أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد صبيح - إحراجات غزة














المزيد.....

إحراجات غزة


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 2522 - 2009 / 1 / 10 - 09:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ادخل الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة جميع الأطراف المشتركة فيه والمعنية به ‏في حالة من الحرج. فبعد ان كشفت وسائل الإعلام المرئية الطبيعة الهمجية ‏للعدوان، وبشكل لا يمكن فيه لضمير ان يبقى في حالة سكون( إلا إذا كان ضميرا ‏حجريا) وأظهرت ان الضحايا هم أناس مدنيون وكثرة كثيرة منهم أطفال ليسوا معنيين ‏لا بحماس ولا باسرائبل ولم يكن لهم في هذه الحياة، التي غدروا فيها، سوى ‏اللهو البريء.‏

‏ خرجت المنظمات الإنسانية ( الاونروا والصليب الأحمر) عن صمتها وحيادها، وفضحت ‏إسرائيل وأدانتها بعدما تكشف للرأي العام العالمي بشاعة الجريمة. وبهذا فقد ‏دخلت إسرائيل في حالة من الحرج بعدما اهتزت صورتها المزيفة أمام العالم التي ‏راهنت على صمته طويلا. وما ضاعف هذا الحرج هو أنها أضاعت فسحة الوقت ‏الثمينة التي منحت لها ولم تحقق أهدافها بالطريقة السريعة والخاطفة التي عجزت ‏عن إتيان أمثالها منذ حزيران 67. ويبدو ان إسرائيل لا تريد ان تتعظ وتتعلم من ان ‏موازين القوى وأشكال المواجهة معها قد تغيرت، وانه أصبح عليها الآن خوض ‏صراعاتها العسكرية مع شعوب وتنظيمات شعبية، وهؤلاء لا يمكن الانتصار عليهم ولا ‏كسر إرادتهم كما يحدث مع جيش نظامي مستلب ومفكك ومشدود لحماية كرسي ‏السلطة.‏

‏ وبعدوانها المفتعل تكون إسرائيل قد أحرجت معها أصدقائها وحلفائها من العرب وغير ‏العرب. فلم تعد الإدارة الأمريكية غير معنية وتدير ظهرها لما يجري كما فعلت رايس ‏أول أيام العدوان حينما صرحت بأنها ليس لديها ما تفعله في الشرق الأوسط، ‏ورحلت صوب الصين تاركة وراءها إسرائيل تعبث كما تشاء في غزة. وأحرجت عدوانية ‏اسرائيل كذلك الأنظمة العربية المعنية بحل القضية الفلسطينية من الذين لم يترك ‏لهم هذا العدوان أي خيار او هامش لمناورة سورة الغضب المكبوت التي فجرها خروج ‏الشارع ومطالباته الصريحة والحادة بوضع حد لتهاون الأنظمة ومهادنتها.‏

‏ ولمداراة هذا الحرج توجه العرب إلى مجلس الأمن علهم يحركون هذه المؤسسة ‏المستأسدة على الدول الفقيرة والمغلوبة. ذهبوا بعدما عجزوا عن البقاء صامتين ‏وعن الاختباء طويلا وراء مؤامرة إيران وأجندتها. ذهبوا لمجلس الأمن وسعوا لتعاون ‏أوربي بعدما فشلوا في عقد قمة عربية اتقاءا لفضيحة التنافس والخلاف الذي يؤذي ‏مشاعر مواطنيهم. لكن وهم هناك تداركتهم مبادرة مصرية يبدو أنها تريد إنقاذ ماء ‏وجه كثيرين ومن بينهم إسرائيل. وإسرائيل سوف تسعى لاستثمار هذه المبادرة ‏وتوظيفها لصالحها قدر ما تستطيع. فقد حملت المبادرة في طياتها شروط إسرائيل ‏الأساسية، وان تضمنت بعض من شروط حماس التي يمكنها( إسرائيل)، بطبيعة ‏الحال، الانقلاب عليها متى تشاء. وسوف تحاول اسرائيل، من خلال هذه المبادرة ‏وغيرها، الظهور أمام العالم، بعد السخط ألذي ملأ شوارع مدن العالم على سلوكها ‏وعدوانيتها المفضوحة، بمظهر الداعي للسلام والمستجيب لجهود حل ألازمة، ولتبرز ‏من جانب آخر تطرف حماس التي سترفض مبادرة من هذا النوع لأنها لن تناسبها. ‏فحماس من جانبها مستغرقة بما هو خلف هذا العدوان. هي مهتمة بما يمكن ان ‏يعزز سلطتها المستقبلية وأجندتها المحلية أكثر مما يهمها مصير أبناء غزة، وهذا ‏من شانه ان يدخلها مع الأيام في دائرة الحرج هي ايضا. إذ لا يمكنها ان تماطل ‏كثيرا على حساب الأبرياء، وعليها ان تبدي المرونة الكافية لإنقاذ أبناء غزة، فهم في ‏النهاية ليسوا ملكيتها الشخصية لتفرط بهم كيفما تشاء. وعليها، ان كانت تريد ان ‏تحافظ على قدر الدعم الذي حصلت عليه، ان تحافظ على حياة المواطنين وتكف عن ‏تعصبها والمبالغة في مواقفها وسقف مطالبها، وتركن إلى ما يقرره الإجماع الوطني ‏الفلسطيني، وان تقبل دعوات الحوار مع السلطة الفلسطينية، ومع حركة فتح. وان ‏تتعاون مع الفصائل الفلسطينية وان تكف عن اعتبار نفسها الممثل الحقيقي ‏للشعب الفلسطيني وانها المعبر عن آماله وطموحاته. ‏

‏ فبعد قرار مجلس الأمن 1860 الصادر اليوم والداعي الى وقف إطلاق النار الفوري ‏وسحب القوات المعتدية، والذي عكس جهودا عربية نوعية بالقياس إلى مستوى ‏الأداء العربي الركيك طيلة السنوات الماضية، بعد هذا لا يحق لحماس ان تأخذ ‏الشعب الفلسطيني في غزة رهينة لأجندتها. وينبغي عليها ان تحترم إرادة الفصائل ‏الفلسطينية الوطنية. ولا يمكن وصف مواجهتها القرار الاممي بالرفض فورا، دون ‏الركون إلى أي تشاور مع الفصائل الوطنية الفلسطينية، إلا بأنه سلوك غير مسؤول ‏منها. لكن في نفس الوقت ينبغي التأكيد، لكي لا يساء الفهم، انه ليس مطلوبا من ‏حماس ولا من غيرها التنازل لابتزازت إسرائيل التي ستناور وتتملص.‏

‏ على حماس لأجل خدمة قضية شعبها، ولأجل سحب البساط من تحت اقدام ‏الإسرائيليين، ان تتحلى بالحكمة، وان تسعى لاستثمار الجو الايجابي ألذي وفرته ‏أزمة غزة لتوظفه سياسيا، وبالتعاون مع الأطراف الأخرى، لتخلق امكانات جديدة ‏لمعالجة القضية الفلسطينية معالجة شاملة. فالوضع السياسي، بعد منعطف ‏العدوان، يوحي بتحولات ممكنة في التعامل مع القضية الفلسطينية، ويمكن لو خلق ‏هذا الوضع الجديد واستثمر جيدا ان يؤدي إلى تطورات تفضي إلى مفترق طرق يضع ‏إسرائيل والمجتمع الدولي معها أمام مسؤوليات واستحقاقات الشرعية الدولية:‏
‏ فإما حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية وحسب ‏خطة زمنية مناسبة واليات تفاوض مسؤولة وبرعاية دولية، وإما انفراط لكل عقود ‏التفاهم ، وتعم حينها الفوضى، ويغدو من الصعب لملمة الموقف وإعادة المتصارعين ‏إلى طاولة الحوار مرة أخرى. وعندها سيكون العنف هو سيد الكلام وستتحطم آمال ‏السلام في المنطقة ربما مرة واحدة والى الأبد.‏



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدوات العدوان الإسرائيلي
- غزة والعرب
- حذاء الزيدي ووجوه البعثيين
- لماذا اتحاد لكتاب الحوار المتمدن
- اتحاد كتاب الحوار المتمدن
- الحوار المتمدن رتوش في طريق التطور
- دكتاتورية مبطنة بحرير الديمقراطية
- عذرية البنادق
- صحوة اليسار
- بشتاشان بين نارين
- ورقة من شجرة الوطن
- كتّاب وكتابة الانترنيت
- الرسائل من كردستان الى الانترنت
- تمخض الجبل فولد القاضي رزكار محمد امين
- أمطار النار... عتبة مرتفعة في عالم الدراما العراقية
- في إنصاف سلمان رشدي
- نوشيروان مصطفى... سقوط ورقة التوت
- أحضان دافئة
- للحوار اخلاقه ايضا
- هموم انصارية


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد صبيح - إحراجات غزة