أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الشهابي - جرأة التفكير وديبلوماسية المفكر















المزيد.....

جرأة التفكير وديبلوماسية المفكر


علي الشهابي

الحوار المتمدن-العدد: 907 - 2004 / 7 / 27 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خاص بسوريا
نقاش لمقالة السيد وسيم الأحمر
من غير المجدي في النقاش التركيز على إيجابيات النص لأنها محققة ، أي فعلت فعلها في المتلقي وأحدثت الأثر المطلوب . أما معاينة نقاط ضعفه وسلبياته فتفعل فعلها باتجاه تكميله ، كإحدى مكونات اكتماله . وآمل أن أرتقي إلى هذا المستوى من التعامل مع مقالة السيد وسيم الأحمر المنشورة في ( كلنا شركاء ) بتاريخ 16 تموز 2004 .
بمحض الصدفة توصلنا ، السيد وسيم وأنا ، إلى ضرورة العمل على بناء بلدنا على أسس متينة من الديموقراطية ، العلمانية بالضرورة ، كمقدمة ضرورية لمحاولة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي . وقد كان السيد وسيم أكثر دبلوماسية مني وهو يحاول ألا يصدم القارئ الذي تربى على بداهة ضرورة الوحدة العربية كطريق واحدٍ أحدٍ لتطورنا . ولهذا يطرح موضوعه بالطريقة التالية : علينا أن نبني بلدنا على الأسس المذكورة ونحاول الانضمام إلى ذاك الاتحاد ، والربح مضمون في الحالين . إن تمكنا نربح كثيراً ، ومالم نتمكن فالربح أقل .
هذه الحدود من الدبلوماسية ، والأدق البراغماتية ، غير ضارة على ما أعتقد . لكنه لا يتوقف عندها ، بل يتجاوزها لتصير ضارة بالفكر والتفكير ، أي بالعلم . يتجاوزها بقوله إنه يرى " أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لا يتناقض مع الدعوات القومية بأشكالها العربية أو السورية " لأنه يتناقض ، لا بل إنه يتناقض بالمطلق لأن البداية الفعلية للاتحاد الأوروبي على أرض الواقع هي البداية الفعلية لنهاية هذه الأمم ، وبنفس الوقت بداية تشكلها في تكوين كوسموبوليتي أكثر تطوراً من الدولة ـ الأمة .
هذا التكوين ، في الوقت الذي يقوم فيه بالقضاء على المواصفات القومية التي ما عادت تتناسب مع الحياة ، إنما يتمثل المواصفات القومية القابلة للحياة والقادرة على الإسهام في تطويرها ليعيد إنتاجها عبر صهرها في بوتقة هذا التكوين الجديد . والسيد وسيم يعلم كل هذا لأنه يقول بأن " نظام الاتحاد الأوروبي يقوم على أسس علمانية تحترم جميع الحضارات والثقافات ولا تفرض واحدة على أخرى ". مما يعني أن هذا النظام لا يفرض أي خصائص قومية على الأمم المكونة له ، بل تتفاعل هذه العناصر القومية المختلفة مع بعضها في سياق تشكله لينتج عن تفاعلها شكل جديد أبرز مواصفاته أنه غير قومي . فبدل مسايرة الأيديولوجيا القومية ، لأنها تفعل فعلها بالاتجاه المعاكس للانضمام ، من الضروري القول : لسنا أرقى من الفرنسيين والألمان و و و . وإذا كانت هذه الأمم تتخلى بكل طيبة خاطر عن فرنسيتها وألمانيتها وبولونيتها لصالح تطورهم جميعاً ، فالأولى بنا نحن أن نتخلى عن عربيتنا لصالح تطورنا وتطورهم . فاندماجنا بالاتحاد الأوروبي لا يجعلنا طليان أو هولنديين ، لأن الطليان والهولنديين بهذا الاندماج يكفون شيئاً فشيئاً عن كونهم طليان وهولنديين . هذا الكلام لا يضر بنا ، إلا إذا كنا فعلاً خير أمة أخرجت للناس .
بديهي أنني لا أوجه هذا الكلام للسيد وسيم لأن كل هذا لابد أنه بداهة عنده ، لأنه يطالبنا أيضاً بضرورة التخلي عن عقدنا الناجمة عن التاريخ الأسود بيننا وبين الأوروبيين .بل أوجهه لأولئك الذين يسايرهم السيد فراس ويخشى على مشاعرهم من الانصدام . وبدبلوماسية شديدة يتفادى السيد وسيم بعض اليائسين ، أو غير الراغبين في ولوج طريق الإصلاح الديموقراطي في سوريا ، الذين سرعان ما يقفزون إلى النتائج بغض النظر عن المقدمات عبر جوابهم " بأن أوروبا لن تقبل انضمامنا ". فدعوة السيد وسيم مبنية على أساس مقدمات تقول علينا أولاً بناء مجتمع مواصفاته كذا ومن ثم نحاول كذا . فمنطق جوابهم يعني إما أننا لا يمكن أن نصير بلداً ديموقراطياً وإما أن أوروبا لن تقبل بنا حتى لو صرنا . ولكن لماذا ؟ كفى ! لن تقبل . وإذا ما قال قائل " فعلاً كيف ستقبل بانضمام مجتمع هذا مستوى نقاش مثقفيه ؟! " فإنه يصير مثلهم لأن سيادة الديموقراطية ستطورهم ، فهذا مستوى نقاشهم قبل أن تتطور سوريا .
أستميح السيد وسيم العذر بتدخلي بمناقشتهم من زاوية كتابتي بنفس الموضوع . فقد سبق واستنتجت القانون الذي فرض على أوروبا الغربية
انتهاج الأوربة لتقوم بتشكيل الاتحاد الأوروبي . وبما أن انتهاجها هذا النهج ناجم عن فعل قانون ، لذا لا محيد للاتحاد الأوروبي عن هذا النهج حتى يتعدل هذا القانون . وهذا القانون حديث الولادة ، ومن غير المتوقع أن يتعدل على المدى القريب أو المتوسط . وثمة خطّابٌ كثر لود الاتحاد الأوروبي غير تركيا ، وخصوصاً روسيا . إنها تخجل من تقديم طلب انتساب للاتحاد الأوروبي ، وخصوصاً أنها ضمن الاتحاد الروسي ، لذا نراها تدعو الاتحاد الأوروبي إلى دمج الاتحادين وبشكل خجول : إنها تدعو إلى المرور الحر للبضائع والأفراد بينهما ، وهذا أقرب ما يكون إلى وحدة اندماجية . لكن الاتحاد الأوروبي الآن بتوسعه الجديد أعجز من ابتلاع البلدان التي ضمها إليه وتركيا معاً ، فابتلع اللقمة الأولى ، وبعدما يتمثلها يأتي دور غيرها .
هذا القانون يتمفصل على قانون آخر ، على قانون رأس المال الذي يجعل جريانه أشبه ما يشبه جريان النهر . فجريان رأس المال هو الذي يفعل فعله في التطوير ، وهو لا يجري إلا من منطقة مرتفعة إلى مناطق أقل ارتفاعاً . ولأن الولايات المتحدة أكثر تطوراً من أوروبا ، فإن من منطق هذا التطور أن يسد الطريق أمام قدرة الأوروبيين على منافستها اقتصادياً عبر التبادل الحر للسلع ، أي عبر المنافسة التقليدية . فالولايات المتحدة ، بقوتها الاقتصادية وحدها ، ناهيك عن العسكرية ، تهزم أوروبا اقتصادياً . ولهذا نراها بسياستها الحالية تريد أن تأخذ من العالم المتخلف وشبه المتخلف كل شئ دون أن تعطيه شيئاً . أما الاتحاد الأوروبي ، وجرّاء تخلفه وراءها ، فهو أعجز من اتباع نفس السياسة الاقتصادية ، ولهذا نراه لا يستطيع أن يأخذ قبل أن يعطي . هذا ، باختصار شديد ، كل المنطق الكامن وراء تشكل الاتحاد الأوروبي والذي ليس من منطقه أن يلفظ سوريا . أما استسهال بعض مثقفينا عملية التفكير فمن منطقه أن يلفظ العمل الدافع باتجاه تحقيق إمكانية دمج سوريا بهذا الاتحاد .
ثمة نقطة أخيرة : إن مثال النهر وحده يتكفل بنسف فكرة قيام تكتلات اقتصادية إقليمية ، إلا إذا ضمت تركيا وإسرائيل في المشرق . ويبدو أن هذا ما تراهن عليه الولايات المتحدة بطرحها لمشروع " الشرق الأوسط الكبير ". أقول "يبدو" لأني سمعت الكثير من اللغط عنه ولكن لم أقرأه ، هذا إن كان قد صدر أصلاً . ولهذا السبب ، سبب النهر ، ولأهمية العامل الجغرافي ، بالمعنى السياسي لا الطبيعي الذي يبدو السيد وسيم أنه يقصده أحياناً ، سبق وطالبت بضرورة السعي الحثيث إلى إرساء العلاقات السورية ـ التركية على أسس استراتيجية .
على كل حال ، للاطلاع على الأسس التي أنطلق منها بهذه الدعوة ، يرجى العودة إلى " سوريا إلى أين ـ ورقة عمل " التي تكرم موقع ( كلنا شركاء ) بنشرها على ثلاث حلقات بدءاً من 24 أيار 2004 ، والسادة المحترمون في صحيفة ( الحوار المتمدن ) rezgar.com



#علي_الشهابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا إلى أين ورقة عمل-القسم الثاني
- الأصلاح في سوريا


المزيد.....




- أكثر من 420 ألف رطل من الذخائر وقرابة 30 صاروخ -توماهوك-.. إ ...
- بيانات دول عربية على الضربة الأمريكية بإيران فجر الأحد
- الأردن.. جدل حول مدى تأثر المملكة باحتمال ضرب مفاعل ديمونا ب ...
- سلاح إيراني برسائل عقائدية وتكتيكية.. ماذا نعرف عن صاروخ خيب ...
- إسرائيل ستعيد رفات ثلاث رهائن من غزة والرئيس هرتسوغ يطالب بـ ...
- هل انتهى البرنامج النووي الإيراني بعد الضربة الأميركية؟
- الدويري: طهران تخطط لحرب طويلة الأمد وواشنطن وتل أبيب تخططان ...
- كيف يستغل المحتالون تطبيق تيك توك لإصابة المستخدمين بالبرامج ...
- واشنطن تقلّص بعثتها بالعراق وتحذر من السفر إليه بعد استهدافه ...
- شاهد.. شرطة الاحتلال تستبعد الصحفيين الأجانب وتبحث عن الجزير ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الشهابي - جرأة التفكير وديبلوماسية المفكر