|
قدرة الحوار المتمدن في تحقيق الأهداف اليسارية و الطبقة الكادحة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2489 - 2008 / 12 / 8 - 09:57
المحور:
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس الحوار المتمدن -دور وتأثير الحوار المتمدن على التيارات و القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية
تريثت كثيرا و لسنين قبل ان ان احمل قلمي و افرغ ما اؤمن به حقا و ارسله الى الموقع الالكتروني الحوار المتمدن، و كنت اتابعه على مضض و بشكل مستمر لكونه يهدف الى ما قضيت حياتي و فكري من اجله و هو الهادف لخدمة الانسانية و في طليعتهم الفقراء المعدمين ، و لست بمن يطلق الكلام على عواهنها ، الى ان توصلت الى قناعة كاملة و حقيقية بان هذا الموقع يسير وفق مل يتطلبه الوضع العام و العصر الجديد لليسارية و الديموقراطية الحقيقية و باعتدال و احترام مقبول من اكثر الاطراف و في مساحة شاسعة من الاراء و المواقف المتنوعة ، بينما الخط العام هو خدمة الطبقة الكادحة و العمل من اجل تحقيق الاهداف الجوهرية لليسار و الديموقراطية و حامل لخط فكري عريض و واضح ، و انه حقا بمثابة اكبر تنظيم سياسي و فكري و ثقافي و تاثيراته بائنة و فاعلة على الشرائح كافة ، و متابعيه بشكل خاص . انني اكتب هنا هذه الكلمات و ليس من باب التملق او المديح و لست بمحتاج لذلك و يعلم عني من يعرفني بالصراحة و الخشونة في التعبير ، الا ان ما يتمتع به هذا الموقع من مكانة في قلبي و فكري يدعني ان اكتب ما اشعر به ، و لا اعلم ان كان الشعار المركزي له يتطابق مع ما اؤمن و اناضل من اجله منذ سنين عديدة ، ولا اخفي انني حاولت بكل جهدي ان امارس كل ما امكنني من الصلاحيات في تنظيم يساري كوردستاني ان اوضح و انشر جوهر ما يؤمن به الموقع و ما يتماشى مع اهدافه ضمنا، و لا اخفي شيئا ان قلت انني اثرت على مسار العديد من الرفاق و الاصدقاء بعيدا عن الصراعات السياسية نحو ما يتضمنه الاهداف العامة لليسارية الواقعية ، و في كل لحظة من عملي الثقافي الصحافي السياسي ، و كانت الشعارات ماثلة امام عيني و في فكري مما فرضت نفسها كخط عام و اجندة فكرية في مسيرتي السياسية الفكرية ، و ليس بخافي عن رفاقي انني في ادبياتي السياسية الفكرية ينعتوني بخط المتمدن و توجهاته و قبل ان اكتب ولو مقالة واحدة فيه ، و ليس هناك من رفيق و صديق لي لا يعلم مسار افكاري من اجل مجتمع مدني علماني ديموقراطي حديث يضمن الحرية و العدالة الاجتماعية للجميع ، واود ان اذكر و اعلن في الذكرى السابعة لهذا الموقع ، انني و رفاقي تعاوننا و بعد مناقشات و جدالات و سجالات ، و تمكنا من فرض الشعارات : الاستقلال ، الديموقراطية ، المجتمع المدني ،العدالةالاجتماعية ، في المؤتمر الخامس لحزب كادحي كوردستان المنعقد في الايام 22-24/7/2007 في السليمانية ، و اعتمدنا على التوجه الفكري المتطابق مع ما يسير عليه الموقع الالكتروني الحوار المتمدن دون اتفاق مسبق ، و هذا لا يعني ان هذا الحزب ليست فيه من السلبيات بل جل ما نفكر فيه نحن المعارضين في صفوفه هو الاصلاح الممكن للحصول على المبتغى ان تمكننا . و هذا له دلالاته الواضحة و يعني مدى تاثير هذا الموقع الفكري الثقافي المتلائم مع ما يؤمن به العديد من اليساريين الواقعيين الموجودين في العديد من الاحزاب او المستقلين الذين لهم خط فكري واحد ، و يحتاجون الى الالية الملائمة لتوحيد القوى و اظهار و فرض ثقلهم في هذه البقعة من العالم . يجب ان لا اخفي انني شككت في هذا الموقع في بدايات تاسيسه و نتيجة لخلط الكثير من الاوراق حسبته كغيره تحت تاثير جهة ما و لمصلحة ما و لغرض ما انبثق و يكون مؤقتا و لا يدوم طويلا و سوف تبان اهدافه السرية و سيزول دون ان يترك اثرا يذكر ، الا انني بعد سنين متابعتي و كنت رئيسا لتحرير صحيفة عربية تصدر في كوردستان و على الرغم من محاولتي اتباع طريق الحوار المتمدن كنهج للصحيفة و ان كانت تابعة لحزب كادحي كوردستان ، فلم افلح في تحقيق هذا الهدف في النهاية لسيطرة السياسة على مسار الفكر لممول الصحيفة الحزبية كما هو حال جميع الاحزاب الكوردستانية ، و قدمت استقلاتي منها ، و استمر الحوار المتمدن على نهجه و انفتاحه ، و اقولها بصراحة ، تبين لي فيما بعد ان الموقع غير مرتبط باي تنظيم سياسي منغلق و انما الخط اليساري التقدمي العلماني المدني هو نهجه العام ، و الذي ابهرني استمراره و سعة صدره و تحمله للاراء المخالفة على غير عادة المواقع الاخرى ، و استقر على خطه الفكري العام. اما من الجانب الفكري و الخط الواضح لما يعتمده الموقع، انه ساهم في تفعيل و تنشيط التوجهات الفكرية عن طريق الحوارات المدنية و السياسية المتبعة ، و هو الدافع الرئيسي لاقتراب العديد من الاتجاهات اليسارية المعتدلة و المحافظة و هو الوسيلة و الطريقة الفعالة الهامة لتفاهم القوى حول الخطى السياسية الفكرية الايديولوجية و اعتماد الشفافية و العلنية في النقاش والتوصل الى الحلول و الاقتراب من التوجه الصحيح ، و انه كان بمثابة قوة او مركز اعلامي و مؤسسة كبيرة لتطوير اليات عمل القوى اليسارية و الديموقراطية ، و ان لم يصل الى الهدف المركزي العام لحد الان و هو اتحاد القوى اليسارية او انشائها للجبهة الموحدة المؤثرة على الحياة السياسية العالمية بشكل عام و الشرق الاوسطية بشكل خاص ، و انه استغل التقنيات بشكل متواضع و استفاد بشكل مباشر من بعض ايجابيات العولمة و سخرها لخدمة المجتمع و الطبقة الكادحة ، و كان منبرا مؤثرا و فعالا لمواجهة القوى المعوقة لتقدم الانسانية و ومنها التخلفية الرجعية الاصولية، و كان الوسيلة الصحيحة لترويج قيم اليسار و العلمانية و مدافع صلب و قوي لحقوق المراة و تغيير العقلية الرجولية المسيطرة في اكثر بقاع العالم ، كما بان هذا العمل في الحملات التضامنية و الدعم غير المحدود لما في خدمة المساواة و العدالة الاجتماعية و التمدن . اما من الناحية الادبية و الصحافية ، حقا انه كان المنبر المشجع المفتوح لدعم و تنمية و تقوية القدرات الصحافية و الفكرية و الثقافية بشكل عام للكاتبات و الكتاب ، و زرع فيهم الثقة بالنفس و غذى فيهم الجراة الادبية . انني اقترح هنا من كوردستان على هيئة التحرير ، بقدر الامكان محاولة بناء العلاقات المتشعبة و عقد الندوات و المناظرات في الشرق الاوسط ، واني اخص كوردستان لكون القوى اليسارية مشتتة هنا و محتاجة لكافة المجالات لدعمها و العمل على توحيدها ، و اليوم المجال الاعلامي الفكري له تاثيراته الجذرية و يوازي التنظيم الحزبي في تاثيراته ان لم يكن اقوى منه ، و هو الهدف المنشود لتحقيق الاهداف العامة لليسار و الديموقراطية و العلمانية و التمدن. و اخيرا تمنيت ان تكون هناك من السلبيات لاذكرها ، ولكن لم اجد غير انني اود و اتمنى من المشرفين على هذا الموقع تقييم المواد بحيادية اكثر و ان يكون تسلسل المقالات حسب الموضوع الهادف لتحقيق الشعارات و الاهداف المركزية لليسارية و ليس اعتمادا على شهرة الكاتب و قدراته الادبية ، و هذه ليست بسلبية تذكر و انما تمنيته كنهج فكري و سياسي للموقع ، و مبروك للجميع الذكرى السابعة لميلاد الحوار المتمدن الميمون.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تنبثق قوى معارضة في اقليم كوردستان؟
-
نظام اقتصادي عالمي جديد هو الحل للازمة الانية
-
ألم يأت دور الشباب بعد تسمين شيوخ العشائر في العراق
-
حان الوقت لاعادة النظر في صفة التكبر لدى امريكا
-
الشفافية و طرد مفتشي مكافحة الفساد في حكومة المالكي
-
تحزٌم بعض المثقفين بحزام العفة المذهبية!!
-
هل الازمة المالية العالمية قوضت العولمة ام حاصرتها ؟
-
هل شخصت روسيا ما فكك الاتحاد السوفيتي لمعالجته او ازالته ؟
-
مهما طال الزمن سيتجه العالم نحوضمان العدالة الاجتماعية
-
هل تقرأ القوى السياسية العراقية استراتيجية امريكا و نظرتها ل
...
-
اليس حجب وسائل الاعلام التقدمية دليل على خوف و تخلف السلطات؟
-
ما هي اهم معطيات مواقف روسيا حيال القضية الكوردية في المنطقة
...
-
ما اهم معطيات مواقف روسيا حيال القضية الكوردية في المنطقة؟ (
...
-
اي عراق تريده امريكا و اية سياسة امريكية يريدها العراق
-
جوهر الفلسفة اليسارية الحقيقية لا يتوافق مع الحرب و الارهاب
-
احساس بالمسؤولية تضمن نسبة جيدة من السعادة المشتركة للشعب
-
هل مستقبل و نوع الدولة العراقية معلوم لدينا ؟!
-
الايحاء بمجيء شبح الموت للسلطة العراقية عند استفحال كل ازمة
-
ماذا تجني الدولة الليبية من زيارة القذافي لمنطقة قوقاز
-
ادعاء وجود لامركزية دكتاتورية تبرير لتجسيد و ترسيخ المركزية
...
المزيد.....
-
طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ
...
-
تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال
...
-
رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
-
زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
-
جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ
...
-
غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف
...
-
طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا
...
-
وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
-
هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
-
في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على
...
المزيد.....
|