أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فينوس فائق - متى كان العراق خالياً من الفساد؟














المزيد.....

متى كان العراق خالياً من الفساد؟


فينوس فائق

الحوار المتمدن-العدد: 2516 - 2009 / 1 / 4 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العدد 14349 من جريدة السياسة الكويتية في 6 أوكتوبر 2008
نشرت منظمة الشفافية الدولية مؤخراً تقريراً تذكر فيه أن العراق هو ثالث أكثر دولة فساداً في العالم، حيث تشير المنظمة في التقرير أنه و خلال الخمس سنوات من إحتلال الولايات المتحدة، خلقت إدارة بوش نظاماً سياسياً تسبب في إنتشار الرشوة و الفساد و تفشي بؤر الإرهاب
و تصاعد وتيرة الجريمة و العنف، و ظواهر و سمات أخرى سلبية تذكرها المنظمة في تقريرها، الذي تشير فيه ضمن ما تشير إليه في إلى أن حكومة الإحتلال، و الرسميين الأمريكان هم من يساعدون على ممارسة السرقات و الإختلاسات داخل الحكومة العراقية.
من حيث العلمية التقرير من التقارير الجيدة التي تصف الواقع الحالي في العراق على طبيعته، و يتناول هذا الواقع من على أرض الواقع في العراق نفسه، ما يعني أن هناك إنفتاح و تقبل من قبل الأجواء السياسية الحالية في العراقية لمثل هذه الزيارات من قبل منظمات تدافع عن حقوق الإنسان و تقف ضد ظواهر مثل ظاهرة الفساد، و أن دخول مثل هذه المنظمات إلى الأراضي العراقية صار أمراً سهلاً بفضل نوع النظام الحكومي السائد حالياً و متابعة مثل هذه القضايا و صياغة التقارير بصددها، في الوقت الذي كان فيه مثل هذا غير متاحاً و لا حتى ممكناً بل كان من المستحيلات في ظل سياسة الدكتاتور صدام حسين..
على إعتبار أن هذا الكلام هو عين الصواب، إلا أنه علينا الإقرار و الإعتراف أيضاً بحقيقة لا يمكن تجاهلها، و هي أن كل ما يجري في العراق من إرهاب و فساد ... إلخ هو نتيجة لتراكمات و ممارسات النظام المقبور، و ليست كلها نتيجة السياسة الخاطئة التي يتبعها بوش، بل القسم الأكبر من هو نتيجة حتمية و تحصيل حاصل للسياسة التي كان أقل ما يوصف به هو الطغيان تلك السياسة التي كان نظام صدام حسين يتبعها، تلك السياسة التي خلفت إنحطاط كل القيم الإنسانية النبيلة... فهو ربى جيلين من مصاصي الدماء و السراق و القتلة و قطاع الطرق، ربى جيل كامل من بائعي الذمم و دماء ابناء البلد و، هؤلاء هم من الآن يتسببون في الإرهاب الذي يجري الآن في العراق و تدعمها دول جارة..
كان نظام صدام حسين بارعاً في مص قوت العراقيين على مدى 40 عاماً، بحيث نشأ جيل جائع من طل النواحي، يفتقر إلى قوته اليومي و إلى حقوقه القومية و المذهبية و الثقافية...هتد و هذا الجيل هو الذي نشأ اليوم و يتسبب في كل تلك الفوضى التي تعصف بأزقة و أحياء مدن العراق، نشأ جيل لم ير سوى البعث و لم يشرب سوى من القدح الذي يقدمه له البعث، و لم يلبس سوى كسوة البعثيين و لم يأكل إى من مائدة البعث، و بعد موت صدام حسين و سقوط حكمه باتوا كلهم أيتام و هم الذي يتسببون في كل تلك الأعمال التخريبية و يتكومون في بؤر الإرهاب في العراق و تستقيد منهم عقول الظلام و المؤسسة الإرهابية العالمية..
كل هذا و لم تتمكن أي منظمة مثل منظمة الشفافية الدولية مسائلته في ذلك الوقت طرق باب حكومة صدام حسين و زيارة السجون و المعتقلات و صياغة التقارير حول الآلاف من السجناء الذين تعفنوا بين جدران السجون، و الذين تعفنت جثثهم في الصحاري و البراري، و الذين كان يمص دماءهم و يدفن جثثهم في المقابر الجماعية و هم أحياء.. إضافة إلى براعته في مصادرة الحريات الدينية و القومية و الثقافية و الإنسانية و هدر الكرامات و تدنيس كل المقدسات القومية و الدينية و المذهبية، بإسم أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، و قضى على مايقرب من نصف من خيرة ابناء و شباب و نساء و شيوخ العراق بإسم موال العروبة، و زج بهم في حروب متتالية لا تنتهي، و لم تكن هناك منظمة في العالم تقترب بإسم بند من بنود الحريات و حق الإنسان في أقل مايمكن أن يحلم و هو أن يعيش في بلده بكرامة، تلك المباديء التي موجودة في مواثيق الأمم المتحدة و المواثيق العالمية مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و غيرها من المعاهدات و المواثيق الأخرى..
ألم تتساءل منظمة الشفافية الدولية و المنظمات التي على شاكلتهم أين كان كل هذا الإرهاب مختبئاً أثناء حكم صدام حسين؟ حيث أن دكتاتوريته و سياسته القمعية و حكمه بالحديد و النار هي التي كانت قد كبتت كل هذا العنف من ناحية، و من ناحية أخرى زرعه لبذور الفتنة و العداوة و الكره و الضغينة في نفوس العراقيين، بحيث أن كل هذا أثمر و يثمر اليوم كل هذا الدمار..
فترى أين كانت منظمة الشفافية الدولية من الفساد الذي كان نظام صدام حسين يمارسه طوال سنوات حكمه؟ أين كانت هي حين كان صدام حسين يحكم بقبضة من حديد و يحرمهم حتى من إستخدام لغتهم الأم (لغير العرب) و من ممارسة طقوسهم الدينية (لغير المسلمين)، و يحرق الشيعة بنار الحقد و يجعلهم الإخوة الأعداء مع السنة.. نتائج هذه السياسة التي تطرح ثمارها اليوم و يذوق طعمها الأبرياء من أبناء العراق.. أين كانت هذه المنظمات أيام كان صدام حسين يصدر أوامره الشيطانية بحرق القرى بالمئات و تهجير أهاليها قسراً و دفنهم بين جدران سجون و معتقلات مظلمة بدون أي ذنب سوى إنتماءهم الديني أو المذهبي أو القومي...ألخ.. لماذا لا تصيغ هذه المنظمات و مثيلاتها و التي لها علاقة بالقانون الدولي تقاريرها حول الجرائم التي إرتكبها صدام حسين و آثارها الكارثية على حية الشعب العراقي بكل ألوانه.
أتمنى لو أن منظمات مثل هذه المنظمات تقوم بواجبها بعيداً عن الأهواء و التأثيرات السياسية و بعيداً عن المصالح المادية و الشعارات المزيفة التي لم نجن من وراءها سوى الهوان.




#فينوس_فائق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الفساد
- الإصلاح مشروع
- أين يبدأ الإصلاح؟
- حركة إصلاحية حقيقية هي الضمان الأكبر لتغيير واقع المرأة في ا ...
- عفيفة لعيبي: لم أنقطع يوما واحدا عن العراق
- خلف الغروب بشارعين و قبلة
- شرف الفتاة في القاموسين الإجتماعي و الأخلاقي
- لقاء مع الكاتبة الهولندية المصرية الأصل ناهد سليم: حديث حولة ...
- الأغاني الخلاعية ، إرهاب أخلاقي
- مجموعة مستقبل العراق.. أين.. كيف و لماذا؟
- لا ديمقراطية فوق خراب الدكتاتورية
- مطلوب إعتراف عربي إسلامي بجرائم الأنفال و تعريفها على أنها ج ...
- مازالت المرأة العراقية مواطنة من الدرجة الثانية
- ذات صيف بتوقيت يدين
- هل إعدام صدام شأن داخلي أم شأن شيعي أم مالكي؟
- نظرية رجل يدافع عن حقوق المرأة *
- العلم و ملف الإنفصال و كذبة إٍسمها الديمقراطية
- قلبي معكم يا أهالي و ذويي ضحايا جريمة الأنفال
- لو كانت الحرب الطائفية.....!!!
- من فضائح نظام صدام ضد اطفال اكراد


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فينوس فائق - متى كان العراق خالياً من الفساد؟