في ثوب جديد
- على هامش مؤتمر -الحزب الحاكم-:الفصل الأخير من مهزلة بائسة
- مطارحات حول قضيّة المرأة
- لمواجهة التصعيد الفاشستي: وحدة كل القوى السياسية والمدنية
- 20 عاما من الوقت الضائع على تونس الخضراء
- ملاحظات حول المؤتمر الثامن ل-حركة النهضة-
- موسم اجتماعي جديد: تحديات جديدة ورهانات متجددة
- جوان: شهر المنع والقمع
- في تقييم المؤتمر 21 للاتحاد العام التونسي للشغل
- ملاحظات حول وثيقة -مشروع أرضية لليسار
- التعددية النقابية في تونس: قراءة في الوثائق التأسيسية ل-الجا ...
- إضرابات ناجحة في التعليم:المعلمون والأساتذة يدقّون نواقيس ال ...
- بمناسبة عيد العمال العالمي:بيان
- مؤتمر اتحاد الشغل بالمنستير: وكادت المفاجأة الكبرى أن تحدث!


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حزب العمال التونسي - المعارضة وانتخابات 2009: بين الرغبة في خوض معركة ضد الديكتاتورية وخدمة المصلحة الفئوية الضيقة