أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -القرار- و-المبادرة-.. أسئلة وتساؤلات -موضوعية-!















المزيد.....

-القرار- و-المبادرة-.. أسئلة وتساؤلات -موضوعية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2523 - 2009 / 1 / 11 - 09:48
المحور: القضية الفلسطينية
    



ما الذي يحتاج إليه قطاع غزة، شعباً ومقاومةً، الآن؟

إنَّه يحتاج أوَّلاً إلى جهود وضغوط ومواقف وأفعال.. تَحْمِل، أو تُجْبِر، قادة دولة إسرائيل النازية على إيقاف آلتهم العسكرية (الجوية والبحرية والبرية) عن عملها، وهو نشر الموت والدمار؛ ويحتاج، أيضاً، إلى كل ما من شأنه تعزيز صموده القتالي والاقتصادي والإنساني.. والسياسي، فالعدوان العسكري النازي الإسرائيلي يجب أن يمنى بالفشل.

وهذا العدوان تحوَّل، ويتحوَّل الآن، إلى "احتلال"، فإسرائيل الآن تبسط سيطرتها العسكرية على مناطق من القطاع، جُلُّها مناطق مكشوفة، غير آهلة، أي في مقدورها السيطرة عليها عسكرياً، والاحتفاظ بهذه السيطرة، ولو بشيء من الصعوبة. ومع وجود هذا الاحتلال (في خارج المدن والمخيمات والمناطق الآهلة) تغدو المقاومة، أي مقاومته بالقوَّة العسكرية، حقَّاً لشعبه، وواجباً عليه، في الوقت نفسه.

و"الآن"، في سؤالنا، إنَّما هي زمن يقاس بالساعات والأيام، فآلة الحرب الإسرائيلية ترتكب، يومياً، وعلى مدار الساعة، جرائم ومجازر في حق المدنيين العزَّل، وفي مقدَّمهم الأطفال والنساء والشيوخ، فهي، وفي أسبوعين فحسب، قتلت وجرحت نحو 5000 آلاف فلسطيني، جُلُّهم من المدنيين.

وإذا كان من مقياس نقيس به وزن (وفاعلية) الموقف العربي العام، وموقف كل دولة عربية، فهذا المقياس إنَّما هو ما ينتهي إليه كل موقف عربي، جماعي أو فردي، من نتائج عملية وواقعية في أمرين: "الوقف الفوري للحرب الفاشية"، و"تعزيز صمود قطاع غزة، شعباً ومقاومةً".

دبلوماسياً وسياسياً، لم تتمخَّض الجهود والمساعي العربية حتى الآن إلاَّ عن "مبادرة" و"قرار"، فَلْنَقِسْ وزنهما بذاك الميزان، أو المقياس.

الولايات المتحدة قَبِلَت، ولو على مضض، أن تعطي لـ "الوفد العربي" ما أراد، فهذا الوفد أعلن أنَّه لن يعود من نيويورك إلاَّ ومعه "قرار".

لقد امتنعت عن التصويت، معربةً، في الوقت نفسه، عن تأييدها لمضمون قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1860.

في هذا القرار (الذي للعرب مصلحة في إظهارها على أنَّه فتح دبلوماسي وسياسي مبين) دعا مجلس الأمن إلى "وقف فوري ودائم لإطلاق النار (مع التقيُّد به) يؤدِّي إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة".

"المجلس" دعا، ودعا فحسب، وكأنَّ النيَّة هي تمكين إسرائيل من المضي قُدُماً في حربها؛ أمَّا "فوري" فهي "ظرف زمان سياسي (أو عسكري ـ سياسي)"، فوقف إطلاق النار "بعد" أن تُنْجِز إسرائيل "المهمة" يمكن أن يكون هو معنى "فوري".

والأسوأ من "فوري" هو "دائم"، فقطاع غزة يجب أن يخرج نهائياً، وإلى الأبد، من الحرب الفلسطينية (المقاومة العسكرية) ضد إسرائيل.

وصفة هذا "الوقف" هي أن "يؤدِّي إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة". إنَّ "إطلاق النار" قد يتوقَّف "الآن"، أو "بعد" إنجاز إسرائيل لـ "مهمتها"؛ أمَّا هذا "الانسحاب" فلا نعرف متى يبدأ، ومتى ينتهي، أو يكتمل.

مجلس الأمن "يدعو إلى.."؛ ولكن، يدعو مَنْ؟ إنَّه "يدعو" فحسب!

دعونا الآن نتصوَّر موقفاً إيجابياً للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من "القرار"، أو من تلك "الدعوة".

نتصوَّر، مثلاً، أنَّ المقاومة أعلنت مباشرةً، أو عبر طرف يتمتَّع بـ "الشرعية (بحسب وجهة نظر مجلس الأمن)"، أنَّها، وبدءاً من..، ستتوقَّف عن إطلاق "الصواريخ"، وغيرها، على "الأراضي الإسرائيلية"، فهل تُوْقِف إسرائيل، عندئذٍ، حربها (الجوية والبحرية والبرية) الفاشية على قطاع غزة؟

وإذا أوقفتها، فهل تُوْقِف المقاومة أعمالها العسكرية ضد الجيش الإسرائيلي في المناطق والمواقع التي يحتلها؟

إنَّ "وقف إطلاق النار" يفقد معناه وأهميته ما بقي الجيش الإسرائيلي في المناطق والمواقع التي يحتلها.

دعونا نُفْرِط في تصوُّر تلك "الإيجابية"، أي إيجابية موقف المقاومة من القرار الدولي، وأن نُضمِّن هذا التصوُّر، بالتالي، موافقة المقاومة أيضاً على التوقُّف عن كل عمل عسكري ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، فهل هذا يضمن انسحاباً كاملاً وفورياً لهذا الجيش؟

كلاَّ، لا يضمن، فإسرائيل ستقول، عندئذٍ، إنَّها لن تسحب جيشها قبل أن تطمئن إلى أنَّ ثمَّة من الإجراءات والتدابير والضمانات ما يكفي لوقف تام ودائم لتهريب الأسلحة والذخيرة من سيناء إلى قطاع غزة. وهذا إنَّما يعني أن يستمر الاحتلال بلا مقاومة إلى أن "تطمئن" إسرائيل؛ وربَّما لن تطمئن أبداً. وإسرائيل تقول الآن، إنَّها، ومن أجل أن "تطمئن"، تريد وجوداً لقوَّة عسكرية أمريكية "خاصة" على الجانب المصري من الحدود، فما تقوم به مصر ضدَّ "الأنفاق"، ولمنع "التهريب"، ليس بكافٍ من وجهة النظر الإسرائيلية.

ثمَّ يدعو "القرار" إلى تقديم مساعدات إنسانية، تشمل مواد غذائية ووقودا ومواد طبية، إلى أهل القطاع.. ويشيد بالمساعي والجهود المبذولة من أجل فتح "ممرَّات إنسانية"..

وغني عن البيان أنَّ تلك المساعدات الإنسانية لن تغدو حقيقة واقعة إلاَّ "بعد" وقف "إطلاق النار"، ففي أثناء "إطلاق النار" لا يمكن (بحسب "الضمني" من قرار مجلس الأمن) تقديم هذه المساعدات!

وتقديم هذه المساعدات "بعد" وقف "إطلاق النار" لا يعني أبداً "إعادة فتح المعابر" جميعاً، وإنهاء الحصار المضروب على القطاع، فتحقيق هذا وذاك يتوقَّف على اقتناع إسرائيل بأنَّ ما اتُّخِذ من إجراءات وتدابير على جانبي الحدود (بين مصر وقطاع غزة) يكفي لمنع تهريب الأسلحة والذخائر منعاً مطلقاً وأبدياً، وعلى إعادة العمل بالاتفاقية الخاصة بمعبر رفح.

من كل ذلك يتضح أنَّ وقوف المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة موقفاً "إيجابياً" من القرار الدولي يمكن ويجب أن ينتهي إلى نشوء وضعٍ جديد قوامه الوقف التام والدائم لإطلاق "الصواريخ"، وغيرها، على الأراضي الإسرائيلية، ووقف متبادل للأعمال العسكرية بين المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وبقاء الجيش الإسرائيلي في المناطق والمواقع التي احتلها، ووصول مساعدات إنسانية (غذاء ووقود ودواء) إلى أهل القطاع.

وهذا الوضع لن يتغيَّر بما يؤدِّي إلى "الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية" إلاَّ "بعد"، و"بفضل"، التوصُّل إلى حلٍّ تقبله إسرائيل لمشكلة "تهريب الأسلحة"، و"إعادة العمل بالاتفاقية الخاصة بمعبر رفح". إذا استوفى "الانسحاب" هذين الشرطين، يمكن عندئذٍ إعادة فتح المعابر وإنهاء الحصار.

متى يمكن أن تُعْلِن إسرائيل قبولها "القرار الدولي"؟

عندما يتأكَّد لها أنَّه أصبح "قراراً عملياً"، أي قابلاً للتنفيذ، فمتى يتأكَّد لها ذلك؟

عندما تتوقَّف المقاومة الفلسطينية عن إطلاق "الصواريخ"، فهذا التوقُّف هو الشرط الأوَّلي لإعلان إسرائيل قبولها "القرار" بوصفه قراراً كان "غير عملي"، فأصبح "عملياً"!

أمَّا في شأن "المبادرة المصرية"، أو "المصرية ـ الفرنسية"، فلنا جُملة أسئلة وتساؤلات موضوعية..

جاء في "المبادرة": " قبول إسرائيل والفصائل الفلسطينية لوقف فوري لإطلاق النار لفترة محددة بما يتيح فتح ممرات آمنة لمساعدات الإغاثة لأهالي القطاع، ويتيح لمصر مواصلة تحركها للتوصل لوقف شامل ونهائي لإطلاق النار"

نسأل ونتساءل: ما هي تلك "الفصائل"؟ وكيف ستُعْلِن "قبولها"؟

هل "يَقْبَل" كل فصيل على حدة؟ هل تجتمع الفصائل جميعاً لتقرِّر "القبول"؟ هل يعني هذا أن تجتمع "حماس" و"فتح"؟

"فترة محدودة".. كم؟ هل تكون قابلة للتمديد (أو التجديد)؟

ما معنى "بما يتيح فتح ممرات آمنة لمساعدات الإغاثة"؟ هل معنى ذلك أنَّ تلك الممرات لن تُفْتَح قبل هذا "القبول"؟

في خلال تلك "الفترة المحدودة"، هل يظل الجيش الإسرائيلي في المواقع والأماكن التي احتلها؟ هل يظل محاصِراً للأماكن التي يحاصرها؟

في خلال تلك "الفترة المحدودة" تواصِل مصر تحرُّكها من أجل التوصُّل إلى "وقف شامل ونهائي لإطلاق النار".. بين إسرائيل والقطاع فحسب؟

ما معنى "نهائي"؟ هل معناه خروج قطاع غزة نهائياً، وإلى الأبد، من المقاومة العسكرية الفلسطينية ضد إسرائيل؟

من عن الفلسطينيين سيوقِّع اتفاق "الوقف الشامل والنهائي لإطلاق النار"؟

لماذا لم تأتِ "المبادرة" على ذِكْر "الانسحاب"؟

وجاء فيها: " دعوة مصر كلا من إسرائيل والجانب الفلسطيني لاجتماع عاجل من أجل التوصل للترتيبات والضمانات الكفيلة بعدم تكرار التصعيد الراهن ومعالجة مسبباته بما في ذلك تأمين الحدود وبما يضمن إعادة فتح المعابر ورفع الحصار واستعدادها للمشاركة في مناقشة ذلك مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومع الاتحاد الأوروبي وباقي أطراف الرباعية الدولية"

نسأل ونتساءل: ما معنى "الجانب الفلسطيني"؟ وهل يتم هذا "الاجتماع العاجل" بعد التوصُّل إلى "وقف شامل ونهائي لإطلاق النار"؟

هل هذا الاجتماع يعني "مفاوضات أو محادثات مباشرة"؟ هل تشارك "حماس" في هذه المفاوضات؟

ما معنى "الترتيبات والضمانات"؟ ما معنى "تأمين الحدود"؟ وما معنى "الحدود"؟ هل يُعاد فتح المعابر، ورفع الحصار، بعد التوصُّل إلى تلك "الترتيبات والضمانات"، التي سيُبْحَث أمرها بعد التوصُّل إلى "وقف شامل ونهائي لإطلاق النار"؟

وأخيراً، جاء فيها: " تجديد مصر دعوتها للسلطة الوطنية وكافة الفصائل الفلسطينية للتجاوب مع الجهود المصرية لتحقيق الوفاق الفلسطيني باعتباره المتطلب الرئيسي لتجاوز التحديات التي تواجه شعبهم وقضيتهم في الظرف الخطير الراهن وفي المستقبل".

ونسأل ونتساءل أخيراً: "تحقيق الوفاق الفلسطيني".. بعد كل ذلك؟



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام الأسوأ والأخطر من الحرب!
- منطق -الحرب- على ما شرحه بيريز!
- أردوغان -المُهان-.. أهاننا!
- إسرائيل يمكن ويجب أن تهزم في غزة!
- جلالة القول!
- في إجابة سؤال -ما العمل؟-
- مجرمون آخرون في خلفية الصورة!
- حروفٌ حان تنقيطها!
- هي حرب ضد الشعب الفلسطيني كله!
- العالم إذ اخْتُصِرَ زماناً ومكاناً!
- لا تسأل -هل الله موجود؟- ولكن اسْأل..
- حرب هي الامتداد للانتخابات!
- في نقد نقَّاد -الحذاء-!
- -التهدئة-.. نتائج وتوقُّعات وعِبَر!
- -الإرهاب- بعد بوش!
- إذا تكلَّم الحذاء فأنصتوا!
- ليفني تساعد نتنياهو ضدَّها!
- بعث -المجتمع-!
- بوش إذ تقمَّص حكمة الفلاسفة!
- نحن المسؤولين عن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية!


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -القرار- و-المبادرة-.. أسئلة وتساؤلات -موضوعية-!