أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - زواج ٱلنّبىّ من مطلّقة زيد















المزيد.....


زواج ٱلنّبىّ من مطلّقة زيد


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 07:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما زال تفسير ٱلسلف للقرءان (وهو لغو كافرين فيه لعلّهم يغلبون) يجعل ٱلكثير من ٱلناس يظنون أنّ ما فى كتاب ٱللّه هو ما قاله ٱلمفسرون. ومن ٱلناس مَن يستند إلى قول ٱلمفسرين فيطعن ويهزأ بٱلكتاب وبٱلرسول. وقد قام ٱليوم فريق من ٱلناس يظنّ أنّه تحرّر من تفسير ٱلسلف ويزعم إيمانا بٱللّه وبٱلكتاب وبدأ يعمل على صناعة تفسير جديد. وما صدر عن هذا ٱلفريق يظهر أنّه يستند إلىۤ أساليب ومفاهيم ٱلرّمزيّة فى ٱلأدب ٱلسياسىّ ويرى فى قول ٱلقرءان مفاهيم رمزيّة مثلها ويعمل هو على بيانها. وما يظنّه هذا ٱلفريق من بيان له لما يزعم به من مفاهيم رمزيّة يجعل من ٱلقرءان كتاب رموز مبهمة يعجز عن إداراكها ٱلعالمون.
وأقول لهذا ٱلفريق أنّ ٱلرمزيّة وسيلة يخفى بها مَن يُكرَه فى قول ٱلحقِّ بفعل سلطة إكراه فيرمز قوله لأنّه يخشى من بطشهآ إن بيّن. وأنتم بما تصنعون من تفسير لكتاب ٱللّه بزعم ٱكتشافكم مفاهيم وأساليب رمزيّة فى قوله تلغون فيه كما لَغَوَ ٱلكافرون بما زعموا به وبمآ أخذوه من مفاهيم وأساليب فى قول ٱلشعرآء ٱلهآئمين. فما تزعمون به من مفاهيم رمزيّة فى ٱلقرءان يُظهر أنّكم لا تعلمون أنّ ٱللّه لا سلطة عليه تجعله يخشى بطشها فيخفى قوله ٱلمبين خلف رمزيّة تُبهم. كما يظهر أنّكم لا تذكرون أنّ ٱللّه وصف كتابه بٱلبيان وٱلتبيان لكلِّ شىء وبٱليسر ٱلذى ينفى عنه مفهوم ٱلرّمزية ٱلتى بها تزعمون إيمانًا وبه تخرصون.
قد يكون لكم ردّ على مآ أقوله بأنّ مآ أصنعه أنا من فهم لدليل ٱلكلمة من أبجديتها هو أمر من أمور ٱلتصعيب فىۤ إدراك قول ٱلقرءان. وهو صعب حقًّا على ٱلذين نشأوا على منهاج تعليم ٱللغة ٱلفصحى ولغوها. وسيكون يسيرا عليهم من بعد ٱلعلم بدليل ٱلأبجدية ٱلموضوعة ليكون لهم علم بها فلا يَسأَلُون عن تفسير وعن شرح. وأنا بمآ أعرضه من دليل للأبجدية لم أصنعه بنفسى وهو جعلنىۤ أعلم بمكونات ٱلكلمة وجعلنىۤ أعلم بدليلها. فٱلكلمة مقدار يتشيَّىء كما هو ٱلأمر فى جميع علوم ٱلمقدار وٱلفيزيآء. وهذا ليس من صناعة بشر بل هو من صناعة ٱلخالق ٱلذى نفخ من روحه فى ٱلبشر ليخلف بٱلعلم وٱلنور. ومآ أعرضه من دليل للكلمة ما هو إلا عمل أوّلىّ لمن أدرك ٱلحقّ من بعد فترة نسيان طويلة صنعها له تعليم لغوٍ وتخريص ما زال يطغى على تعليم وإدراك ٱلناس وبه كان للشيطان سلطة فى نزع لباسهم (ٱلروح) عنهم:
"يٰبَنِىۤ ءَادَمَ قد أَنزَلنَا عَلَيكُم لِبَاسًا يُوٰرِى سَوءَٰتِكُم ورِيشًا وَلِبَاسُ ٱلتَّقوَى ذَٰلِكَ خَير ذَٰلِكَ مِن ءَايَٰتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُم يَذَّكَّرُونَ(26) يَٰبنىۤ ءَادمَ لا يفتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيطٰنُ كمآ أَخرجَ أَبَوَيكُم مِّنَ ٱلجَنَّةِ يَنزِعُ عَنهُما لِبَاسَهُما لِيُرِيَهُمَا سَوءَٰتِهمآ إِنَّهُ يَرَىٰكُم هُوَ وقَبِيلُهُ مِن حَيثُ لا تَرَونَهُم إنَّا جَعَلنَا ٱلشَّيَٰطِينَ أَولِيَآءَ لِلَّذينَ لا يُؤمِنُونَ(27)" ٱلأعراف.
وفى ٱلروح سجلّ للأبجدية كما هو ٱلأمر فى ويندوز ٱلكومبيوتر fonts file. وفى ٱلسجلِّ إرشاد للدليل ٱلعددى وٱلشيىء لكلٍّ من ٱلأبجدية. وهذا ما حفظه بعض ٱلناس وهو باقٍ للعلم به وٱلتّذكّر وٱلعمل علىۤ إدراك دليل ٱلكلمة من أبجديتها. فمآ أعرضه فىۤ أعمالى من دليل للكلمة هو جهد مَن كان قد نشأ على نزع ٱلشيطان للباس أُنزل عليه وأنآ أتذكّر وأعمل ليعود إلىّ لباسى.
وأعود إلى عنان مقالى هذا عن زواج ٱلنّبى من مطلقة زيد ٱلذى تلغون فيه كما لغوَ ٱلمفسرون. فهو لم يتزوّج من زوج ٱبنه كما يظنّ ٱلطاعنون وٱلمستهزئون. وسأبيّن فهمى للقول ٱلعربىّ من بعد عرض لما خرص به ٱلسلف. فقد خرصوا بجميع مفاهيم ٱلكتاب ومنها مفهوم "ملك ٱليمين". وقالوۤا أنّ "ملك ٱليمين" هم عبيد وهم نقيض ٱلأحرار.
فى ٱلقرءان مفهوم "ٱلحصن" يقابل مفهوم "ملك ٱليمين" ويبيّنه. فٱلمحصن (رجل كان أم ٱمرأة) هو ٱلذى جعل لنفسه ما يحصنه فى ٱلعيش وٱلعمل وٱلعلم ويحميه من ٱلفقر وٱلاتكال وٱلضعف وٱلجهل. وٱلمحصن لنفسه يقدر على حصن مَن لا يستطيع لنفسه حصنا فيكون له قوّة تأويه وتحميه وتنعم عليه وتأجره فى ٱلعمل. فمن يضع نفسه فى حصن غيره يكون ملك يمينه.
وما يبيّنه مفهوم "ملك ٱليمين" هو مُوالِى لمحصَنٍ يكون له مَولَى يعتمد على يمينه ليحصنه فى عيشه وعمله. فزواج ٱلمحصن من ملك يمينه هو زواج من أحد ٱلعاملين لديه بأجر. فملك ٱليمين ليس عبدا كما خرص ٱلسلف ولغوا فيه وهو حرّ يختار لنفسه ٱلعمل بأجر عند مَن يحصنه أو يسعى للعمل لدى محصن له أخر أوۤ أن يحصن نفسه فيعمل مستقلا.
ومن تخريص ولغوِ ٱلسّلف ما جآء لهم من قول يزعم تفسيرا لأمر ٱللّه بزواج ٱلنّبىّ فى ٱلقول ٱلعربى:
"وَإِذ تَقُولُ لِلَّذِىۤ أَنعَمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ وَأَنعَمتَ عَلَيهِ أَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخفِى فِى نَفسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبدِيهِ وَتَخشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخشَٰهُ فَلَمَّا قَضَى زَيد مِّنهَا وَطَرًا زَوَّجنَٰكَهَا لِكَى لا يَكُونَ عَلَى ٱلمُؤمِنِينَ حَرَج فِىۤ أَزوَاجِ أَدعِيَآئِهِم إِذَا قَضَوا مِنهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمرُ ٱللَّهِ مَفعُولا" 37 ٱلأحزاب.
وبما زعم ٱلسّلف بتفسيرهم لهذا ٱلأمر جعل ٱلطاعنين يقولون ما يُسيئ للنّبى ويبيّنه عبدًا لشهواته لا يرعى حرمة فيها ويتبعه ربّه مؤيّدًا. وجعل ٱلرّمزيين يعملون لغوا جديدا يزعمون به دفاعا عن ٱللّه وعن ٱلرّسول ويجعل تفسيرُهم من ٱلقرءان كتاب رموز تبهم قوله على ٱلناس وتدفع بهم إلىۤ أحضان ٱلمفسرين ٱلسّلف ٱلأيسر قولهم.
لقد قال ٱلٍّسلف فى تفسيرهم للقول "وَإِذ تَقُولُ لِلَّذِىۤ أَنعَمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ وَأَنعَمتَ عَلَيهِ": أنّ "أنعم ٱللّهُ عليه" (أي الإسلام) و"أنعمت عليه" (بالعتق من الرق)! (تفسير ٱبن كثير).
أما كلمة "أنعم" فتبيّن نعومة عيشٍ له ولا تبيّن إسلاما ولا عتقا. فمآ أنعمه ٱللّه على زيد هو ٱلمأوى. وقد أنعم ٱلرّسول عليه فَـءَـاوىٰه وتولَّى عيشه. فلو كان ٱلإسلام وٱلإيمان هو مآ أنعمه ٱللّه عليه لكان ٱلقول "وجدك ضَآلا فَهَدَىٰ". ولو كان ٱلعتق هو مآ أنعم عليه ٱلرّسول لكان ٱلقول "وأطلقت سراحه". ولوۤ أنّ ما خرص به ٱلمفسرون هو ما يحمله ٱلقول ما كان لزيد نعمة فى ٱلعيش بفعل مسئوليته عنه وشقآؤه فيه.
وقال ٱلسّلف فى تفسيرهم للقول "قضىٰ زيد منها وطرا": (الوطر هو الحاجة والأرب, أي لما فرغ منها وفارقها) (تفسير ٱبن كثير). ولم يبيّنوا فى قولهم أنّ "ٱلوطر" هو بلوغ ٱلعيش بين زوجين نهاية لا عودة لهما بعدهآ إلى حاجة ومأرب من زواجهما.
وما تدلّ عليه كلمة "ٱلوطر" تبيّنه أبجديّتها. "وَ" (وتد فوقه قوّة فتحٍ) و"ط" طيت (حنش ساكن سكونًا مخفيًّا وٱلحنش يبيّن قوّة إلتفاف وتطويق) و"ر" (رأس فوقه قوّة فتح).
تبدأ ٱلكلمة بوتد محلول بٱلفتح فوقه. ويلى ٱلوتد حنش ساكن سكونا مخفيًّا يتصل برأس فوقه قوّة فتحٍ. فٱلوتد ٱلمحلول يجعل قوّة ٱلحنش ٱلساكن تنطلق ليلتفّ ويطوّق ٱلرأس ويفتحه. فٱلرأس ٱلذى كان مثبتًا بٱلوتد فى علاقة (وهنا هى علاقة زوجيّة) صار بحَلِّ ٱلوتد محكوما بحلِّ هذه ٱلعلاقة بقوّة ٱلحنش ٱلذى يطوّقه. وهذا يبيّن أنّ ٱلعلاقة بين ٱلزوجين وصلت إلى نهاية لا يستطيعان بعدها ٱلمتابعة فيها وتقضى بٱلفصل بينهما لتنتهى علاقتهما ٱلزوجية بٱلطلاق أو ٱلهجر.
ويبيّن ٱلقول ٱلعربىّ أنّ زيدًا يعلن لوليّه محمّد أنّه قضى من زوجه وطرًا ويريد ٱلانفصال عنها ويطلب منه نصحًا.
فيجيبه ٱلولىّ: "أَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ".
ويبيّن ٱلقول ٱلعربىّ أنّ ٱلولىّ بهذا ٱلجواب قد أخفى فى نفسه ما كان عليه قوله كرسول يبلّغ رسالة ٱللّه "وَتُخفِى فِى نَفسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبدِيهِ". فقد أخفى فى نفسه ما كان عليه قوله "سرّح زوجك سراحًا جميلا" بعد أن علم أنّ علاقة ٱلزوجين قُضيت بٱلوطر ولا يمكنهما متابعة ٱلعيش كزوجين. وهذا هو "ما ٱللّه مبديه" وهو ٱلحقّ وعلى ٱلرسول تبليغه:
"ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ ٱللَّهِ وَيَخشَونَهُ وَلا يَخشَونَ أَحَدًا إِلاَّ ٱللَّهَ وَكَفَى بِٱللَّهِ حَسِيبًا" 39 ٱلأحزاب.
فٱلرّسول بشر وهو يخشى ٱلناس وٱللّه يعصمه منهم:
"يَٰۤأَيُّها ٱلرَّسُولُ بَلِّغ مَآ أُنزِلَ إليكَ مِن رَّبَّكَ وإن لَّم تَفعَل فَمَا بَلَّغتَ رِسالتَهُ وٱللَّهُ يَعصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ إنَّ ٱللَّهَ لا يَهدِى ٱلقومَ ٱلكَٰفِرِينَ" 67 ٱلمآئدة.
لقد أخفى ٱلرسول فى نفسه ما عليه بلاغه وبذلك أخطأ. وفى ٱلقرءان أخطآء وذنوب للرسول يبديها ٱللّه ويصوّبها له:
"يَٰۤأيُّها ٱلنّبىُّ لِمَ تُحرِّمُ مآ أحلَّ ٱللَّهُ لكَ تبتغى مَرضاتَ أزوٰجِكَ وٱللَّهُ غفُور رَّحيم" 1 ٱلتحريم.
ويبين له ذنبه ويحثه على طلب ٱلمغفرة:
"فٱصبر إِِنَّ وَعدَ ٱللَّهِ حَقّ وٱستغفر لِذَنبكَ وسبِّح بحمدِ ربِّكَ" 55 غافر.
"فٱعلم أَنَّهُ لاۤ إِلـٰه إِلاَّ ٱللَّهُ وٱستغفر لِذنبكَ" 19 محمد.
"لِيَغفِرَ لك ٱللَّهُ ما تقدَّمَ من ذَنبِكَ وما تأخَّرَ" 2 ٱلفتح.
ومحمد بشر يخطئ ويذنب ويتمنّى ويلقى ٱلشيطان فىۤ أمنيته:
"وماۤ أرسلنا من قَبلِكَ من رَسُولٍ ولا نبىٍّ إلاۤ إذا تمنَّىٰۤ أَلقى ٱلشَّيطٰن فىۤ أُمنيَّتهِ فينسخُ ٱللّهُ ما يُلقى ٱلشّيطـٰنُ ثُمَّ يُحكِمُ ٱللّهُ ءايِـٰته وٱللّهُ عليم حكيم" 52 ٱلحج.
وما على ٱلرسول هو بلاغ رسالة ٱللّه وفيها ما يبيّن للمؤمنين من ٱلناس ما لهم وما عليهم. وٱلرسالة تقول للمؤمنين أنّ ٱلذى قضى من زوجه وطرًا لا يمسك بها ولا يتركها كٱلمعلّقة وعليه تسريحها سراحًا جميلا. فمن يمسك بزوجه من بعد أن قضى منها وطرًا يُكره نفسه ويُكره زوجه. ومآ أخفىٰه ٱلرسول يبديه ٱللّه ويصوّب ما وقع ٱلرسول فيه من خطإٍ.
فقول ٱلرسول لزيد "أَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ" لا تقوى فيه لأنّ زيد لا يستطيع متابعة عيشه مع زوجه بعد أن قضى منها وطرًا. وقول ٱلرّسول هذا كان ٱلفاعل فيه هو خشيته ٱلناس وما عليه كرسول ألا يخشىۤ إلا ٱللّه. لقد خشى أن يقول ٱلناس عنه أنّه كان ٱلسبب فى طلاق زيد لزوجه فترك ٱلأمر لزيد من دون أن يبيّن له رأى وموقف ٱلحقِّ ٱلذى تبديه ٱلرسالة لمن قضى من زوجه وطرًا.
ومن لغو ٱلمفسرين فى هذا ٱلقول ٱلعربىّ هو لغوهم بمفهوم "ٱلابن". فٱلابن مَن يتبع "أبًا" ويأخذ منه منهاجًا وهو لونان: "أبناۤئكم ٱلذين من أصلٰبكم" وهؤلآء هم أولادهم ٱلذين ينشأون لديهم ويتربون. وٱلذين ليسوا من أصلابهم وهم أبنآء تربية ومنهاج. ويكون ٱلفرد ٱبنَ تَبَنٍّ وتربية إن كان لم يتبع أبا أخر منذ ولادته كموسى ٱلذى ٱلتقطه فرعون من ٱليّمِّ قبل أن يكون له أب أخر.
أما ٱلادّعآء فلا يجعل من ٱلفرد ٱبنًا. وعيش ٱلفرد فى كنف ٱمرء يتولىۤ أمره ويحصنه لا يجعل منه أبًا له. وتقول قصّة زيد أنّه جآء إلى محمد وهو غلام وهو يعلم بأبيه ويتبع منهاجه. وبذلك لا يكون زيد ٱبنا لمحمد لا بٱلتبنى (لأن زيدًا يتبع أبًا قبل أن يكون مواليا لمحمد) ولا بٱلمنهاج (لأنّ محمدًا "ما كَانَ أَبَآ أَحَدٍ"):
"مَّا كَانَ مُحَمَّد أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُم وَلَكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمـَ ٱلنَّبِيِّينَ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَىءٍ عَلِيمًا(40)" ٱلأحزاب.
عمل ٱلتبنى لا يقوم ما لم يكن ٱلطفل لا يدرك أبا له. وإن أنعم ٱمرء على غلام يدرك أبيه يكون هذا ٱلغلام مُوَالِى للذىۤ أنعم عليه أوۤ أخا له فى ٱلدين (يماثله فى حقوق ٱلمواطنة وٱلحقوق ٱلقانونية).
محمّد هو ٱبن يتبع منهاج ٱلأب إبراهيم وحيًا. وقد أنعم ٱلابن محمّد على ٱلغلام زيد وأَوىٰه وتولّىۤ أمره وجعل عيشه ناعما سهلا يسيرا لا مشقّة فيه. وبقى زيد يتبع أبيه لأنّ محمّد لم يكن أبا أحدٍ ولم يعلن للناس أنّه صاحب منهاج أبٍ. بل أعلن للناس أنّه ٱبن للأب إبراهيم وحيًا من ٱللّه:
"قُل إنِّى هَدَـٰنى رَبِّى إلى صِرٰطٍ مُّستقيمٍ دينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إبرٰهيمَ حنيفًا وما كان من ٱلمشركين" 161 ٱلأنعام.
"مِّلَّةَ أَبِيكُم إبرَٰٰهِيمَ هُوَ سَمَّٰكُمُ ٱلمُسلِمِينَ مِن قَبلُ" 78 ٱلحج.
وهو يتبع ملَّة أبيه وحيًا من ٱللّه:
"ثمَّ أَوحينآ إليكَ أَنِ ٱتَّبِع ملَّةَ إبرٰهيمَ حنيفًا وما كان مِنَ ٱلمُشرِكينَ" 123 ٱلنَّحل.
وزيد لم يُوحىۤ إليه من ٱللّه ليتبع ولم يكن محمد أبًا له. فإن تزوّج زيد ثمّ طلق زوجه لا تكون ٱلزوج ٱلمطلقة زوج ٱبن بل هى زوج مُوَالِى أوۤ أخ فى ٱلدين وقد صارت بٱلطلاق حرّة تتزوج ممن لا يدخل فى تحريم معها.
بهذا ٱللغو أسآء ٱلمفسرون إلى ٱللّه وإلى رسوله وأبطلوا عمل ٱلتّبنى من حياة أتباعهم وهو عمل صالح يحتاجه كلّ طفل لآ أب له.
وما يبينه ٱلقول ٱلعربىّ أنّ زواج ٱلنبى بمطلّقة زيد هو أمر بٱلوحى "زَوَّجنَٰكَهَا". فهو لم يكن يفكّر بها ولم يشتهِ معاشرتها كما خرص ٱلسّلف ولم يفكّر بٱلزواج منها قبل أو بعد طلاقها ولكن هو أمر موحىۤ إليه. وكان أمر ٱلوحى بزواجه هو من ٱلرسالة وعليه ٱلبلاغ. وهو أمر يتعلق ببيان مَثَلٍ للمؤمنين أنّه ليس عليهم "حَرَج فِىۤ أَزوَاجِ أَدعِيَآئِهِم إِذَا قَضَوا مِنهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمرُ ٱللَّهِ مَفعُولا". فٱلأمر مفعول وليس للرسول إرادة فى منعه. وبٱلزواج قضى ٱللّه وقضى رسوله بما فعل أنّ ٱلأدعيآء ليسوۤا أبنآء:
"وَمَا كَانَ لِمُؤمِنٍ وَلا مُؤمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَمَن يَعصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا" 36 ٱلأحزاب.
ٱللّه يقضى بٱلحقِّ ورسوله يتبع ما قضى به ٱللّه. فما قضى به ٱللّه ليس عملا للرسول بل هو فعل مفعول. وإن أخطأ ٱلرسول فيما يعمله بفعل بشريته يصوّب ٱلوحى خطأه. وقد قضى ٱللّه "لا يَكُونَ عَلَى ٱلمُؤمِنِينَ حَرَج فِىۤ أَزوَاجِ أَدعِيَآئِهِم إِذَا قَضَوا مِنهُنَّ وَطَرًا". ويحرّم عليهم أزواج أَدعيآئهم إن كنّ من ٱلمحرّم عليهم نكاحه. فإن كانت مطلقة ٱلدّعىّ من ٱلمحرّمات فهى لا تحلّ للمؤمن لا من قبل زواجها من ٱلدّعىّ ولا من بعده. أمآ إن كانت تحلّ له من قبل زواجها فهى تحلّ له من بعد طلاقها.
لقد بيّن ٱلبلاغ ٱلعربىّ أنّ زواج ٱلنّبى يتبع سنّة خآصّة به تجعله يفعل. وهى "سُنَّةَ ٱللَّهِ فِى ٱلَّذِينَ خَلَوا مِن قَبلُ". وهذه ٱلسِّنّة ليست للمؤمنين ٱلذين يعملون فَيُسأَلُون. وقد فصّل ٱلقرءان هذه ٱلسنّة ٱلخآصّة وفرقها عن سنّة ٱلمؤمنين بٱلقول ٱلعربىّ:
"يـٰۤأيُّها ٱلنّبىّ إنّاۤ أحللنا لك أزوٰجك ٱلّـٰتىۤ ءاتيتَ أجورهُنّ وما ملكت يمينك ممّاۤ أفآء ٱللَّه عليك وبنات عمّكِ وبناتِ عمٰتكِ وبناتِ خالك وبناتِ خٰلـٰتك ٱلَّـٰتى هاجرن معك وٱمرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبّى إن أراد ٱلنبُّى أن يستنكحها خالصة لك من دون ٱلمؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم فىۤ أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان ٱللَّه غفورًا رحيمًا" 50 ٱلأحزاب.
فسنّة زواج ٱلنّبىّ خالصة له من دون ٱلمؤمنين. وفى ٱلقول تذكير للمؤمنين أنّه حلّ خاص بٱلنّبى "من دون ٱلمؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم فىۤ أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان ٱللَّه غفورًا رحيمًا".
ٱلنبى هو رسول ٱللَّه وعليه ٱلبلاغ لرسالته. وفى ٱلرسالة بيان مفصّل للمحرّم وللحَلِّ فى نكاح ٱلمؤمنين جآء فى ٱلبلاغ 23 ٱلنسآء. ولما كان زواج ٱلنبى يحدث بأمر يخالف ٱلبلاغ 23 ٱلنسآء ويجعل عليه حرج أمام ٱلمؤمنين جآء بيانه فى ٱلقول "سُنَّةَ ٱللَّهِ فِى ٱلَّذِينَ خَلَوا مِن قَبلُ". وٱلذين خَلَوَا هم ٱلذين نسُوا مع ذريتهم من دون نسخ.
وكان مآ أحلَّه ٱللّه للنبى فيما يلى:
1- أزواجه ٱلَّـٰتى ءَاتاهن أجورهن مهما كانت درجة ٱلقربى بينه وبينهن. وبين إحداهن وٱلأخرى. شرط أن يدفع أجر من لم يدفع لهاۤ أجرها. ولم يُعفَ ٱلنبى من دفع ٱلأجر.
2- ملك يمينه.
3- بنات عمّه وبنات عمٰته وبنات خاله وبنات خالته ٱلَّـٰتى هاجرن معه. وزينب بنت جحش ٱلأسديّة مطلقة زيد هى ٱبنت عمّته أميمة ٱبنت عبد ٱلمطّلب وهى من ٱلَّٰتى هاجرن معه.
4- مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى (من دون أجر) إن أراد هو ذلك.
وجآء رفع ٱلحرج عنه فى ٱلقول:
"ما كان على ٱلنبّى من حرجٍ فيما فرض ٱللَّه له سنّة ٱللَّه فى ٱلذين خلوا من قبل وكان أمر ٱللَّه قدرًا مقدورًا" 38 ٱلأحزاب.
أما ما يحلّ ويحرّم فى نكاح ٱلمؤمنين فهو غير منسىّ وهو منسوخ "سنّة ٱلذين من قبلكم" ومبيّن ومفصّل لهم وهم عنه مسئولون:
"حُرّمت عليكم أمهٰتكم وبناتكم وأخوٰتكم وعمٰتكم وخٰلـٰتكم وبناتُ ٱلأخ وبنات ٱلأخت وأمهٰتكم ٱلّـٰتىۤ أرضعنكم وأخوٰتكم من ٱلرضٰعة وأمهٰت نساۤئكم وربٰۤئبكم ٱلّٰٰتى فى حجوركم من نساۤئكم ٱلّـٰتى دخلتم بهنَّ فإن لم تكُونوا دَخَلتمُ بِهنَّ فلا جُناحَ عليكم وحلـٰۤئل أبناۤئكم ٱلذين من أصلٰبكم وأن تجمعوا بين ٱلأختين إلاّ ما قد سلف إن ٱللَّه كان غفورًا رحيمًا(23) وأُحِلّ لكم ما ورآء ذلكم أن تبتغوا بأموٰلكم محصنين غير مسٰفحين(24) ومن لم يستطع منكم طَولا أن ينكح ٱلمحصنٰت ٱلمؤمنٰت فمن ما ملكت أيمٰنكم من فتيٰتكم ٱلمؤمنٰت وٱللَّه أعلم بإيمٰنكم بعضكم من بعضٍ فٱنكحوهن بإذن أهلهن وءَاتوهنّ أجورهن بٱلمعروف محصنٰت غير مسٰفحٰتٍ ولا متخذٰت أخدانٍ فإذاۤ أحصنّ فإن أتينَ بفاحشة فعليهن نصف ما على ٱلمحصنٰت من ٱلعذاب ذٰلك لمن خشىَ ٱلعَنَتَ منكم وأن تصبروا خير لكم وٱللَّه غفور رحيم(25) يريد ٱللَّه ليبّين لكم ويهديكم سُنَن ٱلذين من قبلكم ويتوب عليكم وٱللَّه عليم حكيم(26)" ٱلنسآء.
"أخواتك" هنّ بنات والديك "وبنات عمّكِ وبناتِ عمٰتكِ وبنات خالك وبنات خٰلـٰتك". وحلّ ٱلنّبىّ ٱلخآصُّ كان فىۤ أخواته "بنات عمّكِ وبنات عمٰتكِ وبنات خالك وبنات خٰلـٰتك ٱلَّـٰتى هاجرن معك" من دون أخواته من والديه. وفى "ٱمرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبّى إن أراد ٱلنبُّى أن يستنكحها خالصة لك من دون ٱلمؤمنين". وهذا منسىّ وهو من "سنّة ٱللَّه فى ٱلذين خلوا من قبل" وليس للمؤمنين مثل هذا ٱلحل ٱلمنسىّ.
وكان ٱلأمر بزواجه من مطلقة زيد يجعله زوجا لأخته زينب وهذا ليس نسخًا من "سُنَن ٱلذين من قبلكم" وهو منسىّ من "سنّة ٱللَّه فى ٱلذين خلوا من قبل". وما للمؤمنين من هذا ٱلأمر هو حلّ "أَزوَاجِ أَدعِيَآئِهِم إِذَا قَضَوا مِنهُنَّ وَطَرًا". ومثلُ زينب لا تكون للمؤمنين حلّا لأنهآ أخت.
فحديث ٱلقرءان بيّن لا يحتاج لتفسير ولا رمز فيه. وهو أحسن حديث لأنّه حديث ٱللّه نور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض موجّه للذين يؤمنون يبيّن لهم ٱلمنسوخ وٱلمنسىّ وهم ٱلذين يعلمون ويفقهون ويذّكّرون وأولى ٱلألباب. وهؤلآء هم ٱلذين يعملون لينيروا ٱلحقّ ويخلفون فى ٱلأرض بعبادتهم لأمر ٱللّه ٱلمسطور فى حديثه:
"ﭐقرأ بٱسمِـ رَبِّك ﭐلّذى خَلَقَ" 1 ﭐلعلق.
"فٱقرَءُوا ما تَيَسَّرَ مِنَ ﭐلقرءانِ" 20 ﭐلمزّمّل.
"قُل سيروا فى ﭐلأرض فٱنظروا كيف بَدَأَ ﭐلخَلقَ" 20 ﭐلعنكبوت.
"ولا تَقفُ ما ليس لَكَ بهِ عِلم إنَّ ﭐلسَّمعَ وﭐلبَصَرَ َوﭐلفُؤَادَ كلُّ أُولَـٰۤئك كان عنه مَسئُولاً" 36 ﭐلإسرآء.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسانُ ٱلقرءانِ عَربىّ مُّبين يَهدِى ولسانُ ٱللغة ...
- ٱلقول (ناسخ ومنسوخ في القرآن) هو تحريف للكلم عن مواضعه ...
- ٱلذكرى ٱلسابعة لتأسيس ٱلحوار ٱلمتمدن
- ٱلدين The law
- حول ٱلانتخابات فى ٱلعراق
- ٱلدين وٱلدولة
- مَن هم ٱلذين يَعلُونَ فى ٱلأرض ولا يُمسَخُونَ؟
- ٱلتعليم ٱلدينىّ يبعد ٱلناس عن سبيل ٱ ...
- جآئزة نوبل يستحقّها ٱلناظر فى ٱلدين!
- شرعُ ٱللّه وصيّة لعيش ديمقراطىّ
- ٱبنىۤ ءادم (تعقيب على مقال -حقّ ٱلحياة..-)
- ٱلقتل بزعم ٱلشرف هو قتل لنفسٍ بغير نفسٍ
- مصيبة؟!! عطّلت موقع -الإنسان هو الحلّ-
- ٱلحياة حقّ أول من حقوق ٱلإنسان فى جميع ٱلأ ...
- -إسرآءيل- شخص ودولة
- ٱلكفر حال وموقف أكثريّة قوم ٱلرّسول!!
- مَن هو ٱلذى يُقتل فى سبيلِ ٱللّه؟
- هل ٱلإسلام هو ٱلحلّ؟
- ٱلإسلاميّون وٱلديمقراطية!!
- قانون ٱلطوارئ شرع كافرين يُعتدى به على حقوق ٱلنا ...


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - زواج ٱلنّبىّ من مطلّقة زيد