أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نبيل عودة - انه زمن البول فوق المناضد والبرلمانات والوزراء















المزيد.....

انه زمن البول فوق المناضد والبرلمانات والوزراء


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2510 - 2008 / 12 / 29 - 09:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما يجري في غزة ضد ابناء شعبي يجعلني بالغ الاكتئاب وأتفجر قهرا وغضبا ، لغياب موقف عربي .وأعجز عن التفكير الا بأطفال يذبحون ، ونساء يمرمغن بوحل المذلة والعجز.. ورجال تحت القيد والموت .. وما سيؤلمني أكثر اننا سنتفاخر بالموت ... وكأن الجريمة ارتكبت لنتفاخر باستشهادنا!!
الموضوع ليس حماس أو فتح ، انما أرواح شعب يعيش محاصرا بالجوع والقهر واليوم يضاف اليه القصف القاتل.. مائة الف طن من المتفجرات القيت فوق رؤوس شعب أعزل في ساعة واحدة فقط ..
حتى قنبلة هيروشيما أكثر رحمة للجرحى الذين لا علاج لهم ، ويموتون مائة مرة كل ساعة حتى يلفظون انفاسهم الأخيرة.. .ولم أسمع جملة من مسؤول في دولة عربية واحدة تعطي أملا لشعب يتعرض لما هو أكثر من نكبة ، الى كارثة قومية وانسانية .. لم تتوقف خلال ستة عقود.. ونفاخر اننا أصبحنا 350 مليون عربي ...
شعوري يتطابق مع ما يقولة الشاعر الكبير مظفر النواب:

انه زمن البول فوق المناضد والبرلمانات والوزراء

أبول عليهم بدون حياء

ولا أظن ان حال انظمتنا أبقت مجالا لأمل ... ويقول :

هل عرب انتم !!!!

والله انا في شك من بغداد الى جدة

هل عرب انتم

وأراكم تمتهنون الليل

على أرصفة الطرقات الموبوءة

أيام الشدة؟؟

قتلتنا الردة ...قتلتنا الردة

ان الواحد منا يحمل في الداخل ضده

يؤسفني ان اللغة باتت عاجزة عن افراغ الألم الذي في صدري ..
لن أخوض في هذه العجالة حول تفاصيل واقع الانشقاق الفلسطيني . ورغم ان رؤيتي العامة ان حركة حماس ارتكبت حماقات بحق شعبها ، الا ان حساب حماس يظل بيد الشعب الفلسطيني وليس بيد أي قوة همجية تستغل حماقة فئة لتعاقب شعبا كاملا بمئات الاطنان من المتفجرات القاتلة.
ان رفض حماس الاحتكام لصناديق الآقتراع ،كما اقترحت مصر للخروج من الأزمة المستفحلة ، وقبلت به السلطة الفلسطينية .. كطريق لا بد منها لحقن الدم الفلسطيني بين فتح وحماس ،واعادة اللحمة الى الحركة الوطنية الفلسطينية ، وتعزيز شرعية المؤسسات الفلسطينية ، وتقوية موقف الشعب الفلسطيني بكل ما يخص اشكاليات الوضع الفلسطيني ، أهم بما لا يمكن مقارنته ، مع تمسك حماس بأمارتها في غزة ..
الآن لا بد من اتخاذ القرار الصحيح .. نقل الصلاحيات كاملة للسلطة الفلسطينية على قطاع غزة وفورا ، من أجل تسريع وقف العدوان الهمجي ، وعدم ابقاء الصورة لما يجري في القطاع ، كحالة تصادم بين حماس واسرائيل.
ان من يعتقد ان قمة عربية ، او تحرك الأنظمة العربية سينقذ القطاع من عملية ابادة لكل البنى التحتية ، وتركه أرض محروقة ، واسقاط مئات القتلى الفلسطينيين ، كنوع من سوأ انواع الردع ، الذي يتجاوز الردع الى شبه تصفية اثنية لشعب، يعيش وهم قاتل .
ألمطروح بشكل عاجل وملح اعادة الشرعية الفلسطينية للقطاع ... بدون ذلك لا أرى الا اعطاء المعتدي المزيد من التغطية على أبشع جريمة ترتكب في القرن الواحد والعشرين .. وبغياب صوت دولي حاسم لوقف التصفية الاثنية وتدمير القطاع بنيويا.
حماس فشلت في ضمان الأمن والحماية والشرعية للشعب الفلسطيني في القطاع . وسهلت على المعتدي تجنيد الرأي العام الدولي الى جانبه . لن يقتعني أحد ان صواريخ المقاومة هي الرد الاستراتيجي المعادل للهمجية العسكرية الاسرائيلية. ان تصرفات سلطة حماس كانت تقود بوعي أو بغير وعي ، الى هذا الصدام .
لا أفهم العقلية التي دفعت حماس وجعلتها تتوهم انها قادرة على مواجهة هذه الآلة الحربية الأكثر حداثة في عالمنا. ولكن سيحين الوقت ليحاسب السعب الفلسطيني فصائله على نجاحاتها وفشلاتها . على حسن ادارتها لحياته ، او فسادها.
لا . لست مدافعا عن فتح ، ولست غافلا عن الفساد في فتح .. ولكني لست الآن في مجال المفاضلة ، انما في مجال واحد وأوحد .. صيانة الشرعية الفلسطينية واعادتها الى الرئاسة الفلسطينية لتتصرف بما يتلائم ووقف التدمير والقتل الجماعي لشعبنا.
ولا بد من اضافة صغيرة ..
كمواطن عربي فلسطيني داخل اسرائيل ، أرى بألم محدودية دورنا ، نتيجة الأولويات التي تتحكم بالقيادات العربيةعندنا .
لا أعني ما يجري اليوم في القطاع ، بل ما جرى خلال العقدين الأخيرين على الأقل ، من انحرافات وانتصار لنهج انتهازي ، جعل من عضوية الكنيست الهدف الأسمى لمن يعرفون أنفسهم كقادة للأقلية العربية في اسرائيل.
في الواقع عضوية الكنيست تكليف وليس تزعم وانتفاخ وتعالي على الجماهير ..
لنا دورنا الذي يجب ان يكون عبر فكر سياسي ورؤية سياسية استراتيجية .. وليس ارتجالا سياسيا كلما وجدنا انفسنا داخل وضع مؤلم ، فنبدأ بردود فعل ارتجالية ، لا تصب كلها في الاتجاه الصحيح ..
هل أكشف سرا اذا قلت ان جماهيرنا أضحت ترفض التجند والمشاركة في معارك الأحزاب السياسية التي تخاض بأسمها؟
هل درست أحزابنا هذا الوضع ؟
هل يعون لوجود حالة من الأزمة التي يمكن تعريفها الأساسي بأنها انعزال عن الهموم اليومية للجماهير العربية ؟
هل الخطاب السياسي للأحزاب العربية قادر على تعبئة كوادر الأحزاب وليس الجماهير فقط ؟
أين كان دورها من التطورات السياسية التي شهدتها الساحة الفلسطينية ، منذ بدء الخلاف الدموي بين فتح وحماس؟
ألم يكن يستحق استمرار النزاع الفلسطيني ان يدفع أحزابنا وقياداتها الى رفع صوت شعبنا الفلسطيني من داخل اسرائيل أيضا ، ضد ما يجري من تجاوزات بحق أصحاب الانتماء المختلف في غزة بالأساس؟
هل استمرار اطلاق الصواريخ البدائية من غزة ، التي لم تحقق أي هدف استراتيجي او سياسي بسيط ، حقق أو سيحقق مكسبا للقضية الوطنية الفلسطينية ؟
أجل لنا خبرتنا السياسية ، ولنا تجربتنا الكبيرة ، ولنا فهمنا للعقلية الاسرائيلية ، ولكني ما أراه أن احزابنا لم يشغلها أي شاغل يتجاوز تعزيز مكانة القائد وفرص الفوز بعضوية الكنيست ...
لا لم نعد أحزابا تخدم تطلعات الناس وقضيتنا الوطنية . أعرف ان ما أقوله صعب ، وأعرف اني سأواجه بعاصفة من النقد غير المسؤول. ولكن ما أعرفه أن ضميري يرفض التهريج السياسي ، ويرفض ان يستبدل مصالح الجماهير بمصالح الأفراد .
وكلمة أخيرة لوزير حكومة العدوان ، السيد غالب مجادلة .
أسمعنا صوتك .. هل من اللأئق بك استمرار جلوسك في حكومة تقتل ابناء شعبك بدون تمييز ؟
هل بات كرسي الوزارة ، الذي سيتخلص منك بعد شهرين ، شئت أم أبيت ، أهم من اسماع صوتك ضد الجرائم التي لا تُخجل أعتى مرتكبي المجازر الاثنية في تاريخ الشعوب؟؟



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية البطة النافقة...
- تهافت الحوار او تهافت المثقفين ؟
- ترانسفيرية جديدة اسمها تسيفي ليفني ؟؟
- كيف صار المستشارون أكثر من حمير مملكة واتا...
- قصة : أفروديت لا تنفع طه ...
- الحوار المتمدن : بارومتر فكري وسياسي للواقع العربي
- يوميات الفلسطيني الذي لم يعد تائها
- -ملتقى ادباء ومشاهير العرب- في حوار مع نبيل عودة
- ايران نووية .. مقبرة للحلم القومي العربي !!
- مهازل فكرية في الصحافة العربية...
- الناصرة حسمت : ضد الطائفية ومن أجل مجتمع مدني حضاري
- يجب اقصاء الطائفية من أجواء الناصرة ..
- انتخابات بلدية الناصرة : المجتمع المدني هو المطروح للتصويت
- الفاشية لن تتوقف في ام الفحم فقط .. !!
- عجائب الانتخابات المحلية للعرب في اسرائيل طائفية وعائلية تحت ...
- عكا : ضوء أحمر آخر للواقع الآيل لإنفجار أشد هولا ...
- بذكرى ثورة اكتوبر ..لا بد من بداية جديدة
- مؤسساتنا غائبة أم عقلنا غائب ؟!
- رد على أطروحات يوسف فخر الدين في - أجراس العودة
- قصة : الزوجة


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نبيل عودة - انه زمن البول فوق المناضد والبرلمانات والوزراء