أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مثنى حميد مجيد - خطاب إلى ماركسي عروبي عن لينين ونجمة داوود















المزيد.....

خطاب إلى ماركسي عروبي عن لينين ونجمة داوود


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 09:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أنا أعرف عزيزي إنك من نفس الطينة الزائفة للقوميين الروس الذين إتهموا لينين العظيم بالخيانة وأنت نفسك تعرف إنك زائف الفكر في أعماقك، لأنك تعرف أن ثورة أكتوبر قامت أساسآ على مبدأ دعوة لينين للسلام وشجبه للحرب وندائه للجنود بالعصيان في الذهاب إلى الجبهة ومن ثم إبرامه صلح بريست ليتوفسك ـ الخياني ـ في نظركم مع ألمانيا كما كان أسلافك يقولون.

حذاء جديد يلبسه الفقير،كأس حليب لطفل يذبل من الجوع،كساء لأم وأيتام، كان أهم وأشرف وأرقى عند لينين، من كل شعاراتكم الزائفة عن الوطن ،والتحرير ،والمقاومة، والذبح، والسلخ.كان لينين ألد أعداء الشعارات التي تكرس الأفكار القومية في العمل السياسي وكان يقول ـ أفضل الأفكار القومية هي أفكار رجعية.

أنت تعرف جيدآ عزيزي الأنيق بمظهرك اللينيني أن لينين العظيم كان أول وأكبر داعية سلام في القرن العشرين وتعرف أن الماركسية هي فلسفة سلام لا حرب وأن ماركس أول من قال أن الفقير والجائع لا وطن له وأن الإنسان أثمن رأسمال أي ببساطة هو أثمن من الأرض وكل ما عليها من كنوز، وأموال، وعرصات، ومصالح.

وقبل ماركس كان محمد يقول إن الإنسان هو خليفة الله في الأرض ،وبإسم ربه قال إن من قتل نفسآ بغير ذنب كمن قتل الناس جميعآ.المشكلة أنك ماركسي زائف في أعماقك ،ولذلك فأنت أيضآ مسلم زائف في أعماقك.لقد أضعت الطريقين ياصديقي كما يقولون فلا أنت من عيال الله ولا أنت من عيال ماركس.

لذلك لا أستغرب إنك مع دعاة التهريج للحرب والقتال والذبح والسلخ تمتدح مجرمآ فاشيآ كإسماعيل هنية وتتهمني بالخيانة أو الجهل أما أنا فلا أتهمك بهما بل أتهمك بالحقد الشوفيني .الحقد الذي يعمي عيون أكبر العلماء والعارفين كصفة ذميمة لا علاقة لها بالأنبياء والقديسين ولا ماركس ولا لينين الذي كان يقول ـ الحقد صفة البرجوازي الصغير المتفسخ طبقيآ ـ.

لم تكن في كل كتب لينين كلمة واحدة إسمها حقد ،ولا حرب ،ولا مقاومة .كان لينين منبع حب وسلام قبل أن يغتاله أمثالك ويستبدلوا غصن الزيتون الذي فجر به ثورته العظمى بخنجرك القومي الشوفيني .الماركسي إنسان يقدس الحياة.فقط في إطروحات نيسان طالب لينين اللجنة المركزية بدعوة الجيش طواعية وإستجابة لإرادة الشعب بالسيطرة على بطرسبرغ قبل أن تظهر البرجوازية وجهها الدموي فتقيم مذبحة للشعب.

بالحب ،أشعل لينين ثورة أكتوبر وتبعه الشعب ،لكن الحب عملة صعبة ورصيد الكراهية أكبر منها بكثير مع شعاراتها البراقة التي يجيد رفعها المنافقون فتم إغتيال الثورة في مهدها .مع ذلك ما زال لينين حيآ .بكلمة واحدة يقوم ،بكلمة واحدة هي السلام.

أكتب لك رسالتي هذه من ستوكهولم المدينة التي قاد منها لينين العظيم ثورة أكتوبر.أتجول في ستوكهولم القديمة محاولآ دائمآ إستحضار صورة لينين المضيئة.هنا من هذه المدينة القديمة قرر لينين أن يكون، أكبر خائن في التاريخ ، قرر أن يخون شعارات الحرب، والعنف، والكراهية، والعنصرية.

قرر أن يخون روسيا وطن اللصوص والأمراء. إخترق ألمانيا بقطار مغلق وهي في حالة حرب مع بلده ليصل إلى شعبه الذي أنهكه تجار الحروب قتلآ وجوعآ ويقوده إلى أول ثورة إشتراكية في التاريخ .أما الذين أصدروا أمر إلقاء القبض على لينين بتهمة الخيانة فقد سجلهم التاريخ كخونة حقيقين لشعبهم.

ألد أعداء اللينينية هي شعاراتكم التي تتباكى على الأرض والوطن رافعة الأناشيد الغنائية التي تسفك على أنغامها دماء الأبرياء.بأي حق تدافعون عن مجرم كإسماعيل هنيه ملوثه دشداشته البيضاء بدماء عمال مساطر ساحة الطيران والباب الشرقي والباحثين عن لقمة الخبز في الحلة والرمادي وديالى وكربلاء....أي مدينة وأي شارع في العراق لم تسفك به دماء بريئة لا يستطيع أي ماء في
العالم محو اثارها من دشداشة هذاالقاتل وتلامذته في تنظيم القاعدة الفاشي ؟.

نعم لقد تغير العالم كثيرآ عن عصر لينين.

كنا في الستينات نتحدث عن أكلة لحوم البشر في أفريقيا أما اليوم فنحن نشوي بالمفخخات لحوم إخوتنا و نأكلها .أفريقيا واسيا تشيد المصانع والعمارات والجسور ونحن نشيدها في جنات الوهم المريض.ننشد جميعآ أناشيد الموت والمقاومة والسلخ والذبح والعالم يسعى إلى الديمقراطية، نتقهقر في كل شيء والشعوب تتقدم في كل شيء.

وما دمت في ستوكهولم سأتحدث لك عن هذه الحادثة الحقيقية التي تشبه النكتة بالمقارنة عما يفعله قضاة السعودية من أعاجيب يندى لها جبين العدالة والإنسانية.

لص إقتحم شقة لسرقتها.أحس به صاحب الشقة فأشهر عليه سلاحآ أخاف اللص فهرب إلى شرفة الشقة فتبعه صاحب الشقة فقفز وسقط على قضيب حديدي حاد لسياج خارجي كاد يودي بحياته فنقل إلى المستشفى وأنقذت حياته بعد عدة عمليات جراحية.تمت محاكمة اللص وصاحب الشقة فنال صاحب الشقة حكمآ بالسجن مثل اللص مع غرامة لصالح اللص.

ما ذكرته يشبه الحكايات أو النكات لكنه حقيقي وبالكاد أفهمه والسبب إننا جميعآ ننتمي إلى مجتمعات يكتب قوانينها الطغاة من أمثال صدام وقضاتها يقطعون الرقاب ويجلدون بالسياط.

القانون في الدول الإسكندنافية هو الأكثر تطورآ في العالم .فعلى أساس إستخدام السلاح والشروع أو المبادءة بالإعتداء يحاسب المعتدي والقاتل كما يحاسب المعتدى عليه والضحية.كلاهما يتحملان مسؤولية جرمية وفق تفاصيل ومجريات الحدث والأدلة والشهود.أما الدوافع الأخلاقية للمعتدي والمعتدى عليه فتأتي بدرجة أدنى.الأديان أيضآ تؤيد هذا المستوى المتطور من القوانين فالنفس البشرية لها حرمتها وإستخدام العنف والسلاح هما خط أحمر لا يجب تجاوزه فهناك دائمآ بدائل لتجميد الخلاف إن لم يتم حله أو تذليله.
العالم كله يسعى لحل القضية الفلسطينية.قادة فلسطينون مخضرمون في الصراع مع إسرائيل ينالون إحترام البشرية في منظمة التحرير الفلسطينية.قادة دول ، رؤساء ، أمم متحدة ، دعاة سلام ، عقلاء إلا إسماعيل هنية وعصابته تؤيده خمسة أطراف.أحمدي نجاد ، تنظيم القاعدة الفاشي ، حسن نصر الله ، مقتدى الصدر والتنظيمات الصهيونية المتطرفة داخل إسرائيل.هذه الجهات الستة هي التجسيد الحقيقي لنجمة داود ، تنسق مع بعضها بشكل دقيق لقمع أي محاولة للسلام في المنطقة وهي مجتمعة مسؤولة بالتساوي عن أغلبية المجازر التي حدثت في العراق والمجزرة الحالية في غزة والتي لا تشكل إلا أقل من واحد بالألف من مجازر العراق.

قبل سنوات إلتقيت بضابط في الشرطة السويدية من المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني والمتفهمين لطبيعة الصراع في المنطقة.للأسف لم أكن وقتها أمارس كتابة المقالة لأسجل التفاصيل الدقيقة التي رواها لي عن الدعم الذي كانت حماس تتلقاه من التنظيمات الصهيونية المتطرفة داخل إسرائيل بالسلاح والعتاد والتسهيلات الأخرى لدخول إسرائيل لأداء عملياتها القتالية. مارواه لي كان قد حصل عليه بشكل مباشر من إسرائيليين خلال زيارة له لعدة أشهر في إسرائيل وكان حقيقيآ .قال لي كما يدعو المتطرفون منكم لإبادة اليهود وإزالة إسرائيل هناك من اليهود من يدعو لإقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات بإبادة العرب ولذلك فهم يلتقون تمامآ عمليآ وتنظيميآ مع المتطرفين العرب.

يخطيء من يظن إن المجرم إسماعيل هنية لا يد له وبشكل مباشر بالتفجيرات الإجرامية لمنظمة القاعدة في بغداد والحلة وديالى وسنجار والنجف وكربلاء والبصرة والرمادي والموصل وكل مدن العراق.ومن الغباء أن يدعي بعض أدعياء التقدمية من ذوي التفكير السلفي والقومي العنصري في أعماقهم أن المجرم إسماعيل هنية قد أبن فقط بالكلام المجرم الزرقاوي وأعتبره شهيدآ فالحقيقة التي يعرفها كل عراقي وكل إنسان منصف ويسمي الأمور بأسمائها أن الزرقاوي لم يكن إلا تلميذآ وعبدآ منفذآ لأوامرإسماعيل هنية وتنظيم القاعدة الفاشي وبدعم عسكري مباشر عبر شبكة إرهابية متقنة التنظيم تمتد من باكستان فإيران فقطر فالسعودية ومن إيران فالعراق فالأردن فتل أبيب فغزة .

أعرفت ياعزيزي أن المشكلة ليست مقصورة فقط بالخنازير الصهيونية بل أيضآ بالثيران اليعربية التي لا تعرف غير النهيق بالشعارات الزائفة والتصفيق والتطبيل للقتلة والطغاة الصغار والكبار.هؤلاء هم خونة الأوطان الذين لا يفهمهم إلا من يقف على النقيض منهم يواجههم باللغة التي يفهمونها .الخنجر بالراية البيضاء، الحقد بالحب ،المقاومة باللامقاومة ،الحرب بالسلام .أما أن تختار السير في إتجاه مدهم الغوغائي وريحهم النتنة بروث إسطبلات هزائمهم وفسوقهم وتأخرهم عن ركب العصر فهذا شأنك شرط أن لا تدعيه بإسم ماركس ولينين.

التقدمي الماركسي الحقيقي هو من يسمي القتلة والطغاة بأسمائهم مهما إختلفت أديانهم وقومياتهم ولا ينسب لهم الفضائل.إذا قلت شارون مجرم حرب ونتنياهو واولمرت وباراك وسكت عن إسماعيل هنية أو حسن نصر الله تكون قد أصبحت منافقآ فهؤلاء أيضآ من مجرمي الحرب فالصفة الأولى فيمن يدعي لينين هي الوضوح ودقة تسمية الأشياء بأسمائها.

أنسيت؟ كان لينين أشد الناس تدقيقآ وتمحيصآ في تسمية الأشياء بمسمياتها.

بهذا الوضوح فقط حين تتجرد من الخوف في مواجهة الغوغاء العنصرية الشوفينية تكون قد إقتربت حقآ من أول وأكبر داعية سلام في القرن العشرين العظيم لينين.أعرف إن هذا يتطلب منك جهدآ لكنك حين تتعب تذكر توصيفي لك عن نجمة داود الصهيونية وأطرافها الستة ،عددها بنفسك، عندها ستكون من عشاق لينين , لا تنسى ذلك عزيزي الماركسي العروبي وتذكر أن عيني الحقيقة مثل عيني لينين ،عميقتان هازئتان، ولها وجه واحد لا ستة أوجه.لا تنسى ذلك!.وداعآ!



#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسماعيل هنية ، ثور حنيش وبقرتنا الطيبة الخيرة المعطاء
- الفرق بين سلفادور الليندي واسماعيل هنية،من ثمارهم تعرفونهم
- فان كوخ وسعدي يوسف، خارقية العملية الإبداعية
- تعليم الكردية في مدارس العراق واجب وطني ومهمة لها أولوية
- حسن العلوي وصدام ، علاقة المفكر الشقي بالرئيس البلطجي
- لماذا وقفت ضد حذاء منتظر ، رسالة إلى صديق يعاتبني-
- إلغاء قانون رقم 50 وسيناريو الحرب على إيران
- نداء إنساني إلى إتحاد الكتاب العراقيين وإتحاد الفنانين التشك ...
- الأولى بك أن تهجو نفسك ياعبد الرزاق عبد الواحد
- اكسير الوعي الماركسي في فانتازيا فؤاد النمري
- رفقآ بطاووس ملك ومندادهيي ياعزيزي خدر خلات بحزاني
- أفكار من على رصيف الباب الشرقي
- المالكي ومكب نفايات التاريخ
- تعلولة مفيد الجزائري وماركسية حسين الشهرستاني
- ابن تيمية ، الحراني الأخير
- فينومينولوجيا خالتي صبريه
- التخاطر مع الموتى خير من متابعة أخبار حرامية العراق
- عن ترجمتي التخاطرية لأشعار كارين بويه
- إبادة الصابئة وإبادة أقليات دارفور- ياأسود ياأبيض!
- كارين بويه ، قصائد مترجمة


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مثنى حميد مجيد - خطاب إلى ماركسي عروبي عن لينين ونجمة داوود