أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فينوس فائق - نظرية رجل يدافع عن حقوق المرأة *















المزيد.....

نظرية رجل يدافع عن حقوق المرأة *


فينوس فائق

الحوار المتمدن-العدد: 1748 - 2006 / 11 / 28 - 11:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا أدري حقيقة إن كان علي أن أتفائل حين أقرأ مقالة عن المرأة بقلم ذكوري أو رجالي أم أن أتشائم؟ خصوصاً إذا كانت المقالة دفاعاً عن المرأة ، أقول مقالة رجل للدفاع عن حقوق المرأة ، لأن أكثر ما يخيفني هو الرجل المدافع عن حقوق المرأة ، سواء في الندوات و أمام الكاميرات و من على المنابر ، أو بالمقالات ، و خصوصاً الرجل الشرقي الذي يمتاز بإزدواجية واضحة في هذا المجال ، لأنك لو تدخل بيت هذا الرجل ستجد أنه هو الآمر الناهي و سي السيد كما يقول المصريون و لن تجد أي أثر لتطبيقات عملية لكلامه الرنان عن المرأة في مقالاته أو ندواته بين جدران بيته ، فبيت هذا النوع من الرجال هو أنظف ما يكون من أي بيت آخر من كل أنواع الصداع و الأمراض التي يصابون بها الرجال بسبب إمرأة قريبة منهم ، قوية الشخصية تمكنت من إنتزاع البعض من حقوقها و تدافع عنها.. فالمقالة التي تهاجم المرأة أو تنتقص من قيمتها الإنسانية لا تخيفني كثيراً لأن رسالة الكاتب تكون واضحة و بدون رتوش ، و لا تحمل اي تفسير أو تأويل و تأتي طبيعية جداً ، لكن الخوف كل الخوف من المقالة المحملة بشعارات و بآراء ذكورية ضبابية ، لا يعلم الهدف من وراءها سوى الله. فكما قلت في مقالة أخرى قبل فترة أن الرجال في الشرق يفضلون في النهاية المرأة الساذجة شريكة لحياتهم..
ربما علي أن أتفائل أو أن أهلهل ، لكون أن هناك رجل يكتب عن المرأة ، لكنني في النهاية عندما أعود إلى نفس النقطة التي نختلف عليها ، أو أختلف عليها أنا غالباً مع المثقفين الرجال ، و هي نظرية الرجل الذي يدافع عن حقوق المرأة ، حيث أنني لا أثق كثيراً بالرجل الذي يتكلم كثيراً عن المرأة ، و يطلق شعارات و كلام منمق عنها ، لأنه ليس هناك رجل في الشرق يعني بكل كلامه عن حقوق المرأة زوجته و شريكة حياته ، يعني بها كل نساء الكون سوى زوجته و أخته و أمه ، فهو يطرح تلك النساء من كل نساء العالم و يسقطهن من نظرياته في الدفاع عن المرأة ، تماماً كما أنني لا أثق بالمرأة الصامتة التي تدعي أنها تمتلك حقوقها كاملة ، إذ لا وجود لإمرأة في الشرق تمتلك حقوقها كاملة و تتمكن من أن تلقن غيرها من النساء درساً حقيقياً في كيفية إنتزاع حقوقها ، و إذ أنني أقيس الإثنين بمقياس واحد !! الرجل الذي يتكلم و لا يطبق ، و المرأة الصامتة التي تكون غالباً سلبية و تبرر أو تؤكد بذلك سطوة رجل في حياتها و كأنها تتناول دواء النسيان ، هذا ليس تشائم ، ربما هو إستنتاج خاطيء في نظر البعض.. فنظرية الرجل هي أنه هو مركز القوة و السلطات و القرار و هو نقطة الإنطلاق و المرجع الأسري و الإجتماعي ، و المرأة تدور حوله و تتبعه، و تستلهم منه ، و تتزود بقوته ، و تستعين به ، و تستقوى به ، و تتنور بنوره ، و تتبرك ببركته ، تستسمحه إذا لزم الأمر و تنتظر كرمه و رحمته ، و عليها أن تختلق التبريرات المقيتة لوجوده غير المرغوب فيه في حياتها ، و تستمد منه مقومات شخصيتها و تكون حين يكون هو ، و تدفن نفسها حين يغيب من حياتها ، أي بإختصار أنها التابع و الملحق و الثاني و الفرع و كل شيء يأتي بالمرتبة الثانية من بعد الرجل ، فكيف لي أن أصدق أن هذا الكائن قد يدافع عن المرأة بنفس القوة التي قد يدافع بها عن قضية تخصهً كرجل؟
من الأعمدة اليومية الثابتة التي أواضب على متابعتها و قراءتها تقريباً بشكل يومي هو عمود الكاتب الكوردي سردار عبدالله (أبعاد)، الذي أقرأه مع أعمدة أخرى لكبار الكتاب كورد وعرب أمثال الأساتذة فرياد رواندزي و جهاد الخازن ، د. فاتح عبدالسلام و غيرهم ، حيث يتناول في موضوع عموده ليوم 14 نوفمبر قضية المشاركة السياسية للمرأة ، و التي يقول فيها أن مشاركة المرأة في الشأن السياسي ليست مقياس تطور المجتمع و يذكر في سياق الموضوع النموذج العراقي و الكويتي و يشير إلى التجربة البنكلاديشية التي يؤكد من خلالها على أن الكثير من دول الغرب المتميزة بتطورها و رقي مكانة المرأة فيها ، إلا أن المرأة لا تلعب دورها الحقيقي في المجال السياسي ، و ينهي مقالته بأنه لايمكن لأحد ان يدعي ان الشرق الآسيوي اكثر تقدما وتطورا من اوربا الغربية ومن امريكا ، ذلك لأن غالبية هذه الدول تفتقر إلى الحضور النسوي الفعال في المجال السياسي..
بطبيعة الحال فإن ما ذكرته في مقدمة المقال لا أعني به الكاتب سردار عبدالله شخصياً ، لأنني لا أعرفه بشكل شخصي ، بالعكس فإني أشد على يديه ايضاً على هذه الآراء الجميلة ، لكنني بحيلة أنثوية إتخذت من مقالته ذريعة للدخول و الخوض في قضية تشغلني أو تبرير لمقالتي هذه ، التي ربما لا أحتاج في كل الأحوال إلى أن أتطرق إليه من خلال مقالة ما ، لكنني تعمدت أن أفتح هذا الملف من مقالة رجل كتب عن المرأة و خصوصاً عن حقوقها السياسية التي هي من أهم ما تطالب به النساء في العالم الثالث ، رغم أنه ليس آخر ما يطالبن به من حقوق ، لأنه في النهاية ما ورد في هذه المقالة تعبر عن رأيي الشخصي و حتى أنني لا أعممه على كل رجال الكون ، فهناك إستثناءات ، لكنهم قليلون ، ربما يكون صاحب المقالة المذكورة هو أحد هذه الإستثناءات..
أتفق مع الكاتب أن المشاركة السياسية للمرأة ليست المقياس الأوحد الذي نقيس به تطور المجتمع ، و لكن أتساءل هل أن المشاركة السياسية للمرأة هي نهاية حقوق المرأة؟ أو هي قمة حقوقها؟ و هل أن المرأة التي تمكنت من دخول المعترك السياسي تكون قد نالت حقوقها و إحترامها من الرجل كاملاً؟ ألا تتعرض المرأة الناشطة سياسياً و المرأة التي تتقلد مناصب حكومية إلى الإهانة من قبل رجل ما في حياتها؟
فقبل قرائتي لمقالة سردار بيوم واحد أي 13 نوفمبر قرأت في وسائل الإعلام خبراً مفاده أن الوزيرة الموريتانية أميانه صو محمد كاتبة الدولة المكلفة بوزارة التقنايات الجديدة قد تعرضت إلى ضرب مبرح من قبل زوجها ، و الغريب في الموضوع أنه يأتي في سياق الخبر أن المجتمع الموريتاني هو من المجتمعات الذي تنعدم فيه تقريباً ظاهرة ضرب النساء ، لكن مع ذلك لم تشفع وزارة التقنيات التي تتولاها أميانه صو محمد لها و لم تخلصها من أنياب رجل يهوى تشويه المرأة جسدياً و ثقافياً و إنسانياً ...ألخ
إذا لا المشاركة السياسية هي نهاية مطاف حقوق المرأة و لا هي المقياس الأوحد لقياس مدى تطور المجتمع ، و لا حتى أن خلو مجتمع مثل المجتمع الموريتاني من ظاهرة ضرب النساء يعني أن الرجال في موريتانيا يحترمون نساءهم ، فهناك مجتمعات لا تخلوا من ظاهرة العنف الأسري و الضرب المبرح للنساء ، و لا حتى أن المشاركة السياسية للمرأة كفيلة بعلاج المجتمع من داء التخلف الحضاري و المد الديني المتخلف ..المشكلة تكمن في عقلية الرجل ، و الفكر الذكوري الذي يحمله المجتمع برجاله و نساءه ، و تجذره و إنتقاله عبر الأجيال ، و الأدهى من ذلك في عقلية البعض من النساء المقتنعات بحتمية سيطرة الرجل على زمام المجتمع أو ربما إستسلامها لهذا الواقع ، كتبرير لعدم قدرتها على القيادة في المجتمع..و ما قبول النساء بنسبة 25% من عضوية البرلمان في الحكومة العراقية إلا إستسلام لواقع رسمه لهن الرجل بريشته الذكورية ..
المهم انني لا أقف ضد ما يقوله الكاتب في مقالته جملة و تفصيلاً إلا أنني أصاب بالذعر فقط من رجل – أي رجل كان- يتكلم خارج منزله و يردد شعارات و ما أن يصل إلى عتبة الدار حتى يخفيها وراء الباب ، حتى يعود ليحملها في طريق خروجه في اليوم الثاني.
المهم أن مقالتي هذه لم تكن إنتقاداً لمقالة سردار عبدالله ، و إنما هو تأكيد على الأقل على أننا نحن معشر النساء لسنا سطحيات في مطالبتنا بحقوقنا و تناولنا لقضية هي من صميم واجبنا الإنساني و الأخلاقي قبل أن يكون واجب رجل لا يؤمن بحرية المرأة حتى في مطالبتها بحقوقها داخل منزلها ، و إنما الرجال هم الذين يطلقون الشعارات السطحية و يقترحون الحلول السطحية لقضية المرأة وفق نظرية التآمر ضد كائن لا يقل عنهم بشيء ، فمقالتي هذه هي تعقيب أو إضافة و تعبير عن مخاوف إمرأة من نظرية رجل شرقي – اي رجل كان - يدافع عن حقوق المرأة..
* هذه المقالة منشورة في العدد 1434 من جردية الإتحاد يوم 30-11-2006



#فينوس_فائق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم و ملف الإنفصال و كذبة إٍسمها الديمقراطية
- قلبي معكم يا أهالي و ذويي ضحايا جريمة الأنفال
- لو كانت الحرب الطائفية.....!!!
- من فضائح نظام صدام ضد اطفال اكراد
- متى سينتهي فلم الإرهاب؟
- البرلمان الشيعي الهولندي تجمع طائفي أم وطني؟
- لا يحق للنساء العضوات في البرلمان سوى التصفيق للرجال
- سياسيون أم قطاع طرق ؟؟
- هذه المرة قناة الجزيرة تمارس الإرهاب العاطفي على الشعب العرا ...
- الصحافة الحرة و حرية الصحافة
- و إذا المؤنفلة سُئلت بأي ذنب أُنفلت؟
- المثقف و السلطة...علاقة معقدة و ثورة خفية
- ثقافة الشتم و السب الألكتروني
- بين عاشوراء وعيد الحب لوحة حب لن تكتمل
- هذا ما فعله التقسيم
- مع و بدون تعاون إخواننا العرب في هولندا حكم على فرانس آنرات
- الأدب النسوي مصطلح لتهميش إبداع المرأة
- مقالات مجاملة أم جبر خواطر أو تمشية مصالح
- ماذا جاء يعفل عمرو موسى في كوردستان؟؟
- الفضائيات الكوردستانية ، هل هي فضائيات كوردية أم عراقية؟؟


المزيد.....




- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فينوس فائق - نظرية رجل يدافع عن حقوق المرأة *