أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد خنجي - قانون الاسرة البحريني ثمرة الاصلاح الخصبة














المزيد.....

قانون الاسرة البحريني ثمرة الاصلاح الخصبة


حميد خنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2517 - 2009 / 1 / 5 - 07:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يُعتبر مشروع قانون الأسرة في البحرين، المزمع أن يثير زوابع من الانفعالات والانفلاتات في مجلس النواب، خطوة عصرية نحو تأصيل علاقة الأحوال الشخصية والأسرية وتنظيم المسؤولية المشتركة بين ربّيّ الأسرة؛ الرجل والمرأة.. بل أنها خطوة جدّ شجاعة ومدروسة بعناية من قبل أصحاب القرار، سواءً جاءت بقناعةٍ وتفهمٍ منهم لنداء العصر أو تحت ضغوط الاتفاقيات الدولية!


تأتي هذه الخطوة كمحاولة ثالثة (تبدو الثالثة ثابتة) من أجل تمرير هذا القانون بعد تعديلات وتصويبات أُجريت على المشروع الأوّليّ، أُخذت في الحسبان التركيبة الفسيفسائية للمجتمع البحريني؛ الديموغرافي والاثني والثقافي والديني/المذهبي، كحلِّ وسطٍ ، معتدلٍ ومتواضعٍ جداً بُغية إرضاء غرور الثقافة الذكورية السائدة على حساب المرأة البحرينية؛ الزوجة والأم والأخت والبنت كتحصيل حاصل لا يمكن الإتيان بأفضل منه حالياً، أي الوصول إلى المساواة التامة بين قطبيّ الإنسان؛ الرجل/المرأة، الغاية الفعلية والمعيار الأساس الذي يقاس به تقدم الأمم الحديثة والمعاصرة !


وصلتْ درجة عدم الحصافة بأحد النواب إلى حدٍ أنه أطلق الوعيد والتهديد من أنهم سيقبرون القانون (حسب ما جاء في الصحف المحلية).. والضمير هنا عائد بالطبع لقوى"الإسلام السياسي" بشقيها؛ الشيعي والسني السلفي المتخندقة في متراس "مقدس" موحد، بُغية الحفاظ على صحيح الدين(حسب ادعائها)..والحقيقة أن السبب المكنون مصلحي/ذكوري/فئوي لا علاقة له بجوهر الحق الديني والإنساني في كل زمان ومكان. ولكن الأغرب أن القوى السياسية العصرية(المعتدلة والراديكالية)الصامتة صمت القبور، لم ينم عنها -جميعها- حتى الآن، بيانٍ يتيمٍ تأييداً أو حتى تنويهاً رسمياً منها لهذا الأمر الحضاري الأهم، عدى تصريحات شخصية لعناصر من نُخَبِها السياسية لا تشفع بالطبع للموقف الرسمي لتلك القوى المتشدقة جهاراً لأمورٍ أقل أهمية من مشروع قانون الأسرة، الذي إن مرَ فأنه سيشكل بمثابة عتبة التغيير المنشود في بلدنا التوّاق للحرية وسيشرع لتدشين دخول مملكة البحرين إلى مرحلة نوعية تقربها من عصر الحداثة والتنوير !


إن ارتهان جُلّ القوى السياسية الديمقراطية – إن لم يكن كلها- لقوى الإسلام السياسي السائدة (الأقوى كمّاً بما لا يقاس) في بلدنا يشكل العقبة الكأداء للعمل الجاد والمثمر لتأسيس "خط ثالث" أو تيار ديمقراطي/عصري/علماني لا يعادي بالضرورة الحكم والقوى التقليدية (الإسلام السياسي) في كل صغيرة وكبيرة! بل قد توجد ملفات مشتركة تكون في مصلحة الأغلبية- اللاعبين السياسيين الكبار والصغار- من التعاون المشترك حولها. إلا أن هذا لا يعنى بتاتا خلط الأولويات في العمل السياسي كحالنا في الظرف الآنيّ. والدليل على ما نقوله واضح، لا يحتاج إلى إثبات، فيما يتعلق بالمواقف المتضاربة/المتناقضة في الشؤون الثقافية/الاجتماعية/الحقوقية الأهم المتصلة بملف الأحوال الشخصية الضروري لتنظيم المشاكل الأسرية، حيث لا توجد وشائج تربط القوى العصرية، التي من المفترض أن تقف بوضوح مع حق المرأة ومساواتها مع الرجل، مع القوى التقليدية الدينية/المذهبية التي تعادي – على المكشوف- أي حدٍّ وتقليصٍ من الهيمنة الذكورية في المجتمع انطلاقاً من المصالح الأنانية /الذاتية للرجل الشرقي المحصّن بقوة "الشريعة"،المحصورة بتفسير وتأويل"الكهنوت" الديني، الغريب عن الإسلام الحقّ!


بل أن بعض"الفقهاء" المبجّلين والمتبحّرين في الشأن الديني/المذهبي في بلدنا يدّعون امتلاكِ حقٍ ليس لهم، بقولهم أنهم لوحدهم تعود سلطة البتّ في شؤون البلاد والعباد الشخصية والأسرية، وهم بالتالي-حسب ما يطمحون- أصحاب التفسير الشرعي الوحيد،الذين يجب أن يكون اجتهادهم الفقهي/المذهبي فوق القانون أي خارج إطار سلطة الدولة والسيادة المطلقة لسلطة القانون والدستور البحريني وبنودها الواضحة، المتضمنة الشؤون الشرعية والمنطلقة أساسا من الشريعة الإسلامية لديننا الحنيف بشقيه المذهبي . والسؤال هنا.. هل توجد سلطتان في المجتمع؛ سلطة روحية مستقلة لا توازي سلطة الدولة فحسب بل تتجاوزها ؟! .. في تلك الحال لا توجد أصلا الحاجة لأي دستور لتنظيم شؤون المجتمع، حيث يكفي الركون إلى أحبولة الطائفية والمذهبية البغيضتين،التي تأخذنا-لامحالة- إلى أمارات طوائف القروسطية، تنتفي فيها المواطنة الحقّ.. وعلى بلدنا السلام!


في اعتقادي المتواضع أن جوهر الصراع والخلاف سياسي/مصلحي/طبقي بامتياز يجري تلبيسه قدسية الشرع بهدف استمرارية سيادة وهيمنة الثقافة الذكورية، المنبثقة عن الفكر "الماضوي" والوعي الرجعي، ركيزتي التخلف والاستبداد والإرهاب أيضا.. ومن هنا يجب على نساء ورجال مملكة البحرين العصرية، المبادرة لخوض نضال لا هوادة فيه في سبيل نيل العضد المجتمعي لقانون الأسرة هذا. والاهم من المبادرات الفردية المأمولة هي المسؤولية التي يضعها التاريخ على عاتق القوى الديمقراطية/العصرية في هذا الوقت بالذات لتنفيذ مهمة المهمات المتجسدة في توحيد جهودها ورصّ صفوفها من أجل الوقوف بحزم ضد من يعمل لإسقاط مشرع قانون الأسرة. وحشد جموع الناس بُغية الحصول على التأييد الشعبي للقانون المذكور وتمريره من خلال المجلس الوطني في مملكة البحرين



#حميد_خنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مي رمز لثقافة البحرين
- صراع الاخوة الاعداء الى اين ؟!؟
- خِلاسيّ في البيت الأبيض
- قراءة نظرية للأزمة المالية
- قراءة نظرية للازمة المالية
- ملاحظات اولية حول الزلزال المالي
- مفارقةٌ بين مُعَمّمٍ عصريٍّ ومدنيٍّ نصِّيٍّ
- أكرانيا في مفترق الطرق
- روسيا والعرب بعد حرب القوقاز الأخيرة
- جذور التوتر الحالي
- خمسة أيام هزت العالم.. وستظل تداعياتها تترى !!
- طبيعة دور القوى السياسية في البحرين
- دور العمال والموظفين المأمول في الحراك السياسي في مملكة البح ...
- نصرٌ عمّاليٌّ تاريخيٌّ على شركة -بتلكو- العتيدة !!
- الصّفقة
- اشكالية الاغتراب المعاصر
- الاتفاقية الامريكية العراقية .. معضلة وشرّ لابد منه
- الى اين تسير عربة الوحدة الأوروبية ؟
- الصفعة الايرلندية
- أهداف و آفاق تيارات -الاسلام السياسي- المعاصرة


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد خنجي - قانون الاسرة البحريني ثمرة الاصلاح الخصبة