أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - يونس العموري - لمُنتظر الزيدي ..شكرا لحزنك الجميل ولغضبك النبيل .....














المزيد.....

لمُنتظر الزيدي ..شكرا لحزنك الجميل ولغضبك النبيل .....


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 05:28
المحور: الصحافة والاعلام
    


هي بغداد من جديد المُنتظرة لمُنتظر .... وهي لحظة تاريخية لها كل الدلالات بأن يكون الحدث في عاصمة الرشيد .. لوداع من أتى مودعا لدجلة الباكية ليلها والشاكية نهارها ... هو رجل من رجال العراق قال كلمته ومضى بحضرة العالم ليشهد البشر ان بغداد ستظل العصية على نيرونها، ولن تحترق بنيران حقده الأعمى على حاضنة التاريخ وصانعة حضارة الانسان، وملهمة لغة الضاد واللغة ونقش الحرف الأول ... وهو الرد البليغ على من عبروا تاريخ المنطقة بإحتراف صناعة القتل والتعذيب وسادية من يسمى مجازا انسانا يتربع على عرش البيت الأبيض ... هو المزج الانساني الرفيع بحضرة بشاعة القتل والتقتيل ... وهو من صرخ بوجه الشيطان، وان كان من خلال الحذاء الذي حتما قد صار رمزا مقذوفا بوجه سيد بلاد العم سام ... وهو من قال لا بوجهه وبوجه من يحاول تزوير تاريخ العراق ... وهو من يعلم الانسان تمزيق العدم بلا استكانة او خنوع في ظل رويبضات العصر ... وهو من أعطي للتاريخ درسا بكيفية الرفض والتعبير بصخب المشاغب الجميل، عن ماهية الرفض المطلق لهذا المتسلل تحت جنح الليل الى بغداد ...
هو منتظر ابن الزيدي وقد جاء من عبق تاريخ ابو زيد الهلالي حينما تمترس خلف الرفض في مصالحة القاتل والمعتدي على عرشه رافضا مناشدات القبائل المرتدة عن مزامير عروبتها ... ومن يمارس صراخه باسم كل القبضات الملوحة والمقاومة والقابضة على الجمر والنار والتي نهضت واستنهضت ذاتها من بين الركام ومن مسح عن وجهه سخام أدخنة الحرائق، ومن يكتب التاريخ بحروف مسمارية كما تعلمها منذ الالاف السنين عند شط العرب، في ظل إلتقاء الفرات العظيم بدجلة الحالمة العاشقة لإنسانها والوفية لتاريخ من يعبر المكان معمرا لا مدمرا ...
هو ابن العراق اولا وقبل ان يكون الصحافي المهني المطلوب ان يراعي اخلاقيات فنون الكتابة والإمساك بأطراف الاقلام ... وهو من شهد مشهد الإعدام بيوم الحج الأكبر ... وقبلها لدبابة اقتحمت ساحة الحلم بميدان الحرية بوسط البغداد واعطت الأوامر لقذف الأحذية حينما آتها الأمر من سدنة البيت الأبيض وكان لبوش الكثير من الكلام حينها ... واليوم يسدد الحساب ويمنحه وسام بغداد من درجة الحذاء المقذوف بوجه من اعطى الأمر بأن يعلو علمهم في سماء بغداد ليتمرغ هذا العلم اليوم وبذات المكان بجزر المنطقة الخضراء على شاطىء دجلة الجميلة المغتصبة بكل اللحظات بالصبح والمساء ...
مُنتظر قال ما قال باسم كل اطفال الحياة والتواقون لأن يحيو فوق الأرض اعزاء ببغدادهم ناطقين باسماءهم معبرين عن احلامهم يجوبون شوارعهم دون وجل او خوف يلعبون بحواريهم ...
هو من نطق باسم ملايين العرب وحتى هؤلاء العجم وعبر عن موقف اللحظة ... ومن اعادة للمنطق توزاناته بأن لا يتصالح السكين مع الشاة المذبوحة .. وهو العالم والعارف بخبايا معادلة الحرب على عراقه الأبي ... وهو المفكك لمعادلة الرفض ببساطة الأشياء ... ومن ينفذ وصايا الأنبياء ومن يحاول ان يسطر ملحمة جلامامشية ... ومن تعلم في مدرسة سبارتاكوس ذاك المتمرد على سادة معابد الشياطين ...
فقد جاء سيد امريكا مودعا ارض بغداد بعد عاث بها فسادا داعيا الى الترحم لضحايا جيوشه الغازية مستكبرا متناسيا قتلى مئات الوف المنسيين على طرقات القتل ... جاء ليشرعن فعل الاحتلال ... ممهورا بتواقيع سادة العراق الجدد دون ان يهتز لهم جفن وهم يستمعون لكلام هلاكو العالم .. فكان ان أنتظر مثتظر حتى جاء تلك اللحظة التاريخية ليلقنه الدرس الأعظم بوداع الشعوب ....
فكم كان حملك ثقيل ويكاد ان يكون مليئا بكل افعال الهم والغم والقتل والتقتيل والصراخ، وانت من تنقل الأقاصيص والحكايا ... لتشهد بأم عينيك كيف تُغتصبت مدينة مدائن ما بين النهرين ....
والحكاية تبدأ منذ ان شهدنا سقوط اخلاقنا وقيمنا وأصبحنا كمن يتوسل ويستجدي سادة العصر الجديد وامراء المنابر وملوك الإقطاعيات بوطن يأن تحت ضربات ذوي القربى اكثر... وكانت لنا وقفات خزي وعار حينما صار العراق وفلسطين عنوانا لممارسة فن العهر السياسي السلطوي ... وكنا ان ركعنا سجدا ركعا لمن يأتي مجددا مهللا مكبرا بالفتح الجديد... وكنا ان شهدنا سقوط اقنعتنا وزيفنا حينما دوسنا كوفية ظلت لعشرات السنين متألقة متباهية على الروؤس .... وصرنا حراسا للقبور... ولوردة حمراء تحاول ام تنمو وسط خراب البساتين ...
فيا مُنتظر ابن الزيدي ان كنت حيا بسجن او كنت حيا بقبر ... اسمح لنا ان نقول لك شكرا ... على ردك البليغ على شرعنة الأساطيل الغازية لارض النخيل .... وشكرا لحزنك الجميل ولغضبك النبيل .... وشكرا لأنك قد سمحت للتاريخ ان يسطر نهاية بوش بهذا الشكل .....



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين ( فن الممكن) و( فن المستحيل ) بالحالة الفلسطينية
- حول رفع التمثيل الدبلوماسي لبعثة منظمة التحرير الفلسطينية في ...
- حينما تصبح القدس عاصمة للثقافة العربية ..
- دعوة لفهم منطلقات انعقاد الملتقى العربي الدولي لحق العودة .. ...
- حينما يصبح الأسود رئيسا لأمريكا ....
- ان لم تتفقوا فلا تعودوا ....
- مرحلة المصالحات ... ضربة اخرى للسياسات الامريكية الاسرائيلية ...
- في الدعوات للمشاركة في الإنتخابات لبلدية القدس ...
- قراءة في الورقة المصرية للحوار الفلسطيني ....
- لعيسى قراقع .... ( دور يا كلام على كيفك دور) ....
- كرنفالية لعكا ...
- تراتيل في نداء مطران القدس كبوتشي ....
- المصالحات الفتحاوية لابد ان تكون على اساس الإصلاحات اولا ... ...
- تعويذة مقدسية بحضرة الفتنة من جديد ...
- مطالعة نقدية لواقع حركة فتح وسبل استنهاضها ...
- ابعاد الغضب الأمريكي من لقاء عباس بالقنطار ...
- على متن الفراشات كان رحيل محمود درويش ....
- الكل يتحمل مسؤولية المأساة ....
- بالرحيل او الهروب ... لم يعد هناك الكثير من الفرق ....
- القدس تتوحد مع غزة


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - يونس العموري - لمُنتظر الزيدي ..شكرا لحزنك الجميل ولغضبك النبيل .....