أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الشهابي - أوباما وإيران وسباق الزمن














المزيد.....

أوباما وإيران وسباق الزمن


علي الشهابي

الحوار المتمدن-العدد: 2493 - 2008 / 12 / 12 - 07:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيتسلّم باراك أوباما مقاليد الأمور في الولايات المتحدة وهي في وضع لا تحسد عليه، لا داخلياً ولا خارجياً. ومع ذلك يظل الوضع الداخلي مشكلة صغيرة مقارنة بالخارجي؛ فالأميركيون سيعتادون على الكساد الاقتصادي الذي لم يبدأ في عهد أوباما، ولأنه شيئاً فشيئاً ستعقبه مرحلة من الانتعاش تعيد الوضع إلى ما كان عليه. أما الوضع الخارجي فمشكلة عويصة جداً حتى أن أوباما قد لا يتمكن من لملمته بطريقة يحافظ فيها على المصالح الحالية للولايات المتحدة، لكنه سيحاول. والتهديد الأكبر لهذه المصالح يكمن في إيران، التي يقول مارتن إنديك إنها قد تنتج سلاحاً نووياً مطلع 2010 (جويس كرم/الحياة 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2008).
تمثل إيران هذا التهديد لانصباب جهودها على صيرورتها قوة إقليمية تفرض على الولايات المتحدة مقاسمتها بثروات الخليج، وهذا ما ستحاول أي إدارة أميركية منعه بشتى الوسائل. فكيف ستسمح الولايات المتحدة بهذه المقاسمة وهي التي كانت حتى الأمس القريب تفرض على الآخرين مقاسمتهم بثرواتهم؟ لذا أعتقد أن أوباما سيحاول السير باتجاه إزالة كافة العقبات التي تعيق الولايات المتحدة عن وأد المشروع الإيراني المرتكز على امتلاك السلاح النووي، ولهذا سيسير بنفس الوقت باتجاهين:
1ـ إعادة تجهيز القوة العسكرية والانسحاب من العراق. فالعراق غير المستقر، إن لم يكن المقاوم، يستنزف الجيش الأميركي بلا طائل، ويبقي إيران مطمئنة إلى أن التهديد الأميركي بضربها عسكرياً مجرد تهديد طالما أن المهدد لا يهدد، بل يصرخ مهدداً. أما الانسحاب من العراق فيحرر الجيش الأميركي من المحيط المعادي له، ويمكّنه من حرية الحركة. وبنفس الوقت يسمح بنشره في أفغانستان بحيث تصير قوات الناتو أكثر فاعلية في التصدي لطالبان والقاعدة، ووقت اللزوم لإيران. كما يسهم الانسحاب أيضاً في الضغط على إيران بتفهيمها أن الخيار العسكري ضدها بات جدّياً.
2ـ العمل على رأب الصدع مع روسيا، عبر الاعتذار العملي عن محاولة إدارة بوش إذلالها. وهذا ما يتم بالتفاهم، وربما بالتنسيق، معها حول الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية والاعتراف بمصالحها الإقليمية؛ بالإضافة إلى مجموعة حوافز كإدخالها إلى منظمة التجارة العالمية ودعم مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي للوصول إلى اتفاق شراكة استراتيجية بينهما.
لا شك في أن روسيا ترحب عموماً بمثل هذا التعاون مع الولايات المتحدة. وإعلانها غداة انتخاب أوباما عن نشر شبكة صواريخ للتعامل مع الدرع الصاروخية الأميركية بمثابة جس نبض لكيفية توجه أوباما نحوها، ونبفس الوقت للفت انتباهه إلى استعدادها للتفاهم معه بخصوص كل المشاكل القائمة بينهما من خلالها. صحيح أنه من غير المعروف مدى الإغراءات التي ستقدمها إدارة أوباما لروسيا مقابل تأييدها للمساهمة في إجبار إيران على التخلي عن برنامجها النووي، وإن كانت روسيا ستقبل أم لا. لكنّ المؤكد أن برنامج إيران النووي سيصبح عما قريب ورقة بيد روسيا للمساومة مع الغرب؛ وأعتقد أن روسيا تميل بهذا الاتجاه لأنها تحبّذ إدماجها في الغرب على قاعدة المساواة التامة معه في المصالح. فماذا تريد غير ذلك طالما أنها روسيا الروسية، وليست ما يتصورها خيال الشعوب العربية والإسلامية؟
على كل حال، إن تمكنت إدارة أوباما من التفاهم مع روسيا بخصوص البرنامج النووي الإيراني، فسيتوحد «المجتمع الدولي» ضد إيران ليتعامل معها بسياسة الجزرة والعصا: سيقدم لها سلة حوافز سخية مقابل تخليها عن تخصيب اليورانيوم، تحت طائلة إصدار قرار دولي بحصارها اقتصادياً. وفي حال إصرارها على التخصيب، سيتم اتخاذ هذا القرار الذي سيعني منعها من تصدير النفط ومن التعامل التجاري معها حتى من قبل بلدان كبلدان الخليج.
من المؤكد أنه ليس من مصلحة أحد توجيه ضربة عسكرية لها، فالقتل بخيط الحرير أسلس وأنعم و»إنساني» مقارنة بالسكين، ويؤدي نفس الغرض. وبنفس الوقت فإن من شأن هذا الخيط تجنيب المنطقة احتمال حرب قد يبادر لها حزب الله ضد إسرائيل، دفاعاً عن نفسه قبل أن يدافع عن إيران. فماذا ستفعل إيران إن قامت السفن الحربية الأميركية والأوروبية، بموافقة روسيا والصين، بمصادرة ناقلات النفط الإيرانية في الخليج أو حتى خارج مضيق هرمز؟ هل ستحارب العالم بإغلاق مضيق هرمز؟ أم ستشن الحرب لفك الحصار، وضد من؟ ضد السعودية وبلدان الخليج أم ضد إسرائيل؟ وفي كل هذه الأحوال، فالعصا الأميركية ـ الأوروبية ليست رفيعة. لا شك في أن أوباما سيبذل قصارى جهده لدفع الأمور بهذا الاتجاه، وبسرعة. وأعتقد أنه لهذا السبب تم ترتيب لقاء قريب بينه وبين الرئيس الروسي، حتى قبل تنصيبه رسمياً، طالما أن «الوقت لص»، كما يقول المثل الإنكليزي، وعلى أوباما «أن يمسك به من الخلف، من قبة قميصه». فهل ستتجاوب روسيا مع هذه الجهود، أم أنها ستظل تدعم إيران على الأقل بتغطية برنامجها النووي دولياً ريثما تنتج أول سلاح نووي يقلب طاولة العلاقات الدولية الجديدة التي يزمع أوباما صياغتها؟
من الواضح أنني لم أتطرق إلى ما سيكون عليه موقف القيادة الإيرانية إن تجاوبت روسيا، وكيف سيكون إن لم تتجاوب. لكننا رأيناها تتعامل بهذا الموضوع بمنتهى العقلانية منذ أن انطرح برنامجها النووي على طاولة المفاوضات، أيام الرئيس خاتمي. فقد أعلن وقتها بمنتهى الصراحة «يريد الغرب ملاكمةً يتم الفوز بها بالضربة القاضية، أما نحن فنريد سباقاً ماراتونياً»، وانحنت إيران وقتها للعاصفة. أما بعد انكشاف الورطة الأميركية في العراق فوقفت كالرمح في وجه العاصفة، لأنها كانت عاصفة من الكلمات. فماذا ستفعل إن اتفق أوباما وروسيا؟
أعتقد أن هذا يتوقف على معادلة بسيطة يتفاعل فيها الزمن مع الزمن: الزمن الذي قد تتوصل فيه الولايات المتحدة وروسيا إلى الاتفاق والزمن المتبقي لنجاحها بأول تفجير نووي، هذا الذي قد لا يعرفه أحد بدقة إلا هي.



#علي_الشهابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة في طور التفكك؟
- الأزمة المالية الراهنة والندب على الماركسية
- اقتصاد إسلامي في مواجهة الأزمة المالية!
- المنعطف في سياسة أوباما الخارجية
- نحن وإيران وتركيا
- نقاش مع -مشروع رؤية سياسية فلسطينية جديدة-
- باريس تشيّع برشلونة في المتوسط
- الديموقراطية المدنية رايتنا السياسية
- طريق الاستقرار في العراق
- إعلان دمشق والانعطاف المطلوب
- هدف الديموقراطية في سوريا أمريكياً وأوروبياً وسورياً 4
- هدف الديموقراطية في سوريا أمريكياً وأوروبياً وسورياً 3
- هدف الديموقراطية في سوريا أمريكياً وأوروبياً وسورياً 2
- هدف الديموقرلطية في سوريا أمريكياً وأوروبياً وسورياً -1
- دفاعاً عن البيانوني وخدّام في وجه إعلان دمشق
- شمولية السياسة سياسة شمولية
- العمل السياسي في سوريا
- العمل السياسي في سوريا ..مجرد صورة
- بعيداً عن الأزمة الراهنة في سوريا
- تركيا تمهد الطريق أمام سوريا


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الشهابي - أوباما وإيران وسباق الزمن