أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فالح الحمراني - العالم العربي والحاجة الى ايران















المزيد.....

العالم العربي والحاجة الى ايران


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 2569 - 2009 / 2 / 26 - 08:12
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تصاعدت في الاونة الاخير حملة عربية اعلامية معادية لايران، نشم منها رائحـة الاحكام المتسرعة ، التي تضع الدولة الجارة في مصاف العدو الاول للعالم العربي والتحدي الرئيسي الذي يواجهه في بداية القرن الواحد العشرين. ان هذا التسرع المنفعل يتنافى ومصالح العالم العربي الامنية والاقتصادية وبالتالي الجيو ـ سياسية.فمن الخطر استعداء ايران وحشرها بزاوية. وعادة ما ينطلق الموقف ولشديد الاسف من تصورات مذهبية ضيقة وضغونات تاريخية مدفونة، متناسيا ان الانظمة زائلة والدول والشعوب باقية، وان ايران جارة ترتبط بالعالم العربي بتاريخ عريق وثقافة مشتركة وانها اليوم قوة اقليمية تحسب لها القوى الفاعلة على الساحة الدولية الحساب. وان المسألة تتطلب من الجانب العربي رسم استراتيجية واضحة في التعاطي مع الجارة المسلمة والعمل على احتواء التوجهات السلبية التي قد تتبناها وتطوير التوجهات الايجابية هناك وجعل طهران شريكة مستديمة تقوم العلاقات معها على اساس الاحترام المتبادل والمساواة والعمل المشترك من اجل التنمية والتطوير وتوفير الحياة الكريمة لشعوب المنطقة واحترام حقوق الانسان فيها والعمل على تطوير التعاون مع طهران في القضايا المشتركة واحتواء الجوانب السلبية بطرق سياسية وشفافية.
هناك من يرى ان ايران دولة طامعة وتطمح الى مد نفوذها في العالم العربي وبالتالي الهيمنة عليه. ولا يكسلون بالمجيء، لدعم وجهة نظهرهم، بالكثير من الشواهد والامثال على ذلك. فهناك التعامل غير العادل مع الاقلية العربية في الاهواز، والتدخل الفظ في العراق، ودعم الحركات المتشددة التي تسبب الحرج للخط العربي في تسوية النزاع بالشرق الاوسط وبالتالي محاولة القيام بغزو مذهبها ـ الشيعي للدول السنية تقليديا او حتى التخطيط لتكوين تحالف او جبهة شيعية في مواجهة الاغلبية الاسلامية التي تعتنق المذهب السني بمختلف تياراته.
وتنظر بعض الدول العربية بعين الشك لبرنامج ايران النووي او تطوير برنامجها الصاروخي. وتتخوف ايضا من بناء ايران محطة كهروذرية على الخليج قد يسبب عطبها او انفجار مفاعلها النووي ذات يوم بكارثة لا تقل فداحة عن كارثة محطة تشيرنوبيل التي انفجرت في الثمانينات في اوكرانيا ولا تزال تداعياتها حتى يومنا الحاضر قائمة. وتعكس كل هذه الهواجس التاريخ العربي ـ الفارسي الذي لم تسوده الا في فترات قصيره روح الود والصداقة، الى جانب قضية احتلال الجزر الامارتية الثلاث وعدم ابداء طهران اية مؤشرات لحلول ولو وسطية وبالتالي ما تردد عن قول احد المسؤولين الايرانيين ان البحرين جزء من ايران( وزير الخارجية الايراني متكي اكد لنظيره البحراني احترام طهران لسيادة البحرين ـ وكالات انباء). وكأن الماضي كما اشار احد العظام جاثم في وعي الحاضر.
ولكن كل تلك الهواجس تنعدم لدى القوى الدولية الاخرى الغربية والشرقية. فثمة حاجة لايران. واعلنت الادارة الامريكية الجديدة بانها بصدد انتهاج سياسة جديدة ازاء ايران تقوم على الحوار وتفهم المصالح.
ولم تتحمس الدول الغربية لدعوات الادارة الامريكية السابقة بفرض المقاطعة التامة على ايران، وظلت شركاتها تعمل هناك وتتجار مع ايران، وتخطط لتوظيف استثمارات هناك. دعك عن الصين التي لها حضور منقطع النظير بايران وحتى اليابان التي عادة ما تصغي للنصائح وتأخذ بجدية مصالح الولايات المتحدة بتحركاتها، لم تهمش ايران ضمن اولوياتها.
وضربت روسيا بعرض الحائط كل المخاوف وانسحبت من اتفاق غور ـ تشيرنوميردين الشهير لتستأنف صادرات السلاح لايران في عام 2000 ولحد يومنا هذا، وترفض تشديد العقوبات عليها، وتواصل التعاون معها في مجال الطاقة النووية الحساس، وتستعجل لاستكمال أول محطة نووية بايران وتجري مباحثات لتصدير انواع جدية من وسائل الدفاعات الجوية، ولا تكف عن الترديد بان ايران شريك استراتيجي لها وستوظف نفوذها لكي تصبح كاملة العضوية في منظمة شنغهاي للتعاون مع كل ما تجره من افرازات اقليمية. فروسيا تدرك الثقل الاقليمي اليوم لايران، وتراقب امتداد نفوذها في جمهوريات اسيا الوسطى وارمينيا، وتضع بالحسبان ان الغرب يود خطف ايران منها ووضعها في دائرة نفوذه وعليها عدم السماح بذلك.وحينما وضعت نظريتها للامن الجماعي في منطقة الخليج المطروحة على دول المنطقة، فاتها افردت لايران فيها دورا مميزا.
ان هناك بعض القوى معنية بتخريب العلاقات العربية ـ الايرانية بمجملها وتغليب الخلافات الثانونية على المصالح الاستراتيجية بعيدة المدى، لان التفاهم العربي الايراني سيقلب موازين القوى ليست الاقليمية وحسب بل ويمكن ان يخلق فضاء يمهد لتفعيل التطور الشامل الذاتي اذا ما تعززت الثقة المتبادلة وجرى احترام المصالح وفرز المشتركة منها. ولا يمكن ان يتناسى العالم العربي ان يدرك ايضا ان ايران غدت دولة اقليمية ذات ثقل، بيدها العديد من مفاتيح الحل للكثير من المشاكل والازمات، وان تحويلها الى طرف عدو لن يصب في المصالح العربية. ان حشر بعض العرب لإيران في الزاوية واستعداء الدول الكبيرة ضدها قد يخلق اجواء غير طبيعية تمهد الطريق لاصطفاف جديد للقوى تكون ايران ليس لجانب الصف العربي ولا لمصلحته .
ان التطورات برهنت على ان النسق الاعلى في النخبة الحاكمة الإيرانية غير متجانس بل واحيانا متناقض في مواقفه. لذلك يمكن التعامل مع القوى الاكثر اعتدالا ووعيا بمتطلبات العصر. اضافة الى ان على الدول العربية المعنية البحث عن المجالات التي يمكن التعاون مع ايران فيها، لاسيما في المجالات الاقتصادية وتنفيذ المشاريع المشتركة وزيادة توظيف الاستثمارات وتوسيع التبادل الانساني والثقافي وتفعيل الدبلوماسية الشعبية، ان كل هذا سيخلق من العلاقات ما يكفل للدول العربية لاحتواء التوجهات السلبية الخارجة من بعض المصادر والجهات الايراينة، عن طريق الحوار والتفاهم وشفافية العلاقات وصراحتها، وبعكس ذلك فان فقدان العرب لايران والتعاطي معها كقوة عدوة او دفعها نحو ذلك، لن يصب في المصالح العربية عموما. ويتطلب اقامة علاقات طبيعية وودية لا تفرط بمصالح الجانب العربي. وتُعقد الامال على ان ايران ستتفهم دورها البناء في المنطقة، وترسم سياسات واقعية وناضجة لتعزيز اواصر حسن الجوار والثقة وعدم التدخل في الشئون الداخلية لدول الجوار وحل المشكلات حصرا بالطرق السياسية والدبلوماسية.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية -قاذف الحذاء- بين القانون والسياسة
- نهاية عصر الدبلوماسية لحل المشاكل الدولية
- بمناسبة انعقاد مؤتمره الثالث عشر: الحزب الشيوعي الروسي امام ...
- هل يطل وجه امريكا الجديد من غوانتينامو؟
- عالم من ورق
- متى يكتشف العرب روسيا الاخرى؟ على هامش زيارة القذافي لموسكو
- المواجهة في القوقاز تتحول الى مواجهة بين روسيا والغرب
- قرار ميدفيديف بين الترحيب والمخاوف
- وراء كواليس السياسة: اوسيتيا الجنوبية وابخازيا والمقايضات ال ...
- اسيتيا الجنوبية: من الحرب الساخنة الى حرب الدبلوماسية
- الغرب يشن حربا غير عادلة على روسيا
- حرب جديدة لاهداف قديمة في القوقاز
- كلمة في سولجينيتسين : بمناسبة رحيله
- في عصر التطورات العاصفة: الروس يصوتون لستالين
- ايتماتوف: رحلة ابداع طويلة
- روسيا بين اوباما وماكين
- روسيا تدخل الصراع على كردستان
- ماذا تنتظر روسيا بعد استلام ميدفيديف صلاحيات الرئيس
- مستشرق روسي يتهم المملكة العربية السعودية
- ماذا سيحل بالعالم بعد استقلال كوسوفو؟ رؤية روسية


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فالح الحمراني - العالم العربي والحاجة الى ايران