رسالة الى أخي أياد .. لا تحزن .. فالنصر لغزة ..

خالد قمبر

الحوار المتمدن-العدد: 2527 - 2009 / 1 / 15 - 05:46
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

اخي الفاضل ايــاد ..
انا لست معك فى نظرتك السلبية لما يحدث .. ولكني معك فى تساءلك .. ماذا عسانا ان نعمل ..؟؟!! نعم كلنا مع غزة وكلنا مع فلسطين وكلنا معا المقاومة .. ولكن يبقي السؤال ماذا عسنا ان نعمل ..؟؟!! قد يكون مجرد طرح السؤال يعد ايجابيا ..!!! نعم نحن نتكلم كثيرا ونصرخ عاليا .. ونسير فى المظاهرات و الاعتصامات ونردد الشعارات الرنانة.. البعض يرها مضيعة للوقت و للجهد …!! وهذا ليس صحيحا … فالمظاهرات و الاعتصامات تعد اليوم سلاحا اعلاميا قويا .. وقويا جدا ..
بسبب الهجمة الشرسة على غزة .. فالعالم بأكمله خرج رافعا شعارات كبيرة مستنكرة لما يحدث فى غزة الصامدة .. نعم هناك شهداء وهناك دمار وهناك ترويع للكبار و الصغار .. ولكن وبسبب هذه المظاهرات و الاعتصامات و الاحجاجات فهناك ايجابيات كبيرة .. فقد اثمرت الكثير فعلى المستوى العربي .. فهذه الهجمة الشرسة على غزة قد اوقدت شعلة الغضب فى كافة الشعوب العربية وبعث من جديد روح المقاومة .. التى لم يتوقعها الكثيرون وخاصة الحكام العرب ..
فالمظاهرات اليوم قد عمت كافة العواصم الغربية وبشكل كبير فى امريكا فى لندن فى باريس فى كوبنهاهجن في المانيا فى المجر فى هنغاريا و كافة العواصم الاوربية .. وفى امريكا الجنوبية !!! حتى ان الكثير من المعايير بدأت فى التغيير فى نظرة الكثيرون سواء كانو عربا او اجانب .. وبداء الجميع يتعرف علي الوجه القبيح للكيان الصهيوني .. فاعضاء جمعية جائزة نوبل للسلام تشعر بالخجل لاعطائها الجائزة بيريز الصهيوني وهى تعمل على الغائها .. شافيز رئيس فنزويلا - الغير عربي او مسلم - يطرد السفير الصهيوني .. الحقوقيون فى بريطانيا يرفعون الدعاوى القضائية ضد مجرمي الحرب فى الكيان الصهيوني .. بل تعدى الامر الى طلب المتظاهرون الحكومة البريطانية بطرد السفير الصهيوني من لندن ..الكثير من الايجابيات ..
نحن كمسلمين يجب ان ندعم ايماننا .. ان شهدائنا فى الجنة و ان قتلاهم فى النار .. حقيقة قد يغفل عنها الكثيرون .. وهى الشهادة ومدى ثقلها ومكانتها فى ميزان الله وعدله وكرمه .. نعم نحن نحزن لبعض الوقت .. فى الوقت الذى يجب علينا ان نفرح باستشهادهم ..ونيلهم جنة الخلد .. وان كان لابد ان نحزن .. فيجب ان نحزن على انفسنا ..!! فقد سبقونا الى الشهادة ..
نعم هناك تساؤل يطرح الكثيرون ماذا عسانا ان نفعل .. وما بأيدينا ان نعمل ….لمساندة المقاومة فى غزة و في كافة فلسطين ؟؟!! والجواب هناك الكثير والكثير .. ولكن هناك حقائق على الارض العربية و الاسلامية يجب استيعابها ..؟؟!! وهى لماذا تحارب المقاومة بشكل عام من قبل الكيان الصهيوني و امريكا .. وحتى غالبية الحكومات العربية ..سواء فى العراق او فى السودان او فى افغانستان او فى لبنان .. او فى غزة او فى فلسطين ..؟؟!! فالمقاومة ببساطة تعد ذلك الدرع الواقي ضد الذل و الهيمنة الامريكية الامبريالية والصهيونية العالمية ..
فالمقاومة مشروعة لكافة الشعوب المحتلة كما نصت بها المواثيق الدولية ..سواء كانت مقاومة عربية او مسلمة او غيرها .. فكل بلد محتل له الحق فى المقاومة ..
ماذا علينا نحن العرب و المسلمين العمل ..؟؟!! هناك الكثير ..فالمقاومة اولا و اخيرا هي مبدأ .. وليست مصلحة كما تفسره بعض القوى.. وتحقيق هذا المبدأ لن يتم عشوائيا بل هو بحاجة الى برنامج عمل مكثف و طويل .. ويبدأ فى المقاطعة من جهة ومقاومة التطبيع من جهة اخرى وفى نفس الوقت يجب الاعداد للمقاومة كل حسب مجاله وقدرته ..فيجب تفعيل مؤسسات الحقوق المدنية ..وجمعيات حقوق الانسان ..و اتحادات الطلابية و النقابية والاحزاب السياسية .. فالكاتب مفاوم و الطبيب مقاوم و المهندس مقاوم .. والعامل مقاوم .. و المحامي مقاوم .. والفنان مقاوم .. وبالتالي عليها العمل مع نظيراتها فى الخارج وخاصة الدول الغربية لنقل رسالتها و مبادئها والقيم التى تعمل على تحقيقها .. وهناك القوى الشبابية ..القوى المستقبلية التى ستحمل الرسالة جيلا بعد جيل .. والتى يجب اعدادها على قواعد قوية سليمة لتواصل المقاومة بشتى انواعها المختلفة وتحقيق مبادئها وقيمها واهدافها ..
هناك الكثير الكثير للعمل وليس مجرد الكلام ..!!! فقد لا يتسع الوقت لذكرها والتعمق فى تفاصيلها و باسهاب ..
نعم أخي اياد .. يجب ان لا نيأس .. فالمستقبل قادم يحمل النصر وتحرير الارض المقدسة وبالكامل .. والكيان الصهيوني سيزول .. وبلا رجعة .. فقد بداء الاعتداء الصهيوني لغزة تحت ذريعة تحقيق اهداف معينة ومحددة .. ومن ثم تحولت الاهداف الي تدمير مواقع الصواريخ .. ومن ثم الى اهداف اخرى .. فاتضح ان العدو الصهيوني قد فقد بوصلته وعقله .. فأصبح الانسان صغير كان او كبير.. أمرأة او رجل ..بالاضافة الي الشجر و الحجر والقصف العشوائي هى الاهداف المرسومة ..!!!
اخي العزيز اياد .. النصر قادم وغزة ستتحرر وفلسطين بكاملها ستتحر .. ولكننا بحاجة الى العمل المتواصل والاعداد المنظم .. بالاضافة الى الصبر و قوة الايمان .. كن متفائلا اخى اياد فالنصر قريب .. خالد

#خالد_قمبر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات