أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح بدرالدين - فلسطين بين - الغفران - و - الفرقان -















المزيد.....

فلسطين بين - الغفران - و - الفرقان -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16 - 09:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


في خضم العدوان الاسرائيلي الهمجي على سكان غزة والذي فاق كل حدود وفي ظل ممانعة حماس المبرمجة اقليميا والمسيجة في ملعب أنظمة عربية تبحث لها عن أمجاد على حساب الدم الفلسطيني والمؤدية كما هو حاصل الى خسائر في الأرواح والأملاك على مدار الساعة لابد من العودة مجددا الى تقصي بواطن الأمور وما ترمي اليه حماس الممسكة ببعض خيوط الأزمة – الكارثة من تمديد أمد المجزرة المستمرة بعد أن علم العالم أجمع أهداف العدو الاسرائلي المعلنة وضحايا آلته الحربية المدمرة والقراءة السياسية للحدث ونتائجه المتوقعة تعيدنا الى تصريح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أمام وسائل الاعلام من دمشق بأن حركته تخوض في غزة " حرب الفرقان " اسوة باليمين الاسرائيلي الديني المحافظ عندما سمى حرب اكتوبر بحرب " الغفران " كتعبير ديني يهودي رفضه اليسار والحركات الديموقراطية الاسرائلية في حينها من يهود وعرب واشارة الى كون المواجهة مع الفلسطينيين والعرب حرب دينية ضد المسلمين وحسب ما يرمي اليه الطرفان فأننا الآن على وشك استحضارعصر الحروب الصليبية والفتوحات الدينية البائدة والانخراط فيها بعد أن بانت مقدماتها المتعثرة لحسن الحظ في لبنان وأفغانستان والعراق تمهيدا لتحويل الصراع الوطني بأشكاله المتعددة وآفاقه المحلية والعالمية الرحبة من أجل الديموقراطية وحق تقرير المصير القومي والتقدم الاجتماعي والسلم والاستقرار والتعايش وهي كلها مبادىء سامية تجمع بين بني البشر في كل القارات والمجتمعات على اختلاف القومية واللون والدين والمذهب الى مواجهة عقيدية دينية همجية قروسطية استنادا الى فرز يعتمد ديانة الانسان وانتمائه الى اليهودية أو المسيحية أو الاسلام وليس انتماؤه الطبقي وفكره وموقفه السياسي وثقافته وتوجهاته الانسانية ومبادئه الأخلاقية .
ما كشف عنه رئيس حماس وبهذا الوضوح لم يكن – زلة لسان – بل كان مخططا له بعناية في اختيار الزمان واللحظة المناسبة للتخفيف من وقعه وتمريره بين صور الأشلاء وهو استغلال صور الجرائم الوحشية التي اقترفته القوات الاسرائيلية حيال أطفال ونساء غزة وهو جزء يسير من الاستثمار العقائدي للدماء الفلسطينية وأرواح آلاف الضحايا منذ اليوم الأول للجولة الراهنة ألا يعلن قادة حماس حتى اللحظة : اطمئنوا الحركة بخير والمقاومة بخير والقضية بخير وعدد القتلى من الفلسطينيين حتى كتابة هذه السطور تخطى الألف ( نفس رقم ضحايا النصر الالهي في لبنان ) والجرحى من الخمسة آلاف والخسائر المادية بمليارات الدولارات والوضع الانساني والصحي يزداد سوء والتفسير هو أن قادة حماس لايعتبرون الفلسطينيين من أهل غزة الا مجرد أرقام وليسوا شعبا من أفراد ومن لحم ودم يستخدمون أرواحهم لنيل مكاسب سياسية حزبية من قبيل مشاركة حماس في ادارة معبر رفح مثلا وليس في سبيل حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني على كامل ترابه وتعزيز سلطته الوطنية وتحقيق الوحدة الوطنية .
اعلان رئيس حركة حماس من دمشق وبذلك الوضوح في " أسلمة " القضية والحرب والأهداف ايذان بانتقال جماعات الاسلام السياسي الى مرحلة جديدة وحسب استراتيجية مستحدثة وضعها التنظيم – الأممي – لجماعات الاخوان المسلمين منذ أمد قريب بعد اجتماعات متتالية في استانبول وقطر وغيرهما واعتمدت فيها توجهات وقرارات الزامية منها تقود الى المزيد من التعاون المشترك مع أنظمة سوريا وايران وتركيا وازالة كل العراقيل والمعوقات من هذا السبيل واعتباره من أولويات المرحلة ومن الفرائض وهذا ما دفع جماعة الاخوان المسلمين السورية الى رفع العلم الأبيض بمذلة أمام النظام السوري والانسحاب من العمل المعارض ومنها تدفع صوب التحالف والتآلف مع المنظمات والجماعات الاسلامية الشيعية وخاصة حزب الله وفي بلدان الخليج وخاصة السعودية وكذلك العراق وتحاشي اثارة التعارضات المذهبية الحساسة في هذه المرحلة بين السنة والشيعة واعلان النفير الحركي العام دعاويا واعلاميا وتحركات على الأرض بما في ذلك العمل التطوعي بكافة الأشكال تحت غطاء الدفاع عن غزة وما ترشح في المدة الأخيرة من أعمال تحريضية ذات طابع ديني وفتاوى – قرضاوية – ودعوات الى الجهاد والأخذ بالثأر والانتقام تذكرنا من حيث المحتوى الآيديولوجي الديني والأسلوب بمرحلة ماقبل تسعماية عام عندما رفع البابا – أوربانس – " صليب الخلاص " محرضا مسيحيي أوروبا على محاربة المسلمين في المشرق وانقاذ الديار المقدسة واثارة المشاعر والنوازع العدوانية تجاه الآخر والتي أدت بالنهاية الى ما سميت بالحروب الصليبية التي خلفت مئات الألوف من الضحايا والهدف من وراء ذلك ليس القضاء على اسرائيل كما يتبادر الى الأذهان بل الاستيلاء على السلطة في فلسطين باقامة امارة غزة ومن ثم التمدد للسيطرة على مقدرات باقي الدول والبلدان .
هذه الخطوة التصعيدية – الاستعراضية غيرالمسبوقة في الشرق الأوسط لجماعات الاسلام السياسي عموما وكتلتها الأساسية الاخوان المسلمون تنبع من جملة من التصورات والخلاصات التي اعتمدها منظروا تلك الحركات وهي لن تكون واقعية بالضرورة ومنها :
1 – ايجاد موطىء قدم في فلسطين وبناء وتعزيز التجربة – النموذج في امارة غزة بعد سقوط تجربة طالبان لموقعها الاستراتيجي الملاصق للدولة العربية الكبرى التي تنموفيها قوة الاخوان المسلمين والانتقال الى مرحلة ادارة الدولة بما في ذلك الاعتراف باسرائيل والتواصل معها عبر العلاقات المباشرة على الصعد السياسية والاقتصادية والدبلوماسية وهذا ما يحقق حلم اسرائيل في تقسيم القضية الفلسطينية ارضا وشعبا وسلطة وتحسين شروط صراعها بايجاد عدو مقابل يسهل وصمه بالارهاب والأصولية أمام المجتمع الدولي .
2 – تجريد القضية الفلسطينية من كل مواصفاتها الايجابية وافراغها من مضمونها التحرري الديموقراطي بأبعاده الوطنية والعربية القومية والتقدمية وحشرها في الزاوية الايرانية – السورية كأداة تحت الطلب كما هو حال حزب الله والنظامان اضافة الى النظام التركي كمقاول جديد كما هو معروف من أبشع النظم الاستبدادية في المنطقة وأكثرها اضطهادا وقمعا للشعوب والقوميات وحركات التحرر التي تربو أعدادها في ظل الأنظمة الثلاث على اثني عشر حركة لشعوب تناضل من أجل الحرية والخلاص كفيلة بادانتها والكشف عن عدم صدقيتها وعدم تأهلها في امكانية دعم أية قضية تحررية عادلة في العالم بما فيها القضية الفلسطينية .
3 – رغبة الاخوان المسلمين باعادة الاعتبار لمشروع الدول الثلاث كاحدى البدائل ( اسرائيل ومصر والأردن ) بعد ضم الضفة والقطاع اليهما وطي صفحة مشروع الدولتين بهدف الحاق الهزيمة بمشروع التسوية السلمية التي تدعمها امريكا واوروبا وعرب الاعتدال ومنظمة التحرير الفلسطينية وهذا ما يعيد مجددا الى الأذهان مدى صدقية الاسلام السياسي بشأن حق تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية الديموقراطية المستقلة .
4 - محاولات يائسة من آلة حركات الاخوان المسلمين الاعلامية وفضائياتها المعروفة بتصوير التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني ومن ضمنه سكان غزة وقضيته الوطنية العادلة وقيادته الشرعية على أنه دعم لحركة حماس في حين الحقائق تدحض ذلك فقد كانت شعوب ودول العالم والاشتراكية منها ( سابقا ) على وجه الخصوص تدعم القضية الفلسطينية وتناصرها وتقدم لها المساعدات الاقتصادية والثقافية والسلاح والتدريب قبل ظهور حماس والعالم الذي رفض حركة طالبان وأسقطها وأدان القاعدة وحزب الله والتيار الصدري بالارهاب هو نفسه الذي لن يسمح باقامة امارة اصولية في غزة وأن أصدقاء الفلسطينيين مازالوا كما كانوا منذ عقود : القوى الديموقراطية وحركات التحرر الوطني واليسار وحركات السلام ومنظمات حقوق الانسان أما الطارئون مثل الحكومة التركية وأمير قطر وحكام ايران ونظام دمشق وحزب الله والتيار الصدري فهم ليسوا أصدقاء للفلسطينيين بل من ألد أعدائهم كما يقول التاريخ الحديث وتثبتها الوقائع وهم اما موسمييون او باحثون عن منافع سياسية ضيقة او مستغلون لمحنة اهل غزة لأغراض ذاتية وأجندة معادية بالأساس لقضايا العرب وشعوب المنطقة كافة في سلامتها واستقرارها .
ان الحل الوحيد مابعد وقف النار وانهاء العدوان الاسرائيلي هو تعزيز الشرعية الفلسطينية واعادة قطاع غزة الى الحضن الوطني الشرعي وترسيخ وحدة القوى السياسية الوطنية والديموقراطية تحت راية منظمة التحرير وبرنامج الانقاذ الوطني من أجل حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية على قاعدة حق تقرير المصير واقامة الدولة المستقلة يحظى باجماع عربي ومواكبة دولية عبر تنفيذ القرار الأممي 1860 وآليته التنفيذية المبادرة المصرية .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا محمود أمين العالم
- تعقيب على بيان الاخوان المسلمين
- اطمئنواحماس بخير تحت أنقاض غزة المنكوبة
- نتضامن مع فلسطين ونرفض نهج – حماس -
- الحل : ترميم البيت الكردي
- - حذاء - الدمار الشامل
- نهاية جنرال
- ظاهرة الحوار المتمدن
- غزوة بومباي
- عندما يستغرب نائب الرئيس
- - ضد العنف .. فلتتحدث المرأة بنفسها -
- - نحو حل ديمقراطي لقضيةالمسيحيين العراقيين -
- هذه هي ثقافتهم
- حدود - التغيير - في عهد أوباما
- القرار العراقي الوطني المستقل هو الحل
- - البيانوني - لايعبر عن مواقفنا في جبهة الخلاص
- أبعاد الفتنة الأصولية في الموصل
- حوار الشركاء في - بغداد - ماله وما عليه
- سوريا لم تعد آمنة في ظل نظام الاستبداد
- دروس من - جنوب افريقيا -


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح بدرالدين - فلسطين بين - الغفران - و - الفرقان -