من أجل البحرين .. وأهلها الطيبين ...

خالد قمبر

الحوار المتمدن-العدد: 2500 - 2008 / 12 / 19 - 09:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

منذ ما يقارب السبع سنوات .. .قيل لنا إن هناك عهد جديد ومشروع اصلاحd شامل . فكان هناك الميثاق ( ميثاق العمل الوطني ) ومن ثم كان هناك دستور معدل … في ثناياهما مبادئ راقية حضارية تتمثل في العدل و المساواة والحرية والأمن و الاستقرار و الرخاء والديمقراطية.. ولكن اليوم نحن بحاجة إلى تقييم المرحلة السابقة .. فالمشروع الإصلاحي الذي تبناه جلالة الملك قد وصل إلى وضع في حاجة إلى مراجعة شاملة و إلي تقييم موضوعي .. لسد الثغرات وإصلاح العيوب ومحاربة الفساد .. فاليوم ظهرت تغيرات كبيرة و كثيرة على المجتمع البحريني البسيط .. فقد زاد الفساد بأنواعه و ارتفعت نسبة الجريمة وكثرت القضايا الخاصة بالشرف و الأمانة لدى المحاكم ومراكز الشرطة .. وظهرت المخدرات وانتشرت الخمور .. وارتفعت نسبة الدعارة وقضايا الاغتصاب والتحرش الجنسي وانتشر التفسخ الأخلاقي في المجتمع البسيط .. وظهرت الطائفية البغيضة وانتشرت المحسوبية و الواسطة ودخلت من أوسع الأبواب وهى اليوم مدعومة ومن اعلي الجهات ..وظهر الفساد وأصبح مسلكا شرعيا للبلد ..!!! وكثر المنافقون و المتسلقون والدجالون والشعراء الذين يتبعهم الغاوون .. وانعدم الأمان والاستقرار ..!!! وأصبحت وعود الرخاء و الرفاهية مجرد لعنة اكتوى بها الصغير قبل الكبير .. فقد ظهرت بين الحين و الآخر المكرمات .. والمسكنات .. بدل دولة المؤسسات و القانون فازداد الفقير فقرا ومتوسط الدخل ازداد حيرة واضطرابا ..!!! وأخذت الوظائف التنفيذية تمنحا منحا للأقارب و الاصدقاء و المواليين فانتشرت ظاهرة المحسوبية و الواسطة .. وظهرت ظاهرة المناصب الجوفاء التي تفتقد إلى الخبرة و الكفاءة .. وجلس الجهلاء في مقاعد العلماء ..!! ومن ثم ظهرت البيروقراطية ..!!! وظهر على الساحة … التجنيس السياسي فأضاف عبء على عبء .. سياسيا و اجتماعيا و ثقافيا واقتصاديا ..!!! فاختلط النسيج الاجتماعي وازداد تعقيدا… بالرغم من التصريحات الجوفاء الرسمية الرفيعة و النافية لاى تغير في النسيج الاجتماعي ..!!!
ماذا يحدث في البحرين …؟؟!! ظهر المجلس النيابي .. فانكشفت عورة الجهل و الجهلاء ..!! وانكشفت عقول لا تعرف الحوار و لا التحاور ..!!.. وانكشفت الطائفية البغيضة .. وانكشفت القبلية و التعصب ..!!!! وانكشفت الأنانية و حب الذات ..!!! فالمجلس النيابي ” ممثلي الشعب ” أضاف هما ولوعة في نفوس المواطنين البسطاء …بالإضافة إلى إضافة عبء اقتصاديا على ميزانية الدولة ..!!!
أما الحكومة.. فهي اليوم تطلق التصريحات تلو التصريحات بان المواطن هو ثروة هذا البلد المعنوية ..!!! أما الثروة الحقيقية هي الأراضي الخاصة و البحار الخاصة والشواطئ الخاصة ..!!! فظهرت المشاريع الكبيرة الخاصة والأبراج الشاهقة الخاصة و المنتجعات السياحية الخاصة !!! ومنحت الجوازات و الاقامات و التأشيرات لاصطحاب الأموال …!!! فقيل إن البحرين تشهد تطورا حضاريا عمرانيا.. وتم حذف كلمة ” خاصة ” ..!! وقيل إن البحرين تشهد نمو في الدخل القومي ..!!! وقيل إن البحرين تشهد نمو سياحيا مشجعا ..!!! وقيل إن البحرين الأولي في كل شيء وجوائز هنا و جوائز هناك ..!!! وهنا مجرد سؤال .. هل هناك خطط إستراتيجية اقتصادية أو خطط تعليمية وخطط اجتماعية وخطط إسكانية وخطط تطويرية مصاحبة ..!!! نعم هناك مخطط هيكلي استراتيجي حتى 2030 ..نعم هناك تدشين لرؤية اقتصادية حتى 2030 م .. نعم هناك تصورات أو طموحات وحروف ورسومات على الورق ..!!!! ولكن كيف سيتم تنفيذها أو مجرد الإعداد لها ..؟؟!!! ومن سيقوم على إعدادها ..؟؟!! الحكومة الموقرة .. لا اعتقد فالأخيرة تفتقد لأبسط القواعد العلمية و التنظيمية و الإدارية .. ففاقد الشيء لا يعطى ..!!! ولماذا عام 2030 م تحديد لتنفيذ المخطط الهيكلي الاستراتيجي ولتنفيذ الرؤية الاقتصادية ..؟؟!!
إن البحوث والدراسات بوجه العموم عندما تضع خطط لمشاريع الكبيرة .. تضعها على مراحل وأقسام تتراوح بين 5 - 7 سنوات .. ومن ثم يتم دراستها و تقييمها لمعرفة موائمتها للظروف الاقتصادية و المالية و الاجتماعية وحتى السياسية ومن ثم تمدد لمرحلة أخرى إذا ما ثبت جدواها بالطبع أيضا تتراوح بين 5 – 7 سنوات أخرى ..!!! يبدو إن تحديد عام 2030 م لمشاريع ضخمة لا يستند على قاعدة أو بيانات علمية صلبة .. وهى بالتالي مشكوك في تحقيقها علميا ..
اليوم الحكومة الموقرة تفتقد إلى المصداقية ..كيف ..؟؟! فديوان الرقابة المالية و على مدى 4 سنوات متتالية دأب على نشر حزمة من التقارير المخجلة عن أداء الحكومة .. فأدائها تشوبه الكثير من التجاوزات والانحرافات الإدارية و المالية .. والتي شملت كافة الوزارات والهيئات الحكومية وبدون استثناء ..!!! في الوقت الذي كان من المتوقع إن تقل كثافة تقرير ديوان الرقابة المالية و الإدارية .. على مر الأعوام .. ولكن العكس هو الصحيح فكثافة التقارير تزداد عاما بعد عام ..!!! ومن الغريب المضحك و المبكي إن نسخة من التقرير تسلم إلى الحكومة الموقرة .. فتقوم الأخيرة بتقديم جزيل الشكر و التقدير لمن اعد هذا التقرير و قدمه له …!!!
فبرغم من الجهد المبذول في إعداد هذا التقرير من قبل ديوان الرقابة المالية إلا انه اغفل أمرا مهما وهو مخصصات المالية لجلالة الملك و مخصصات وزارة الدفاع وهذا يعد انتقاصا لمبادئ الشفافية وانتقاصا للأرقام الفعلية لميزانية الدولة ..
في الدستور المعدل نص على فصل السلطات الثلاث التشريعية و التنفيذية و القضائية .. فهل هي حقا مستقلة ..؟!!! فالسلطة التشريعية على ارض الواقع تتبع السلطة التشريعية من حيث الموافقة على ما يتم طرحه من قبل التشريعية ..!!! كذلك القضائية .. فهي أيضا تتبع التنفيذية متمثلة في وزارة العدل ..!!!
الوطنية ..ما هي الوطنية ؟!! هل الوطنية مجرد حمل جواز سفر .. أو مجرد هوية ..؟؟!! من العجيب إن الحكومة تريد أن تنشر الوطنية بين أفراد المجتمع ..!!! عن طرق كتب مدرسية أو صفحات مزخرفة ..!! من المؤسف أن الحكومة تفتقد إلى معرفة ما هي الوطنية ..؟؟؟!!! الوطنية هي الهواء هي الانتماء هي الماء هي الشوق هي الحنين .. هي الحب .. هل من الممكن أن تتعلم كيف تحب وطنك ..؟؟!! أن تدافع عن أرضك ..؟؟!!! أن حب الوطن لم يكن يوما مركونا بين دفتي جواز أو هوية ..لم يكن مجرد أغنية أو أنشودة تردد في المناسبات .. أو بيت شعر يصدح به من يتطلع إلى بضعة دريهمات أن الوطن لا يمكن أن يباع .. أو حتى لا يمكن أن يشترى ..!!! فأسواق النخاسة وعهدها البائت قد ولى و اندثر ..فالوطنية حب للأرض حب للناس حب البحر وحب لليابسة .. فما أتعس من فقد معانيها واختلطت عليه قيمها و مفاهيمها …!!! فالوطنية في اسمي صورها .. إن تعطي لا تأخذ ..!!!
نحن اليوم في حاجة إلى تقييم شامل للمشروع الإصلاحي لجلالة الملك فهو بلا شك مشروع جميل و طموح.. ولكن الأهم والأجمل عندما يطبق بموضوعية بعيدا عن الأهواء و الرغبات الخاصة .. ويسند إلى كفاءة تؤمن بالإصلاح كمبدأ وشريعة مستمدة من ديننا الحنيف و هو الإسلام .. وليس مجرد شعارا براقا مفروضا علينا تحت مسمى الديمقراطية .. فهل سيتم تقييم عهد الإصلاح ..؟؟؟ وهل سيتم دراسة الإخفاقات والنواحي السلبية ..؟؟!! أن البحرين وطن الخير وطن المحبة وطن الطيبين والبسطاء .. فلنعمل على الإصلاح الحقيقي .. بعيدا عن الزيف بعيد عن الأهواء والمصالح الخاصة .. فلنعمل للوطن .. ارض الطيبين ..

#خالد_قمبر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل