أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - علي الشهابي - بعيداً عن الأزمة الراهنة في سوريا














المزيد.....

بعيداً عن الأزمة الراهنة في سوريا


علي الشهابي

الحوار المتمدن-العدد: 1394 - 2005 / 12 / 9 - 10:42
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


"تركيا جسر سوريا الأوروبي"

أخيراً، وخلافاً للكثير من التوقعات، وافق الاتحاد الأوروبي على ضم تركيا. ولأنه ليس مشروعاً خيرياً، فلابد له من أسباب جوهرية لهذا الضم. ويمكن تلمس هذه الأسباب فقط في سياق العولمة، وتحديداً في سياق نهج العولمة الأوروبي.
بما أن العولمة بشكلها النهائي عبارة عن حرية حركة الأفراد والبضائع في كافة أرجاء المعمورة، لذا مازال العالم بعيداً جداً عن بلوغها لأنه مازال يتعولم. ولأنه مازال يتعولم، من البديهي أن تحاول كل واحدة من القوى الرأسمالية الرئيسية صياغة العولمة بالشكل الذي يحقق مصالحها الحالية، ريثما تكتمل العولمة وتتوحد المصالح. في ظل هذا الواقع نرى تيارين رئيسيين يفعلان فعلهما في صياغتها، وهما الأمركة والأوربة.
هذان التياران يتناقضان جزئياً ويتكاملان في مجراها العام، والأدق إنهما يتكاملان تناقضياً. ويمكن التمييز بينهما ضمن المسار العام للتشابك الكثيف في شبكة رؤوس الأموال على الساحة العالمية، هذا الذي يمثّل تشابك ثلاثة قوىً اقتصادية: أولاً رؤوس الأموال القومية في البلدان المتطورة، وثانياً رأس المال العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، وأخيراً رؤوس الأموال في البلدان المتخلفة ونصف المتخلفة.
1. رأس المال الأمريكي هو الأقوى بين الأولى بلا منازع، ولهذا يسيطر على رأس المال العالمي ليفعل الأخير فعله بالمحصلة في خدمته. يضاف إلى ذلك القوة العسكرية الهائلة للولايات المتحدة التي من منطقها تحقيق مكاسب اقتصادية إضافية لرأسمالها القومي، ولرأس المال العالمي المندمج برساميلها، على حساب باقي رؤوس الأموال القومية.
2. رؤوس الأموال القومية في البلدان المتطورة، وأهمها الياباني ومن ثم الأوروبية، وهي تعيش حالة من الصراع والتنافس فيما بينها، بما فيه التنافس والصراع مع رأ المال الأمريكي.
3. رؤوس الأموال في البلدان المتخلفة ونصف المتخلفة، وسأتغاضى عنها في هذا السياق لقلة أهميتها في صياغة العولمة، طالما أن رأس المال المتطور، وخصوصاً الأمريكي، يجذبها إلى دورته ليستفيد منها وتحقق مصالحه من خلاله.
بهذه اللوحة المكثفة، ولدى المقارنة بين رأس المال الأمريكي ورؤوس الأموال الأوروبية، نلاحظ أن رأس المال الأمريكي هو الأقدر على مواصلة النمو والتطور في ظل استمرار القانون الكلاسيكي للتنافس الرأسمالي، قانون التنافس الحر للسلع. وهنا، بفعل ما يترتب على هذا القانون، تكمن كل دواعي تشكيل الاتحاد الأوروبي. فما هي ماهية هذا الاتحاد؟
بما أن رأس المال الأمريكي يمتاز على رؤوس الموال الأوروبية الغربية بالمزايا المذكورة أعلاه، فهي أعجز من مجاراته بالتنافس الحر، ولهذا صار يقفز وصارت تنكمش. واستمرار هذا الوضع من الطبيعي أن يوسّع الهوة بينهما، لتبلغ مرحلة تصير فيها مجرد تابعة له. و هذا ما فرض عليها اللجوء إلى أسلوب جديد في التنافس معه. ويكمن هذا الأسلوب بالتوحد مع البلدان الواقعة في محيطها الجغرافي، وابتدأت بأوروبا الشرقية. فبهذه الوحدة تحقق شكل رئيسي ما يلي:
• توسيع سوق استثماراتها بحيث تفرض على الأوروبيين الشرقيين، بشكل غير مباشر، استهلاك السلع الأوروبية.
• تطوير مستوى معيشة الشعوب الشرقية، وبالتالي زيادة استهلاكها، مما ينشط كل الاقتصاد الأوروبي.
• تمركز رأس المال الأوروبي باجتذاب رأس المال الشرقي إلى دورة الغربي، مما يقوي قدرته التنافسية في الساحة العالمية.
• حل مشكلة شيخوخة سكان أوروبا الغربية بأسلوب أكثر جدوىً اقتصادية، مقارنة بالهجرة المشروعة أو غير المشروعة.
هذه مكاسب الاقتصاد الوروبي الغربي من تشكيل الاتحاد الأوروبي. وحتى يحققها لابد أن يدفع مقابلها نقداً وخدماتٍ للشعوب الشرقية.. وهو يدفع. هذا المشروع الأوروبي ـ والدق مشروع رأس المال الأوروبي ـ ليس من منطقه أن يلفظ تركيا، حتى لو لم يكن فيها متراً مربعاً واحداً من أوروبا. لكنه يريد أن يكفل ألاّ تتفجر الأوضاع فيها وتخلق له الأزمات، وبالتالي يريد أن يضمن بالمطلق انتفاء أي إمكانية للأزمة فيها. وهذا يتطلب منها ثلاثة أمور أساسية: أولاً أن يكون كل المجتمع فيها ديموقراطياً علمانياً، لا السلطة فحسب، مما يفضي إلى إنهاء سلطة الجيش كحارس للعلمانية. ثانياً حل المسألة الكردية بما يضمن اندماج كل مكونات المجتمع التركي تركياً، تمهيداً لاندماج الجميع في الاتحاد الأوروبي الكوسموبوليتي. وثالثاً اضطراد وتيرة التنامي الاقتصادي، وهو ما سيساعد فيه الاتحاد الأوروبي. وسأتوقف قليلاً عند هذا الخير لكونه قابلاً للقياس مقارنة بمثيله من بلدان الاتحاد.
مع أن معدل نمو الاقتصاد التركي بلغ في العام الماضي 10%، وهو معدل جبار بلاشك، إلا أن متوسط دخل الفرد مازال نصف مثيله في بلدان الدفعة الأخيرة، وخمس مثيله في البلدان العشرة الأولى. وقد أعطيت بلدان الدفعة الأخيرة سبع سنوات لتحقق المطلوب منها، وهي بلا مشاكل قومية أو سلطات عسكرية تحرس علمانيتها، لذا من الطبيعي إعطاء تريكا تسع سنوات بالحدود الدنيا.
مجمل ما تقدم يبين أن ضم تركيا جزء لا يتجزأ من مشروع الاتحاد الأوروبي، وبنفس الوقت مجرد حلقة من حلقاته. إنه مجرد حلقة لأنه يأتي في سياق القانون الذي فرض على الأوربة أن تنوجد. وهذا يعني أن الاتحاد الأوروبي يحتاج مزيداً من البلدان القل تطوراً ليضمها إليه، شريطة أن يتوفر فيها جوهر الشروط التركية. وهذا يفسح في المجال أمام إمكانية انتهاج سوريا نهج تركيا لسببين: لأنها باتت تحد الاتحاد الأوروبي، ولأن فيها كل مقدمات التطور بالاتجاه الديموقراطي العلماني. أما ما ينقصها فتبنّي الأحزاب السياسية لاستراتيجية هذا الانضمام، وبالتالي العمل الجدي لتوفير مقدماته.



#علي_الشهابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا تمهد الطريق أمام سوريا
- الطائفية و-المعارضة الوطنية الديموقراطية- في سوريا
- الاستحقاق السياسي للانتخابات اللبنانية: مطلوب من حزب الله
- التدخل العسكري الأمريكي حق ديموقراطي
- المخرج السوري من المأزق السوري: من المستفيد يا سيادة الرئيس؟
- المخرج السوري من المأزق السوري
- اللهاث وراء الإسلاميين
- المسلمون الأتراك والإسلاميون السوريون
- سوريّة سوريا .. أين سوريا من هذا؟!نقاش مع مقالة ياسين الحاج ...
- طوبى للكفّار في ظل إسلام الإخوان
- العلمانية وتشويه المتزمتين لها
- الدكتور الغضبان وإذكاء نار الحوار
- محاربة الفساد في سوريا
- الديموقراطية وأيديولوجيا الديموقراطية
- الديموقراطية وديموقراطية الحزب الديني -نموذج الإخوان المسلمي ...
- جرأة التفكير وديبلوماسية المفكر
- سوريا إلى أين ورقة عمل-القسم الثاني
- الأصلاح في سوريا


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - علي الشهابي - بعيداً عن الأزمة الراهنة في سوريا